اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته
**عن أبي حمزة الثمالي قال : أتى الحسن البصري أبا جعفر (عليه السلام) فقال : جئتك لاسألك عن أشياء من كتاب الله ، فقال له أبو جعفر (عليه السلام) : ألست فقيه أهل البصرة ؟ قال : قد يقال ذلك ، فقال له أبو جعفر (عليه السلام) : هل بالبصرة أحد تأخذ عنه ؟ قال : لا ، قال : فجميع أهل البصرة يأخذون عنك ؟ قال : نعم ، فقال له أبو جعفر (عليه السلام) : سبحان الله لقد تقلدت عظيما من الامر ، بلغني عنك أمر فما أدري أكذاك أنت أم يكذب عليك ؟ قال : ماهو ؟ قال : زعموا أنك تقول ، إن الله خلق العباد ففوض إليهم أمورهم
قال : فسكت الحسن ، فقال : أفرأيت من قال الله له في تابه إنك آمن ، هل عليه خوف بعد هذا القول ؟
فقال الحسن : لا
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : إني أعرض عليك آية وأنهي إليك خطبا ولا أحسبك إلا وقد فسرته على غير وجهه ، فإن كنت فعلت ذلك فقد هلكت وأهلكت ، فقال له : ما هو ؟ قال : أرأيت حيث يقول : { وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين }يا حسن بلغني أنك أفتيت الناس فقلت : هي مكة
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : فهل يقطع على من حج مكة وهل يخاف أهل مكة ؟ وهل تذهب أموالهم ؟ فمتى يكونون آمنين ؟
بل فينا ضرب الله الامثال في القرآن ، فنحن القرى التي بارك الله فيها ، وذلك قول الله عزوجل ، فمن أقر بفضلنا حيث أمرهم الله أن يأتونا فقال : { وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها }
أي جعلنا بينهم وبين شيعتهم القرى التي باركنا فيها { قرى ظاهرة }
والقرى الظاهرة الرسل والنقلة عنا إلى شيعتنا ، وفقهاء شيعتنا إلى شيعتنا ،
وقوله : { وقدرنا فيها السير }
فالسير مثل للعلم سيروا به { ليالي و أياما } مثل لما يسير من العلم في الليالي والايام عنا إليهم في الحلال والحرام والفرائض والاحكام
{ آمنين } فيها إذا أخذوا من معدنها الذي امروا أن يأخذوا منه
{ آمنين } من الشك والضلال ، والنقلة من الحرام إلى الحلال ، لانهم أخذوا العلم ممن وجب لهم بأخذهم إياه عنهم المغفرة لانهم أهل الميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ، ذرية مصطفاة بعضها من بعض ، فلم ينته الاصطفاء إليكم ، بل إلينا انتهى ، ونحن تلك الذرية لا أنت ولا أشباهك يا حسن ، فلو قلت لك حين ادعيت ما ليس لك وليس إليك : يا جاهل أهل البصرة لم أقل فيك إلا ما علمته منك ، وظهر لي عنك ، وإياك أن تقول بالتفويض ، فإن الله عزوجل لم يفوض الامر إلى خلقه وهناً منه وضعفاً ، ولا أجبرهم على معاصيه ظلماً .
2 - عن الثمالي قال : دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على علي ابن الحسين عليه السلام فقال له : جعلني الله فداك أخبرني عن قول الله عزوجل : ( و جعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين ) قال له : مايقول الناس فيها قبلكم بالعراق ؟ قال : يقولون إنها مكة ، قال : وهل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكة ؟ قال : فما هو؟
قال : إنما عنى الرجال قال : وأين ذلك في كتاب الله ؟
فقال : أو ما تسمع إلى قوله عزوجل : { وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله }
وقال : { و تلك القرى أهلكناهم }وقال : { واسئل القرية التي كنا فيها والعير }التي أقبلنا فيها فليسأل القرية أو الرجال والعير ، قال : وتلا (عليه السلام) آيات في هذا المعنى
قال : جعلت فداك فمن هم ؟
قال : نحن هم
وقوله: { سيروا فيها ليالي وأياما آمنين } قال : آمنين من الزيغ .
3 - كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن علي بن زكريا البصري عن الهيثم بن عبدالله الرماني
عن الرضا عن أبيه عن جده جعفر (عليهم السلام) قال : دخل على أبي بعض من يفسر القرآن فقال له : أنت فلان ؟
وسماه باسمه ، قال : نعم .
قال : أنت الذي تفسر القرآن ؟
قال : نعم
قال : فكيف تفسر هذه الآية : { وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين }قال : هذه بين مكة ومنى ، فقال له أبوعبد الله (عليه السلام) : أيكون في هذا الموضع خوف وقطيع ؟
قال : نعم
قال : فموضع يقول الله : أمن ، يكون فيه خوف وقطع ؟
قال : فما هو ؟ قال : ذاك نحن أهل البيت ، قد سماكم الله ناسا ، وسمانا قرى قال : جعلت فداك أوجدني هذا في كتاب الله أن القرى رجال ، فقال أبوعبد الله (عليه السلام) : أليس الله تعالى يقول : { واسأل القرية التي كنا فيها والعير }التي أقبلنا فيها فللجدران والحيطان السؤال أم للناس ؟ وقال تعالى :
{ وما من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا } فمن المعذب الرجال أم الجدران والحيطان ؟
المصدر/ بحار الأنوار
تحيآتي
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته
**عن أبي حمزة الثمالي قال : أتى الحسن البصري أبا جعفر (عليه السلام) فقال : جئتك لاسألك عن أشياء من كتاب الله ، فقال له أبو جعفر (عليه السلام) : ألست فقيه أهل البصرة ؟ قال : قد يقال ذلك ، فقال له أبو جعفر (عليه السلام) : هل بالبصرة أحد تأخذ عنه ؟ قال : لا ، قال : فجميع أهل البصرة يأخذون عنك ؟ قال : نعم ، فقال له أبو جعفر (عليه السلام) : سبحان الله لقد تقلدت عظيما من الامر ، بلغني عنك أمر فما أدري أكذاك أنت أم يكذب عليك ؟ قال : ماهو ؟ قال : زعموا أنك تقول ، إن الله خلق العباد ففوض إليهم أمورهم
قال : فسكت الحسن ، فقال : أفرأيت من قال الله له في تابه إنك آمن ، هل عليه خوف بعد هذا القول ؟
فقال الحسن : لا
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : إني أعرض عليك آية وأنهي إليك خطبا ولا أحسبك إلا وقد فسرته على غير وجهه ، فإن كنت فعلت ذلك فقد هلكت وأهلكت ، فقال له : ما هو ؟ قال : أرأيت حيث يقول : { وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين }يا حسن بلغني أنك أفتيت الناس فقلت : هي مكة
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : فهل يقطع على من حج مكة وهل يخاف أهل مكة ؟ وهل تذهب أموالهم ؟ فمتى يكونون آمنين ؟
بل فينا ضرب الله الامثال في القرآن ، فنحن القرى التي بارك الله فيها ، وذلك قول الله عزوجل ، فمن أقر بفضلنا حيث أمرهم الله أن يأتونا فقال : { وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها }
أي جعلنا بينهم وبين شيعتهم القرى التي باركنا فيها { قرى ظاهرة }
والقرى الظاهرة الرسل والنقلة عنا إلى شيعتنا ، وفقهاء شيعتنا إلى شيعتنا ،
وقوله : { وقدرنا فيها السير }
فالسير مثل للعلم سيروا به { ليالي و أياما } مثل لما يسير من العلم في الليالي والايام عنا إليهم في الحلال والحرام والفرائض والاحكام
{ آمنين } فيها إذا أخذوا من معدنها الذي امروا أن يأخذوا منه
{ آمنين } من الشك والضلال ، والنقلة من الحرام إلى الحلال ، لانهم أخذوا العلم ممن وجب لهم بأخذهم إياه عنهم المغفرة لانهم أهل الميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ، ذرية مصطفاة بعضها من بعض ، فلم ينته الاصطفاء إليكم ، بل إلينا انتهى ، ونحن تلك الذرية لا أنت ولا أشباهك يا حسن ، فلو قلت لك حين ادعيت ما ليس لك وليس إليك : يا جاهل أهل البصرة لم أقل فيك إلا ما علمته منك ، وظهر لي عنك ، وإياك أن تقول بالتفويض ، فإن الله عزوجل لم يفوض الامر إلى خلقه وهناً منه وضعفاً ، ولا أجبرهم على معاصيه ظلماً .
2 - عن الثمالي قال : دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على علي ابن الحسين عليه السلام فقال له : جعلني الله فداك أخبرني عن قول الله عزوجل : ( و جعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين ) قال له : مايقول الناس فيها قبلكم بالعراق ؟ قال : يقولون إنها مكة ، قال : وهل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكة ؟ قال : فما هو؟
قال : إنما عنى الرجال قال : وأين ذلك في كتاب الله ؟
فقال : أو ما تسمع إلى قوله عزوجل : { وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله }
وقال : { و تلك القرى أهلكناهم }وقال : { واسئل القرية التي كنا فيها والعير }التي أقبلنا فيها فليسأل القرية أو الرجال والعير ، قال : وتلا (عليه السلام) آيات في هذا المعنى
قال : جعلت فداك فمن هم ؟
قال : نحن هم
وقوله: { سيروا فيها ليالي وأياما آمنين } قال : آمنين من الزيغ .
3 - كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن علي بن زكريا البصري عن الهيثم بن عبدالله الرماني
عن الرضا عن أبيه عن جده جعفر (عليهم السلام) قال : دخل على أبي بعض من يفسر القرآن فقال له : أنت فلان ؟
وسماه باسمه ، قال : نعم .
قال : أنت الذي تفسر القرآن ؟
قال : نعم
قال : فكيف تفسر هذه الآية : { وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين }قال : هذه بين مكة ومنى ، فقال له أبوعبد الله (عليه السلام) : أيكون في هذا الموضع خوف وقطيع ؟
قال : نعم
قال : فموضع يقول الله : أمن ، يكون فيه خوف وقطع ؟
قال : فما هو ؟ قال : ذاك نحن أهل البيت ، قد سماكم الله ناسا ، وسمانا قرى قال : جعلت فداك أوجدني هذا في كتاب الله أن القرى رجال ، فقال أبوعبد الله (عليه السلام) : أليس الله تعالى يقول : { واسأل القرية التي كنا فيها والعير }التي أقبلنا فيها فللجدران والحيطان السؤال أم للناس ؟ وقال تعالى :
{ وما من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا } فمن المعذب الرجال أم الجدران والحيطان ؟
المصدر/ بحار الأنوار
تحيآتي
تعليق