إلهي أشكو إليك عدوا يضلني ..
بسم الله الرحمن الرحيماللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
مسيرة الإنسان في هذه الحياة تتطلب منه أن يؤدي امتحانا دائما وأبدا، حتى يلقى ربه الكريم، وهي العلة من خلقه في الحياة والذي يبينه تعالى: (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ) .
ويبقى الإنسان في مواجهة هذا التحدي والصراع الدائم، فهو يعيش ثنائية المادة والروح، والعقل والشهوة، حيث يتكون من نفحة من روح تشده إلى السمو والرفعة، وقبضة من تراب تشده إلى الانحطاط والسقوط .
وطبيعة الحياة فيها ما يستثير الدَافعَين أمام الإنسان..
يقول الإمام زين العابدين(عليه السلام) في مناجاته: «إلهي أشكو إليك عدوا يضلني، وشيطانا يغويني، قد ملأ بالوسواس صدري، وأحاطت هواجسه بقلبي، يعاضد لي الهوى، ويزين لي حبًّ الدنيا، ويحول بيني وبين الطاعة والزلفى».
ومهما بلغ الإنسان في مراتب الإيمان فإن ذلك لا يسقط عنه الامتحان، بل قد يكون أكثر بلاء ، كالطالب في المدرسة فمهما تفوق في دراسته وتميز إلا أن ذلك لا يعفيه من خوض الامتحان كبقية الطلاب.
الإمام الصادق(عليه السلام) يقول: «إن الشياطين أكثر على المؤمنين من الزنابير على اللحم».
هذه المعركة تبدأ من هواجس وخواطر تختلج في نفس الإنسان . والمؤمن معرض للامتحان وتربص الشياطين به وكأن الهواجس تدور حول الإنسان المتقي وتتربص به الدوائر.
فماذا يعمل المؤمن في هذه اللحظة؟
عليه أن ينتبه لها من بداية الأمر ويقاومها، وإلا فسيكون أسير قبضة الشيطان.
وكيف ينتبه لها؟
قال تعالى: (تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)...
وذكر الله تعالى لا يكون باللسان فحسب، بل بتذكر أن الله تعالى عليم بكل شيء، وأننا منه وإليه، وسوف يحاسبنا.
وإذا تذكر الإنسان ربه أبصر أمره ودربه: (فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ).
:: نسألكم الدعاء ::
تعليق