بالإضافة إلى عناء الدراسة والتعلّم الذي يهذب الإنسان، مضمون العلوم تنمّي الإنسان أيضا. فعلى سبيل المثال أول ما تعطيه بعض العلوم من قبيل الرياضيات والفيزياء الطب للإنسان هي أن تدلّه على النظم العظيم في العالم. فمن يقف على هذا النظم والتعقيد يزداد قابليّة لقبول الدين. طبعا يستطيع الإنسان أن لا يتأثر بعظمة العالم.
إن أردت أن تكون عبدا عليك أن لا تذنب أولا. وبعد أن أصبحت طاهرا بلا ذنب، سوف تبكي على ذنوب كثيرة؛ سوف تبكي على ذنب عجزك عن شكر الله، وعلى ذنب عجزك عن أداء حق العبودية، وعلى ذنب أن لم تر نفسك مذنبا، وعلى ذنب البون الشاسع بينك وبين إلهك وغيرها من الذنوب التي لا يدركها ولا يراها إلا الصالحون ثم يجهشون بالبكاء عليها في جوف الليل.
إن لم تعشق الحقّ، أحيانا لا تميّز بين الحق والباطل وهذا عقاب لأولئك الذين عرفوا الحق ولكن لم يعشقوه. وكذلك إن لم تبغض الباطل أحيانا لا تميز بين الحق والباطل وهذا عقاب لأولئك الذين عرفوا الباطل ولكن لم يبغضوه. إن غيرة التمسك بالحق تحفظ الإنسان في درب الحق.
الدوافع والأسباب التي تسبب سرور الناس هي نفسها تسبب اكتئابهم. فإن أردتم أن يقل حزنكم أو أن لا تحزنوا لأسباب واهية، لا تفرحوا بلا سبب أو لأسباب سطحية لا قيمة لها. إن الفرح في غير محلّه يؤدي إلى الحزن في غير محلّه.
ليس الرشد في أن نصل إلى مقام خاص، بل يتمثّل في الحركة المستمرّة نحو المطلوب. لا معنى للوصول ونيل الهدف في هذه الدنيا، إن العمل الدؤوب والجهد المستمر هو مصيرنا الحتمي في هذه الدنيا. (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقيه)[الانشقاق/6]. فلا تخططوا أن إذا تنالوا هدفا ما تستقروا في تلك النقطة وتقفوا عن العمل.
لا يقاس استدلال مهما كان بالمشاهدة. فأول ما يقوم به الأنبياء الربانيين هو أن يدعوا الإنسان إلى مشاهدة الحقيقة والنور. إن تلاوة القرآن تمثل نوعا من المشاهدة؛ (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِه)[الجمعة/2]. فإنك أثناء ما تتلو آيات القرآن في الواقع تزور كلمات الله سبحانه فينبغي أن نصافحك بعد ما تنهي التلاوة.
لا بأس بأن تذوق طعم الدنيا، ولكن احذر أن تخرب ذائقتك. فإن خربت ذائقة الإنسان بالدنيا، لا يذوق طعم العبادة بعد، وحتى قد يشمئز من طعم العبادة. إن الذي أحلى من طعم حقيقة الدنيا، هو طعم خيال الآخرة.
لا تقتصر المعنوية في المعرفة والمحبة، بل تحتاج إلى مجموعة من المهارات. من أهم هذه المهارات المعنوية هي القدرة على تحديد زاوية النظر. فإن استطعت أن تنظر إلى كل ظاهرة من زاوية صحيحة، لا من تلك الزاوية التي تظهر لك، فقد حصلت على قدرة تحديد زاوية النظر ونجحت.
تعليق