السكينة وأسبابها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشقة النور
    • Jan 2009
    • 8942

    السكينة وأسبابها

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمدالطيبين الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هنا كلام حول السكينة وأسبابها جمعت لكم مقتطفات من كلام بعض العلماء
    يقول آية الله مكارم في تفسيره الأمثل
    :السكينة» في الأصل مشتقة من «السكون»، ومعناها الأطمئنان والدعة وما يزيل كل أنواع الشك والتردّد والوحشة من الإنسان ويجعله ثابت القدم في طوفان الحوادث!

    وهذه السكينة يمكن أن يكون لها جانب عقائدي فيزيلُ ضعف تزلزل العقيدة أو يكون لها جانب عملي بحيث يهب الإنسان ثبات القدم والمقاومة والاستقامة والصبر.
    وبالطبع فإنّ البحوث السابقة وتعبيرات الآية نفسها تتناسب مع استعمال السكينة في معناها الأوّل أكثر. ويقول في موضع آخر : السكينة في الأصل مأخوذة من السكون، وتعني نوعاً من الهدوء أو الإِطمئنان الذي يبعد كل نوع من أنواع الشك والخوف والقلق والإِستيحاش عن الإِنسان، ويجعله راسخ القدم بوجه الحوادث الصعبة والملتوية. والسكينة لها علاقة قربى بالإِيمان، أي أنّ السكينة وليدة الإِيمان، فالمؤمنون حين يتذكرون قدرة الله التي لا غاية لها، ويتصورون لطفه ورحمته يملأ قلوبهم موج الأمل ويغمرهم الرجاء.
    وما نراه من تفسير السكينة بالإِيمان في بعض الرّوايات، أو بنسيم الجنّة متمثلا في صورة إنسان كل ذلك ناظر إِلى هذا المعنى
    إنّ المؤمن لا يرى نفسه وحيداً في ميدان الخطوب والحوداث بل يحسّ بيد الله على رأسه ويلمس إعانة الملائكة ونصرتهم له، في حين أنّ غير المؤمنين يحكمهم الإضطراب في أحاديثهم وسلوكهم ولا سيما عند هبوب العواصف وطوفان الأحداث إذ يُرى كلّ ذلك منهم بصورة بيّنة!
    وعن ركني السكينة:
    قرأنا في ذيل الآية محل البحث(هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما )
    جملتين، كلٌّ منهما تمثّل ركناً من أركان «السكينة» والإطمئنان للمؤمنين.
    فالأُولى جملة (ولله جنود السماوات والأرض).
    والأُخرى جملة (وكان الله عليماً حكيماً).
    فالأُولى تقول للإنسان: إذا كنت مع الله فإنّ جميع ما في الأرض والسماء معك!.
    والأُخرى تقول: إنّ الله يعلم حاجاتك ومشاكلك كما يعلم سعيك وطاعتك وعبادتك.
    وممّا يسترعي النظر أن القرآن ـ في الآيات محل البحث ـ لا يقول: ثمّ أنزل الله سكينته على رسوله وعليكم، مع أنّ جميع الجمل في الآية تحتوي على ضمير الخطاب (كم)، بل تقول الآية (على رسوله وعلى المؤمنين) وهي إشارة إِلى أن المنافقين وأهل الدنيا والذين كانوا مع النّبي في المعركة لم ينالوا سهماً من السكينة والإِطمئنان، بل كانت السكينة من نصيب المؤمنين فحسب.
    ونقرأ في بعض الرّوايات أن نسيم الجنّة هذا كان مع أنبياء الله ورسله، فلذلك كانوا ـ في الحوادث الصعبة التي يفقد فيها كل إنسان توازنه إزاءها ـ أصحاب عزم راسخ وسكينة وإطمئنان، وإرادة حديدية لا تقبل التزلزل.وكان نزول السكينة على النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في معركة حنين ـ كما ذكرنا آنفاً ـ لرفع الإِضطراب الناشيء من فرار أصحابه من المعركة، وإلاّ فهو كالجبل الشامخ الركين، وكذلك ابن عمّه علي(عليه السلام) وقلة من أصحابه (المسلمين).
    ويقول آية الله صاحب تفسير الميزان قوله تعالى: «هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم» إلخ، الظاهر أن المراد بالسكينة سكون النفس و ثباتها و اطمئنانها إلى ما آمنت به، و لذا علل إنزالها فيها بقوله: «ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم» و قد تقدم البحث عن السكينة في ذيل قوله تعالى: «أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم»: البقرة: 248 في الجزء الثاني من الكتاب و ذكرنا هناك أنها تنطبق على روح الإيمان المذكور في قوله تعالى: «و أيدهم بروح منه»: و قيل: السكينة هي الرحمة، و قيل: العقل، و قيل: الوقار و العصمة لله و لرسوله، و قيل: الميل إلى ما جاء به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، و قيل: ملك يسكن قلب المؤمن، و قيل: شيء له رأس كرأس الهرة، و هذه الأقاويل لا دليل على شيء منها.
    وفي تفسير الأمثل يقول آية الله مكارم
    سلسلة مراتب الإيمان:
    الإيمان، سواءً بمعنى العلم والمعرفة، أم روح التسليم والاذعان للحق فإنّ له درجات وسلسلة مراتب، لأنّ العلم له درجات، والتسليم والاذعان لهما درجات مختلفة أيضاً، حتى العشق والحب الذي هو توأم الإيمان يتفاوت من حالة إلى أُخرى!
    فالآية محل البحث التي تقول: (ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم) تأكيد على هذه الحقيقة أيضاً.. وعلى هذا فلا ينبغي للمؤمن أن يتوقّف في مرحلة واحدة من مراحل الإيمان، بل عليه أن يتسامى إلى درجاته العليا عن طريق بناء شخصيّته والعلم والعمل.
    ففي حديث عن الإمام الصادق أنّه قال: «إنّ الإيمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة»كما نقرأ عنه حديثاً آخر إذ قال: «إنّ الله عزَّ وجلَّ وضع الإيمان على سبعة أسهم على البر والصدق واليقين والرضا والوفاء والعلم والحلم فمن جعل فيه السبعة الأسهم فهو كامل محتمِلٌ وقسّم لبعض الناس السهم والسهمين ولبعض الثلاثة حتى انتهوا إلى (الـ) سبعة».
    ثمّ يضيف الإمامُ (عليه السلام): «لا تحملوا على صاحب السهم سهمين ولا على صاحب السهمين ثلاثة فَتبهضوهم».. ثمّ قال كذلك حتى انتهى إلى (الـ) سبعة
    ومن هنا يتّضح ما نُقل عن بعضهم أنّ الإيمان ليس فيه زيادة ولا نقصان لا أساس له، لأنّه لا ينسجم مع الثوابت العلميّة ولا مع الرّوايات الإسلامية!.
    ويقول سماحة الشيخ محمد مغنية (نقلت جزء من كلامه)
    أما الأسباب الموجبة للسكينة فهي كالآتي:
    اليأس
    1 ـ اليأس، قال الإمام أمير المؤمنين(ع): ((اليأس احدى الراحتين)). ولكنه مع هذه الراحة لا يوصف من حيث هو بخير أو بشرّ، بل يختلف تبعاً للمأيوس منه، فإن يئس المرء مما في أيدي الناس ثقةً بالله وبالجد والسعي، يكون اليأس، وهذي هي الحال، خيراً وفضيلة، وان يئس من روح الله ورحمته ـ نستعيذ بالله يكون ذلك شراً ورذيلة.
    وفي نهج البلاغة: ((الغنى الأكبر اليأس مما في أيدي الناس)).القناعة
    2 ـ القناعة، قال الإمام(ع): ((كفى بالقناعة ملكاً... القناعة مال لا يفنى)). والمراد بالملك هنا الرضا بما قسم وحصل.. ورُوي أن رجلاً من خدمة الملك قال لسقراط حين رآه يأكل الحشيش: لو خدمت الملك ما احتجت هذا الحشيش. فقال له سقراط: وأنت لو أكلت الحشيش ما احتجت إلى خدمة الملك. وكتب إليه آخر يعيبه بمأكله، فكتب في جوابه: أنت تعيش لتأكل، وأنا آكل لأعيش.
    3- الأيمان
    أما المؤمن فيعتقد بأن الله القدير العليم والغني الحكيم هو الذي خلقه وأوجده لغاية تسمو به عن اللغو والعبث، وهي أن يعطي الإنسان لهذا الكون قيمته، ويظهر حقيقته، واودع فيه كل الطاقات المؤهلات لهذه المهمة، وبها كرّمه سبحانه وفضّله على كثير من خلقه، وخصه بشريعة كاملة وافية، يعمل في ضوئها لبلوغ الغاية من وجوده، وتُعدّه لعالم الأبد والخلود، للملك الدائم، والنعيم القائم إن هو امتثل وأطاع، ولعذاب الحميم ان تمرد وعاند. وبكلمة إن المؤمن يعتصم بقائد أعلى لا يحيد به عن صراط الخير والنجاة إن أسلس القياد والزمام لمولاه، ومن هنا كان المؤمن على بصيرة من أمره وبينة من مصيره، لا قلق ولا ضياع، بل هدوء وسكينة في كل حالاته وأطواره بنص القرآن الكريم: (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه) (22 ـ المجادلة). (ان الإنسان خلق هلوعاً إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً إلا المصلين) (22 ـ المعارج) والمراد بالمصلين هنا المؤمنون المعتصمون بالله أبداً ودائماً في السراء والضراء.



    "عاشقة النور"


  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    #2
    احسنتِ واجدتِ اختي العزيزه
    بارك الله بكٍِـ

    تعليق

    • عبد الحق
      • Sep 2011
      • 5697

      #3
      بسم الله
      السلام عليكم

      جُزيتِ خيراً أختي الكريمة

      تعليق

      • الـدمـع حـبـر العـيـون
        • Apr 2011
        • 21803

        #4
        بارك الله فيك
        على الطرح القيم
        ربي يجعله من ميزان حسناتكم
        دوم الابداع والرقي

        تعليق

        • نور البتول الطاهرة
          • Aug 2010
          • 3064

          #5
          طرح موفق أختي عاشقة النور
          بارك الله فيك
          في ميزان حسناتك

          تعليق

          • دمعة الكرار
            • Oct 2011
            • 21333

            #6

            تعليق

            • عاشقة النور
              • Jan 2009
              • 8942

              #7
              .. لكم مني جزيل الشكر
              وخالص التقدير والإحترام على هذا التواجد المبارك ..
              "عاشقة النور"

              تعليق

              • عاشقة الوديعه
                • Dec 2011
                • 1165

                #8

                تعليق

                يعمل...
                X