تويت
(يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس و الحج و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها و اتقوا الله لعلكم تفلحون... البقرة-189
#- في مجمع البيان:-
(1):- كان المحرمون لا يدخلون بيوتهم من ابوابها و لكنهم كانوا ينقبون في ظهر بيوتهم(حين الاحرام).
(2):- معناه: ليس البر ان تأتوا البيوت من غير جهاتها و ينبغي ان تأتوا الامور من جهاتها -اي الامور كانت- و هو المروي عن جابر عن أبي جعفر(ع).
(3):- معناه: ليس البر طلب المعروف من غير اهله و انما البر طلب المعروف من أهله..
#-وفي الرواية عن أبي جعفر(ع):-ال محمد ابواب الله و سبله الى الجنة و القـادة اليها و الأدلاء عليها الى يوم القيامة ..
و عن النبي(ص):- أنا مدينة العلم و علي بابها و لا تؤتى المدينة الا من بابها...
#- قد يقول قائل :- هذا شيئ عادي - كل شخص يعرف انه لابد ان يكون الدخول من الابواب- نقول:-
القران الكريم يعلمنا ان نتعمق في مداليل هذه الامور العادية .. هناك كثير من الامور العادية مثل سقوط التفاحة من الشجرة الى الارض و لكن استطاع نيوتن بعد التأمل في الظاهرة اعطاء قانون الجاذبية الذي خدم الانسانية .. كذلك ارخميدس حينما دخل في الحوض..
القران الكريم يحث على التأمل أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت)...
#- (قاعدة كلية):- ليس فقط البيت و الدائرة و المحل له باب و جدران طويلة و ينحصرالدخول فيها
عن طريق الابواب بل حتى الحياة و السعادة مثل البيت و الدائرة و المحل لها ابواب فيجب:-
(1)- معرفة الابواب..(2)-اعتياد دخول الحياة عن الطريق الرئيسي(الابواب)...
جاء الانبياء ليدلونا على هذه الابواب- مثلا- ليقولوا لنا ان السيئات و اتباع الهوى و الكذب و الخيانة و المنافع الشخصية و الحقد ليسا ابواب لمدينة السعادة .. ابواب السعادة و الحياة هي الصدق , الخلق الطيب , طلب الخير , المحبة , الرأفة...
# مدينة السعادة(الاطمئنان القلبي)#
الانسان روح و بدن.. و هناك بعض اوجه التشابه و الاختلاف بين الروح و البدن..
#-أوجه التفاوت:-البدن له حجم , وزن , ادخال شيئ من الغذاء في البدن يزيد من وزنه , ظرفية البدن محدودة , لايمكن ادخال شيئ فيه بعد الشبع الا بعد ازالة الاول... البدن يعجز و يموت... و لكن الروح ليست كذلك فمثلا الروح لكي تحصل على شيئ جديد لا تحتاج الى مسح المعلومات السابقة و هكذا لاوزن و لا حجم و لاظرفية محدودة لها(لانها ليست مادة)...
#- أوجه الشبه:-
(1)- الحاجة الى الغذاء و التنوع فيه..
لكي يحافظ على نضارته و نشاطه يحتاج الى انواع الاطعمة و الاشربة و الا سيذبل و يمرض..
(2)- المرض ...(وقاية,مناعة,علاج)..
العلة في مرض البدن هو اختلال التوازن في المزاج كذلك الوضع الروحي..
غذاء الروح هو(الحب,البغض,العلم,الايمان,الذكر)..(ان هذه القلوب تمل كما تمل الابدان فابتغوا لها طرائف الحكم)..
البعض يحس بالكابة مع امتلاكه لجميع وسائل الراحة و ذلك لأن الاحتياجات المعنوية لم تلبى عندهم..
الايمان احدى الحوائج الفطرية بل هي اعظم الحاجات(الحاجة الى سند يلتجأ اليه و يتوكل عليه فيالشدائد)..
الاطمئنان من الامورالمهمه التي يبحث عليها الانسان , الانتحار, و الاعتياد على المخدرات تعتبر من نتائج فقدان الاطمئنان... لو دققنا في طول التاريخ حول سعي الانسان لكسب الاطمئنان سواء عن الطريق الصحيح او الكاذب يحتاج الى بحث طويل ..
عوامل الوحشة و الهلع
( أ ):- المستقبل المظلم-(الذي قد يتخيله الانسان)- احتمال زوال النعم,حصول مشاكل,الضعف,المرض..
الايمان بالقادر المتعال,الرحمان,الرحيم,المتكفل للرزق يرفع هذا الهلع..
(ب):-الماضي الاسود.. الذنوب الماضية,التقصيرات,الزلات... الايمان بالغفار و قابل التوب و الرحيميرفعه..
(ج):- الضعف في مقابل العوامل الطبيعية, الاعداء الداخليين,الخارجيين في الجبهات..الايمان بقدرة الله تعالى يرفعه
( د ):- الاحساس بلغوية الحياة و عبثها و عدم هادفيتها... ذكر الحكيم يرفعها..
( ه ):-عدم وجود من يثمن و يقيم أعماله و زحماته.. مراقبة الله تعالى و علمه يرفعه..
( و ):- عبادة الدنيا.. عدم الحصول على بعض الامور الحياتية الكمالية..
( ز ):-الخوف و الوحشة من الموت... الايمان بأنه تعالى مالك يوم الدين يرفعه...
#-الا بذكرالله تطمئن القلوب.. نعم ذكر الله تعالى-بمعنى جعل الارادة الربانية هي الحاكمة-هو الباب الوحيد الذي يمكن من خلاله دخول مدينة السعادة و الاطمئنان القلبي...