بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله عزو وجل في محكم كتابه الكريم:
{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }
العلاقة بين الأرحام علاقة قوية متينة كما ينبغي أن تكون هكذا حيث أنها رابط صلة مطلوبة ومدعومة في كتاب الله عز وجل كما مر علينا عن أهمية الإحسان الى الوالدين والعناية بهما حيث قال عز وجل: ( وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا)
وقد سئل أبي عبد الله عليه السلام عن الأرحام فقال هي أرحام الناس ان الله عز وجل أمر بصلتها وعظمها ألا ترى أن الله جعلها معه
ورد في تفسير الميزان أن (الرحم في الأصل رحم المرأة, وهي العضو الداخلي منها المعبأ لتربية النطفة وليداً, ثم استعير للقرابة بعلاقة الظرف والمظروف, لكون الأقرباء مشتركين في الخروج من رحم واحدة, فالرحم هو القريب والأرحام الأقرباء, وقد اعتنى القرآن الشريف بأمر الرحم كما اعتنى بأمر القوم والأمة, فإن الرحم مجتمع صغير كما أن القوم مجتمع كبير, وقد اعتنى القرآن بأمر المجتمع وعده حقيقة ذات خواص وآثار, كما اعتنى بأمر الفرد من الإنسان وعده حقيقة ذات خواص وآثار تستمد من الوجود, قال تعالى:
{ وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أُجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً * وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً }
وقال تعالى: ({ وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا }
قوله تعالى: «و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام» المراد بالتساؤل سؤال بعض الناس بعضا بالله، يقول أحدهم لصاحبه: أسألك بالله أن تفعل كذا و كذا هو إقسام به تعالى، و التساؤل بالله كناية عن كونه تعالى معظما عندهم محبوبا لديهم فإن الإنسان إنما يقسم بشيء يعظمه و يحبه)انتهى
عن الآية المذكورة يقول آية الله مكارم أي اتقوا الله الذي هو عندكم عظيم، وتذكرون اسمه عندما تطلبون حقوقكم وحوائجكم فيما بينكم.
ثمّ أنّه يقول: «والأرحام» وهو عطف على «الله»، ولهذا كانت القراءة المعروفة هي نصب «والأرحام» فيكون معناها: واتقوا الأرحام، ولا تقطعوا صلاتكم بهم.
إِنّ ذكر هذا الموضوع هنا يدل أوّلا على الأهمية الفائقة التي يعطيها القرآن الكريم لمسألة الرحم ووشيجة القربى إِلى درجة أنّه يذكر اسم الأرحام بعد ذكر اسم الله سبحانه، وهو إِشارة ـ ثانياً ـ إِلى الأمر الذي ذكر في مطلع الآية، وهو أنكم جميعاً من أب واحد وأُمّ واحدة، وهذا يعني ـ في الحقيقة ـ أنّ جميع أبناء آدم أقرباء وأرحام، وهذا الإِرتباط والترابط يستوجب أن يتحاب الجميع ويتوادوا دون تفريق أو تمييز بين عنصر وآخر، وقبيلة وأُخرى، تماماً كما يتحاب أفراد القبيلة الواحدة.
ثمّ يختم الآية بقوله: (إِنّ الله كان عليكم رقبياً).
والرقيب أصله من الترقب، وهو الإِنتظار من مكان مرتفع، ثمّ استعمل بمعنى الحافظ والحارس، لأن الحراسة من لوازم الترقب والنظارة.
وإرتفاع مكان الرقيب قد يكون من الناحية الظاهرية بكون الرقيب يرقب على مكان مرتفع، ويمارس النظارة من ذلك الموقع، وقد يكون من الناحيةالمعنوية.
يقول سبحانه: (إِنّ الله كان عليكم رقيباً) أي أنّه يحصي عليكم نياتكم وأعمالكم، ويعلم بها ويراها جميعاً، كما أنه هو الذي يحفظكم أمام الحوادث (والتعبير بـ «كان» المفيد للماضي، إِنّما هو للتأكيد). انتهى
والله سبحانه رقيب لأنه يحفظ على العباد أعمالهم ليجزيهم بها, قال تعالى:
{ وربك على كل شيء حفيظ }
يذكر صاحب كتاب من هدي القرآن أعلى الله مقامه عن قوله تعالى
وأتقوا الله الذي تساءلون به و الارحام ]أي أتقوا الله و اتقوا الارحام .
ان التعاون مع الاسرة يجب ان يبقى ضمن اطار منهج الله ، فلا يصبح وسيلة للفساد و الرشوة ، و غصب الحقوق ، و اشاعة الفحشاء ، لذلك بدأ الحديث بذكرتقوى الله و جعلها ركيزة البناء الاجتماعي ، ثم بين أهمية الارحام ( الاقارب ) و تعبير القرآن بـ ( تساءلون به ) يعني ان الله هو المقياس النهائي و الاخير الذي يمكن ان يجعل ركيزة التعاون الاجتماعي ، فإذا تساءل أحد شيئا من آخر هل فعله أم لا ، كيف يستطيع انيثبت أنه سيقول له الصحيح أم يكذب عليه .لا طريق له الى ذلك الا ان يحلفه بالله ، و يستثير ضميره و فطرته المؤمنة بالله ، و يجعل من ذاته على ذاته رقيبا .
ان المجتمع الذي يتمتع بالايمان ، هو القادر على ايجاد تعاون حقيقي بين أبنائه على أساس من العدالة و المساواة ، وان لم يكن المجتمع مؤمنا فكل الانظمة الموضوعة تصبح حبرا على ورق يتلاعب بها الناس كما يتلاعب الرياضيون بالكرة .
من هنا لابد ان يبنى المجتمع المسلم على ركيزة الايمان و التقوى .00 انتهى
قال أمير المؤمنين عليه السلام صلوا أرحامكم ولو بالتسليم يقول الله سبحانه وتعالى واتقوا الله الخ
مسألة صلة الأرحام من المسائل المهمة بين الأطراف بحيث أن من نتائجها طول العمر لمن يقوم بهذه المهمة الإلاهية الإنسانية
وطرقها مختلفة وأساليبها أيضا فقد تكون بالمال للمحتاجين منهم أو بزيارة أوبسلام أوأي طريق مناسب فيه صلة للأرحام وعدم قطعهم كما ورد عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله (لا تقطع رحمك وان قطعك)
سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله : أي الصدقة أفضل ؟ قال : على ذي الرحم الكاشح .
قال الجوهري : الكاشح الذي يضمر لك العداوة
وباسناده عن اسحاق بن عمار قال : قال ابو عبد الله عليه السلام ما نعلم شيئاً يزيد في العمر الا صلة الرحم ، حتى أن الرجل يكون عمره ثلاث سنين فيكون وصولا للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة فيجعلها ثلاثاً وثلاثين سنة ، ويكون اجله ثلاثاً وثلاثين سنة فيكون قاطعاً للرحم فينقصه الله عزوجل ويجعل أجله الى ثلاث سنين
روي عن الإمام علي عليه السلام قوله
صلة الارحام تزكي الاعمال ، وتنمي الاموال ، وتدفع البلوى ، وتيسر الحساب وتنسيء في الاجل ).
وباسناده عن عبد الحميد عن الحكم الحناط قال : قال ابو عبد الله عليه السلام : صلة الرحم وحسن الجوار يعمران الديار
ولقد رتّب الإمام علي بن الحسين عليه السلام حقوق الأرحام تبعاً لدرجات القرب النسبي ، فيجب صلة الأقرب فالأقرب ، فقال : « وحقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة ، فأوجبها عليك حقّ أُمك ، ثم حقّ أبيك ، ثم حقّ ولدك ، ثم حقّ أخيك ، ثم الأقرب فالأقرب ، والأول فالأول ».
وأدنى الصلة المادية هي الاسقاء ، قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : «صل رحمك ولو بشربة ماء ... ».
ومن مصاديق صلة الأرحام كفّ الأذى عنهم ، قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
« عظّموا كباركم ، وصلوا أرحامكم ، وليس تصلونهم بشيء أفضل من كفّ الأذى عنهم ».
وفي من لا يحضره الفقيه عن الصادق عليه السلام : اذا كان يوم القيامة نادى مناد : أيها الخلائق أنصتوا فان محمداً يكلمكم . فتنصت الخلائق ، فيقوم النبي صلّى الله عليه وآله فيقول : يامعشر الخلائق من كانت له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى أكافئه . فيقولون : بآبائنا وأمهاتنا وأي يد وأي منة وأي معروف لنا ، بل اليد والمنة والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق . فيقول : بلى ، ومن آوى أحداً من أهل بيتي أو برهم أو كساهم من عرى أو أشبع جائعهم فليقم حتى أكافئه . فيقوم أناس قد فعلوا ذلك ، فيأتي النداء من عند الله : يا محمد ياحبيبي قد جعلت مكافأتهم اليك فأسكنهم من الجنة حيث شئت . قال : فيسكنهم في الوسيلة حتى لا يحجبون عن محمد وأهل بيته .
************************************************** *********************************
تفسير الميزان
تفسير الأمثل
تفسير من هدي القرآن
كتاب أطائب الكلم في بيان صلة الرحم
كتاب آداب الاُسرة في الإسلام
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله عزو وجل في محكم كتابه الكريم:
{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }
العلاقة بين الأرحام علاقة قوية متينة كما ينبغي أن تكون هكذا حيث أنها رابط صلة مطلوبة ومدعومة في كتاب الله عز وجل كما مر علينا عن أهمية الإحسان الى الوالدين والعناية بهما حيث قال عز وجل: ( وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا)
وقد سئل أبي عبد الله عليه السلام عن الأرحام فقال هي أرحام الناس ان الله عز وجل أمر بصلتها وعظمها ألا ترى أن الله جعلها معه
ورد في تفسير الميزان أن (الرحم في الأصل رحم المرأة, وهي العضو الداخلي منها المعبأ لتربية النطفة وليداً, ثم استعير للقرابة بعلاقة الظرف والمظروف, لكون الأقرباء مشتركين في الخروج من رحم واحدة, فالرحم هو القريب والأرحام الأقرباء, وقد اعتنى القرآن الشريف بأمر الرحم كما اعتنى بأمر القوم والأمة, فإن الرحم مجتمع صغير كما أن القوم مجتمع كبير, وقد اعتنى القرآن بأمر المجتمع وعده حقيقة ذات خواص وآثار, كما اعتنى بأمر الفرد من الإنسان وعده حقيقة ذات خواص وآثار تستمد من الوجود, قال تعالى:
{ وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أُجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً * وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً }
وقال تعالى: ({ وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا }
قوله تعالى: «و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام» المراد بالتساؤل سؤال بعض الناس بعضا بالله، يقول أحدهم لصاحبه: أسألك بالله أن تفعل كذا و كذا هو إقسام به تعالى، و التساؤل بالله كناية عن كونه تعالى معظما عندهم محبوبا لديهم فإن الإنسان إنما يقسم بشيء يعظمه و يحبه)انتهى
عن الآية المذكورة يقول آية الله مكارم أي اتقوا الله الذي هو عندكم عظيم، وتذكرون اسمه عندما تطلبون حقوقكم وحوائجكم فيما بينكم.
ثمّ أنّه يقول: «والأرحام» وهو عطف على «الله»، ولهذا كانت القراءة المعروفة هي نصب «والأرحام» فيكون معناها: واتقوا الأرحام، ولا تقطعوا صلاتكم بهم.
إِنّ ذكر هذا الموضوع هنا يدل أوّلا على الأهمية الفائقة التي يعطيها القرآن الكريم لمسألة الرحم ووشيجة القربى إِلى درجة أنّه يذكر اسم الأرحام بعد ذكر اسم الله سبحانه، وهو إِشارة ـ ثانياً ـ إِلى الأمر الذي ذكر في مطلع الآية، وهو أنكم جميعاً من أب واحد وأُمّ واحدة، وهذا يعني ـ في الحقيقة ـ أنّ جميع أبناء آدم أقرباء وأرحام، وهذا الإِرتباط والترابط يستوجب أن يتحاب الجميع ويتوادوا دون تفريق أو تمييز بين عنصر وآخر، وقبيلة وأُخرى، تماماً كما يتحاب أفراد القبيلة الواحدة.
ثمّ يختم الآية بقوله: (إِنّ الله كان عليكم رقبياً).
والرقيب أصله من الترقب، وهو الإِنتظار من مكان مرتفع، ثمّ استعمل بمعنى الحافظ والحارس، لأن الحراسة من لوازم الترقب والنظارة.
وإرتفاع مكان الرقيب قد يكون من الناحية الظاهرية بكون الرقيب يرقب على مكان مرتفع، ويمارس النظارة من ذلك الموقع، وقد يكون من الناحيةالمعنوية.
يقول سبحانه: (إِنّ الله كان عليكم رقيباً) أي أنّه يحصي عليكم نياتكم وأعمالكم، ويعلم بها ويراها جميعاً، كما أنه هو الذي يحفظكم أمام الحوادث (والتعبير بـ «كان» المفيد للماضي، إِنّما هو للتأكيد). انتهى
والله سبحانه رقيب لأنه يحفظ على العباد أعمالهم ليجزيهم بها, قال تعالى:
{ وربك على كل شيء حفيظ }
يذكر صاحب كتاب من هدي القرآن أعلى الله مقامه عن قوله تعالى

ان التعاون مع الاسرة يجب ان يبقى ضمن اطار منهج الله ، فلا يصبح وسيلة للفساد و الرشوة ، و غصب الحقوق ، و اشاعة الفحشاء ، لذلك بدأ الحديث بذكرتقوى الله و جعلها ركيزة البناء الاجتماعي ، ثم بين أهمية الارحام ( الاقارب ) و تعبير القرآن بـ ( تساءلون به ) يعني ان الله هو المقياس النهائي و الاخير الذي يمكن ان يجعل ركيزة التعاون الاجتماعي ، فإذا تساءل أحد شيئا من آخر هل فعله أم لا ، كيف يستطيع انيثبت أنه سيقول له الصحيح أم يكذب عليه .لا طريق له الى ذلك الا ان يحلفه بالله ، و يستثير ضميره و فطرته المؤمنة بالله ، و يجعل من ذاته على ذاته رقيبا .
ان المجتمع الذي يتمتع بالايمان ، هو القادر على ايجاد تعاون حقيقي بين أبنائه على أساس من العدالة و المساواة ، وان لم يكن المجتمع مؤمنا فكل الانظمة الموضوعة تصبح حبرا على ورق يتلاعب بها الناس كما يتلاعب الرياضيون بالكرة .
من هنا لابد ان يبنى المجتمع المسلم على ركيزة الايمان و التقوى .00 انتهى
قال أمير المؤمنين عليه السلام صلوا أرحامكم ولو بالتسليم يقول الله سبحانه وتعالى واتقوا الله الخ
مسألة صلة الأرحام من المسائل المهمة بين الأطراف بحيث أن من نتائجها طول العمر لمن يقوم بهذه المهمة الإلاهية الإنسانية
وطرقها مختلفة وأساليبها أيضا فقد تكون بالمال للمحتاجين منهم أو بزيارة أوبسلام أوأي طريق مناسب فيه صلة للأرحام وعدم قطعهم كما ورد عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله (لا تقطع رحمك وان قطعك)
سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله : أي الصدقة أفضل ؟ قال : على ذي الرحم الكاشح .
قال الجوهري : الكاشح الذي يضمر لك العداوة
وباسناده عن اسحاق بن عمار قال : قال ابو عبد الله عليه السلام ما نعلم شيئاً يزيد في العمر الا صلة الرحم ، حتى أن الرجل يكون عمره ثلاث سنين فيكون وصولا للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة فيجعلها ثلاثاً وثلاثين سنة ، ويكون اجله ثلاثاً وثلاثين سنة فيكون قاطعاً للرحم فينقصه الله عزوجل ويجعل أجله الى ثلاث سنين
روي عن الإمام علي عليه السلام قوله

وباسناده عن عبد الحميد عن الحكم الحناط قال : قال ابو عبد الله عليه السلام : صلة الرحم وحسن الجوار يعمران الديار
ولقد رتّب الإمام علي بن الحسين عليه السلام حقوق الأرحام تبعاً لدرجات القرب النسبي ، فيجب صلة الأقرب فالأقرب ، فقال : « وحقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة ، فأوجبها عليك حقّ أُمك ، ثم حقّ أبيك ، ثم حقّ ولدك ، ثم حقّ أخيك ، ثم الأقرب فالأقرب ، والأول فالأول ».
وأدنى الصلة المادية هي الاسقاء ، قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : «صل رحمك ولو بشربة ماء ... ».
ومن مصاديق صلة الأرحام كفّ الأذى عنهم ، قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
« عظّموا كباركم ، وصلوا أرحامكم ، وليس تصلونهم بشيء أفضل من كفّ الأذى عنهم ».
وفي من لا يحضره الفقيه عن الصادق عليه السلام : اذا كان يوم القيامة نادى مناد : أيها الخلائق أنصتوا فان محمداً يكلمكم . فتنصت الخلائق ، فيقوم النبي صلّى الله عليه وآله فيقول : يامعشر الخلائق من كانت له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى أكافئه . فيقولون : بآبائنا وأمهاتنا وأي يد وأي منة وأي معروف لنا ، بل اليد والمنة والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق . فيقول : بلى ، ومن آوى أحداً من أهل بيتي أو برهم أو كساهم من عرى أو أشبع جائعهم فليقم حتى أكافئه . فيقوم أناس قد فعلوا ذلك ، فيأتي النداء من عند الله : يا محمد ياحبيبي قد جعلت مكافأتهم اليك فأسكنهم من الجنة حيث شئت . قال : فيسكنهم في الوسيلة حتى لا يحجبون عن محمد وأهل بيته .
************************************************** *********************************
تفسير الميزان
تفسير الأمثل
تفسير من هدي القرآن
كتاب أطائب الكلم في بيان صلة الرحم
كتاب آداب الاُسرة في الإسلام
تعليق