تعظيم القران الكريم والحصول على بركاته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشقة النور
    • Jan 2009
    • 8942

    تعظيم القران الكريم والحصول على بركاته

    عندما نراجع أحاديث أهل بيت النبوة – عليهم السلام – نجد فيها وصايا محورية عدة يوصون المؤمنين بها، بهدف إعانتهم على الإنتفاع بالصورة المطلوبة من بركات القرآن الكريم وتحقيق الأهداف المرجوة من إنزاله وتيسيره للذكر...
    ومن أهم هذه الوصايا توقير كتاب الله وتعظيمه، فما المقصود بذلك؟
    روي عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – أنه قال: " ... يا حملة القرآن، تحببوا الى الله بتوقير كتابه، يزدكم حباً "
    وقال – صلى الله عليه واله –: " القرآن أفضل كل شيء دون الله، فمن وقّر القرآن فقد وقّر الله ومن لم يوقر القرآن فقد إستخف بحرمة الله ".
    وقال – صلى الله عليه وآله –: من أعطاه الله القرآن، فرأى أن أحدا أعطي شيئاً أفضل مما أعطي، فقد صغّر عظيماً وعظّم صغيراً ".
    وقال – صلى الله عليه وآله –: من قرأ القرآن فظنّ أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد حقّر ما عظّم الله، وعظم ما حقّر الله ".
    السيد روح الله الخميني – رضوان الله عليه – كلمة قيمة في بيان آثار تعظيم القران وتوقيره حسب تعبير الأحاديث الشريفة، ففي كتابه القيم (آداب الصلاة) عدّ تعظيم كتاب الله وإحترامه من الآداب العامة المهمة لتلاوته
    وقال: " إن الإلتزام بهذا الأدب يؤدي الى ظهور الثمار الطيبة لتلاوته ويولد نورانية القلب وحياة باطن الإنسان " .
    أما بالنسبة الى كيفية ترسيخ الشعور بعظمة كتاب الله في القلب فهو التدبر في عظمة منزله الله جل وعلا، وعظمة النازل به وهو سيد الملائكة جبرئيل الأمين – عليه السلام – وعظمة المرسل به وهو سيد الرسل وصفوة الخلائق أجميعن محمد المصطفى –صلى الله عليه وآله -، وكذلك عظمة عدله والثقل الملازم له وهم أئمة العترة المحمدية الطاهرة – صلوات الله عليهم أجمعين –... هذا أولاً وثانياً التفكر في عظمة آثاره وبركاته وسمو مضامينه وأهدافه وكثرة وجوه إعجازه، وكذلك محورية دوره في ضمان السعادة الحقة للإنسان في الدنيا والآخرة.
    ولا يخفى عليكم أن للإستشعار الوجداني بعظمة القرآن الكريم تأثيراً قوياً في دفع الإنسان للإقبال على تلاوته والإنتفاع به وإثارة النوازع الفطرية في حب العظيم والإجتهاد في إستحصال الخير الحقيقي منه.
    إن تعظيم الله جل جلاله هو جوهر العبادة، وتعظيم كتابه العزيز هو – ولا شك – من مصاديق تعظيم منزله جل وعلا وبالتالي فهو من مصاديق العبادة الحقيقية.
    وتنوير القلب وتطهيره من أهم آثار العبادة الحقيقية، ولذلك فإنّ من الطبيعي أن يكون لتعظيم كتاب الله تأثير في تنوير قلب المؤمن وجعله حياً يلقي السمع لما يقوله الله تعالى وهو شهيد وبذلك يحصل على ثماره الطيبة.
    أيها الأخوة والأخوات...
    يستفاد من تجارب وكلمات أهل المعرفة والسير والسلوك الى الله عزوجل أن تعظيم القرآن الكريم أحد الشروط الأساسية لتأهل قارئ القرآن لأن تفتح له آفاق الكشف والمعارف الشهودية أثناء تلاوته لكتاب الله.
    لاحظوا ما ينقله آية الله الشيخ العارف محمد تقي الآملي – رضوان الله عليه – بهذا الشأن،
    قال: " كنت أحضر الدرس الفقهي لسيد العرفاء آية الله علي القاضي، وقد سألته يوماً – وكان الطقس بارداً جداً -: نحن نقرأ ونسمع أن بعض قراء القرآن الكريم تفتح لهم أثناء تلاوته آفاق الغيب ويتجلى لهم بأسراره، لكننا لا نجد لذلك أثراً ونحن نتلو القرآن، فلماذا؟ "
    فنظر السيد القاضي الى وجهي،
    ثم قال: نعم، أولئك يتلون القرآن بآداب خاصة، يستقبلون القبلة وهم حاسروا الرؤوس، ويرفعون القرآن بكلتا اليدين ويصغون لما يتلونه منه بكل وجودهم، وهم يعرفون ويستشعرون عظمة من يقفون في محضره. أما أنت، فانك تتلو القرآن وقد وضعته على الأرض تنظر اليه وأنت تحت لحاف الكرسي [ وهو جهاز قديم كان يستخدم للتدفئة ] وقد غطيت بدنك الى الكتفين...
    يقول العارف الآملي: لقد صدق السيد، لقد كنت أقرأ القرآن بكثرة وأنا على هذه الحالة التي وصفها السيد ‼

    1. تعلم القران والاستقواء به
    1. تهدينا النصوص الشريفة الى أن من أهم الوسائل للأستفادة من بركات القرآن هو تعلم ما فيه والإستقواء والإستظهار به وحفظه والتفقه فيه.


      هذا ما تصرح به كثير من الآيات الكريمة ومنها الآيات الأولى من سورة العلق وهي أول ما نزل من كتاب الوحي الإلهي، حيث يقول عزّ من قائل:

      " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5} ".


    1. وقد حثت كثير من أحاديث النبي الأكرم وآله الطاهرين المؤمنين على تعلم القرآن وحفظه والتفقه فيه والإستقواء به.


      وها نحن ننور قلوبنا بطائفة منها، مثل قول رسول الله – صلى الله عليه وآله –: " إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ما إستطعتم".

      وقال – صلى الله عليه واله –: " خياركم من تعلم القرآن وعلّمه".
      وقال: "من قرأ القرآن، فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى له".
      وقال – صلى الله عليه وآله –: "إذا أردتم عيش السعداء.. فإدرسوا القرآن".
      وقال أيضاً : "من قرأ القرآن حتى يستظهره ويحفظه أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة، من أهل بيته".
      وقال الوصي المرتضى أمير المؤمنين – سلام الله عليه –: "من إستظهر القرآن وحفظه وأحلّ حلاله وحرّم حرامه أدخله الله به الجنة".
      وقال – عليه السلام –: "ألا أخبركم بالفقيه حقاً؟... [ هو ] من لم يترك القرآن رغبة عنه الى غيره".

      وقال مولانا الإمام جعفر الصادق – عليه السلام –: "ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن أو يكون في تعليمه".
      وقال – عليه السلام –: " إن الذي يعالج القرآن ويحفظه بمشقة منه وقلة حفظ له أجران"
      وقال – سلام الله عليه – موصياً أحد أصحابه: " وإحذر من أن تقع من إقامتك حروفه [ أي القرآن ] في إضاعة حدوده".
      فإن وصايا أهل بيت النبوة عليهم السلام تحث بشدة على تعلم القرآن ودراسته وحفظه والتفقه فيه والإستظهار به، وهذا من الوصايا المهمة التي لاغنى عن الإلتزام بها لمن أراد أن ينتفع من بركات كتاب الله العزيز، يقول العارف الخميني ضمن حديثه عن آداب تلاوة القرآن من كتابه القيم (آداب الصلاة):
      " عليك أن تضع نصب عينك أمراً مهماً يمهد الإهتمام به سبيل الاستفادة من الكتاب المجيد ويفتح لقلبك أبواب المعارف والحكم ألا وهو النظر الى هذا الكتاب الشريف نظرة التعلم وإعتباره كتاب تعليم وإفادة وإعتبارك نفسك مكلفاً بالتعلم والإستفادة ". ثم قال – قدس سره الشريف –: " ولا بد من الإشارة هنا الى أننا لا نقصد بالتعليم والتعلم والإفادة والإستفادة التأكيد على الجوانب الأدبية والنحو والصرف أو الفصاحة والبلاغة. فأي من هذه الأمور لا يعد من مقاصد القرآن... "
      إذن فالمقصود من تعلم القرآن الذي تحث عليه النصوص الشريفة هو أن يجتهد الإنسان للحصول على معارفه وأخلاقه وإضاءاته بما يهديه الى أن يكون عيشه عيش السعداء والنجاة من حياة الغافلين.
      وهذا النمط من تعلم القرآن هو الذي يفتح على قلب المؤمن أبواب الحكمة الإلهية التي هي مواريث النبوة فيكون مصداقاً لقول النبي الأكرم عن متعلم القرآن: " فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه ".
      أي لا يحصر إهتمامه بأقامة حروف القرآن – أي يتعلم فقط العلوم القرآنية الظاهرية التي هي بمثابة المقدمات للوصول الى فهم القرآن. فلو إقتصر المتعلم على ذلك وإنشغل به ضيع حدود القرآن ومقاصده الحقيقية ونلاحظ في الأحاديث الشريفة التي تلوناها في بداية اللقاء أنها تحث المؤمنين على (إستظهار القران) والمقصود بذلك هو الإستقواء بمعارفه وحججه البالغة في مختلف الشؤون الحياتية فيكون المؤمن قوياً بالقرآن.
      من هنا ينبغي للمؤمن أن يسعى للحصول من القرآن الكريم على أسباب القوة المعنوية من كل آية يتلوها.
      يقول العارف الخميني رحمه الله في كتابه (آداب الصلاة ) وضمن حديثه عن آداب تلاوة القرآن: " هذا الكتاب الشريف هو كتاب هداية وتعليم ونبراس طريق السلوك الإنساني لذا وجب على المفسر أن يوجه المتعلم ومن خلال كل قصة من قصص القرآن بل ومن كل آية من آياته – نحو الإهتداء الى عالم الغيب والعلامات التي تؤدي الى طريق السعادة... والمفسر يكون مفسراً حقيقياً عندما يفهمنا الهدف من نزول الآية وليس سبب نزولها، فكم من المعارف والمواعظ الجليلة تكمن مثلاً في قصة آدم وحواء وما جرى لهما مع إبليس منذ بداية خلقهما وحتى هبوطهما الى الأرض... وكم توضح لنا من معايب النفس... التي نحن غافلون عنها! "


      1. الأنس بالقران والاستغناء به
    قال رسول الله- صلى الله عليه وآله: " القرآن غنى لا غنى دونه ولا فقربعده "


    وعن وصيه الإمام المرتضى – سلام الله عليه- قال: " ليكن القرآنَ سميرك "

    وقال- عليه السلام- في إحدى وصاياه للمؤمنين بشأن كتاب الله العزيز: " فأسألوا الله به أي بالقرآن- وتوجهوا إليه عزوجل بحبه ".
    وقال أميرالمؤمنين- عليه السلام- أيضاً عن خصائص كتاب الله: " جعله الله برهاناً لمن تكلم به وشاهداً لمن خاصم به، وحاملاً لمن حمله". وقال- سلام الله عليه- في ذكرصفات الزاهدين: " أولئك قومٌ إتخذوا الأرضَ بساطاً … والقرآن شعاراً"
    وروي عن مولانا الإمام زين العابدين- عليهم السلام - أنه قال: " لومات ما بين المشرق والمغرب لما إستوحشت بعد أن يكون القرآن معي ".
    وقال سلام الله عليه في الدعاء الثاني والأربعين من أدعية الصحيفة السجادية الذي كان يتلوه عند ختم تلاوة القرآن الكريم، قال: " اللهم صل على محمد وآل محمد وأجعل القرآن لنا في ظلم الليالي مؤنساً ومن نزغات الشيطان وخطرات الوساوس حارساً اللهم صلى على محمد وآله وإجبر بالقرآن خلتنا من عدم الأملاق…"
    وروي عن مولانا الإمام الكاظم- عليه السلام- أنه قال: " من إستكفى بآيةٍ من القرآن من المشرق الى المغرب كفي إذا كان بيقين".
    وروي عن ابراهيم بن العباس قال: " ما رأيت الرضا – عليه السلام - سئلَ عن شيءٍ قط إلا علمه، ولا رأيتُ أعلم منه بما كان في الزمان الأول الى وقته وعصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب فيه، وكان كلامه وجوابه وتمثله إنتزاعات من القرآن، وكان يختمه في كل ثلاث ويقولُ: لو أردتُ أن أختمه في أقرب من ثلاث لختمتُ، ولكنني ما مررت بآيةٍ قط إلا فكرتُ فيها وفي أي شيءٍ أُنزلت وفي أي وقت …"
    وقد روى العلماء الأعلام أحاديث أخرى كثيرة عن النبي وآله- عليه وعليهم أفضل الصلاة-، تشتمل على مضامين الأحاديث التي تلوناها عليكم أنفاً، وكما تلاحظون فإن هذه الوصايا تعرفنا بأحد أهم السبل العملية للفوز ببركات القرآن الكريم، إذ تحدثنا على أن نحب كتاب الله ونرسخ محبته والتعلق العاطفي به في القلوب؛ فنتقرب الى الله بحب كتابه المجيد. كما توصينا بأن نستحصل حالة الأنس بالقرآن والإستكفاء والإستغناء به وأن نجعله منطقنا ومحوركلامنا كما كان حال ساداتنا أهل بيت النبوة عليهم السلام حيث كان منطقهم القرآن وغناهم بالقرآن. ولا يخفى عليكم –– أن حب القرآن والأنس به هو ثمرة معرفة عظمته، كما أن حب القرآن والأنس به يثمرمن جهة ثانية حب الله جلَّ وعلا والأنس به عزوجل، وفي ذلك أعظم البركات لأنه مفتاح التخلق بأخلاق الله ودوام الإرتباط تبارك وتعالي.

    ومما يعين المؤمن على حب القرآن والأنس به والإستغناء والإستكفاء به؛ هو أن يقوي المؤمن في قلبه الإعتقاد اليقيني الراسخ بأن كتاب الله المجيد كافٍ لمن إستكفى به يغنيه عن الحاجة فكرياً وروحياً ومادياً الى غيرالله عزوجل… أي أن القرآن هو في الواقع الذي يحمل من حمله فيغني من إستغنى به…كما أن مما يعين المؤمن على بلوغ هذه الحالة التدبرفي أحوال الذين أحبوا القرآن وإلتصقوا به، وما أوجده حبهم لكتاب الله من آثارمباركة على سلوكهم وروحياتهم





    "عاشقة النور"
  • ابن الزهراء (ع)
    • Feb 2011
    • 198

    #2
    مشكوورة اختي على الموضوع القيم و المعلومات الجميلة

    تقبلي مروري و تحياتي لكم

    ولد الزهرااء (ع)

    تعليق

    • محـب الحسين

      • Nov 2008
      • 46763

      #3
      رائع اختي العزيزه
      جزاكِ الله كل خير

      تعليق

      • عاشقة النور
        • Jan 2009
        • 8942

        #4
        لقد انرتم متصفحي بمروركم الكريم

        لاخلا ولاعدم منكم


        "عاشقة النور"

        تعليق

        • عشقي محمد واله
          • Sep 2009
          • 5605

          #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
          جزاكِ الله خير عزيزتي
          عاشقة النور
          وفقكِ المولى لكل خير
          دمتِ بحفظ رب العالمين ورعايته

          تعليق

          يعمل...
          X