السعادة أعظم من أن تعرّف في مقال ، وأصعب من أن تحدّد في كلمات ، هي غاية ينشدها الجميع ولكن يدركها القليل ، فقط من يوفق الى السبل الصحيحة لتحقيقها ، فهناك من يعتقد أن السعادة تتحقق في وفرة المال ، أو سطوة الجاه ، والبعض يظن أن السعادة تُدرك بكثرة الولد ، أو بنيل المنفعة....ولكن لو كانت السعادة تتحقق بهذه الأمور ، لماذا نرى أغنياء ينتحرون ، وأصحاب مناصب يصابون بالجنون ؟ ألم يوفر المال والجاه والمنصب لهؤلاء السعادة ؟ أم أن للسعادة طرق وسبل أخرى لم يتعرف عليها طالبوها؟
القرآن الكريم ، يجيب على هذه التساؤلات ، وآياته المباركة تحمل في طياتها أسرار السعادة وسبل تحقيقها ، فمن يريد أن يكون سعيداً عليه بالعودة الى دستور الحياة ، وليبحث عن السعادة الحقة والتي سيجدها بالأمور التالية :
1- الإيمان والتقوى والولاية لله:
إن لكل كلمة من هذه الكلمات مدلولها ومفهومها الذي يستوجب بحد ذاته على طالب السعادة أن يبحث به ، والله سبحانه وتعالى جعل رباطاً وثيقاً بين الايمان والتقوى من جهة والسعادة من جهة أخرى ، ويبدو ذلك جلياً من خلال العديد من الآيات ، منها: الآية 63 من سورة يونس " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون ، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة..." ، كذلك الآية 61 من سورة الزمر " وينجي الله الذين اتقوا بمفازاتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون " ؛ إذاً من آمن بالله واتقاه لم يعرف الخوف والحزن الى قلبه سبيلاً ، لا بل ستكون حياته مليئة بالأخبار المفرحة والأنباء السارة .
2- الرضا والتسليم :
يقول الله عزّ وجلّ في محكم كتابه الكريم في الآية 58 من سورة يونس " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " ، يبدو من خلال هذه الآية أن الرضا والتسليم بما يقسمه الله هو سبيل من سبل السعادة الحقيقية ، لأن الله أعلم بالحال الذي يصلحنا ، فمن العباد من لا يصلح إيمانه إلا الفقر ولو بسط عليه لفسد ، ومنهم من لا يصلح إيمانه إلا الغنى ولو قدر عليه لفسد , وهكذا ... فما على العبد إلا أن يرضى بما كُتب له من خيرات هذه الدنيا ، وأن يفرح بما لديه من الكمالات الحقيقية ولا يحزن على فقد الزخارف الدنيوية وألا يترك للحسد سبيلاً الى قلبه ، وليتذكر دوماً ما خاطب الله به نبيّه المصطفى (ص) : " ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى" (الآية 131 من سورة طه).
3- ذكر الله :
ذكر الله نعمة كبرى ومنحة عظمى ، به تستجلب النعم ، وبمثله تستدفع النقم ، وهو قوت القلوب وسرور النفوس . وللذكر الأثر المباشر على سعادة الإنسان وراحة نفسه ، وبالإعراض عنه تُسلب السعادة والطمأنينة من الإنسان فيشقى ويتعس ، " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا " الآية 124 من سورة طه .
كذلك التسبيح ، التحميد ، السجود والصلاة جميعها تعتبر علاجاً من الحزن والتعاسة ومصدراً من مصادر السعادة والإستقرار النفسي ، فبها أمر الله رسوله الأكرم (ص) عندما ضاق صدره من قول المشركين من قومه وتكذيبهم إياه واستهزائهم به وبما جاء به ، فقال عزّ من قائل : " ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد رأيك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " الآية 97-99 من سورة الحجر .
4- شكر النعمة وتحديث النفس بها :
كثيرة هي الآيات التي تحث الإنسان على شكر نعم الله عليه ، لما لهذا الشكر من أثر في حفظ النعمة وزيادتها ، " ولئن شكرتم لأزيدكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " (الآية 7 من سورة ابراهيم) . و شكر النعمة يؤمن الانسان من العذاب ، " ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتكم وآمنتم وكان الله شاكراً عليماً " ( الآية 147 من سورة النساء) ، وبالتالي فإن الإنسان الذي تزداد نعمته دائماً ويأمن من عذاب الله ألن يشعر بالسعادة في قرارة قلبه ؟
كذلك ، إن من يحدّث نفسه بنعم الله عليه ، فسوف يعجز عن إحصائها مهما عظمت ابتلاءاته ، " وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها" ( ) ، وبذلك يشعر الإنسان بفضل الله عليه، وهذا يجلب القناعة والرضا ، سيما إذا نظر الى غيره الأكثر ابتلاْءً والأقل رزقاً ، الأمر الذي يجعل منه إنساناً سعيداً مهما واجه من صعوبات او تحديات في هذه الحياة الفانية .
5- فعل الخير والعمل الصالح :
من أهم الطرق الموصلة الى السعادة والنجاح في الدنيا والنعيم والفلاح في الآخرة : العمل الصالح ، حيث قال عزّ من قائل : " من عمل صالحاً منكم من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " (الآية 97 من سورة النحل) ، وهل هناك سعادة أعظم من أن يعيش العبد حياة طيبة هنيئة ملؤها الطمأنينة والإستقرار ؟
6- التسامح والعفو عند الإساءة :
قد يصعب على بعض الناس أن يعفوا عمن أساء اليهم ، وتبقى نار الحقد والإنتقام متأججة في قلوبهم فتحرمهم من التنعم بالهدوء والسلام النفسي ، ولكن ما أن يبادر المرء الى العفو والتسامح سيشعر براحة وسعادة لا تضاهيها سعادة ، سيما إذا تذكّر الجنة التي أعدّها الله له إن هو عفا عمن أساء اليه ، " وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدّت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " ( الآية 133-134 من سورة آل عمران) .
إن الإنسان الذي يسلك سبل السعادة ، كما وردت في القرآن الكريم ، والتي لن نسطيع الإحاطة بجميعها ، ستكون حاله كحال تلك الزوجة التي غاضبها زوجها ، فقال لها متوعداً: لأشقينك .
فقالت الزوجة في هدوء: لا تستطيع أن تشقيني ، كما لا تملك أن تسعدني .
فقال الزوج في حنق : وكيف لا أستطيع ؟
فقالت الزوجة في ثقة : لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني، أو زينة من الحلي لحرمتني منها ، ولكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون !
فقال الزوج في دهشة : وما هو ؟
فقالت الزوجة في يقين : إني أجد سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي ...
هذه هي السعادة الحقة التي لا يملك إنسان أن يعطيها لإنسان أو أن ينتزعها منه ، لأنها هبة من الرحمان المنّان ، يقذفها في قلب من سلك الطريق السليم ، فطوبى لمن كتبهم الله من السعداء
القرآن الكريم ، يجيب على هذه التساؤلات ، وآياته المباركة تحمل في طياتها أسرار السعادة وسبل تحقيقها ، فمن يريد أن يكون سعيداً عليه بالعودة الى دستور الحياة ، وليبحث عن السعادة الحقة والتي سيجدها بالأمور التالية :
1- الإيمان والتقوى والولاية لله:
إن لكل كلمة من هذه الكلمات مدلولها ومفهومها الذي يستوجب بحد ذاته على طالب السعادة أن يبحث به ، والله سبحانه وتعالى جعل رباطاً وثيقاً بين الايمان والتقوى من جهة والسعادة من جهة أخرى ، ويبدو ذلك جلياً من خلال العديد من الآيات ، منها: الآية 63 من سورة يونس " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون ، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة..." ، كذلك الآية 61 من سورة الزمر " وينجي الله الذين اتقوا بمفازاتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون " ؛ إذاً من آمن بالله واتقاه لم يعرف الخوف والحزن الى قلبه سبيلاً ، لا بل ستكون حياته مليئة بالأخبار المفرحة والأنباء السارة .
2- الرضا والتسليم :
يقول الله عزّ وجلّ في محكم كتابه الكريم في الآية 58 من سورة يونس " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " ، يبدو من خلال هذه الآية أن الرضا والتسليم بما يقسمه الله هو سبيل من سبل السعادة الحقيقية ، لأن الله أعلم بالحال الذي يصلحنا ، فمن العباد من لا يصلح إيمانه إلا الفقر ولو بسط عليه لفسد ، ومنهم من لا يصلح إيمانه إلا الغنى ولو قدر عليه لفسد , وهكذا ... فما على العبد إلا أن يرضى بما كُتب له من خيرات هذه الدنيا ، وأن يفرح بما لديه من الكمالات الحقيقية ولا يحزن على فقد الزخارف الدنيوية وألا يترك للحسد سبيلاً الى قلبه ، وليتذكر دوماً ما خاطب الله به نبيّه المصطفى (ص) : " ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى" (الآية 131 من سورة طه).
3- ذكر الله :
ذكر الله نعمة كبرى ومنحة عظمى ، به تستجلب النعم ، وبمثله تستدفع النقم ، وهو قوت القلوب وسرور النفوس . وللذكر الأثر المباشر على سعادة الإنسان وراحة نفسه ، وبالإعراض عنه تُسلب السعادة والطمأنينة من الإنسان فيشقى ويتعس ، " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا " الآية 124 من سورة طه .
كذلك التسبيح ، التحميد ، السجود والصلاة جميعها تعتبر علاجاً من الحزن والتعاسة ومصدراً من مصادر السعادة والإستقرار النفسي ، فبها أمر الله رسوله الأكرم (ص) عندما ضاق صدره من قول المشركين من قومه وتكذيبهم إياه واستهزائهم به وبما جاء به ، فقال عزّ من قائل : " ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد رأيك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " الآية 97-99 من سورة الحجر .
4- شكر النعمة وتحديث النفس بها :
كثيرة هي الآيات التي تحث الإنسان على شكر نعم الله عليه ، لما لهذا الشكر من أثر في حفظ النعمة وزيادتها ، " ولئن شكرتم لأزيدكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " (الآية 7 من سورة ابراهيم) . و شكر النعمة يؤمن الانسان من العذاب ، " ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتكم وآمنتم وكان الله شاكراً عليماً " ( الآية 147 من سورة النساء) ، وبالتالي فإن الإنسان الذي تزداد نعمته دائماً ويأمن من عذاب الله ألن يشعر بالسعادة في قرارة قلبه ؟
كذلك ، إن من يحدّث نفسه بنعم الله عليه ، فسوف يعجز عن إحصائها مهما عظمت ابتلاءاته ، " وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها" ( ) ، وبذلك يشعر الإنسان بفضل الله عليه، وهذا يجلب القناعة والرضا ، سيما إذا نظر الى غيره الأكثر ابتلاْءً والأقل رزقاً ، الأمر الذي يجعل منه إنساناً سعيداً مهما واجه من صعوبات او تحديات في هذه الحياة الفانية .
5- فعل الخير والعمل الصالح :
من أهم الطرق الموصلة الى السعادة والنجاح في الدنيا والنعيم والفلاح في الآخرة : العمل الصالح ، حيث قال عزّ من قائل : " من عمل صالحاً منكم من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " (الآية 97 من سورة النحل) ، وهل هناك سعادة أعظم من أن يعيش العبد حياة طيبة هنيئة ملؤها الطمأنينة والإستقرار ؟
6- التسامح والعفو عند الإساءة :
قد يصعب على بعض الناس أن يعفوا عمن أساء اليهم ، وتبقى نار الحقد والإنتقام متأججة في قلوبهم فتحرمهم من التنعم بالهدوء والسلام النفسي ، ولكن ما أن يبادر المرء الى العفو والتسامح سيشعر براحة وسعادة لا تضاهيها سعادة ، سيما إذا تذكّر الجنة التي أعدّها الله له إن هو عفا عمن أساء اليه ، " وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدّت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " ( الآية 133-134 من سورة آل عمران) .
إن الإنسان الذي يسلك سبل السعادة ، كما وردت في القرآن الكريم ، والتي لن نسطيع الإحاطة بجميعها ، ستكون حاله كحال تلك الزوجة التي غاضبها زوجها ، فقال لها متوعداً: لأشقينك .
فقالت الزوجة في هدوء: لا تستطيع أن تشقيني ، كما لا تملك أن تسعدني .
فقال الزوج في حنق : وكيف لا أستطيع ؟
فقالت الزوجة في ثقة : لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني، أو زينة من الحلي لحرمتني منها ، ولكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون !
فقال الزوج في دهشة : وما هو ؟
فقالت الزوجة في يقين : إني أجد سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي ...
هذه هي السعادة الحقة التي لا يملك إنسان أن يعطيها لإنسان أو أن ينتزعها منه ، لأنها هبة من الرحمان المنّان ، يقذفها في قلب من سلك الطريق السليم ، فطوبى لمن كتبهم الله من السعداء
تعليق