العُجب رؤية قرآنية (2)؛ بقلم الشيخ محمد مهدي الآصفي
شفقنا العراق-في أقسام العُجب؛ قد يعجب الإنسان بنفسه وملكاته وخصاله وقد يعجب الإنسان بأعماله وقد تكون خصاله وملكاته التي تعجبه خصالاً وملكات صالحة، وقد تكون خصالاً وملكات سيئة. فقد يعجب الإنسان بما في نفسه من رأفة ورحمة، وقد يعجب الإنسان بما في نفسه من قسوة وغلظة. وقد تكون أعماله التي تعجبه أعمالاً صالحة وحسنات، وقد تكون أعمالاً فاسدة وسيئات، فقد يعجب الظالم بظلمه وإجحافه وتعسفه بالناس، ويحسب أن ذلك من متطلبات الحزم والقوة. وهو أقبح أنواع العجب، ويصف الله تعالى في كتابه أصحاب هذه الحالة بالاخسرين أعمالاً.
يقول تعالى: (قُل هَل نُنبّكُم بالأخسَرينَ أَعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحَيَوةِ الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنونَ صُنعاً، أُولئِك الذينَ كفرُوا بآيتِ ربهم ولقائهِ فحبطت أعمالُهم فلا نُقيمُ لهم يومَ القيَمةِ وَزناً) (الكهف:١٠٤).
مراحل العُجب
للعجب مراحل في نفس الإنسان. فقد يعجب الإنسان بنفسه وخصاله وأعماله وتمتلئ نفسه زهواً بما عنده من خصال وأعمال فيحجبه هذا الشعور عن رؤية فضل الله تعالى عليه ورحمته به. وإنما تحجبه خصاله ومواهبه عن الله إذا فصلها عن الله تعالى وربطها بنفسه، كأنها أشياء تخصه وهو صاحبها وليس لله تعالى فيها عليه فضل. فيحجبه هذا الشعور عن الله تعالى، ويكون الأنا حجاباً للإنسان.
أما إذا كان إحساسه بنفسه وخصاله وأعماله في امتداد إحساسه بفضل الله تعالى ورحمته، فهذا الإحساس لا يحجبه عن الله تعالى، بل يعمق ارتباطه بالله، ويكرس ذلك الله تعالى في نفسه.
والمرحلة الأخرى من العجب أن يتجاوز الإنسان مرحلة العجب بالنفس وخصالها وأعمالها إلى مرحلة الادلال على الله سبحانه، فيتصور الإنسان أن له بأعماله دالة على الله تعالى وهذه مرحلة “الادلال”.
ويأتي بعد هذه المرحلة مرحلة “التوقع” من الله، فيتوقع الإنسان من الله ألا يرد له دعاء مثلاً أو أن لا يصيبه بسوء ومكروه، ولا يقوم هذا التوقع على أساس من حسن الظن بالله تعالى ورحمته ومنّه على عباده، وإنما يقوم على أساس الإحساس باستحقاق من الله تعالى بإزاء عمله وجهده. وهذه المرحلة من العجب أقبح من سابقتها.
ويأتي بعد هذه المرحلة مرحلة “العتاب” و”الاعتراض” المكتوم على الله إذا لم تتحقق توقعات الإنسان كما يريد، وكما يرى أنه يستحقها من الله تعالى، عندئذ يضمر العتاب والاعتراض في نفسه على الله تعالى، وهو على حد الكفر بالله تعالى وهو أقبح من سابقه.
ويأتي بعد هذه المرحلة مرحلة “المن” على الله. فإن الإنسان إذا تمادى في شعوره هذا يستدرجه الشيطان إلى الإحساس بالمن على الله، فيتصور أنه قد أفاد دين الله، ونفع رسالة الله، وأدى خدمة إلى الله تعالى. وهو من أقبح أنواع العجب، وهو على حد الكفر بالله تعالى كما ذكرنا، أو من الكفر بالله أعاذنا الله تعالى منه.
أسباب العجب
العجب يتكون من عنصرين: الانبهار بـ”الأنا” والغفلة عن الله تعالى وهما مرتبطان ومتداخلان. فإن الانبهار بـ”الأنا”، إذا فصله الإنسان عن الله تعالى يحجب الإنسان ويغفله عن الله، والعكس كذلك صحيح. فإن الانصراف والغفلة عن ذكر الله يعطي الفرصة للانا ليستأثر بمشاعر صاحبه، ويبهره.
إلا أن جذور حالة العجب تكمن في “الغفلة” عن ذكر الله، فإن الإنسان إذا كان ذاكراً لله تعالى، مستحضراً لعظمته وجلاله ورحمته ونعمائه لا يمكن أن يكبر عنده “الأنا”، ولا يمكن أن يستأثر الأنا باهتمامه وإعجابه وذكره، وإنما يبرز “الأنا” في حياة الإنسان بقدر ما يغيب ذكر الله عن قلب الإنسان. وعلى ذلك فإن علاج “العجب” أيضاً هو من نفس سنخ السبب، وهو استعادة ذكر الله وتمكينه من العقل والقلب، وتكريس “الذكر” من النفس.
وليس الذكر من مقولة القول واللفظ في شيء، وإنما القول واللفظ تعبير وإبراز للذكر، وحقيقة الذكر هو استحضار صفات الله وأسمائه الحسنى ونعمائه في النفس.
شفقنا العراق-في أقسام العُجب؛ قد يعجب الإنسان بنفسه وملكاته وخصاله وقد يعجب الإنسان بأعماله وقد تكون خصاله وملكاته التي تعجبه خصالاً وملكات صالحة، وقد تكون خصالاً وملكات سيئة. فقد يعجب الإنسان بما في نفسه من رأفة ورحمة، وقد يعجب الإنسان بما في نفسه من قسوة وغلظة. وقد تكون أعماله التي تعجبه أعمالاً صالحة وحسنات، وقد تكون أعمالاً فاسدة وسيئات، فقد يعجب الظالم بظلمه وإجحافه وتعسفه بالناس، ويحسب أن ذلك من متطلبات الحزم والقوة. وهو أقبح أنواع العجب، ويصف الله تعالى في كتابه أصحاب هذه الحالة بالاخسرين أعمالاً.
يقول تعالى: (قُل هَل نُنبّكُم بالأخسَرينَ أَعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحَيَوةِ الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنونَ صُنعاً، أُولئِك الذينَ كفرُوا بآيتِ ربهم ولقائهِ فحبطت أعمالُهم فلا نُقيمُ لهم يومَ القيَمةِ وَزناً) (الكهف:١٠٤).
مراحل العُجب
للعجب مراحل في نفس الإنسان. فقد يعجب الإنسان بنفسه وخصاله وأعماله وتمتلئ نفسه زهواً بما عنده من خصال وأعمال فيحجبه هذا الشعور عن رؤية فضل الله تعالى عليه ورحمته به. وإنما تحجبه خصاله ومواهبه عن الله إذا فصلها عن الله تعالى وربطها بنفسه، كأنها أشياء تخصه وهو صاحبها وليس لله تعالى فيها عليه فضل. فيحجبه هذا الشعور عن الله تعالى، ويكون الأنا حجاباً للإنسان.
أما إذا كان إحساسه بنفسه وخصاله وأعماله في امتداد إحساسه بفضل الله تعالى ورحمته، فهذا الإحساس لا يحجبه عن الله تعالى، بل يعمق ارتباطه بالله، ويكرس ذلك الله تعالى في نفسه.
والمرحلة الأخرى من العجب أن يتجاوز الإنسان مرحلة العجب بالنفس وخصالها وأعمالها إلى مرحلة الادلال على الله سبحانه، فيتصور الإنسان أن له بأعماله دالة على الله تعالى وهذه مرحلة “الادلال”.
ويأتي بعد هذه المرحلة مرحلة “التوقع” من الله، فيتوقع الإنسان من الله ألا يرد له دعاء مثلاً أو أن لا يصيبه بسوء ومكروه، ولا يقوم هذا التوقع على أساس من حسن الظن بالله تعالى ورحمته ومنّه على عباده، وإنما يقوم على أساس الإحساس باستحقاق من الله تعالى بإزاء عمله وجهده. وهذه المرحلة من العجب أقبح من سابقتها.
ويأتي بعد هذه المرحلة مرحلة “العتاب” و”الاعتراض” المكتوم على الله إذا لم تتحقق توقعات الإنسان كما يريد، وكما يرى أنه يستحقها من الله تعالى، عندئذ يضمر العتاب والاعتراض في نفسه على الله تعالى، وهو على حد الكفر بالله تعالى وهو أقبح من سابقه.
ويأتي بعد هذه المرحلة مرحلة “المن” على الله. فإن الإنسان إذا تمادى في شعوره هذا يستدرجه الشيطان إلى الإحساس بالمن على الله، فيتصور أنه قد أفاد دين الله، ونفع رسالة الله، وأدى خدمة إلى الله تعالى. وهو من أقبح أنواع العجب، وهو على حد الكفر بالله تعالى كما ذكرنا، أو من الكفر بالله أعاذنا الله تعالى منه.
أسباب العجب
العجب يتكون من عنصرين: الانبهار بـ”الأنا” والغفلة عن الله تعالى وهما مرتبطان ومتداخلان. فإن الانبهار بـ”الأنا”، إذا فصله الإنسان عن الله تعالى يحجب الإنسان ويغفله عن الله، والعكس كذلك صحيح. فإن الانصراف والغفلة عن ذكر الله يعطي الفرصة للانا ليستأثر بمشاعر صاحبه، ويبهره.
إلا أن جذور حالة العجب تكمن في “الغفلة” عن ذكر الله، فإن الإنسان إذا كان ذاكراً لله تعالى، مستحضراً لعظمته وجلاله ورحمته ونعمائه لا يمكن أن يكبر عنده “الأنا”، ولا يمكن أن يستأثر الأنا باهتمامه وإعجابه وذكره، وإنما يبرز “الأنا” في حياة الإنسان بقدر ما يغيب ذكر الله عن قلب الإنسان. وعلى ذلك فإن علاج “العجب” أيضاً هو من نفس سنخ السبب، وهو استعادة ذكر الله وتمكينه من العقل والقلب، وتكريس “الذكر” من النفس.
وليس الذكر من مقولة القول واللفظ في شيء، وإنما القول واللفظ تعبير وإبراز للذكر، وحقيقة الذكر هو استحضار صفات الله وأسمائه الحسنى ونعمائه في النفس.
تعليق