لماذا استعاذت مريم وهي تراه تقياً..؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الـدمـع حـبـر العـيـون
    • Apr 2011
    • 21803

    لماذا استعاذت مريم وهي تراه تقياً..؟


    اللهم صل على محمد و آل محمد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    لماذا استعاذت مريم وهي تراه تقياً..؟
    المسألة:
    جاء في سورة مريم (عليها السلام): ﴿قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾(1)، لماذا استعاذت مريم (عليها السلام) اذا كان مَن رأته كان "تقيا"؟
    الجواب:
    لم تكن السيدة مريم(عليها السلام) تعلم بهوية مَن فاجئها بالدخول عليها لأنَّه كان في صورة بشر، ولم يعرِّف بعدُ لها عن نفسه ﴿فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا﴾(2) ولهذا أوجست منه خيفة وظنَّت انَّه إنَّما أراد بها سوءً، فاستعاذت بالله تعالى منه، وإنَّما قالت: ﴿إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾(3)لأنَّ تقوى الله تعالى والمحاذرة من غضبه هو ما يردع الإنسان ويحجزه عن مقارفة المعصية.
    فالسيدة مريم(عليها السلام) لم تكن تعلم انَّه تقيٌّ أو ليس بتقي ولكنَّه لو كان تقيَّاً واقعاً فإنَّ تذكيره بتقواه سوف يحجزه عن مقارفة الذنب، لأنَّ التقي وإنْ كان قد تجمح به رغبته فتُوقعه في الذنب إلا انَّه إذا ذُكِّر بتقواه أحجم وتراجع، ولذلك رُوي عن عليٍّ أمير المؤمنين(علية السلام) انَّه قال: "علمتْ أنَّ التقي ينهاه التُقى عن المعصية"(4).
    وإنْ لم يكن تقياً فإنَّ تذكيره بالتقوى هو السبيل المتاح لها للردع، فقد تُدركه بهذا التذكير خشيةٌ من الله تعالى فيرتدع عمَّا أراد اقترافه، فقول مريم (عليها السلام): ﴿إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ وعظٌ وتذكير بما يجب أنْ يكون عليه الإنسان العاقل من الاتَّصاف بالتقوى لله جلَّ وعلا، فمساق قولها: ﴿إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ أشبه شيءٍ بقول الضعيف للقوي الذي يهمُّ بقتله: إنْ كنت انساناً فلا تقتلني، أو قول المرأة له: "إنْ كنتَ شهماً فلا تضربني" وذلك لأنَّ الإنسانية تقتضي الرحمة، والشهامة تقتضي عدم ضرب المرأة، فقول الضعيف: إنْ كنت انساناً تذكيرٌ بما ينبغي أن يكون عليه القويُّ من الاتَّصاف بالإنسانية المساوقة للرحمة، وقول المرأة: إنْ كنتَ شهماً تذكيرٌ بما ينبغي ان يكون عليه الرجل من الاتَّصاف بالشهامة المفضية لعدم التعدِّي على المرأة.
    وكذلك فإنَّ قول مريم (عليها السلام): ﴿إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ تذكيرٌ بما يجب ان يكون عليه الإنسان من التقوى المفضية للإرتداع عن مقارفة الذنب والتعرُّض لسخط الله تعالى وعذابه، فيكون التذكير بالتقوى تذكيراً بسخط الله وعذابه والذي من المنتظر أنْ يكون رادعاً عن التعدِّي.
    والمتحصل إنَّ قول مريم(عليها السلام) : ﴿إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ معناه إن كنت تقياً واقعاً فلتردعك تقواك عن مساورة الذنب، وإنْ لم يكن المخاطَب تقياً كانت ثمرة التذكير بالتقوى هي التذكير بسخط الله تعالى الموجب لإحداث التقوى في النفس بما يفضي للإرتداع من الذنب.
    والحمد لله رب العالمين
    الشيخ محمد صنقور

    1- سورة مريم الآية/18.
    2- سورة مريم الآية/17.
    3- سورة مريم الآية/18.
    4- تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 6 ص 411.
    نسألكم الدعاء..


  • عاشقة ام الحسنين
    كبار الشخصيات

    • Oct 2010
    • 16012

    #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
    سلمت الاناملك موضوع رائع
    بارك الله فيكم
    على الطرحكم النوراني
    بوركت على هذه المعلومات القيمة
    شكرا" لكم

    تعليق

    • الـدمـع حـبـر العـيـون
      • Apr 2011
      • 21803

      #3

      حُضورٌ آتَنفسْ مِنهُ السَعآدهـ لـِ تَوآجدُكـِ
      لاحَرمَني الله مِنْ مُروركـِ الذِي عَطّرَ مُتَصفَحي

      تعليق

      • محـب الحسين

        • Nov 2008
        • 46763

        #4
        شكرا جزيلا على هذه المنفعه

        تعليق

        • الـدمـع حـبـر العـيـون
          • Apr 2011
          • 21803

          #5

          مرور طيفك الراقي يرسم الابتسامة على وجهي
          أشكرك لحضورك الجميل لكل جديدي

          تعليق

          يعمل...
          X