شرح أدعية أيام شهر رمضان المبارك

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سيد فاضل

    • Aug 2019
    • 29847

    شرح أدعية أيام شهر رمضان المبارك

    سنقوم بشرح أدعية الأيام اشهر رمضان نقلاً عن سماحة الشيخ حسين الكوراني "قده"

    دعاء اليوم الأول:

    «اللّهُمّ اجعلْ صِيامي فيه صيامَ الصائمين، وقيامي فيه قيامَ القائمين، ونبّهني فيه عن نومةِ الغافلين، وهبْ لي جُرمي يا إلهَ العالَمين. واعفُ عنّي يا عافياً عن المجرمين».

    ***

    * التنبيه عن نومة الغافلين:

    - الغفلة تُقابل التذكّر، أو فقُل الذِّكر. والغفلة مراتب ودركات: سهو، ونسيان، وغفلة. وقد تُطبق فتكون نوماً: «الناسُ نِيام، فإذا ماتوا انتبهوا».

    وحصيلة هذه الغفلة، الندم حين لا ينفع الاستدراك. (ق/19): ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾.

    - ويقابل الغفلة: التذكّر، وهو لا يحصل إلا بذكر الله تعالى. ومنه الذكرُ العمليّ، أي استحضار رقابة الله تعالى عند كلّ قولٍ أو فعل:

    - عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «اذكرِ اللهَ عندَ همِّكَ إذا هَمَمْتَ، وعندَ لسانِك إذا حكمتَ، وعندَ يدِك إذا قسمتَ».

    * ومن العوامل المساعدة على اجتناب الغفلة ودوام التذكّر:

    - اجتناب مجالس البطّالين:

    في دعاء السحَر للإمام زين العابدين عليه السلام: «.. أَوْ لَعَلَّكَ فَقَدْتَنِي مِنْ مَجالِسِ العُلَماءِ فَخَذَلْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي في الغافِلِينَ فَمِنْ رَحْمَتِكَ آيَسْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي آلِفَ مَجالِسَ البَطَّالِينَ فَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ خَلَّيْتَنِي».

    - في (مصباح) الكفعمي حول ثواب من دعا بهذا الدعاء في يومه: «..يُعطَى ألفَ ألفِ حسَنة».
    sigpic
  • سيد فاضل

    • Aug 2019
    • 29847

    #2
    دعاء اليوم الثاني:

    «اللّهُمّ قرّبني فيه إلى مرضاتِك، وجنّبني فيه من سَخَطِك ونَقِماتِك، ووفّقني لقراءةِ آياتِك، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين».

    ***

    * يطلب الضيف هنا ما يقرّب من رضى الله تعالى كمدخلٍ لطلبه تجنيب السخَط والنقمات. كأنه يريد أن يقول: حُسن ظنّي بك يا إلهي جعلني أفهم من ضيافتك لي أنك راضٍ عني، فهل تقرّبني من رضاكَ ليطمئنّ قلبي؟

    بل لسانُ حاله: أنا في شهر الله تعالى بين نَجدَين وعلى مفترق طريقَين. أنا في جوّ هدنة. الضيافة قائمة، والشياطين مغلولة، والرحمة واسعة جداً. فهل تقرّبني من مرضاتك وتجنّبني سخَطك ونقماتك؟

    وقد ذكرت الروايات جملة من العناوين التي تُعين على التقرّب منه عزّ وجلّ، ومنها:

    * المعرفة والصلاة:

    فقد رُوي عن الصادق عليه السلام: «ما تقرّب العبدُ إلى الله بشيءٍ بعدَ المعرفةِ أفضلَ من الصلاة».

    * طاعة الله ورسوله وأُولي الأمر:

    عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: «أفضلُ ما يتقرّب به العبادُ إلى الله عزّ وجلّ طاعة الله، وطاعة رسوله، وطاعة أُولي الأمر».
    sigpic

    تعليق

    • سيد فاضل

      • Aug 2019
      • 29847

      #3
      دعاء اليوم الثالث:

      «اللّهُمّ ارزُقني فيه الذِّهْن والتّنبيه، وأبعِدني فيه عن السَّفاهةِ والتمويه، واجعلْ لي نصيباً من كلّ خيرٍ تُنزِلُ فيه، بِجُودِك يا أجودَ الأَجْوَدين».

      ***

      * الذِّهن: الفِطنة والحفظ، بمعنى جودة الحفظ لما يتعلّمه الانسان، وهو نقيض سوء الفهم.

      * والتنبيه: بمعنى التنبُّه واليقظة.

      والمعنى: اللّهمّ نبّهني من نومة الغافلين لأُحسن استعمال محفوظاتي فأتذكّرها، وأعرف كيف أربط بينها وأجيد الاستنتاج.

      * السَّفاهة: من السَّفَه، ضدّ الحِلم وأصله الخِفّة. فالسفاهة، إذاً، عدم التعقّل. والسَّفَه يقابل العقل. وقوله تعالى (البقرة/130): ï´؟..إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ..ï´¾ بمعنى سفَّهَ نفْسَه، أي أهلكَها وأوبقَها.

      * والتمويه: من مَوَّهَ الشيءَ تمويهاً: طَلاه بفضّة أو ذهب وتحت ذلك نحاس أو حديد. والتمويه أيضاً التلبيس. ومنه قيل للمخادع: مموِّه.

      والمعنى: الاستعاذة بالله تعالى من عدم التعقُّل أولاً، وتالياً من قلْب الحقائق؛ بحيث يصير الباطلُ حقّاً والحقّ باطلاً، وهو أمرٌ يتنافى مع العقل الذي هو الطريق إلى معرفة الحقائق.
      sigpic

      تعليق

      • سيد فاضل

        • Aug 2019
        • 29847

        #4
        دعاء اليوم الرابع:

        «اللّهُمّ قَوِّني فيه على إقامة أمرِك، وارزُقني فيه حلاوةَ ذِكرك، وأوزِعني فيه أداءَ شُكرِكَ يا خيرَ الناصرين».

        ***

        * إقامة الأمر: بمعنى إقامة ما أمر به الله تبارك وتعالى، وكلّ ما افترضه ودعا إليه؛ كالصلاة والجهاد والحجّ..

        * أما طلب القوة منه عزّ وجلّ، فبمقتضى انسجام الموحّد مع اعتقاده بأنه عزّ وجلّ هو القويّ العزيز، ومصدر كلّ قوة، وأنْ لا حولَ ولا قوّة إلا به سبحانه.

        - ومن دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام في طلب التوبة: «اللَّهُمَّ وإِنَّه لَا وَفَاءَ لِي بِالتَّوْبَةِ إِلَّا بِعِصْمَتِكَ، ولَا اسْتِمْسَاكَ بِي عَنِ الْخَطَايَا إِلَّا عَنْ قُوَّتِكَ، فَقَوِّنِي بِقُوَّةٍ كَافِيَةٍ، وتَوَلَّنِي بِعِصْمَةٍ مَانِعَةٍ..».

        - وفي بعض أدعية يوم الغدير: «اللّهُمّ إنّي ضعيٌف فَقَوِّ في رِضَاكَ ضَعفي وخذْ إلي الخير بناصيتي.... اللّهُمّ إني ضعيفٌ فقوِّني، وإني ذليلٌ فأعِزَّني، وإني فقيرٌ فارزقني..».
        sigpic

        تعليق

        • سيد فاضل

          • Aug 2019
          • 29847

          #5
          دعاء اليوم الخامس:

          «اللّهُمّ اجعلْني فيه من المُستَغْفِرين، واجعلْني فيه من عبادِك الصالحين القانِتين، واجعلْني فيه من أوليائكَ المتّقين، بَرأفتِكَ يا أرحمَ الراحمين».

          ***

          * «الصالحون» مصطلح قرآنيّ، كما في قوله تعالى (العنكبوت/9): ï´؟وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَï´¾.

          وهو – أي الصلاح أو الكون من الصالحين - مرتبة كمرتبة «المتّقين» و«الموقنين» و«المقرّبين».

          * ومن المواصفات العامة للصالحين المذكورة في القرآن الكريم (آل عمران/113-114): ï´؟.. مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَï´¾

          - وفي الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «عليكم بقيامِ اللّيلِ فإنّه دَأْبُ الصّالحينَ قَبْلَكُم..».

          * قوله تعالى (الكهف/82): ï´؟وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ..ï´¾

          - عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: «يُحفَظُ الأطفالُ بصلاحِ آبائهم، كما حفظَ اللهُ الغلامين بصلاحِ أبويهما»

          - وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال: «إن اللهَ يحفظُ وُلدَ المؤمنِ إلى ألفِ سنة، وإن الغلامَين كان بينهما وبين أبيهما سبعمائة سنة».
          sigpic

          تعليق

          • سيد فاضل

            • Aug 2019
            • 29847

            #6
            دعاء اليوم السادس:

            «اللّهُمّ لا تَخْذُلني فيه بِتَعرُّضِ مَعصيتِك، ولا تَضرِبني فيه بسياطِ نِقْمَتِك، وزَحْزِحني فيه من موجباتِ سَخَطِك، بِمَنِّكَ يا مُنتهى رغبةِ الراغبين».

            ***

            * «الخذلان» مصطلحٌ قرآنيّ، كما في قوله تعالى (آل عمران/160): ï´؟إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَï´¾.

            - وفي اللغة: الخِذلان: تَرْكُكَ نُصرةَ أخيك. وخِذلانُ اللهِ للعبد: ألا يعصِمَه من السّوء. فعن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إن المعاصي يستولي بها الخِذلانُ على صاحبها حتّى تُوقِعَه بما هو أعظمُ منها».

            - وفي دعاء الصباح لأمير المؤمنين عليه السلام: «..وإنْ خذَلَني نصرُكَ عندَ محاربةِ النفسِ والشيطان، فقدْ وَكَلَني خِذلانُكَ إلى حيثُ النَّصَبُ والحِرمان».

            - وفي المناجاة الشعبانية: «إلهي، إنْ حَرَمْتَني فمَن ذا الذي يَرزُقُني، وإنْ خَذَلْتَني فمَن ذا الذي يَنْصُرُني».

            - ويقابل الخذلان التوفيق. عن أمير المؤمنين عليه السلام: «التوفيقُ والخِذلانُ يتجاذبان النّفْسَ، فأيّهما غلبَ كانتْ في حَيِّزِه».
            sigpic

            تعليق

            • سيد فاضل

              • Aug 2019
              • 29847

              #7
              دعاء اليوم السابع:

              «اللّهُمّ أعِنّي فيه على صياِمه وقيامه، واجنُبني فيه من هَفَواته وآثامِه، وارزُقني فيه ذِكرَك وشُكرَك بِدوامِه، بتوفيقِكَ يا وليَّ المؤمنين».

              ***

              * دوام الشكر لله تعالى من صفات الأنبياء، قال الله تعالى (الإسراء/3): ï´؟ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًاï´¾.

              وقد بلغ من شكر رسول الله صلّى الله عليه وآله أن بلالاً رآه يتضرّع إلى الله تعالى ويبكي، فقال له: يا رسول الله، أتبكي وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟

              فقال: يا بلال، أفلا أكون عبداً شكوراً؟...

              وقد علّق المحقّق الأردبيلي على هذه الرواية بالقول: «وفي هذه دلالة على أن العبد الشَّكور هو الذي يبكي كثيراً».

              * ومن مصاديق شكره سبحانه برّ الوالدين، لقوله تعالى (لقمان/14): ï´؟وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ï´¾.

              * وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أن عدم شُكر النِّعَم من وجوه الكفر. فقد سُئل عليه السلام عن وجوه الكفر في كتاب الله عزّ وجلّ، فقال: «الكفرُ في كتابِ اللهِ عَلى خمسةِ أوجُه. ".." والوجهُ الثالثُ من الكفرِ كُفْرُ النِّعَمِ؛ وذلك قوله تعالى يحكي قولَ سليمان عليه السلام: ï´؟هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ï´¾..». (النمل/40)

              - في (مصباح) الكفعمي حول ثواب من دعا بهذا الدعاء في يومه: «..يُعطى في الجنّة ما يُعطى الشهداء والسعداء والأولياء».
              sigpic

              تعليق

              • سيد فاضل

                • Aug 2019
                • 29847

                #8
                دعاء اليوم الثامن:

                «اللّهُمّ ارزُقني فيه رحمةَ الأيتام، وإطعامَ الطعام، وإفشاءَ السلام، ومجانبةَ اللِّئامِ وصُحبةَ الكرام، بطَوْلِكَ يا ملجأَ الآملين».

                ***

                * الطَّوْل: هو المّنّ والعطاء والفضل والإحسان بلا حدّ. ومن أسمائه تعالى: «ذو الطَّول».

                * مجانبة اللئام و مصاحبة الكرام:

                اللئيم: هو الدنيُّ الطبعِ الشّحيحُ النّفس. ويقابله الكريم. والبخل يكون، في الأصل، في الماديات، أما اللّؤم ففي المعنويات.

                * من هم الذين يجب اجتناب مصاحبتهم؟

                - عن أبي عبد الله الصادق، عن أبيه عليهما السلام، قال: «قال لي عليّ بن الحسين، صلوات الله عليهما: يا بنيّ، انظرْ خمسةً، فلا تُصاحِبْهم ولا تُحادِثْهم ولا تُرافِقْهُم في طريق.

                فقلت: يا أبَه، مَن هم؟ قال:

                إيّاكَ ومصاحبةَ الكذّاب، فإنّه بمنزلة السّراب يقرّبُ لك البعيدَ ويُباعِدُ لك القريب.

                وإيّاكَ ومصاحبةَ الفاسق، فإنّه بائعُك بأكلةٍ أو أقلّ من ذلك.

                وإيّاكَ ومصاحبةَ البخيل، فإنّه يَخذُلُكَ في مالِه أحوجَ ما تكونُ إليه.

                وإيّاكَ ومصاحبةَ الأحمق، فإنّه يريدُ أن ينفعَك فيضرّك.

                وإيّاكَ ومصاحبةَ القاطعِ لِرَحِمِه، فإنّي وجدتُه ملعوناً في كتاب الله عزّ وجلّ..».
                sigpic

                تعليق

                • سيد فاضل

                  • Aug 2019
                  • 29847

                  #9
                  دعاء اليوم التاسع:

                  «اللّهُمّ اجعلْ لي فيه نصيباً من رحمتِكَ الواسعة، واهْدِني فيه لبراهينِكَ الساطعة، وخُذْ بناصيتي إلى مرضاتِكَ الجامعة، بمحبّتِكَ يا أملَ المشتاقين».

                  ***

                  * الرحمة: هي الرقّة الداعية إلى الإحسان إلى الغير، ويُقال لنفس تلك المنفعة الحسنة الواصلة إلى المحتاج، مع قصد الاحسان إليه: رحمة.

                  * خصّ الله تعالى ذاته المقدّسة بالرحمة في القرآن الكريم، ومن ذلك قوله سبحانه في ثلاث مواضع من سورة (الأنعام/12/54/133): ï´؟..كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ..ï´¾، ï´؟..كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ..ï´¾، ï´؟وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ..ï´¾.

                  * عن أمير المؤمنين عليه السلام: «الدعاء مفتاحُ الرحمة ومصباح الظُّلْمة».

                  * ومن مظانّ الرحمة: المواسم العبادية، مثل شهر رجب، وشعبان، وشهر رمضان، وليلة القدر، وأيّام الحجّ، والأيام البِيض من كلّ شهر، وليلة الجمعة ويومها. عن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن وافقَ منكم يومَ الجمعةِ فلا يشتغلنّ بشيءٍ غير العبادة، فإنّ فيه يغفرُ اللهُ للعباد، ويُنزلُ عليهم الرحمة».

                  وعنه عليه السلام: «أيّما مؤمنٍ عادَ أخاه المؤمنَ في مرضِه حين يُصبح، شيّعَه سبعون ألف مَلك، فإذا قعدَ عندَه غمرتْه الرحمةُ واستغفروا له...».
                  sigpic

                  تعليق

                  • سيد فاضل

                    • Aug 2019
                    • 29847

                    #10
                    دعاء اليوم العاشر:

                    «اللّهُمّ اجعلْني من المتوكّلين عليك، واجعلْني من الفائزين لديك، واجعلْني من المقرّبين إليك، بإحسانِكَ يا غايةَ الطّالبين».

                    ***

                    * التوكّل على الله تعالى:

                    - التوكُّل غير التوكيل، ومن لوازمه الثّقة المطلقة، وأن يكون ضمن نظامٍ محكم وخطة عملٍ مدروسة. وعليه يتنافي التوكُّل، أيضاً، مع الاتّكاليّة والعبثية.

                    - ينشأ الخلل في التوكُّل من عدم استحضار الثّقة بالوكيل، أو من عدم الدقة في مراعاة الخطة المدروسة.

                    - خطّة العمل في التوكّل على الله، هي الالتزام بالأحكام الشرعية، واجتناب المعاصي، التي قد تتراكم فتضرب الثقة بين العبد وخالقه، فتكون النتيجة كما في الدعاء: «أوحشَ ما بيني وبينك فرْطُ العِصيان والطُّغيان».

                    - عن أمير المؤمنين عليه السلام: «مَا كانَ اللهُ ليِفتحَ بابَ التوكّل ولم يجعلْ للمتوكّلين مخرجاً، فإنّه سبحانَه يقول: ï´؟..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ..ï´¾..». (الطلاق/2-3)

                    * صِدق التوكّل:

                    من دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام: «وَهَبْ لي صِدْقَ التّوَكُّلِ عليك». أي صِدق الانقطاع إليه تبارك وتعالى، وذلك بأنْ لا يكون للعبد حاجة إلى غير الله عزّ وجلّ.
                    sigpic

                    تعليق

                    • سيد فاضل

                      • Aug 2019
                      • 29847

                      #11
                      دعاء اليوم الحادي عشر:

                      «اللّهُمّ حَبِّبْ إليَّ فيه الإحسانَ، وكَرِّه إليَّ فيه العصيانَ، وحَرِّمْ عَلَيَّ فيه السَّخَطَ والنيران، بعونِكَ يا عونَ المستغيثين».

                      ***

                      * «الإحسان»:

                      - سُئل رسول الله صلّى الله عليه وآله عن تفسير «الإحسان» في قوله تعالى: ï´؟وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ...ï´¾، فقال: «أنْ تعبدَ اللهَ كأنّكَ تَراه، فإنْ لم تَكُنْ تَراه فإنّه يَراك».

                      - وسُئل الإمام الصادق عليه السلام عن معنى الإحسان، فقال: «إذا صلّيتَ فأحسِنْ ركوعَك وسجودَك، وإذا صمتَ فَتَوَقَّ كلَّ ما فيه فسادُ صومِك.... وكلّ عملٍ تعملُه للهِ فَلْيَكُن نَقِيَّاً من الدَّنَسِ».

                      - قال بعض العلماء: «للإحسان مراتبُ ثلاث:

                      أولها اللّغويّ: وهو أن تحسن على كلّ شيء، حتّى على مَن أساء إليك وتَعذره، وتنظرَ على الموجودات بنظر الرحمة والشفقة.

                      وثانيها: العبادة بحضورٍ تامّ؛ كأنّ العابدَ يشاهدُ ربّه.

                      وثالثها: شهودُ الربّ مع كل شيء.
                      sigpic

                      تعليق

                      • سيد فاضل

                        • Aug 2019
                        • 29847

                        #12
                        دعاء اليوم الثاني عشر:

                        «اللّهُمّ زيِّن لي فيه السّترَ والعفاف، واستُرني فيه بلباس القنوعِ والكفاف، وحَلِّني فيه بِحُلِيِّ الفضلِ والإنصاف، بِعصمَتِكَ يا عصمةَ الخائفين».

                        ***

                        * السِّتر والعفاف:

                        - «الستّار» من أسماء الله تعالى.

                        - كتب عليّ بن بصير إلى الإمام الهادي عليه السلام يسأله أن يعلّمه دعاءً، جامعاً للدنيا والآخرة، يدعو به فيُعصم به من الذنوب، فكتب عليه السلام بخطّه: «بسم الله الرحمن الرحيم، يا مَن أظهرَ الجميلَ، وسترَ القبيحَ، ولم يَهْتِكِ السّترَ عنّي..». وبالتأمّل في هذه الفقرة من الدعاء يظهر مدى لُطف الله بعباده، أي أنه تبارك وتعالى يُمهّد لستر القبيح بإظهار الجميل. [للدعاء انظر: الفصل العاشر من مفاتيح الجنان، دعوات موجزات..]

                        - السِّتر أعم من السائد بيننا أنه سِتر المرأة، بل إن ستر المرأة على عظيم أهميته، مصداقٌ جزئيّ منه.

                        - من ركائز الثقافة الدينية السليمة والأصيلة: «يا خير الساترين»، «يا ستّار العيوب»، وهي من أبرز ركائز حبّ العبد لله تعالى، فالإنسان شديدُ الميل إلى مَن يستر عليه، على العكس تماماً ممّن يميل إلى فضيحته وتعييره والتشهير به. ويترتب على ذلك:

                        1) أن لايغرّنا سترُ الله المرخى علينا، فنُمعن في المعاصي، بل نتّخذ ستره تعالى عوناً على التوبة النصوح.

                        2) أن نعامل بعضنا بالسِّتر، فنكون شديدي الحرص على ستر عيوب بعضنا.

                        * نموذج من أدب طلب السّتر:

                        «ربّ جَلِّلني بسترك، واعفُ عن توبيخي بكرم وجهك، فلو اطّلعَ اليوم على ذنبي غيرُك ما فعلتُه، ولو خفتُ تعجيلَ العقوبةِ لاجتنبتُه، لا لأنّك أهونُ الناظرين إليّ، وأخفُّ المطّلعين عَلَيّ، بل لأنك يا ربّ خيرُ الساترين، وأحكمُ الحاكمين، وأكرمُ الأكرمين، ستّارُ العيوب غفّارُ الذنوب علّامُ الغُيوب، تسترُ الذنبَ بكرمِك، وتؤخِّرُ العقوبةَ بحِلمك..».

                        * العفاف: كفُّ النّفْس عن المحرّمات وعن سؤال الناس.

                        - قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «يا عليّ، الإسلامُ عريان، ولباسُه الحياءُ وزينتُه العَفاف..».

                        - وعنه صلّى الله عليه وآله: «أَحَبُّ العفافِ إلى الله، عِفّةُ البطنِ والفَرج».
                        sigpic

                        تعليق

                        • سيد فاضل

                          • Aug 2019
                          • 29847

                          #13
                          دعاء اليوم الثالث عشر:

                          «اللّهُمّ طَهِّرني فيه من الدَّنَسِ والأقذار، وصبِّرني فيه على كائنات الأقدار، ووفّقني فيه للتّقى وصُحبة الأبرار، بِعزّتِكَ يا قرّةَ عينِ المساكين».

                          ***

                          * الدنس والأقذار:

                          - الدَّنَس: المراد به هنا هو القذارة المعنوية. وفي الأصل بمعنى الوسخ، الماديّ منه أو المعنويّ. يُقال: فلان دنسُ الثياب: إذا كان خبيثَ الفعل والمذهب.

                          - التدين رحلة التطهير من الدَّنَس المعنويّ – كالكذب، والغشّ، والنميمة، والتشهير أو الاستهزاء بالآخرين - الذي يواجهه الإنسان في عالم الطبيعة والمادة. فعندما تشتبك الروح بالدنيا تتعرّض للأدناس، كما يتعرّض الجسد في حركته في الدنيا للأدناس الظاهرية. وتراكم هذه الأدناس المعنوية يُفضي إلى تراكم الظلمات على القلب. عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، قال: «بُنِيَ الكفرُ على أربع دعائم: الفسق، والغلوّ، والشكّ والشُّبهة».

                          * كائنات الأقدار:

                          - «الأقدار» بمعنى المقادير، و «كائنات الأقدار‍‌»: الحوادث المقدّرة، وما سيقع من الابتلاءات والكوارث.

                          - في المناجاة الشعبانية: «وقد جَرَتْ مقاديرُك عَلَيّ يا سيّدي، فيما يكون منّي إلى آخر عمري من سريرتي وعلانيتي..».

                          - وفي الخبر: «سأل أمير المؤمنين صلوات الله عليه، شاه زنان بنت كسرى حين أُسرت: ما حفظتِ عن أبيكِ...؟

                          قالت: حفظتُ عنه أنه كان يقول: إذا غلبَ اللهُ على أمرٍ ذلّتِ المطامعُ دونَه، وإذا انقضتِ المدّةُ كانَ الحتفُ في الحِيلة.

                          فقال عليه السلام: ما أحسنَ ما قال أبوك... تذلّ الأمورُ للمقادير حتّى يكونَ الحتفُ في التدبير».
                          sigpic

                          تعليق

                          • سيد فاضل

                            • Aug 2019
                            • 29847

                            #14
                            دعاء اليوم الرابع عشر:

                            «اللّهُمّ لا تُؤاخِذني بالعَثَرات، وأقِلْني فيه من الخَطايا والهَفَوات، ولا تجعَلْني غَرَضاً للبلايا والآفات، بعزّتِكَ يا عزَّ المسلمين».

                            ***

                            * «العثرات» جمع عثرة وهي السقطة، وهي دون الخطيئة وأقلّ منها، و«الخطيئة» جمعها الخطايا، والخطايا دون «الهفَوات»، وهي جميعاً سببٌ للبلايا التي هي ابتلاءات وتمحيص، أي تمرين وتدريب، كما أنها سببٌ «للآفات» التي يشملها لفظ «البلايا» لكنها تختصّ بميزتين: أنها ليست شيئاً يطرأ من الخارج، وأنها عادة في داخل الجسم أو النفس.

                            * و«الإقالة»: المسامحة، و«الغرَض»: الهدف.

                            - وحيث إن البلايا والآفات تُلحق بصاحبها الذلّ أو التعامل معه بمهانة، فقد ناسب أن يكون الختام: «بعزّتك يا عزّ المسلمين».

                            - فيكون معنى الدعاء: اللّهمّ اعفُ عن عثراتي وخطاياي والهفوات، حتّى لا أكونَ هدفاً للابتلاء بأنواع البلايا، وخصوصاً الآفات، بعزّتك يا عزّ المسلمين.

                            - الجوّ النفسيّ العام الذي ينطلق منه الدعاء هو جوّ التائب الذي قرّر أن لا تقع منه معصية عن سابق عمدٍ وإصرار، ولذلك فهو لا يطلب العفو عن جُرمه أو موبقات الجرائر، بل يطلب الصفح عن عثراته، والإقالة من خطاياه والهفوات.
                            sigpic

                            تعليق

                            • سيد فاضل

                              • Aug 2019
                              • 29847

                              #15
                              دعاء اليوم الخامس عشر:

                              «اللّهُمّ ارزُقني فيه طاعةَ الخاشعين، وأشعِرْ فيه قلبي إنابةَ المُخبِتين، بأمنِكَ يا أمانَ الخائفين».

                              ***

                              * إنابة المُخبِتين:

                              - الخَبْت: ما اتّسع من بطون الأرض، وجمعه خُبُوت. والمُخبِت: الخاشعُ المتضرّع، يُخْبِتُ إلى الله ويُخبِتُ قلبَه لله. والخَبيتُ من الأشياء: الحقيرُ الرديء.

                              - قوله تعالى (هود/23): ï´؟إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ...ï´¾، أي اطمأنّوا وسكنتْ قلوبهم ونفوسهم إليه. ومثله قوله تعالى (الحج/54): ï´؟..فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ..ï´¾، أي تخشعَ وتتواضع.

                              - في زيارة أمين الله: «اللّهُمّ إنّ قلوبَ المخبِتينَ إليكَ والِهة..».

                              * الصبر والإخبات:

                              عن الإمام الصادق عليه السلام: «الصّبرُ يُظهِرُ ما في بواطنِ العبادِ من النورِ والصفاء. والجَزَعُ يُظهِرُ ما في بواطنِهم من الظُّلمة والوحشة. والصّبرُ يدّعيه كلُّ أحَد، وما يَثبتُ عندَه إلا المُخْبِتُون».

                              * في (مصباح) الكفعمي حول ثواب مَن دعا بهذا الدعاء في يومه: «..يقضي اللهُ له ثمانين حاجةً من حوائج الدنيا».
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X