تأملات عبادية في الحركة إلى الله تعالى ( 1 )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • السيد امير الاعرجي

    • Jan 2015
    • 61

    تأملات عبادية في الحركة إلى الله تعالى ( 1 )

    الدرس الأول :( بداخلك قوة كامنة كبيرة )

    اكتشفنا أن القدرات المخزونة للإنسان ( القدرات بالقوة ) أكثر بكثير من التي نستغلها . إن مثل الواحد منا مثل دولة نفطية تملك رصيداً ومخزوناً نفطياً بملايين البراميل ، ولكن هذا الإنسان يعيش على وجه الارض وهو يستجدي ، طبعا بين هذا المخزون تحت سطح الأرض ولإخراجه على سطحها يحتاج إلى أدوات ، إذ ما قيمة الكنوز إذا كانت مخزونة ؟ ... وهل يعتبر هذا الإنسان غنيا ؟ ... إذن أحدنا قد يكتشف أنه يمتلك قدرات قوية لو أراد أن يستخرجها لاستخرجها . بعض الرجال والنساء كبار السن لا يتحمل الوقوف لممارسة أعمال المنزل لمدة ربع ساعة أو عشر دقائق ولكنه يقف ساعة ونصف في عبادة أمام الله عزوجل ؛ تفسير ذلك : أنه أراد وأحبَّ أن يعمل فعمل ، كذلك أحدنا عندما يطارد من قبل لص أو ماشابه تجد أن قوته تتضاعف للهرب ، ذلك لأن الجسم يكيف نفسه مع مختلف الظروف ، ومنها ليالي العبادة . فالإنسان لديه قدرات وإمكانات كامنة وهي توجب الشكر . ولكن يخاف على الإنسان من الاحتجاجات عليه يوم القيامة ، فعندما يؤتى بالعبد الكسول في ذلك اليوم - والذي يعبر عنه هذا الوصف المخيف : ( جيفة في الليل وبطَّال في النهار ) - ويرى المقامات المدخرة له ، لو أنه عمل أعمالا معينة ، ولكنه لم يعملها ، ماالذي يعيشه هذا الإنسان ؟... مجموع ذلك كم ؟ ... الساعات الطويلة التي تمضي من حياتنا قد تضيع على مسلسلات لا تسمن ولا تغني من جوع ، وقد تنقلنا إلى أوج العرش !!... فعلينا أن ننتبه لهذه الطاقات الكامنة أولا .



    الدرس الثاني : ( الجو الجماعي في العبادة أرض خصبة )

    الجو الجماعي أرضية خصبة لكل شيء للشر وللصلاح ، لذلك نجد الشارع ينهى وبشدة عن الجلوس على مائدة الخمر ولو شربت ماء زمزم عليها ، لعل من العلل أن لا تعيش هذا الجو . و الجو الجماعي للطاعة كالجو الجماعي للمعصية ، بعض المؤمنين يفضل القيام بالعبادة في المنزل ، تستطيع أخي المؤمن أن تجمع بينهما ، ولا يوجد منافاة بينهما .

    إن عبادة الله في بيت من بيوته جمع جماعة من المؤمنين بينهم الشيخ الكبير والطفل الصغير توجب كرمه ، والله تعالى أكرم الكرماء إذا أراد أن يكرم واحدا فيكرم المجموع ، خزائنه بين الكاف والنون (كن) في الحديث : ( إن الملائكة يمرون على حلق الذكر، فيقومون على رؤوسهم ، فيبكون لبكائهم ، ويؤمنون على دعائهم ... بعض المؤمنين عندهم معاملات يؤجلونها إلى مابعد الصلاة لو تزاحمت معها ، ولوأدُّوها لربحوا مبالغ طائلة ولكن خشية أن تفوته الصلاة جماعة فيأتي إلى بيت الله ، يترك شهوة ، يغالب النوم ، منهكٌ من الصيام فيحي ساعةً ثم يعود لشأنه ... هؤلاء لهم وزن عند رب العزة والجلال ( لولا شيوخ ركَّع ، وأطفال رضَّع ، وبهائم رتع لصب عليكم البلاء صبا ) فالملائكة يستغفرون لبني آدم ، فيقول الله تعالى : اشهدوا اني قد غفرت لهم وآمنتهم مما يخافون ، فيقولون ربنا : إن فيهم فلانا ولم يذكرك ، فيقول : قد غفرت له بمجالسته لهم ، فإن الذاكرين ممن لا يشقى بهم جليسهم ). كذلك الأمر في ليالي القدر و ليالي إحياء المناسبات المباركة ، تنزل الرحمة على المجموع ، فاغتنموا هذه الفرص ، لا تقاطعوا مناسبات أهل البيت (ع) لا تعرضوا عنهم ، لذلك العلماء يستشكلون في الذي لا يحضروا الجماعة .

    إخوتي ، العمر يمر مر السحاب ، ما الذي في هذه الحياة ؟ ما هي المحطات التي تعيننا على آخرتنا ؟ هل هي حياتنا الروتينية من أكل وشرب ومعاشرة للنساء ومن تربية للأولاد والذهاب للعمل ؟... هذا ليس زاد الآخرة ، بل زاد البطن والفرج ليس إلا ، زاد الآخرة شيء آخر. إن ربيع القلوب ثلاثة أشهر في السنة : شهر رجب وشهر شعبان وشهر رمضان . و شهر رجب مهبط الرحمة ، تصب فيه الرحمة صبا ، ويوم الخامس عشر من رجب من أفضل أيام السنة ، فاغتنموا فرص الخير هذه .



    الدرس الثالث : ( أطع الله ولا تقلق )

    هناك بعض المؤمنين يحرص على حضور صلاة الجماعة رغم ما يحيط بها من ثقل مثل صلاة الصبح ﴿ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً – السجدة 16 ﴾ - التأكيد في صلاة الجماعة على فريضتين هما صلاة الفجر وصلاة المغرب والعشاء - و يحي مناسبات أهل البيت(ع) ، و يحي ليالي الإحياء ، ولكنه قد لا يرى تغييراً يُعْتَدُّ به في حياته ، ويتساءل أين الأثر ؟ يقول : إنَّ الاستيقاظ بين الطلوعين يوجب زيادة الرزق ، وأنا واظبت على ذلك بعد صلاة الجماعة في المسجد ، فماذا رأيت في حياتي ؟
يعمل...
X