((مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)) (فاطر:10)
تلك هي الحقيقة الساطعة التي لا شك فيها ولا مراء، إن العزة لله جميعاً، العزة المطلقة الحقيقية الواقعية عند الله، وما سواها مما عند الناس فهي مِنَة ونعمة يمن بها على بعض عباده الصالحين، وما سوى ذلك فليس من العزة في شيء، وإنما هي غرور أجوف، وانتفاخ يحسبه الجاهل سمنه، فمن أراد العزة، والقوة، والمنعة، والحصانة فليطلبها من الله لا من سواه، فلا توجد عند غيره تعالى، ولا يمنحها غيره أبداً.
معنى العزة:
يقول الراغب في مفرداته: (العزة حالة مانعة للإنسان من أن يُغلَبْ، من قولهم أرض عزاز أي صلبة قال تعالى : ((أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً)) (النساء:139) ).
فالعزة إذن معناها : مقاومة التأثيرات , والضغوط، ومنعها عن النفوذ... فالمؤمن الذي لجأ إلى حُصن الله لا يستسلم للعوامل الخارجية الضاغطة عليه كضغوط حكام الجور والظلم،ولا يخضع للضواغط الداخلية نفسية كانت أو بدنية كضغوط الأهواء، والشهوات،وإنما يقابل كل تلك العوامل بصلابة قوية، ويمنع نفوذها إلى حياته، هذا الإنسان المؤمن عزيز مقاوم، والعزة غير الغلبة، الغلبة تعني قهر الطرف الآخر، والعزة تعني الصلابة، والمقاومة للعوامل الضاغطة من الخارج والداخل.
هناك أناس يتأثرون من كل العوامل الضاغطة على حياتهم إيجاباً أو سلباً... إن للهوى والشهوات، والمال، والسلطان تأثير داخلي على نفس الإنسان، وهي تستجيب لهذه الضغوط، وتستلذ بها، وقد تتغير عند امتلاكها، كما أن هناك من يتأثر للضغوط السلبية، كالحرب النفسية، والسجن والتشريد، والفقر، ولذا فالإنسان الذي يخضع لهذه العوامل سلباً أو إيجابا يبقى متقلب من حال إلى حال، ويبقى عرضة لعوامل النفوذ الضاغطة كعامل المال، والجنس، والسلطان، والجاه هؤلاء الناس أذلاء مستعدون؛ لنفوذ تلك العوامل إلي نفوسهم، فلا يستطيعون المقاومة، وبالتالي تبقى الرياح تحركهم حيثما تتحرك حتى تُلقى بهم في واد سحيق، وبعكس هؤلاء الذين يقاومون تلك العوامل ويخضعوها لإرادتهم وعقيدتهم وآرائهم الثابتة، ولا ينفذ في حياتهم أي عامل آخر فهم كالجبل لا تزعزعه الرياح العاصفة، ولا تهده المياه الجارفة.
إن مصدر القوة والصلابة هو الله تعالى، ومن الخطأ الفادح أن يبحث الإنسان عن مصدر القوة في نفسه ليعتد بها، وهذا هو الفرق بين الاتجاه الإسلامي، وعلم النفس، فإن علم النفس يحاول أن يقوي ثقة الإنسان بنفسه، وأما الإسلام فيقوي ثقة الإنسان بالله تعالى.
إن أول ما يوقع الإنسان في الوهم والخطأ هو بحثه عن مصدر القوة في نفسه، فهذه أول خطوة في طريق الانحراف، وهذه هي بداية العجب والغرور، وهما أخصب مراتع الشيطان، وقلما يجد الشيطان أخصب من هذا المرتع، فإذا سيطر على الإنسان الغرور والعجب بنفسه أصبح ميداناً واسعاً يلعب به الشيطان كيف يشاء...
والعجب والغرور تلك الحالة التي يتصور الإنسان نفسه بها أنه يقف على أرضية صلبة في الوقت الذي يقف على أرضية هَشَة وَسبخَة وعفنة، ومن هنا تصبح النفس على شاكلتها.
إذن يجب على الإنسان أن يستمد العزة من الله تعالى؛ لأن غيره لا يملكها، وإذا أراد أن يستمد القوة من غيره فهي أسفل درجات الضعف ((أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً)) (النساء: 139) فإن القوة والعزة مصدرها الله تعالى فقط وفقط ((إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً)) (يونس: 65) وحتى عزة رسول الله، والمؤمنين هي من لدن الله عز وجلّ، فالعزة ليس من خصائص المال، والسلطان، إنما المال والسلطان مصدرا الكبرياء والغرور الكاذب... وكلمة (جميعاً) لها مدلول التخصيص، وحصر العزة لله تعالى.. ولنذكر قصة أحد المشايخ الذين كانوا يدرسون في مسجد المدينة فأراد أمير المدينة أن يحضر حديث الشيخ فوضعوا له الحرس والخدم والحشم؛ ليصل إلى المسجد، فجاء ودخل المسجد، والشيخ منشغل بدرسه وكان في رِجْلِ الشيخ مرض، ولذلك كان يمدها، وعندما جاء الأمير إلى حلقة الدرس، وجلس لم يتغير من الوضع شيئاً، ولم يبد الشيخ أي اهتمام بالأمير فتألم من حالة عدم اهتمام الشيخ به، وبالرغم من ذلك استمع إلى حديث الشيخ، وتأثر به، ثم أرسل هدية له وهي طبقاً من ذهب فأرجعها الشيخ , وقال للرسول: قل له: (إن الذي يمد رجله أمامك لا يمد يده إليك).
تلك هي الحقيقة الساطعة التي لا شك فيها ولا مراء، إن العزة لله جميعاً، العزة المطلقة الحقيقية الواقعية عند الله، وما سواها مما عند الناس فهي مِنَة ونعمة يمن بها على بعض عباده الصالحين، وما سوى ذلك فليس من العزة في شيء، وإنما هي غرور أجوف، وانتفاخ يحسبه الجاهل سمنه، فمن أراد العزة، والقوة، والمنعة، والحصانة فليطلبها من الله لا من سواه، فلا توجد عند غيره تعالى، ولا يمنحها غيره أبداً.
معنى العزة:
يقول الراغب في مفرداته: (العزة حالة مانعة للإنسان من أن يُغلَبْ، من قولهم أرض عزاز أي صلبة قال تعالى : ((أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً)) (النساء:139) ).
فالعزة إذن معناها : مقاومة التأثيرات , والضغوط، ومنعها عن النفوذ... فالمؤمن الذي لجأ إلى حُصن الله لا يستسلم للعوامل الخارجية الضاغطة عليه كضغوط حكام الجور والظلم،ولا يخضع للضواغط الداخلية نفسية كانت أو بدنية كضغوط الأهواء، والشهوات،وإنما يقابل كل تلك العوامل بصلابة قوية، ويمنع نفوذها إلى حياته، هذا الإنسان المؤمن عزيز مقاوم، والعزة غير الغلبة، الغلبة تعني قهر الطرف الآخر، والعزة تعني الصلابة، والمقاومة للعوامل الضاغطة من الخارج والداخل.
هناك أناس يتأثرون من كل العوامل الضاغطة على حياتهم إيجاباً أو سلباً... إن للهوى والشهوات، والمال، والسلطان تأثير داخلي على نفس الإنسان، وهي تستجيب لهذه الضغوط، وتستلذ بها، وقد تتغير عند امتلاكها، كما أن هناك من يتأثر للضغوط السلبية، كالحرب النفسية، والسجن والتشريد، والفقر، ولذا فالإنسان الذي يخضع لهذه العوامل سلباً أو إيجابا يبقى متقلب من حال إلى حال، ويبقى عرضة لعوامل النفوذ الضاغطة كعامل المال، والجنس، والسلطان، والجاه هؤلاء الناس أذلاء مستعدون؛ لنفوذ تلك العوامل إلي نفوسهم، فلا يستطيعون المقاومة، وبالتالي تبقى الرياح تحركهم حيثما تتحرك حتى تُلقى بهم في واد سحيق، وبعكس هؤلاء الذين يقاومون تلك العوامل ويخضعوها لإرادتهم وعقيدتهم وآرائهم الثابتة، ولا ينفذ في حياتهم أي عامل آخر فهم كالجبل لا تزعزعه الرياح العاصفة، ولا تهده المياه الجارفة.
إن مصدر القوة والصلابة هو الله تعالى، ومن الخطأ الفادح أن يبحث الإنسان عن مصدر القوة في نفسه ليعتد بها، وهذا هو الفرق بين الاتجاه الإسلامي، وعلم النفس، فإن علم النفس يحاول أن يقوي ثقة الإنسان بنفسه، وأما الإسلام فيقوي ثقة الإنسان بالله تعالى.
إن أول ما يوقع الإنسان في الوهم والخطأ هو بحثه عن مصدر القوة في نفسه، فهذه أول خطوة في طريق الانحراف، وهذه هي بداية العجب والغرور، وهما أخصب مراتع الشيطان، وقلما يجد الشيطان أخصب من هذا المرتع، فإذا سيطر على الإنسان الغرور والعجب بنفسه أصبح ميداناً واسعاً يلعب به الشيطان كيف يشاء...
والعجب والغرور تلك الحالة التي يتصور الإنسان نفسه بها أنه يقف على أرضية صلبة في الوقت الذي يقف على أرضية هَشَة وَسبخَة وعفنة، ومن هنا تصبح النفس على شاكلتها.
إذن يجب على الإنسان أن يستمد العزة من الله تعالى؛ لأن غيره لا يملكها، وإذا أراد أن يستمد القوة من غيره فهي أسفل درجات الضعف ((أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً)) (النساء: 139) فإن القوة والعزة مصدرها الله تعالى فقط وفقط ((إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً)) (يونس: 65) وحتى عزة رسول الله، والمؤمنين هي من لدن الله عز وجلّ، فالعزة ليس من خصائص المال، والسلطان، إنما المال والسلطان مصدرا الكبرياء والغرور الكاذب... وكلمة (جميعاً) لها مدلول التخصيص، وحصر العزة لله تعالى.. ولنذكر قصة أحد المشايخ الذين كانوا يدرسون في مسجد المدينة فأراد أمير المدينة أن يحضر حديث الشيخ فوضعوا له الحرس والخدم والحشم؛ ليصل إلى المسجد، فجاء ودخل المسجد، والشيخ منشغل بدرسه وكان في رِجْلِ الشيخ مرض، ولذلك كان يمدها، وعندما جاء الأمير إلى حلقة الدرس، وجلس لم يتغير من الوضع شيئاً، ولم يبد الشيخ أي اهتمام بالأمير فتألم من حالة عدم اهتمام الشيخ به، وبالرغم من ذلك استمع إلى حديث الشيخ، وتأثر به، ثم أرسل هدية له وهي طبقاً من ذهب فأرجعها الشيخ , وقال للرسول: قل له: (إن الذي يمد رجله أمامك لا يمد يده إليك).