الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 2.30
ما هي الخطوة الأولى التي يجب أن نخطوها في طريق «جهاد النفس»؟/ لا يمكن أن نحدّد الخطوة الأولى بسهولة لأن الإنسان ذو أبعاد
بعد أن عرفنا وخضعنا لهذه الحقيقة وهي أن طريقنا الوحيد هو جهاد النفس وبعد ما اكتشفنا أهميته وضرورته، يتبادر إلى الذهن هذا السؤال وهو: ما هي الخطوة الأولى التي يجب أن نخطوها في طريق «جهاد النفس»؟ لا يمكن أن نحدّد هذه الخطوة الأولى ببساطة لأن الإنسان ذو أبعاد مختلفة وكلّما تحدّثنا عن الخطوة الأولى، يطرح هذا السؤال نفسه: الخطوة الأولى في أي بعد من الأبعاد الوجودية في الإنسان؟
فعلى سبيل المثال إذا كان للإنسان علاقات مع جهات مختلفة فلابدّ أن تكون علاقته الأهم، علاقته مع الله، وعليه فلعلّنا نستطيع أن نقول: إن الخطوة الأولى هي إصلاح الصلاة، وأما بالنسبة إلى علاقته مع الآخرين، فالخطوة الأولى عدم الظلم. وأما في الجانب السلوكي أيضا فليس من السهل تحديد الخطوة الأولى أهي غضّ العين أم مراقبة السمع أم مراقبة اللسان.
وبالإضافة إلى البعد العملي والسلوكي والعلاقات المختلفة، ينطوي الإنسان على أبعاد وجودية أخرى. فبالإضافة إلى نشاطه على مستوى «العمل والسلوك» يمارس بعض النشاطات على مستوى «الفکر والتعقّل» أو على مستوى «المشاعر والرغبات». فهنا أيضا يتبادر إلى الذهن سؤال، وهو: هل يجب أن تكون الخطوة الأولى على مستوى السلوك، أم على مستوى النزعات والمشاعر؟ هنا أيضا لا يمكن تحديد البعد المقدّم بسهولة ولا نستطيع أن أن نرجّح جانبا على الآخر ببساطة.
طبعا من إحدى الجوانب قد يقال: ينبغي أن تخصّص الخطوة الأولى بنزعات الإنسان ورغباته. إذ أنها لحقيقة واضحة وهي أنه ما لم يرغب الإنسان في فهم قضية أو إنجاز فعل ما، لا يعزم عليه. أمّا الأمر الذي يعقّد القضيّة هي أن الله لم يخلق الإنسان خاليا من الرغائب والنزعات، فقد أودع في فطرة الإنسان مجموعة من النزعات منذ البداية. ولذلك ففي كثير من الأحيان لم تكن الخطوة الأولى على مستوى النزعات. إذ ينطوي الإنسان على مجموعة من النزعات الحسنة الإيجابية منذ خلقه فلا يحتاج إلى تحصيلها.
الخطوة الأولى في مسار «جهاد النفس» بعد العلم، هي اعتبار النفس أعدى الأعداء/ يجب أن يكون لنا انطباع سلبي جدّا عن النفس
بالرغم من كل تعاقيد روح الإنسان التي سببت في صعوبة تشخيص الخطوة الأولى، بإمكاننا أن نسلّط الأضواء على أمر كخطوة أولى في هذا المسار. وهي أن يسعى الإنسان في مسار جهاده ضدّ هوى نفسه، أن يجعل رؤيته تجاه النفس كنظرته إلى أعدى أعدائه. يعني ينبغي للإنسان أن يعتبر «نفسه» و «أنانيته» عنصرا سيئا جدّا ويعتبرها عدوّة لدودة.
لا يكفي العلم بهذه الحقيقة، بل يجب أن نحظى برؤية ثابتة وعميقة تجاه النفس، وهذا ما يحتاج إلى دقّة وصرف الوقت الكثير في طريق جهاد النفس.
كثير من الناس لا يرى نفسه الأمارة عنصرا سيئا وخطرا، وحتى تراه قد صادَقَ نفسه!
كثير من الناس غير مقتنع بأن نفسه الأمارة عنصرا سيئا، ولا يشعر منها بخطر وحتى تراه قد صادَقَ نفسه! في حين يجب أن يعترينا هذا الشعور بحيث نرى نفسنا عدوّة لنا ونحظى بهذه الرؤية وهي أن نزعاتنا النفسانية والدانية سيئة وخبيثة جدّا، فإن لم نعتبرها عدوّا ولم نجاهدها، نتحوّل إلى أشخاص مدلّلين وعديمي المنطق وخطرين.
النبي الأكرم(ص): أَعْدَى عَدُوِّکَ نَفْسُكَ/ في سبيل أن نجاهد نفسنا يجب أولا أن نعتبرها عدوّا
قال النبي الأعظم(ص): «أعْدَى عَدُوِّكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَينَ جَنْبَيك»(مجموعي ورّام/ج1/ص59) فلابدّ أن نصدّق بأن نفسنا الأمارة عدوّ عزم على إذلالنا وإهلاكنا. فلا يجب أن لا نتخذ هذه النفس الخطرة ربّا وحسب، بل ينبغي أن لا نصادقها بل ولا نغفل عنها أبدا. إذ أن إهمال هذا العدو الخطر والقاسي والغفلة عنه يجرّ الويلات إلى الإنسان. إذن فمن أجل النجاح في عملية جهاد النفس، يجب أولا أن نعتبر النفس خصمنا وعدوّنا لنصرعها وإلا فهي التي سوف تصرعنا.
يجب أن نغيّر مشاعرنا تجاه نفسنا، ولابدّ أن نعتبرها عدوّا لا ينفك عن محاولة إلحاق الضرر بنا وإذلالنا طرفة عين. فلا ينبغي أن نعيش أفكارا رغائبية ليوقعنا الشعور بالأمن الكاذب في فخّ عداواته الكامنة.
الإمام الكاظم(ع): جاهد نفسك... فإنه واجب عليك كجهاد عدوّك/ ليت الإذاعة والتلفزيون يعرضون لنا الجرائم التي ترتكب في المنطقة ليعرف الناس ما معنى العدوّ؟
قال الإمام الكاظم(ع) لأحد أصحابه: «جَاهِدْ نَفْسَكَ لِتَرُدَّهَا عَنْ هَوَاهَا فَإِنَّهُ وَاجِبٌ عَلَيكَ کَجِهَادِ عَدُوِّكَ» [تحف العقول/ص399]
في خضمّ حروب المنطقة هذه، ليت الإذاعة والتلفزيون تقتنع باتخاذ هذه الاستراتيجية وهي أن تعكس جرائم العدوّ أكثر للناس ليعرف الناس ما معنى العدوّ؟ فعلى سبيل المثال تطيل الوقوف عند مئات الأبرياء الذين ذبحوا أو أطلقت عليهم الرصاص واحدا واحدا على يد داعش، ليرى الناس ما يجري في العالم ويدركوا مفهوم «العدوّ».
يتبع إن شاء الله...
بعد أن عرفنا وخضعنا لهذه الحقيقة وهي أن طريقنا الوحيد هو جهاد النفس وبعد ما اكتشفنا أهميته وضرورته، يتبادر إلى الذهن هذا السؤال وهو: ما هي الخطوة الأولى التي يجب أن نخطوها في طريق «جهاد النفس»؟ لا يمكن أن نحدّد هذه الخطوة الأولى ببساطة لأن الإنسان ذو أبعاد مختلفة وكلّما تحدّثنا عن الخطوة الأولى، يطرح هذا السؤال نفسه: الخطوة الأولى في أي بعد من الأبعاد الوجودية في الإنسان؟
فعلى سبيل المثال إذا كان للإنسان علاقات مع جهات مختلفة فلابدّ أن تكون علاقته الأهم، علاقته مع الله، وعليه فلعلّنا نستطيع أن نقول: إن الخطوة الأولى هي إصلاح الصلاة، وأما بالنسبة إلى علاقته مع الآخرين، فالخطوة الأولى عدم الظلم. وأما في الجانب السلوكي أيضا فليس من السهل تحديد الخطوة الأولى أهي غضّ العين أم مراقبة السمع أم مراقبة اللسان.
وبالإضافة إلى البعد العملي والسلوكي والعلاقات المختلفة، ينطوي الإنسان على أبعاد وجودية أخرى. فبالإضافة إلى نشاطه على مستوى «العمل والسلوك» يمارس بعض النشاطات على مستوى «الفکر والتعقّل» أو على مستوى «المشاعر والرغبات». فهنا أيضا يتبادر إلى الذهن سؤال، وهو: هل يجب أن تكون الخطوة الأولى على مستوى السلوك، أم على مستوى النزعات والمشاعر؟ هنا أيضا لا يمكن تحديد البعد المقدّم بسهولة ولا نستطيع أن أن نرجّح جانبا على الآخر ببساطة.
طبعا من إحدى الجوانب قد يقال: ينبغي أن تخصّص الخطوة الأولى بنزعات الإنسان ورغباته. إذ أنها لحقيقة واضحة وهي أنه ما لم يرغب الإنسان في فهم قضية أو إنجاز فعل ما، لا يعزم عليه. أمّا الأمر الذي يعقّد القضيّة هي أن الله لم يخلق الإنسان خاليا من الرغائب والنزعات، فقد أودع في فطرة الإنسان مجموعة من النزعات منذ البداية. ولذلك ففي كثير من الأحيان لم تكن الخطوة الأولى على مستوى النزعات. إذ ينطوي الإنسان على مجموعة من النزعات الحسنة الإيجابية منذ خلقه فلا يحتاج إلى تحصيلها.
الخطوة الأولى في مسار «جهاد النفس» بعد العلم، هي اعتبار النفس أعدى الأعداء/ يجب أن يكون لنا انطباع سلبي جدّا عن النفس
بالرغم من كل تعاقيد روح الإنسان التي سببت في صعوبة تشخيص الخطوة الأولى، بإمكاننا أن نسلّط الأضواء على أمر كخطوة أولى في هذا المسار. وهي أن يسعى الإنسان في مسار جهاده ضدّ هوى نفسه، أن يجعل رؤيته تجاه النفس كنظرته إلى أعدى أعدائه. يعني ينبغي للإنسان أن يعتبر «نفسه» و «أنانيته» عنصرا سيئا جدّا ويعتبرها عدوّة لدودة.
لا يكفي العلم بهذه الحقيقة، بل يجب أن نحظى برؤية ثابتة وعميقة تجاه النفس، وهذا ما يحتاج إلى دقّة وصرف الوقت الكثير في طريق جهاد النفس.
كثير من الناس لا يرى نفسه الأمارة عنصرا سيئا وخطرا، وحتى تراه قد صادَقَ نفسه!
كثير من الناس غير مقتنع بأن نفسه الأمارة عنصرا سيئا، ولا يشعر منها بخطر وحتى تراه قد صادَقَ نفسه! في حين يجب أن يعترينا هذا الشعور بحيث نرى نفسنا عدوّة لنا ونحظى بهذه الرؤية وهي أن نزعاتنا النفسانية والدانية سيئة وخبيثة جدّا، فإن لم نعتبرها عدوّا ولم نجاهدها، نتحوّل إلى أشخاص مدلّلين وعديمي المنطق وخطرين.
النبي الأكرم(ص): أَعْدَى عَدُوِّکَ نَفْسُكَ/ في سبيل أن نجاهد نفسنا يجب أولا أن نعتبرها عدوّا
قال النبي الأعظم(ص): «أعْدَى عَدُوِّكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَينَ جَنْبَيك»(مجموعي ورّام/ج1/ص59) فلابدّ أن نصدّق بأن نفسنا الأمارة عدوّ عزم على إذلالنا وإهلاكنا. فلا يجب أن لا نتخذ هذه النفس الخطرة ربّا وحسب، بل ينبغي أن لا نصادقها بل ولا نغفل عنها أبدا. إذ أن إهمال هذا العدو الخطر والقاسي والغفلة عنه يجرّ الويلات إلى الإنسان. إذن فمن أجل النجاح في عملية جهاد النفس، يجب أولا أن نعتبر النفس خصمنا وعدوّنا لنصرعها وإلا فهي التي سوف تصرعنا.
يجب أن نغيّر مشاعرنا تجاه نفسنا، ولابدّ أن نعتبرها عدوّا لا ينفك عن محاولة إلحاق الضرر بنا وإذلالنا طرفة عين. فلا ينبغي أن نعيش أفكارا رغائبية ليوقعنا الشعور بالأمن الكاذب في فخّ عداواته الكامنة.
الإمام الكاظم(ع): جاهد نفسك... فإنه واجب عليك كجهاد عدوّك/ ليت الإذاعة والتلفزيون يعرضون لنا الجرائم التي ترتكب في المنطقة ليعرف الناس ما معنى العدوّ؟
قال الإمام الكاظم(ع) لأحد أصحابه: «جَاهِدْ نَفْسَكَ لِتَرُدَّهَا عَنْ هَوَاهَا فَإِنَّهُ وَاجِبٌ عَلَيكَ کَجِهَادِ عَدُوِّكَ» [تحف العقول/ص399]
في خضمّ حروب المنطقة هذه، ليت الإذاعة والتلفزيون تقتنع باتخاذ هذه الاستراتيجية وهي أن تعكس جرائم العدوّ أكثر للناس ليعرف الناس ما معنى العدوّ؟ فعلى سبيل المثال تطيل الوقوف عند مئات الأبرياء الذين ذبحوا أو أطلقت عليهم الرصاص واحدا واحدا على يد داعش، ليرى الناس ما يجري في العالم ويدركوا مفهوم «العدوّ».
يتبع إن شاء الله...
تعليق