مع روحانية الزمن (شرح الأدعية اليومية)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • قلب الأسد
    • Nov 2008
    • 1007

    مع روحانية الزمن (شرح الأدعية اليومية)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين، وسلام على عباده الذين اصطفى.

    وبعد، فقد جرى المؤمنون على الدعاء بالأدعية اليوميّة السبعة التي اشتهرت روايتها عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام.
    أمّا سندها، فإنّه وإن رواها الكفعمي في كتابيه "البلد الأمين" و"المصباح" مرسلةً، ولم يُشر إلى مصدرها، ونقلها العلاّمة المجلسيّ في البحار عنهما، فلا يبعد الوثوق بصحّة النسبة للإمام عليه السلام، ولاسيّما أن هذه الأدعية تتّفق في أسلوبها مع أسلوب سائر أدعية الصحيفة السجّاديّة، وتلتقي في مضامينها مع الحقائق الإسلاميّة القرآنيّة الروحيّة.
    وبقطع النظر عن صحّة النسبة إليه عليه السلام، فإنّ مضامينها الموافقة لمضامين الإسلام تجعل من الأخذ بها، في ابتهالات الدعاء، منهجاً روحيّاً ثقافيّاً يوميّاً يوحي للمؤمن بالكثير من المعاني والأفكار المنفتحة على تطلّعاته وحاجاته الروحيّة والمادّية، ويرتفع به إلى السموّ الروحي والمعنوي.
    وقد أحببتُ أن أكتب بعض الشرح لها، من أجل تجلية معانيها، والدلالة على الآفاق التي يُمكن أن تنفتح من خلالها، ليزداد المؤمنون عند قراءتها وعياً وانفتاحاً وتدبّراً. والله أسأل أن يجعل إلى ذلك سبباً منه، إنّه سميع مجيب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
    سماحة السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله




  • قلب الأسد
    • Nov 2008
    • 1007

    #2
    دعاء يوم الجمعة


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

    الحَمْدُ للهِ الأوَّلِ قَبْلَ الإنْشَاءِ وَالإحْيَاءِ [1]، وَالآخِرِ بَعْدَ فَنَاءِ الأشْيَاء [2]، العَلِيمِ الَّذِي لا يَنْسَى مَنْ ذَكَرَه [3]، وَلا يَنْقُصُ مَنْ شَكَرَهُ [4]، وَلا يَخِيبُ مَنْ دَعَاهُ [5]، وَلا يَقْطَعُ رَجَاءَ مَنْ رَجَاهُ [6].

    اللهُمَّ إنِّي أُشْهِدُكَ، وَكَفَى بِكَ شَهِيدَاً [7]، وَأُشْهِدُ جَميعَ مَلائِكَتِكَ وَسُكَّانَ سَمَاوَاتِكَ، وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَنْ بَعَثْتَ مَنْ أنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ، وَأنْشَأْتَ مِنْ أصْنَافِ خَلْقِكَ [8]، أنِّي أشْهَدُ أنَّكَ أنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أنْتَ وَحْدَكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ وَلاَ عَدِيلَ [9]، وَلا خُلْفَ لِقَوْلِكَ وَلا تَبْديلَ [10]، وَأنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ [11]، أدَّى مَا حمَّلْتَهُ إلى العِبَادِ [12]، وَجَاهَدَ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الجِهَادِ [13]، وَأنَّهُ بَشَّرَ بِمَا هُوَ حَقٌّ مِنَ الثَّوَابِ، وَأنْذَرَ بِمَا هُوَ صِدْقٌ مِنَ العِقَابِ [14].

    اللهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلَى دِينِكَ مَا أحْيَيْتَنِي [15]، وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إذْ هَدَيْتَني [16]، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أنْتَ الوهَّابُ [17].

    صَلِّ عَلَى مُحمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ [18]، وَاجْعَلْنِي مِنْ أتْبَاعِه وَشِيعَتِه [19]، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِه [20]، وَوَفِّقْنِي لأدَاءِ فَرْضِ الجُمُعَاتِ، وَمَا أوْجَبْتَ عَلَيَّ فِيهَا مِنَ الطَّاعَاتِ [21]، وَقَسَمتَ لأهْلِهَا مِنَ العَطَاءِ فِي يَوْمِ الجَزَاءِ [22]، إنَّكَ أنْتَ العَزيزُ الحَكِيمُ.

    بين يدي الدعاء

    ينفتح دعاء يوم الجمعة على وحدانيّة الله، فهو الأوّل قبل الإنشاء، وهو الآخر الذي يرث الأرض ومن عليها، وهو العليم الذي لا حدّ لعلمه، وهو الذي لا ينسى الذاكرين، وهو الذي لا ينقص من ثواب الشاكرين له، بل يزيدهم من عطائه.

    هذه شهادة يقدّمها المؤمن ـ في دعائه ـ أمام الكون كلّه، كما يشهد برسوليّة نبيّ الله محمّد (ص)، الذي قام بالرسالة خير قيام، وأدّاها خير أداء، وجاهد في سبيل الدعوة إلى الله، ونصرة دينه، ومواجهة أعدائه، خير جهاد، وبشّر بالثواب الطائعين والمتّقين، وأنذر بالعقاب العصاة والجاحدين.

    من خلال ذلك، ينطلق السؤال إلى الله، بالثبات على الإيمان بالإسلام كلّه، بعقيدته وشريعته ومفاهيمه، وأن لا ينحرف العقل والقلب بعد الدلالة على الهدى.

    ويتحرّك الطلب للتوفيق لأداء حقّ الجمعة، في صلاتها، وذكرها، وكلّ مواقع طاعتها التي أوجبها الله
    .

    تعليق

    • قلب الأسد
      • Nov 2008
      • 1007

      #3
      دعاء يوم السبت
      بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

      بِسْمِ اللهِ [1] كَلِمَةِ المُعْتَصِمِينَ [2]، وَمَقَالَةِ المُتَحَرِّزِينَ [3]، وَأعُوذُ بِاللهِ تَعَالَى مِنْ جَوْرِ الجَائِرِينَ [4]، وَكَيْدِ الحَاسِدِينَ [5]، وَبَغْيِ الظَّالِمِينَ [6]، وَأحْمُدُهُ فَوْقَ حَمْدٍ الحَامِدِينَ [7].

      اللهُمَّ أنْتَ الوَاحِدُ بِلا شَرِيكٍ [8]، وَالمَلِكُ بلا تَمْلِيكٍ [9]، لا تُضَادُّ حُكْمِكَ [10]، وَلا تُنَازَعُ فِي مُلْكِكَ [11]، أسْألُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ [12]، وَأنْ تُوزِعَنِي مِنْ شُكْرِ نُعْمَاكَ مَا تَبْلُغُ بِي غَايَةَ رِضَاكَ [13]، وَأنْ تُعيِنَنِي عَلَى طَاعَتِكَ [14]، وَلُزُومِ عِبَادَتِكَ [15]، وَاسْتِحْقَاقِ مَثُوبَتِكَ بِلُطْفِ عِنَايَتِكَ [16]، وَتَرْحَمَنِي بِصَدِّي عَنْ مَعَاصِيكَ مَا أحْيَيْتَنِي [17]، وَتُوَفِّقَنِي لِمَا يَنْفَعُنِي مَا أبْقَيْتَنِي [18]، وَأنْ تَشْرَحَ بِكِتَابِكَ صَدْرِي [19]، وَتَحُطَّ بِتِلاوَتِهِ وِزْرِي [20]، وَتَمْنَحَنِي السَّلامَةَ فِي دِينِي وَنَفْسِي [21]، وَلا تُوحِشَ بِي أَهْلَ أُنْسي [22]، وَتُتِمَّ إحْسَانَكَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي كَمَا أحْسَنْتَ فِيمَا مَضَى مِنْهُ [23] يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ [24].

      بين يدي الدعاء

      ينطلق دعاء يوم السبت في عناوين عديدة، تمثّل الكثير من القضايا المتّصلة بالعقيدة من جهة، وبحركيّة تلك العقيدة في حياة الإنسان من جهة أخرى؛ بدءاً من الإحساس بأنّ الله هو عصمة المؤمن من كلّ سوءٍ، وهو المُستعاذ به ممّا قد يلحق بالإنسان من الجور الذي يتحرّك به الجائرون، والكيد الذي ينطلق به الحاسدون، والبغي الذي يندفع به الظالمون.. وكلّ ذلك على قاعدة التوحيد، ورفض الشرك، والإقرار بأنّ الله سبحانه هو الملك والمالك لكلّ شيء بذاته؛ لأنّه وحده خالق كلّ شيء، لا ينازعه فيه أحد، وهو الحاكم الذي ينفذ في الكون حكمه، لا يضادّه فيه أحد.

      ثمّ يتحرّك الدعاء في الصلاة على النبيّ محمّد، على هدي قوله تعالى: (إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً) (1)، ليستغرق الإنسان بشكر الله في درجاته العليا، وليطلب من الله العون على الثبات على الطاعة، ولزوم العبادة، وأن يكتنفه برحمته الواسعة التي تصدّه عن معاصيه مدى عمره، وأن يوفّقه لما ينفع الإنسان كلّه في امتداد حياته، على قاعدة القرآن الذي يطلب من الله أن يوفّقه لتلاوته الواعية التي ترتفع به إلى الخير الذي تسقط معه أوزاره، ويسلم فيه دينه، وذاته، وأن يُؤنس به أهله وأخوانه، فلا يوحشهم بوفاته. ثمّ يتضرّع إلى الله ليمتدّ إحسانُه له في بقيّة عمره، كما انفتح على إحسانه في بداياته
      .

      [1] سورة الأحزاب، الآية 56.

      تعليق

      • قلب الأسد
        • Nov 2008
        • 1007

        #4
        دعاء يوم الأحد


        بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

        بِسْمِ اللهِ [1] الذِي لا أَرْجُو إلاّ فَضْلَهُ [2]، وَلاَ أَخْشَى إلاّ عَدْلَهُ [3]، وَلا أعْتَمِدُ إلا قَوْلَه [4]،
        وَلا أتَمَسّكُ إلا بِحَبْلِه [5].

        بِكَ أسْتَجيرُ يَا ذا العَفْوِ وَالرِّضْوانِ [6]، مِنَ الظُّلْمِ وَالعُدْوانِ [7]، وَمِنْ غِيَرِ الزَّمانِ [8]،
        وَتَواتُرِ الأحْزانِ [9]، وَطَوارِقِ الحَدَثَان [10]ِ، وَمِنْ انْقِضَاءِ المُدَّةِ قَبْلَ التَّأهُّبِ وَالعُدَّة [11].

        وإيّاكَ أسْتَرْشِدُ لِمَا فِيهِ الصَّلاحُ والإصْلاحُ [12]، وبِكَ أسْتَعينُ فِيما يَقْتَرِنُ بِهِ النَّجَاحُ والإنْجَاحُ [13].

        وإيَّاكَ أرْغَبُ فِي لِبَاسِ العَافِيَةِ وَتَمَامِها [14]، وَشُمُولِ السَّلامَةِ وَدَوَامِهَا [15].

        وَأعُوذُ بِكَ يَا ربِّ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ [16]، وأحْتَرِزُ بِسُلْطَانِكَ مِنْ جَوْرِ السَّلاطِينِ [17].

        فَتَقَبَّلْ مَا كَانَ مِنْ صَلاتِي وَصَوْمِي [18]، وَاجْعَلْ غَدِي وَمَا بَعْدَهُ أفْضَلَ مِنْ سَاعَتِي وَيَوْمِي [19]. وَأعِزَّنِي فِي عَشِيرَتِي وَقَوْمِي [20]، وَاحْفَظْنِي فِي يَقْظَتِي وَنَوْمِي، فَأنْتَ اللهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَأنْتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [21].

        اللهُمَّ إنِّي أبْرأُ إلَيْكَ فِي يَوْمِي هذا، وَمَا بَعْدهُ مِنَ الآحَادِ، مِنَ الشِّرْكِ وَالإلْحَادِ [22]،
        وَأُخْلِصُ لَكَ دُعَائِي تَعَرُّضَاً لِلإجَابَةِ [23]، وَأُقِيمُ عَلَى طَاعَتِكَ رَجَاءً لِلإثَابَةِ [24].
        فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِكَ، الدَّاعِي إلى حَقِّكَ [25]، وأعِزَّنِي بِعِزِّكَ الَّذِي لا يُضَامُ [26]،
        وَاحْفَظْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنَامُ [27]، وَاخْتِمْ بِالانْقِطَاعِ إلَيْكَ أمْرِي [28]، وَبِالمَغْفِرَةِ عُمُرِي [29]،
        إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيم [30].

        بين يدي الدعاء

        يؤكّد دعاء يوم الأحد على الانقطاع إلى الله سبحانه وتعالى، فلله الفضل كلّه، فلا فضل لأحدٍ في رجاء الإنسان غير الله، والله وليّ العدل، فلا يُخشى إلاّ عدله، في دقّته في الحساب، وفي استقامته في الحُكم، والله هو الحقّ، فلا يُعتمد إلا قولُه، وحبلُه المتين، فلا يُتمسّك إلا بحبله.

        ثمّ يتحرّك الدعاء، في استجارة الإنسان بالله، صاحب العفو والرضوان، من الظلم والعدوان، ومن أحداث الزمان المتعاقبة، والأحزان المتواترة، ومن عدم الخوف من مجيء الأجل وهو بعد لم يستعدّ للقاء الله لمواجهة قضيّة المصير.

        ثمّ ينطلق الإنسان ليطلب من الله أن يُلبسه لباس العافية التامّة، وليستعيذ به من الشياطين التي توحي إليه بالشرّ والفساد، وليحترز بسلطانه تعالى من جور السلاطين المستكبرين، ثمّ ينفتح على طلب الحفظ في جميع الحالات.

        وفي الختام، يستلهم الدعاء من كلمة الأحد، كلمة التوحيد، والإعلان للبراءة من الشرك والإلحاد، ليصلّي على محمّد وآله، ليطلب من الله أن يمنحه العزّة والحفظ وحُسن العاقبة، والختام للأمور كلّها بالانقطاع إلى الله، والإخلاص إليه، للحصول على المغفرة من الذنوب في العمر كلّه.

        تعليق

        • قلب الأسد
          • Nov 2008
          • 1007

          #5
          دعاء يوم الإثنين


          بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

          الحَمْدُ للهِ الَّذِي [1]لَمْ يُشْهِدْ أَحَدَاً حِينَ فَطَرَ السَّموَاتِ وَالأرْضَ [2]، وَلا اتَّخَذَ مُعِينَاً حِينَ بَرَأ النَّسَمَاتِ [3]. لَمْ يُشَارَك فِي الإلهيَّةِ، وَلَمْ يُظَاهَر فِي الوَحْدَانيَّة [4]. كَلَّتِ الأَلْسُنُ عَنْ غَايَةِ صِفَتِهِ، وَانْحَسَرَتِ العُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِه [5]ِ، وَتَوَاضَعَتِ الجَبَابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ، وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِخَشْيَتِهِ، وَانْقَادَ كُلُّ عَظِيمٍ لِعَظَمَتِه [6]. فَلَكَ الحَمْدُ مُتَوَاتِرَاً مُتَّسِقَاً، وَمُتَوَالِياً مُسْتَوْسِقَاً [7]، وَصَلَوَاتُهُ عَلَى رَسُولِهِ أَبَدَاً، وَسَلامُهُ دَائِمَاً سَرْمَدَاً [8].

          اللهُمَّ اجْعَلْ أوَّلَ يَوْمِي هَذَا صَلاحَاً [9]، وَأوْسَطَهُ فَلاحَاً [10]، وَآخِرَهُ نَجَاحَاً [11]. وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْمٍ أوَّلُهُ فَزَعٌ [12]، وَأوْسَطُهُ جَزَعٌ [13]، وَآخِرُهُ وَجَعٌ [14].

          اللهُمَّ إنِّي أسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نَذْرٍ نَذَرْتُهُ، وَلِكُلِّ وَعْدٍ وَعَدْتُهُ، وَلِكُلِّ عَهْدٍ عَاهَدْتُهُ، ثُمَّ لَمْ أفِ لَكَ بِه [15]ِ، وَأَسْألُكَ فِي مَظَالِمِ عِبَادِكَ عِنْدِي؛ فََأيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِكَ، أوْ أمَةٍ مِنْ إمَائِكَ، كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةٌ ظَلَمْتُهَا إيَّاهُ فِي نَفْسِهِ، أوْ فِي عِرْضِهِ، أوْ فِي مَالِهِ، أوْ فِي أهْلِهِ وَوَلَدِهِ، أو غِيبَةٌ اغْتَبْتُهُ بِهَا، أوْ تَحَامُلٌ عَلَيْهِ بِمَيْلٍ أوْ هَوَىً، أوْ أنَفَةٍ، أوْ حَمِيَّةٍ، أوْ رِيَاءٍ، أوْ عَصَبِيَّةٍ، غَائِبَاً كَانَ أوْ شَاهِدَاً، وَحَيّاً كَانَ أوْ مَيْتَاً، فَقَصُرَتْ يَدِي، وَضَاقَ وُسْعِي عَنْ رَدِّهَا إليْهِ، وَالتَّحَلُّلِ مِنْهُ، فَأسْألُكَ يَا مَنْ يَمْلِكُ الحَاجَاتِ، وَهِيَ مُسْتَجِيبَةٌ لِمَشِيئَتِهِ، وَمُسْرِعَةٌ إلى إرَادَتِهِ، أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأنْ تُرْضِيَهُ عَنِّي بِمَا شِئْتَ، وَتَهَبَ لِي مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً، إنَّهُ لا تَنْقُصُكَ المَغْفِرَةُ، وَلا تَضُرُّكَ المَوْهِبَةُ، يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ [16].

          اللهُمَّ أَوْلِنِي فِي يَوْمِ اثْنَيْنِ [17]، نِعْمَتَيْنِ مِنْكَ اثْنَتَيْنِ: سَعَادَةً فِي أوَّلِهِ بِطَاعَتِكَ [18]، ونِعْمَةً فِي آخِرِهِ بِمَغْفِرَتِكَ [19]، يَا مَنْ هُوَ الإلهُ وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ سِوَاه [20]ُ.

          بين يدي الدعاء

          لقد خلق الله الخلق من دون أن يشهده أحد، ولم يساعده في ذلك أحد، لا شريك له ولا ظهير. لا يبلغ أحد كُنه ذاته مهما وصفه الواصفون، ولا تُدرك العقول حقيقة معرفته. وهو الكبير الذي يتواضع الكبار له، والجبّار الذي يتصاغر الجبّارون أمام جبروته، وينقاد العظماء لهيبته.

          يقدّم الدعاء كلّ ذلك، ليتعاظم في الإنسان الإحساس بعظمة الله، ليُقبل عليه في طلباته، من موقع الواثق بالله، وليس في نفسه توجّه إلى غيره..

          امنحني في بداية يومي الصلاح، في فكري وعملي، وارزقني الفلاح في وسطه، والنجاح في كلّ مشاريعة في آخره، ليكون يومي، في كلّ ساعاته، حافلاً بما يرفع درجتي عندك. ولا تشغل ـ يا ربّ ـ بداية يومي بالخوف والفزع، ولا وسطه بالجزع الذي يهتزّ به توازني، ويسقط به صبري، ولا في آخره بالوجع الذي يصيبني من خلال المرض الذي ينفذ إلى جسمي وإلى روحي.

          ثمّ يقبل الدعاء على التزامات الإنسان تجاه الله، من النذر والوعد والعهد، والظلامات التي قد لا يملك فيها ردّ ظُلامتها عن أصحابها، ليستغفر الله منها، ثمّ ليطلب منه أن يعوّض أهلها حقوقهم التي في ذمّته، وأن يفيض عليه من فضله مع ذلك.

          وفي استيحاء عدد الاثنين، ينطلق الطلب إلى الله، بأن يمنحني السعادة في بدايته بالطاعة، والنعمة في آخره بالمغفرة.

          تعليق

          • قلب الأسد
            • Nov 2008
            • 1007

            #6
            دعاء يوم الثلاثاء


            بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

            الحَمْدُ للهِ وَالحَمْدُ حَقُّهُ كَمَا يَسْتَحِقُّهُ حَمْدَاً كَثِيراً [1]. وَأعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ نَفْسِي [2]، إنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلاّ مَا رَحِمَ رَبِّي. وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ الَّذِي يَزِيدُنِي ذَنْبَاً إلى ذَنْبِي [3]. وأحْتَرِزُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَبَّارٍ فَاجِرٍ، وَسُلْطَانٍ جَائِرٍ، وَعَدُوٍّ قَاهِرٍ [4].

            اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ جُنْدِكَ، فَإنَّ جُنْدَكَ هُمُ الغَالِبُون [5]. وَاجْعَلْنِي مِنْ حِزْبِكَ، فَإنَّ حِزْبَكَ هُمُ المُفْلِحُونَ [1]. وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْلِيَائِكَ، فَإنَّ أوْلِيَاءَكَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [6].

            اللهُمَّ أصْلِحْ لِي دِيني، فإنَّه عِصْمَةُ أمْرِي [7]، وأصْلِح لِي آخِرَتي، فإنَّهَا دَارُ مَقَرِّي [8]، وإلَيْهَا مِنْ مُجَاوَرَةِ اللِئامِ مَفَرِّي [9]. وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ [10]، وَالوَفاةَ رَاحَةً لِي مِن كُلّ شرّ [11].

            وَهَبْ لِي فِي الثُّلاثَاءِ ثَلاثَاً: لا تَدَع لِي ذَنْبَاً إلاّ غَفَرْتَه [12]، ولا غَمَّاً إلاّ أذْهَبْتَهُ [13]، وَلا عَدُوَّاً إلاّ دَفَعْتَهُ [14]. بِبِسْمِ اللهِ خَيْرِ الأسْمَاءِ، بِسْمِ اللهِ ربِّ الأرْضِ وَالسَّمَاءِ، أسْتَدْفِعُ كُلَّ مَكْرُوهٍ أَوَّلُهُ سَخَطُهُ، وَأسْتَجْلِبُ كُلَّ مَحْبُوبٍ أَوَّلُهُ رِضَاهُ [15]، فاخْتِمْ لِي مِنْكَ بِالغُفْرَانِ [16]، يَا وَلِيَّ الإحْسَانِ.

            بين يدي الدعاء

            يبدأ الدعاء بحمد الله، مستشعراً مواقع الحمد المطلقة التي تستحقّها ذاته سبحانه. ثمّ ينفتح على ضعف النفس الإنسانيّة، ليعوذ بالله تعالى من شرّها؛ لأنّها الأمّارة بالسوء، وليستعيذ بالله من الشيطان الذي يحاول جاهداً أن يكيد للإنسان، ليوقعه في معاطب الذنوب.

            ثمّ يتحرّك الدعاء، لطلب الحرز من الله، من الجبّار الذي يتجبّر بفجوره على الناس، ومن السلطان الذي يظلم الناس، ويبغي في الأرض بغير الحقّ، ومن العدوّ الذي يقهر الضعفاء بقوّته من موقع حقده الشرّير.

            ثمّ التطلّع إلى الله، ليمنّ عليه بتوفيقه في موقع الوعي للحقّ، والحركة للتقوى، والصلابة في الموقف، ولأن يُصلح له الدين من كلّ عيب وخطأ وانحراف، ولأن تكون حياته منفتحة على زيادة الخير، وأن تكون الوفاة نهاية كلّ شرّ، حتى يقدم الإنسان على الله في سلامة من دينه، وفي خلاصٍ من شرّه.

            وفي الثلاثة ـ من وحي اليوم ـ: غفران كلّ ذنب، وإذهاب كلّ غمّ، ودفع كلّ عدوّ.

            ويختتم الدعاء كلّ تلك الرحلة الروحيّة مع الله، ليستدفع باسمه كلّ مكروه أوّله سخطه عزّ وجلّ، وليستجلب كلّ محبوبٍ، أوّله رضاه.

            تعليق

            • قلب الأسد
              • Nov 2008
              • 1007

              #7
              دعاء يوم الأربعاء


              بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

              الحَمْدُ للهِ [1] الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ لِبَاساً [2]، وَالنَّوْمَ سُبَاتَاً [3]، وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورَاً [4].

              لَكَ الحَمْدُ أنْ بَعَثْتَنِي مِنْ مَرْقَدِي، وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَدَاً، حَمْدَاً دَائِمَاً لا يَنْقَطِعُ أبَدَاً، وَلا يُحْصِي لَهُ الخَلائِقُ عَدَدَاً [5].

              اللهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أنْ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ [6]، وَقَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ [7]، وَأمَتَّ وَأحْيَيْتَ، وَأمْرَضْتَ وَشَفَيْتَ [8]، وَعَافَيْتَ وَأبْلَيْتَ [9]، وَعَلَى العَرْشِ اسْتَوَيْتَ [10]، وَعَلَى المُلْكِ احْتَوَيْتَ [11].

              أدْعُوكَ دُعَاءَ مَنْ ضَعُفَتْ وَسِيلَتُهُ [12]، وَانْقَطَعَتْ حِيلَتُهُ [13]، وَاقْتَرَبَ أَجَلُهُ، وَتَدانَى فِي الدُّنْيَا أَمَلُهُ [14]، وَاشْتَدَّتْ إلى رَحْمَتِكَ فَاقَتُهُ [15]، وَعَظُمَتْ لِتفْريطِهِ حَسْرَتُهُ [16]، وَكَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ [17]، وَخَلُصَتْ لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ [18].

              فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَعَلَى أهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرِينَ، وَارْزُقْنِي شَفَاعَةَ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عَليْهِ وآلِهِ، وَلا تَحْرمْني صُحْبَتَه، إنَّكَ أنْتَ أرْحَمُ الرَّاحِمينَ [19].

              اللهُمَّ اقْضِ لِي فِي الأرْبَعَاءِ أرْبَعَاً: اجْعَلْ قُوَّتِي فِي طَاعَتِكَ [20]، وَنَشَاطِي فِي عِبَادَتِكَ [21]، وَرَغْبَتي فِي ثَوَابِكَ [22]، وَزُهْدِي فِيمَا يُوجِبُ لِي ألِيمَ عِقَابِكَ [23]. إنَّكَ لَطِيفٌ لِمَا تَشاءُ [24].

              بين يدي الدعاء

              يشبّه هذا الدعاء النوم بالموت، من حيث هو غياب للإنسان عن الوعي، واليقظة بالنشور والبعث، فيحمد الله سبحانه على هذه النعمة المتجدّدة، والمتثّلة باليقظة بعد النوم، وهو الذي قضى عليه بكلّ أوضاع الحياة، فأماته وأحياه، وأمرضه وشفاه، وعافاه وأبلاه..

              وبذلك كان الإنسان هو العبد الضعيف في وسيلته للحصول على ما يريد، والذي يحسّ باقتراب أجله، وتداني أمله من الدنيا للآخرة، واشتداد فاقته إلى رحمة الله، وهو الذي خلصت توبته له..

              أطلب إليك ـ يا ربّ ـ أمام هذه الحقيقة الوجدانيّة الصادقة، أن تشفّع محمّداً، بما منحته من كرامة الشفاعة، وأن توفّقني لصحبته في دار الخلد عندك، انطلاقاً من إيماني برسالته، ومحبّتي له.

              وأستوحي من كلمة الأربعاء أربعة طلبات حاسمة:

              اجعل قوّتي تتوجّه إلى طاعتك، ونشاطي إلى عبادتك، وتوجّه نفسي ورغبتي للحصول على ثوابك، واجعل زهدي في كلّ ما يُبعدني عنك، ويوقعني في أليم عقابك.

              تعليق

              • قلب الأسد
                • Nov 2008
                • 1007

                #8
                دعاء يوم الخميس


                بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

                الحَمْدُ للهِ الَّذِي أذْهَبَ اللَّيْلَ مُظْلِمَاً بِقُدْرَتِهِ [1]، وَجَاءَ بِالنَّهَارِ مُبْصِرَاً بِرَحْمَتِهِ [2]، وَكَسَانِي ضِيَاءَهُ [3]، وآتَانِي نِعْمَتَه [4].

                اللهُمَّ فَكَمَا أبْقَيْتَنِي لَهُ فَأبْقِنِي لأمْثَالِهِ [5]، وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلا تَفْجَعْنِي فِيهِ، وَفِي غَيْرِه مِنَ اللَّيَالِي وَالأيّامِ، بِارْتِكَابِ المَحَارِمِ، وَاكْتِسَابِ المَآثِمِ [6]. وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا فِيهِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهُ [7]، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ وَشَرَّ مَا فِيهِ وَشَرَّ مَا بَعْدَه [8].

                اللهُمَّ إنِّي بِذِمَّةِ الإسْلامِ أتَوَسَّلُ إلَيْكَ [9]، وَبِحُرْمَةِ القُرْآنِ أعْتَمِدُ عَلَيْكَ [10]، وَبِمُحَمَّدٍ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أسْتَشْفِعُ لَدَيْكَ [11]، فَاعْرِفِ اللهُمَّ ذِمَّتِي الَّتِي رَجَوْتُ بِهَا قَضَاءَ حَاجَتِي، يَا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ [12].

                اللهُمَّ اقْضِ لِي فِي الخَميسِ خَمْسَاً، لا يَتَّسِعُ لَهَا إلاّ كَرَمُكَ، وَلا يُطِيقُهَا إلاّ نِعَمُكَ [13]: سَلامَةً أقْوَى بِهَا عَلَى طَاعَتِكَ [14]، وَعِبَادَةً أسْتَحِقُّ بِهَا جَزِيلَ مَثُوبَتِكَ [15]، وَسَعَةً فِي الحَال من الرِّزْقِ الحَلالِ [16]، وَأنْ تُؤمِنَني فِي مَوَاقِفِ الخَوْفِ بِأمْنِكَ [17]، وَتَجْعَلَنِي مِنْ طَوَارِقِ الهُمومِ والغُمومِ فِي حِصْنِكَ [18]. صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِه، وَاجْعَلْ تَوَسُّلِي بِهِ شَافِعَاً، يَوْمَ القِيَامَةِ نَافِعَاً [19]، إنَّكَ أنْتَ أرْحَمُ الرَّاحِمينَ.


                بين يدي الدعاء

                لقد جاء الصباح بنوره، وذهب الليل بظلامه، بقدرة الله الذي له الحمد كلّه على ذلك، وعلى ما يمنح من الخير لعباده، في سكينة الراحة، واكتساب الحركة، ولبوس الضياء.

                أمّا التمنّي في هذا اليوم الجديد، فهو الدعاء لله بأن يبقيني لأمثاله من الأيّام، في امتداد عمره، وأن لا يفجعني فيه بالأخذ بأسباب عصيانه، وأن يرزقني كلّ الخير الذي حشده فيه وفميثا بعده، ويبعدني عن كلّ الشرّ الذي قد يحصل منه وما بعده، متوسّلاً إليه بذمّة الإسلام الذي له الحرمة عنده؛ لأنّه الدين الذي ارتضاه لعباده، معتمداً بحرمة القرآن الذي عظّمه ومجّده وكرّمه، وجعل له الحظوة عنده، وبمحمّد (ص) الذي أرسله رحمة للعالمين، وأحبّه، واصطفاه، فهذه هي الوسائل التي أقدّمها بين يدي حوائجي إليك، وأنت وليّ الأمر كلّه.

                وأستوحي من "الخميس" خمسة طلبات:

                السلامة في الجسد لأقوى على طاعتك، والعبادة التي إذا أخلصتها ـ في عناصرها المادّية والروحيّة ـ فإنّي أحصل على ثوابك التي وعدتني به، والسعة في الحال من الرزق الحلال، والأمان من الخوف ممّا قد يصادفني في حياتي، وأخيراً الحماية من الهموم والغموم التي قد تطبق على أوضاعي وتربك مشاعري.

                ثمّ أسألك ـ يا ربّ ـ أن ترزقني شفاعة محمّد (ص)، وتقبلها منه، فإنّك وليّ الشفاعة، ووليّ القبول.

                تعليق

                • حَرْفٌ يَتَنَفَسْ
                  • Jan 2011
                  • 56

                  #9
                  اللهم صلِ على محمدٍ وآل محمد
                  جزيت خيراً أيها الكريم
                  ووفقك الباري لكل مايحبه ويرضا

                  تقديري

                  تعليق

                  • قلب الأسد
                    • Nov 2008
                    • 1007

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة حَرْفٌ يَتَنَفَسْ مشاهدة المشاركة
                    اللهم صلِ على محمدٍ وآل محمد
                    جزيت خيراً أيها الكريم
                    ووفقك الباري لكل مايحبه ويرضا

                    تقديري

                    اسعدني مرورك اختي الفاضلة
                    تحياتي الأخوية

                    تعليق

                    يعمل...
                    X