معنى: ﴿وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ﴾(1)
المسألة:
ما معنى الغاسِقِ إذا وقَب؟ ولماذا جاءت الاستعاذةُ في سورة الفلق من الغاسق بعد الاستعاذة من ﴿مِن شَرِّ مَا خَلَقَ﴾؟
الجواب:
معنى الغاسق ومنشأ الاستعاذة منه:
المرادُ من الغاسق ظاهراً هو الليل، ومعنى قولِه: ﴿إِذَا وَقَبَ﴾ أي إذا اشتدَّت ظلمتُه.
والاستعاذةُ من الليل ليس لخصوصيَّةٍ في الزمان، وإنَّما لانَّ الليل يكون ظرفاً لأكثر الشرور نظراً لاكتنافِه بالظلمة، فأغلبُ حوادث السطو والسرقة والاغتصاب والقتل غِيلةً وحرق المنازل والمزارع تقعُ في الليل، كما انَّ الليل يكون مَسرحاً للزواحف والحِشار والقوارض ومَرتعاً للحيوانات المفترسة.
وأغلبُ هذه الشرور إنَّما تقع بعد أن تشتدَّ ظلمة الليل ويمضي منه وقتٌ يكون معه الناس قد خلدوا إلى مضاجعِهم، إذ انَّ أهل السُوء والشرور لا يبدؤون عملَهم عند بداية دخول الليل وإنَّما ينتظرون اشتداد الظلمة وخلود الناس إلى مناماتِهم.
ولعلَّ ذلك هو منشأ الاستعاذةِ من الليل عند اشتداد ظلمتِه، إذ هو الوقتُ الذي تحدثُ فيه الشرورُ غالباً وتُدبَّر فيه المكائدُ وتُحاك فيه المؤامرات، فالاستعاذةُ من الليل إذا وقَب هي استعاذةٌ من الشرور التي تقع في الليل إذا وقَب.
قوله ﴿إِذَا وَقَبَ﴾ ليس شرطاً:
ثم إنَّ قولَه تعالى: ﴿إِذَا وَقَبَ﴾ ليس شرطاً وإنَّما هو وصفٌ أي انَّ الاستعاذة تكون من الليل الموصوف بشديد الظلمة.
وأمَّا منشأ الاستعاذة منه بعد الاستعاذة من ﴿مِن شَرِّ مَا خَلَقَ﴾ فهو لغرض التعبير عن أهمِّيتِه ، فذكر الخاصِّ بعد العام يكون غالباً لهذا الغرض.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
1- سورة الفلق / 3.
المسألة:
ما معنى الغاسِقِ إذا وقَب؟ ولماذا جاءت الاستعاذةُ في سورة الفلق من الغاسق بعد الاستعاذة من ﴿مِن شَرِّ مَا خَلَقَ﴾؟
الجواب:
معنى الغاسق ومنشأ الاستعاذة منه:
المرادُ من الغاسق ظاهراً هو الليل، ومعنى قولِه: ﴿إِذَا وَقَبَ﴾ أي إذا اشتدَّت ظلمتُه.
والاستعاذةُ من الليل ليس لخصوصيَّةٍ في الزمان، وإنَّما لانَّ الليل يكون ظرفاً لأكثر الشرور نظراً لاكتنافِه بالظلمة، فأغلبُ حوادث السطو والسرقة والاغتصاب والقتل غِيلةً وحرق المنازل والمزارع تقعُ في الليل، كما انَّ الليل يكون مَسرحاً للزواحف والحِشار والقوارض ومَرتعاً للحيوانات المفترسة.
وأغلبُ هذه الشرور إنَّما تقع بعد أن تشتدَّ ظلمة الليل ويمضي منه وقتٌ يكون معه الناس قد خلدوا إلى مضاجعِهم، إذ انَّ أهل السُوء والشرور لا يبدؤون عملَهم عند بداية دخول الليل وإنَّما ينتظرون اشتداد الظلمة وخلود الناس إلى مناماتِهم.
ولعلَّ ذلك هو منشأ الاستعاذةِ من الليل عند اشتداد ظلمتِه، إذ هو الوقتُ الذي تحدثُ فيه الشرورُ غالباً وتُدبَّر فيه المكائدُ وتُحاك فيه المؤامرات، فالاستعاذةُ من الليل إذا وقَب هي استعاذةٌ من الشرور التي تقع في الليل إذا وقَب.
قوله ﴿إِذَا وَقَبَ﴾ ليس شرطاً:
ثم إنَّ قولَه تعالى: ﴿إِذَا وَقَبَ﴾ ليس شرطاً وإنَّما هو وصفٌ أي انَّ الاستعاذة تكون من الليل الموصوف بشديد الظلمة.
وأمَّا منشأ الاستعاذة منه بعد الاستعاذة من ﴿مِن شَرِّ مَا خَلَقَ﴾ فهو لغرض التعبير عن أهمِّيتِه ، فذكر الخاصِّ بعد العام يكون غالباً لهذا الغرض.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
1- سورة الفلق / 3.
تعليق