شرح زيارة آل ياسين/ من الجزء الاول - الجزء الاخير

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صدى المهدي

    مراقـــبة عـــــامة


    • Jun 2017
    • 11941

    #16


    شرح زيارة آل ياسين/ الحلقة السادسة عشرة
    هيئة التحرير
    ما زال الحديث متواصلاً وشرح فقرات الزيارة المهدوية المباركة، زيارة آل ياسين، وقد وصل بنا الحديث إلى شرح المقطع: (أَنْتُمُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَأَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لاَ رَيْبَ فِيهَا يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً).
    بعد أنْ بيّن المقطع السابق أنّ الإقرار لحجج الله من الواجبات على الخلق، فرّع عليه الإقرار ببعض الحقائق التي يتمتّع بها أهل البيت عليهم السلام، والحقيقة الاولى هي أنّ هؤلاء المحبوبين والشهداء هم بداية الوجود ونهايته، فيقتضي أنْ يكون كل ما بين البداية والنهاية مرتبطاً بهما ومتفرّّعاً عليهما، وهو إشارة من جهة أُخرى الى كونهم عناصر الفيض الالهي كما هي اشارة اخرى الى كون نهاية الوجود ستنتهي بهم، وعلى حد تعبير بعض الروايات والزيارات، وحساب الخلق عليكم وايابهم إليكم، وهذا المقطع يعكس بشكل واضح الاهمية التي يتمتّع بها اهل البيت عليهم السلام في هذا الوجود الصلاحيات المعطاة لهم من قبل الله سبحانه وتعالى، وفي هذا المقطع كنوز معرفية كثيرة قد تحدثت عنها الكثير من الروايات نقلها العلامة المجلسي قدس سره في (بحاره) كشؤون خلقهم وطينتهم، وكونهم فيض الوجود، وغيرها من البحوث المهمة التي يفهم منها أهمية أهل البيت عليهم السلام ومكانتهم والواجبات التي تجب علينا تجاههم.
    فيما تحدّث المقطع التالي والذي يقول: إنّ رجعتكم حق ...الخ عن حقيقة أخرى من حقائق اهل البيت عليهم السلام وهي كما أنها في الدنيا حقيقة ثابتة هي كذلك في الرجعة، بل في القيامة، إذ الرجعة لون من الوان القيامة.


    وهنا لابدّ من الحديث عن أنّ الرجعة ليس لها شكل واحد وإنّها باشكال متعددة ستقع، وقد ذكرنا ذلك في شرح للرجعة تحت عنوان (الرجعة نافذة نطل من خلالها على دولة آل محمد) على شكل حلقات مازالت تنشر في (صحيفة صدى المهدي عليه السلام) وبشكل مختصر قلنا هناك إن الرجعة تقع في مرحلتها الاولى عند ظهور الإمام ثم تشتد كمرحلة ثانية في زمن الائمة عليهم السلام، ثم تأتي مرحلة اخرى في زمن الإمام المهدي عليه السلام ومن حيث الزمن يبلغ مداها الآلاف من السنين، ومن حيث العدد ذكرت جملة من الروايات أنّه يرجع فيها الانبياء وجملة من الاصحاب والعلماء فضلاً عن كثير من المؤمنين وغيرهم، أمّا للحساب والمقاصة او لاستكمال الايمان او لمشاهدة ما كان فكرة في الوجدان او عقيدة في القلب فيرى متحققاً بالعيان، وقد تكون الآية الكريمة في هذا المقطع اشارة الى وقوع الرجعة في اناس لم يموتوا وهو ما قلنا عنه إنّه النحو الاول من انحاء الرجعة، حيث جاء في بعض تفسيراتها عندما قالت: يوم لا ينفع نفساً ايمانها ... الخ أي لا ينفع نفس عند ظهور الامام المهدي ايمانها السابق بالإمام المهدي عليه السلام وإنْ لم تكن قد ماتت، فمن لم يؤمن بالامام المهدي عليه السلام قبل ظهوره ويظهر في حياة هذا الشخص وقبل موته فإنّ الايمان به عليه السلام لا ينفع هذا الشخص وبمقتضى الاطلاق في هذه الآية الشمول لهذا الفرد مع انّه لم يمت لتكون رجعته عن الموت، فهذا نحو من الرجعة اطلقتها الروايات، وفي هذا المقطع الشريف تبين لنا أنّ الرجعة حقيقة دينية أمرنا بالإيمان بها وأنها ستقع في اُناس، وإن لم يموتوا، فضلاً عن وقوعها في الميّتين الذين يرجعون.

    تعليق

    • صدى المهدي

      مراقـــبة عـــــامة


      • Jun 2017
      • 11941

      #17
      شرح زيارة آل ياسين/ الحلقة السابعة عشرة
      هيئة التحرير
      ما زال الحديث متواصلاً وشرح فقرات الزيارة المهدوية المباركة، زيارة آل ياسين، وقد وصل بنا الحديث إلى شرح المقطع: (وَأَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ، وَأَنَّ نَاكِراً وَنَكِيراً حَقٌّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ النَّشْرَ حَقٌّ، وَالْبَعْثَ حَقٌّ، وَأَنَّ الصِّرَاطَ حَقٌّ، وَالْمِرْصَادَ حَقٌّ، وَالْمِيزَانَ حَقٌّ، وَالْحَشْرَ حَقٌّ، وَالْحِسَابَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَقٌّ، وَالْوَعْدَ وَالْوَعِيدَ بِهِمَا حَقٌّ).
      يشير المقطع الذي تتحدّث عنه الزيارة المباركة إلى أحوال يوم القيامة، ويشير مجملاً إلى المفاصل الرئيسة التي ستقع على المؤمنين في أوّل مراحل انتقالهم من دار الدُنيا الى دار الآخرة، بل تحدّث المقطع عن ضرورة الإيمان وحقّانية المعتقد الذي يؤثّر في أول حالات الانتقال هذه وهو الموت.
      وهنا لابدّ أنْ نشير إلى أنّ الحلقة السابقة من هذا الشرح قد بيّنت أنّ هناك عالماً سنراه، سمّته الروايات بالرجعة، وتحدّثت عنه كثيراً، وبيّنت خصائصه، وأنّ هذه الزيارة أشارت إلى هذا العالم، وأنّ الإيمان به من الحقائق التي يجب أنْ يعتقد بها الإنسان الموالي، وقد تقدّم تفصيل شرح الفقرة الخاصة بذلك في الحلقة السابقة، وكأنّ الزيارة تريد أنْ تتحدث لنا عن تفاصيل العقائد العملية التي يجب الإيمان بها، وعلى الترتيب المعاش من قبل المعتقد، فعقيدة يجب الإيمان بها في الدنيا، وعقيدة تدّخر معك إلى الرجعة، وعقيدة ستشاهدها عند البرزخ، وهي ما عبّرت عنه الزيارة المباركة بأحوال يوم القيامة، فالموت وهو القنطرة التي نعبر منها إلى ذلك العالم الفسيح، الزمتنا الزيارة الإيمان بحقّانيته، وأنّ أوّل حالة نشاهدها بعد عبور هذه القنطرة الحق هو ناكر ونكير، وسؤالهما الحثيث عن افعالنا واقوالنا وافكارنا، وأنّهما لم يتركا صغيرة ولا كبيرة قد فكّرنا فيها أو تحدثنا عنها أو عملنا بها إلاّ واحصياها، وسيحاسبننا عليها.
      ثم تتسلسل الزيارة الشريفة بسرد المراحل التي سنمر عليها وضرورة الإيمان بحقّانيتها، وإنّنا سنراها رأي العين، من النشر والبعث والصراط والمرصاد والميزان والحشر والحساب والجنة والنار، وأنّ معاني هذه الحقائق قد ذكرها القران الكريم وفسرتها الروايات الشريفة، ولابدّ هنا أنْ يستقطع المؤمن جزءا من وقته ليقف على حقيقة هذه الاشياء وموقفه تجاهها.
      ثم عطفت الزيارة المباركة على مقولة في غاية الاهمية، حيث قالت إنّ الوعد بهذه الاشياء، والوعيد على من لم يؤمن بها حق لا ريب فيه، فالمؤمنون الذين آمنوا بهذه الحقائق، ومارسوا عملياً التكاليف المترتبة عليهم تجاه يوم البعث والنشر، وتجاه الصراط والحشر، وحاسبوا انفسهم وزانوها، اولئك المتّقون الموعودون بالجنة وسيرونها.
      امّا الوعيد الناجم عن الاستخفاف والتهاون بهذه الحقائق، فإنّ من لم يزن نفسه ولم يؤمن بأنّ هناك نشراً وحساباً ومرصاداً، وأنّ من يحصي عليه عمله لا يخفى عليه شيء، اولئك موعدهم النار وأنّه هذه حق وحقيقة سيرونها إلاّ ما رحم ربك.
      إنّ الحديث عن هذه الحقائق التوحيدية في زيارة خاتم الائمّة وآخرهم يكشف لنا من زاوية أُخرى أنّ العقيدة ينبغي أنْ تسير مع المؤمن، وتكون حاضرة في وجدانه في كل الحالات التي يعيشها أيام دهره، فأثناء الزيارة وفي العبادة وأداء القربات، وفي كل حال هو عليها ينبغي أنْ لا يغفل عن ذلك وأنْ يذكره، ليكون هذا الذكر حافزاً للتقوى وذخراً ليوم المعاد.
      فضلاً عن أنّ هناك إشارات أُخرى لا تخفى على من يتأمل في فقرات الزيارة، فكون زيارة الإمام عليه السلام منبعاً من منابع التوحيد، وكتاباً يشرح العقائد، فإنّ زيارتهم ترفد الإنسان المؤمن بمجموعة كبيرة وزخم لا نهاية له من المعارف الالهية التوحيدية، وتشير من جهة أُخرى إلى أنّ التوحيد الذي ينبغي أنْ يكون عليه الإنسان المؤمن مفتاحه الارتباط بالإمام عليه السلام، وانّ ما يترتّب على هذا الارتباط هو اخذ الحقائق من معينها، فلا يبقى على المؤمن إلاّ الإيمان بها.

      تعليق

      • صدى المهدي

        مراقـــبة عـــــامة


        • Jun 2017
        • 11941

        #18
        شرح زيارة آل ياسين/ الحلقة الثامنة عشرة
        هيئة التحرير
        ما زال الحديث متواصلاً وشرح فقرات الزيارة المهدوية المباركة، زيارة آل ياسين، وقد وصل بنا الحديث إلى شرح المقطع: (يَا مَوْلاَيَ شَقِيَ مَنْ خَالَفَكُمْ وَسَعِدَ مَنْ أَطَاعَكُمْ).
        هذا المقطع من الزيارة الشريفة على صغر حجمه يتمتّع بمداليل عميقة ودقيقة، وتمثّل بعداً عقائدياً ومعرفياً لأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام، إذ يتضمّن _ونذكر هنا إشارات لما يتضمّن_ وعلى شكل نقاط:
        ظ،- إنّ الله سبحانه وتعالى لم يتّصل بعباده بشكل مباشر، وإنّما بعث إليهم من يسوقهم إلى مرعى عبوديّته وطاعته، وأنّ الشقيّ من يخرج عن القطيع، والسعيد من يقتدي بقائده ومرشده ويطيعه، وقد أكّدت السّنن التي جاءت بها الآيات والروايات ذلك، ولعلّ من بين أصرحها قوله تعالى: (وَ لَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)، وقوله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ...) فهما يدلاّن بوضوح على أنّ الذي يريد أنْ يرتبط بالله سبحانه وتعالى لابدّ أنْ يتّخذ واسطة توصله إليه عزّ وجل، وأنْ يطيع هذه الواسطة.
        ظ¢- إنّ هذا الاتصال بالله سبحانه وتعالى يمثّل منظومة الدين الذي فصّلها القرآن وسنّة العترة، وليست السنّة هي سنّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقط وما تحدّث به لأمّته، بل إنّ السعادة التي ضمّنها القرآن نتاج طبيعي لمن آمن بمجموع أهل البيت عليهم السلام دون استثناء، وانّ الشقاء الابدي ملازم لمن انكر، ولو كان واحداً، فمن آمن بالأئمّة فضلاً عن سيّدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يؤمن بقائمهم وآخرهم عليهم السلام فكأنّما لم يؤمن بشيء، ولازمته الشقاوة الدائمة.
        ظ£- إنّ هذا المقطع جاء ختماً لما تقدّم من حديث في الزيارة المباركة عن قضايا وعقائد يجب الايمان بها، وحيث أنّ السؤال الطبيعي من القارئ لهذه الزيارة الشريفة يتحدث ويقول: وما هو جزائي إنْ آمنت واعتقدت؟ فيأتي الجواب وبشكل واضح أنّ السعادة الأبدية تلازمك، وإنْ لم تؤمن فإنّ الشقاء هو الذي يلازمك، ثم يسأل السائل عن أن المخالفة الموجبة للشقاء هي في أي شيء؟.
        فيأتي الجواب أنّ ظاهر الزيارة المباركة والمقطع الذي نتحدّث عنه يلزمنا بالطّاعة التامّة وفي كل شيء، وتجنّب المخالفة لأيّ شيء، كما الزمنا الإيمان بهم جميع عليهم السلام، فلابدّ أنْ تكون طاعتنا لهم جميعاً وفي كل شيء، ليكون ختام ذلك هو أنّ ما تقدّم من شهادتنا وطاعتنا الذي يضمن لنا سعادتنا، أنّ ذلك شهادة مودعة عند أمين الله، وأنّه سيسلمها لنا عند احتياجنا إليها، ومن أولى منه بالشهادة على ما أودعنا من أمور خطيرة ومهمّة
        وقد تقدّم شرح شهادته عليه السلام عندما شرحنا المقطع (اُشهد يا مولاي...)، فنحن أردنا أنْ نبتدأ بجعل الإمام عليه السلام شهيداً على ما نعتقد ونختتم بجعله شهيداً على ما اعتقدنا، وهذا هو مدلول ما تحدثت عنه الروايات الشريفة، بل وهذه الزيارة المباركة، إذ تقدّم منا الحديث عن معنى قولهم عليهم السلام: (أنتم الأول والآخر...)، فهم كما في ابتداء الخلق أوّلاً، فهم كذلك في آخره، وكما هم وسيطنا الأوّل، فكذلك هم آخره، وهم كل شيء ما بين أوليتهم وآخريتهم، فلا نملك شيئاً من الأمر إلاّ ما اودع في قلوبنا من حبّ، وما ترجمناه من طاعة لهم عليهم السلام.
        حلقات شرح زيارة ال ياسين مصدرها
        صحيفة صدى المهدي من مركز الدراسات التخصصية ف الامام المهدي عليه السلام

        تعليق

        • صدى المهدي

          مراقـــبة عـــــامة


          • Jun 2017
          • 11941

          #19




          شرح زيارة آل ياسين/ الحلقة التاسعة عشرة والأخيرة

          هيئة التحرير
          ما زال الحديث متواصلاً وشرح فقرات الزيارة المهدوية المباركة، زيارة آل ياسين، وقد وصل بنا الحديث إلى شرح المقطع الأخير من هذه الزيارة الشريفة: (فَأَشْهَدْ عَلَى مَا أَشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ، وَأَنَا وَلِيٌّ لَكَ بَريءٌ مِنْ عَدُوِّكَ، فَالْحَقُّ مَا رَضِيتُمُوهُ، وَالْبَاطِلُ مَا أَسْخَطْتُمُوهُ، وَالْمَعْرُوفُ مَا أَمَرْتُمْ بِهِ، وَالْمُنْكَرُ مَا نَهَيْتُمْ عَنْهُ، فَنَفْسِي مُؤْمِنَةٌ بِاللهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِرَسُولِهِ وَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَبِكُمْ يَا مَوْلاَيَ أَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَنُصْرَتِي مُعَدَّةٌ لَكُمْ وَمَوَدَّتِي خَالِصَةٌ لَكُمْ آمِينَ آمِينَ).
          هذا المقطع من الزيارة الشريفة يتحدّث عن الطلب من الإمام عليه السلام أنْ يكون حاملاً وضامناً _لما اعتقده الزائر_ لمجموعة العقائد والايمانيّات التي اوجبتها الزيارة، كضرورة عقيديّة يتحلّى بها المؤمن الزائر.
          فيطلب من الإمام عليه السلام بعد أنْ تلى عليه ما تتضمنه جوانحه من الولاء العقدي له عليه السلام، أنْ يكون هو الشاهد على ما في قلبه.
          ثم يفرّع على ذلك وكأنّه متملّق للإمام عليه السلام، أنّ ما اطلبه منك يا سيّدي ومولاي بمقتضى ولائي لك وبراءتي من عدوّك، فتقبّل أيّها الحجّة المنتظر أنْ تكون شاهداً على ما طلبت من جنابك ومقامك السامي الشهادة عليه.
          وحيث أنّ أهل البيت عليهم السلام _وبمقتضى ما نعتقد_ لا يشهدون على باطل أبداً، ولا يرتضون إلاّ الحقّ، فيخاطب الزائر الإمام عليه السلام بالقول (فالحق ما رضيتموه والباطل ما استسخطتموه)، ومن جملة ما رضيتموه هو ما احمله انا الزائر لك يا حجّة الله من عقيدة، لأنّ نفسي يا ابن رسول الله مؤمنة بالله ورسوله وبأمير المؤمنين وبآبائك الأوصياء، وأنّ نصرتي ومودّتي خالصة لكم، ولا يمكن أنْ تكون هذه المودّة لغيركم.
          فهذه الزيارة لإمام العصر تربّي في نفس الانسان أن يستحضر الحقّ بين يديه فيواليه، وينظر الى الباطل فيعاديه، ويسخط على من يتلبّس به وينصر اوليائه، فالباطل والحق طريقان، في أحدهما نجد أهل البيت عليهم السلام وولاءهم وودّهم وينتهي هذا الطريق بنا الى الجنان والرضوان، فيما يكون الطريق الآخر وإنْ بدا لأوّل وهلة محاطاً باللذائذ والزخارف، إلاّ أنّ نتيجته النيران والعذاب المستديم.
          إنّ الزيارة _إيّها الاخوة_ للإمام عليه السلام هي تربية اجتماعية، فإنّ المجتمع بكل اطيافه وألوانه، وبغضّ النظر عن عقائده يأنس بالتزاور، ويستوحش الوحدة والفراق، فحثّ الشارع المقدّس على زيارة أهل البيت عليهم السلام وأنْ نكون في محال وجودهم هو تأكيد على نهج اجتماعي انساني تميل إليه الفطرة، ولا يأباه إلاّ الذوق الأعوج، فضلاً عمّا في هذه الزيارات من تأثيرات كبرى على روح الزائر، فالتعوّد على ترتيل هذه الكلمات وقراءتها يوجب اثاراً في النفس، فتبدأ نفس الزائر بلوم صاحبها إذا كان بعيداً عن معانيها السامية وتشجّعه على سلوك سبل المكارم والسير على منهجها، ولا يمكن بأي حال من الاحوال، وبهذه العجالة أنْ نذكر الفوائد التي تترتّب على زيارات اهل البيت عليهم السلام وصلتهم التي امرنا الله سبحانه وتعالى بها، فهم رحم الله وصلته أوصل من رحمنا، وادنى مراتب الصلة التي يسقط بها هذا التكليف الإلهي العظيم هي زيارتهم ولو عن بعد.
          فما اجمل أنْ يكون برنامجنا اليومي مبتدئاً بزيارة أهل البيت عليهم السلام لاسيّما الإمام المهدي عليه السلام، فهل يا ترى سيتساوى حال شخص يبتدئ يومه بتفقّد إمامه والسؤال عن حاله، والتألّم لمصابه وما هو فيه، والدعاء لرفع البلاء عنه وحفظه يساوى حال إنسان غافل لاهٍ عن ذكره.
          أيّها الأحبة قد امرتنا آيات المودة في ذي القربى (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، وهو اجر الرسالة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بصلة رحم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا أردنا أنْ نصل أهل البيت عليهم السلام فإنّ القناة التي توصلنا إليهم في زماننا هو الإمام المهدي عليه السلام، فإنّكم تعلمون أنّ أي عمل، صغر أو كبر، لا يمكن قبوله إلاّ بأنْ يمرّ عن طريقه عليه السلام فلنغتنم فرصاً ثمينة تدرّ علينا كنوزاً وجواهر لا تبيد ولا تندثر، لقاء دقائق معدودة نرتل بها هذه الزيارة المباركة التي سعينا طيلة الحلقات المتقدمة أنْ نبيّن بعضاً من المعاني التي حملتها إلينا، ليكون هذا الفهم البسيط دافعاً وحافزاً للإقبال عليها والانكفاء على قراءتها.
          نسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يجعله ذخراً لنا عند ولينا.
          نهاية شرح زيارة ال ياسين
          منقول من
          صحيفة صدى المهدي
          من مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام
          اللهم عجل لوليك الفرج

          تعليق

          • محـب الحسين

            • Nov 2008
            • 46764

            #20
            جزاكِ الله خير جزاء المحسنين

            تعليق

            • صدى المهدي

              مراقـــبة عـــــامة


              • Jun 2017
              • 11941

              #21
              شكرا لكم كثيرا
              ويبارك الله بكم

              تعليق

              يعمل...
              X