
قسوة القلب
والمراد بالقلب ذلك الجوهر الذي تتقوّم به إنسانيّة الإنسان، وقد أودعه الله فينا مفطوراً على التوحيد والعبوديّة والطاعة، وطاهراً أبيضاً سليماً رقيقاً شفّافاً ليس فيه أيّ نقصٍ وفسادٍ، لكن بارتكاب المعاصي والذنوب والابتعاد عن الله يقسو شيئاً فشيئاً، حتّى يصبح أشدّ قسوة من الحجارة:ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً...) 1
ويتحوّل إلى قلب أسود لا يُفلح بعدها أبداً، ففي الخبر عن الإمام الباقر عليه السلام قال: "ما من عبدٍ إلا وفي قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب ذنباً خرج في النكتة نكتة سوداء، فإن تاب ذهب ذلك السواد، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتّى يغطّي البياض، فإذا غطّى البياض لم يرجع صاحبه إلى خيرٍ أبداً، وهو قول الله عزَّ وجلَّ:كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) 2، "وما من شيء أفسد للقلب من الخطيئة" 3
و"ما قست القلوب إلّا لكثرة الذنوب" 4
كما ورد في الأخبار عن المعصومين عليهم السلام.
المصدر::~
1_سورة الحجر:42
2_سورة البقرة: 74.
3_الكافي، ج2، ص273.
4_الأمالي للطوسي، ص438.
تعليق