بقلم الشيخ باقر شريف القرشي
شفقنا العراق ــ بدت على ملامح الإمام الباقر (ع) هيبة الأنبياء ووقارهم، فما جلس معه أحد إلا هابه وأكبره، وعُرف منذ نعومة أظفاره بسعة الفضل والعلم الغزير.
ملامحه
أما ملامح الإمام الباقر الشريفة فهي حسب ما يقول جابر بن عبد الله الانصاري كانت كملامح رسول الله (ص) وشمائله1 ، وكما شابه جده النبي (ص) في هذه الظاهرة فقد شابهه في معالي أخلاقه التي امتاز بها على سائر النبيين.
ووصفه بعض المعاصرين له فقال : إنه كان معتدل القامة اسمر اللون 2 رقيق البشرة له خال ، ضامر الكشح ، حسن الصوت مطرق الرأس 3.
ذكاؤه المبكر
وكان الإمام محمد الباقر (ع) في طفولته آية من آيات النبوغ والذكاء، ويقول الرواة إن جابر بن عبد الله الانصاري على شيخوخته كان يأتيه فيجلس بين يديه فيعلمه … وقد بهر جابر من سعة علوم الامام ومعارفه وطفق يقول :
« يا باقر لقد أوتيت الحكم صبيا … » 4.
وقد عرف الصحابة ما يتمتع به الامام منذ نعومة اظفاره من سعة الفضل والعلم الغزير فكانوا يرجعون إليه في المسائل التي لا يهتدون إليها.
ويقول المؤرخون ان رجلا سأل عبد الله بن عمر عن مسألة فلم يقف على جوابها فقال للرجل : اذهب إلى ذلك الغلام ـ وأشار الى الامام الباقر ـ فاسأله ، وأعلمني بما يجيبك فبادر نحوه وسأله، فأجابه (ع) عن مسألته وخف الى ابن عمر فأخبره بجواب الامام ، وراح ابن عمر يبدي إعجابه بالامام قائلا : « انهم أهل بيت مفهمون » 5.
لقد خص الله أئمة أهل البيت (ع) بالعلم والفضل ، ووهبهم الكمال المطلق الذي يهبه لأنبيائه ورسله ، فكان كل فرد منهم لا تخفى عليه أية مسألة تعرض عليه.
ويقول المؤرخون ان الامام كان عمره تسع سنين وقد سئل عن أدق المسائل فأجاب عنها.
هيبته ووقاره
وبدت على ملامح الإمام الباقر (ع) هيبة الأنبياء ووقارهم ، فما جلس معه أحد إلا هابه وأكبره، وقد تشرف قتادة وهو فقيه أهل البصرة بمقابلته فاضطرب قلبه من هيبته وأخذ يقول له :
« لقد جلست بين يدي الفقهاء وأمام ابن عباس فما اضطرب قلبي من أي أحد منهم مثل ما اضطرب قلبي منك. »6.
لقد كان الامام بقية الله في أرضه ، وتجلت في شخصيته سمات أوليائه وأحبائه الذين أضفى عليهم الهيبة والوقار ، وممن غمرتهم هيبة الامام الشاعر المغربي يقول في وصفه له :
يــا ابـــن الذي بلســانـه و بيــانـه هدي الانام و نزل التنزيل
عن فضله نطق الكتاب و بشرت بـقدومه التوراة و الانجيـل
لو لا انقطاع الوحي بعـد محــــمد قلنا : محمد من أبيه بـديــل
هـــو مثــله فــي الفضــل إلا إنــه لـم يــأتـه برسالة جــبريــل 7
وروى المؤرخون أن الامام (ع) لم ير ضاحكا ، وإذا ضحك يقول : « اللهم لا تمقتني » 8 ، لقد ابتعد عن كل ما ينافي الوقار وسمو الشخصية ، وكان البارز من صفاته ذكر الله ، ففي جميع أوقاته كان لسانه مشغولا بذكر الله9.
الشيخ باقر شريف القرشي/مركز الإشعاع الإسلامي
————————
المقالات والتقارير المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————–
أصول الكافي ١ / ٤٦٩.
اخبار الدول ( ص ١١١ ) جوهرة الكلام في مدح السادة الاعلام ( ص ١٣٢ ).
اعيان الشيعة ق ١ / ٤ / ٤٧١.
علل الشرائع ( ص ٢٣٤ ).
المناقب ٤ / ١٤٧.
اثبات الهداة ٥ / ١٧٦.
المناقب ٤ / ١٨١.
صفة الصفوة ٢ / ٦٢ ، تذكرة الخواص ( ص ٣٤٩ ).
المصدر: كتاب حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل للعلامة الشيخ باقر شريف القرشي رحمه الله.
شفقنا العراق ــ بدت على ملامح الإمام الباقر (ع) هيبة الأنبياء ووقارهم، فما جلس معه أحد إلا هابه وأكبره، وعُرف منذ نعومة أظفاره بسعة الفضل والعلم الغزير.
ملامحه
أما ملامح الإمام الباقر الشريفة فهي حسب ما يقول جابر بن عبد الله الانصاري كانت كملامح رسول الله (ص) وشمائله1 ، وكما شابه جده النبي (ص) في هذه الظاهرة فقد شابهه في معالي أخلاقه التي امتاز بها على سائر النبيين.
ووصفه بعض المعاصرين له فقال : إنه كان معتدل القامة اسمر اللون 2 رقيق البشرة له خال ، ضامر الكشح ، حسن الصوت مطرق الرأس 3.
ذكاؤه المبكر
وكان الإمام محمد الباقر (ع) في طفولته آية من آيات النبوغ والذكاء، ويقول الرواة إن جابر بن عبد الله الانصاري على شيخوخته كان يأتيه فيجلس بين يديه فيعلمه … وقد بهر جابر من سعة علوم الامام ومعارفه وطفق يقول :
« يا باقر لقد أوتيت الحكم صبيا … » 4.
وقد عرف الصحابة ما يتمتع به الامام منذ نعومة اظفاره من سعة الفضل والعلم الغزير فكانوا يرجعون إليه في المسائل التي لا يهتدون إليها.
ويقول المؤرخون ان رجلا سأل عبد الله بن عمر عن مسألة فلم يقف على جوابها فقال للرجل : اذهب إلى ذلك الغلام ـ وأشار الى الامام الباقر ـ فاسأله ، وأعلمني بما يجيبك فبادر نحوه وسأله، فأجابه (ع) عن مسألته وخف الى ابن عمر فأخبره بجواب الامام ، وراح ابن عمر يبدي إعجابه بالامام قائلا : « انهم أهل بيت مفهمون » 5.
لقد خص الله أئمة أهل البيت (ع) بالعلم والفضل ، ووهبهم الكمال المطلق الذي يهبه لأنبيائه ورسله ، فكان كل فرد منهم لا تخفى عليه أية مسألة تعرض عليه.
ويقول المؤرخون ان الامام كان عمره تسع سنين وقد سئل عن أدق المسائل فأجاب عنها.
هيبته ووقاره
وبدت على ملامح الإمام الباقر (ع) هيبة الأنبياء ووقارهم ، فما جلس معه أحد إلا هابه وأكبره، وقد تشرف قتادة وهو فقيه أهل البصرة بمقابلته فاضطرب قلبه من هيبته وأخذ يقول له :
« لقد جلست بين يدي الفقهاء وأمام ابن عباس فما اضطرب قلبي من أي أحد منهم مثل ما اضطرب قلبي منك. »6.
لقد كان الامام بقية الله في أرضه ، وتجلت في شخصيته سمات أوليائه وأحبائه الذين أضفى عليهم الهيبة والوقار ، وممن غمرتهم هيبة الامام الشاعر المغربي يقول في وصفه له :
يــا ابـــن الذي بلســانـه و بيــانـه هدي الانام و نزل التنزيل
عن فضله نطق الكتاب و بشرت بـقدومه التوراة و الانجيـل
لو لا انقطاع الوحي بعـد محــــمد قلنا : محمد من أبيه بـديــل
هـــو مثــله فــي الفضــل إلا إنــه لـم يــأتـه برسالة جــبريــل 7
وروى المؤرخون أن الامام (ع) لم ير ضاحكا ، وإذا ضحك يقول : « اللهم لا تمقتني » 8 ، لقد ابتعد عن كل ما ينافي الوقار وسمو الشخصية ، وكان البارز من صفاته ذكر الله ، ففي جميع أوقاته كان لسانه مشغولا بذكر الله9.
الشيخ باقر شريف القرشي/مركز الإشعاع الإسلامي
————————
المقالات والتقارير المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————–
أصول الكافي ١ / ٤٦٩.
اخبار الدول ( ص ١١١ ) جوهرة الكلام في مدح السادة الاعلام ( ص ١٣٢ ).
اعيان الشيعة ق ١ / ٤ / ٤٧١.
علل الشرائع ( ص ٢٣٤ ).
المناقب ٤ / ١٤٧.
اثبات الهداة ٥ / ١٧٦.
المناقب ٤ / ١٨١.
صفة الصفوة ٢ / ٦٢ ، تذكرة الخواص ( ص ٣٤٩ ).
المصدر: كتاب حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل للعلامة الشيخ باقر شريف القرشي رحمه الله.
تعليق