الفرزدق وهشام بن عبد الملك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سكون الليل
    • Nov 2008
    • 2787

    الفرزدق وهشام بن عبد الملك

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وال محمد


    الفرزدق وهشام
    مع أنّ هشام بن عبد الملك كان ولياً للعهد في ذلك الوقت الذي بلغت فيه الدولة الأموية أوج عظمتها وتسلّطها. إلاَّ أنه لم يستطع الوصول إلى (الحجر الأسود) بعد أن أتمّ طواف الكعبة، بالرغم من محاولته اليائسة.
    كان حُجَّاج بيت الله الحرام يرتدون لباساً واحداً هو لباس الإحرام، وكانوا مشغولين بأعمال واحدة هي أعمال الحج، وكانوا مستغرقين بأحاسيسهم الأخروية التي تشغلهم عن كل شخصية ومقام فكانوا بذلك سواسية لا يفرّق بينهم شيء.
    أما هشام فكان قد جلب معه الرجال والحشم ليحفظوا له أبّهته وفخامته، وكان هؤلاء صاغرين ازاء عظمة الحجّ وسموّه المعنوي.
    كرَّر هشام محاولته اليائسة للمس الحجر ولكنه رجع خائباً لشدة الازدحام واجتماع الخلق، فأمر بأن ينصب له عرش على مكان مرتفع حتى يقيّض له النظر إلى الحجيج وليملأ عينيه بتفرجه على هذا الاجتماع المهيب.
    وبينما هو وحاشيته على هذه الحال إذ شاهد رجلاً يعلو سيماءه التقوى والورع، يغطي جسمه قميص أبيض مثل سائر الحجاج، بدأ بالطواف حول الكعبة ثم توجه بخطوات مطمئنة يريد لمس الحجر الأسود، فلما راه الناس انفرجوا قسمين وتنحّوا عنه هيبةً وإجلالاً.
    دُهش الشاميّون لهذا المنظر العجيب ولم يستطيع أحد أن يمسك نفسه عن أن يسأل هشام قائلاً: من هذا يا أمير المؤمنين؟
    فأجاب هشام: لا أعرفه.
    والحقيقة أن هشاماً كان يعرفه حق المعرفة إلاَّ أنه قال ذلك حتى لا يرغب أهل الشام به.
    ترى من الذي يملك الجرأة في تعريف هذا الشخص.. ومن ذا الذي لا يخاف سيف هشام وسطوته، فيقدم على تعريف الرجل الشامي بهذا الرجل؟
    لم يوجد من هو أشجع من الفرزدق الذي لم يبالِ بما سيلحقه من تشرّد وأذى إن هو أجاب، فقال: أنا أعرفه!
    فقال الشامي: من هو يا أبا فراس؟
    فأنشأ الفرزدق قصيدته الغرَّاء في مدح الامام زين العابدين، علي بن الحسين (ع) والتي منها:
    هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم
    هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم
    وليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من انكرت والعجم

    فغضب هشام لسماع هذه القصيدة وقال للفرزدق: ألا قلت فينا مثلها؟ فقال الفرزدق: هات جداً كجده وأباً كأبيه وأماً كأمه حتى أقول فيك مثلها؟ فأمر هشام بحبسه في )عسفان( بين مكة والمدينة فحُبس ولكنه لم يأبه بذلك، فلما بلغ خبره علي بن الحسين (ع) بعث إليه باثني عشر الف درهم وقال: اعذرنا يا أبا فراس فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به، فردها الفرزدق وقال:
    يا ابن رسول الله ما قلت فيك الذي قلت إلاَّ غضباً لله ورسوله وما كنت أريد أن أرزق عليه شيئاً. فردَّها الامام (ع) ثانية إليه وقال: بحقي عليك، تقبَّلها فقد رأى الله مكانك وعلم نيّتك، عند ذلك قبلها الفرزدق.
  • :: بحر ::
    • Jan 2009
    • 7359

    #2
    هيدي القصة تعلمتا بالمدرسة هي والقصيدة
    حلوة كتير .. ما ؟
    يسلمو اخي محمد الجصاني

    وهيدي قصيدة مدح زين العابدين كلها ومتل ما قلت حضرتك للفرزدق :

    هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
    والبيت يعرفه والحل والحرم

    هذا بن خير عباد الله كُـلُّهمُ
    هذا التقي النقي الطاهرُ العلم

    هذا بن فاطمةٍ انْ كنت جاهله
    بجده انبياء الله قد ختموا

    وليس قولك : منْ هذا؟بضائره
    العرب تعرف من انكرت والعجمُ

    كلتا يديه غياثٌ عـمَّ نفعهما
    يستوكفان ولا يعروهما عـَدمُ

    سهل الخليقة ،لاتخشى بوادره
    يزينه اثنان: حِسنُ الخلقِ والشيمُ

    حـمّال اثقال اقوام ٍ اذا امتدحوا
    حلو الشمائل ،تحلو عنده نعمُ

    ما قال: لاقط ،ْ الا في تشهده
    لولا التشهّد كانت لاؤه نـعم

    عـمَّ البرية بالاحسان، فانقشعت
    عنها الغياهب والاملاق، والعدم

    اذا رأته قريش قال قائلها:
    الى مكارم هذا ينتهي الكرم

    يُغضي حياءً، ويغضي من مهابته
    فما يكلـُّم الا حين يبتســم

    بكفـّهِ خيزرانُ ريحها عبق
    من كـف اروع، في عرنينه شمم

    يكاد يمسكه عرفان راحته
    ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم

    الله شرّفه قدمـاً، وعظـّمـه
    جرى بذاك له في لوحة القلم

    ايُّ الخلائق ليست في رقابهمُ
    لأوّليـّه هذا، اوله نِـعم

    من يشكرِ الله يشكر اوّليـّه ذا
    فالدين من بيت هذا ناله الامم

    ينمي الى ذروة الدين التي قصرت
    عنها الاكف، وعن ادراكها القدم

    من جده دان فضل الانبياء له
    وفضل امته دانت له الأمم

    مشتقة من رسول الله نبعته
    طابت مغارسه والخيم والشـيم

    ينشق ثوب الدجى عن نور غرته
    كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم

    من معشرٍ حبهم دينٌ وبغضهم
    كفرٌ وقربهم منجى ومعتصـم

    مقـدّمٌ بعد ذكر الله ذكرهم
    في كِلّ بدءٍ ومختوم به الكـلم

    إن عـدَّ اهل التقى كانوا ائمتهم
    او قيل من خير اهل الارض؟ قيل: هم

    لا يستطيع جوادُ بعد جودهم
    ولا يدانيهم قوم، وإن كرموا

    هم الغيوث، اذا ما أزمة أزمت
    والاسد اسدُ الشرى والبأس محتدم

    لاينقص العسر بسطاً من اكفّهم
    سيّان ذلك: إن اثروا وإن عدموا

    يستدفع الشرُّ والبلوى بحبّهم
    ويستربُّ به والاحسان والنعـم




    اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آله

    تعليق

    • *llعاشقة الزهـراءll*
      • Nov 2008
      • 9514

      #3
      احسنت اخي الطرح الرااااائع والقيم..في ميزااااااااان اعمالك
      دمـــــــــــ بحب وولايه محمد وعترته الاطهاااااااااااارـــــــــــــــــــت

      تعليق

      • سكون الليل
        • Nov 2008
        • 2787

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة مسلمة مشاهدة المشاركة
        هيدي القصة تعلمتا بالمدرسة هي والقصيدة
        حلوة كتير .. ما ؟
        يسلمو اخي محمد الجصاني

        وهيدي قصيدة مدح زين العابدين كلها ومتل ما قلت حضرتك للفرزدق :

        هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
        والبيت يعرفه والحل والحرم

        هذا بن خير عباد الله كُـلُّهمُ
        هذا التقي النقي الطاهرُ العلم

        هذا بن فاطمةٍ انْ كنت جاهله
        بجده انبياء الله قد ختموا

        وليس قولك : منْ هذا؟بضائره
        العرب تعرف من انكرت والعجمُ

        كلتا يديه غياثٌ عـمَّ نفعهما
        يستوكفان ولا يعروهما عـَدمُ

        سهل الخليقة ،لاتخشى بوادره
        يزينه اثنان: حِسنُ الخلقِ والشيمُ

        حـمّال اثقال اقوام ٍ اذا امتدحوا
        حلو الشمائل ،تحلو عنده نعمُ

        ما قال: لاقط ،ْ الا في تشهده
        لولا التشهّد كانت لاؤه نـعم

        عـمَّ البرية بالاحسان، فانقشعت
        عنها الغياهب والاملاق، والعدم

        اذا رأته قريش قال قائلها:
        الى مكارم هذا ينتهي الكرم

        يُغضي حياءً، ويغضي من مهابته
        فما يكلـُّم الا حين يبتســم

        بكفـّهِ خيزرانُ ريحها عبق
        من كـف اروع، في عرنينه شمم

        يكاد يمسكه عرفان راحته
        ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم

        الله شرّفه قدمـاً، وعظـّمـه
        جرى بذاك له في لوحة القلم

        ايُّ الخلائق ليست في رقابهمُ
        لأوّليـّه هذا، اوله نِـعم

        من يشكرِ الله يشكر اوّليـّه ذا
        فالدين من بيت هذا ناله الامم

        ينمي الى ذروة الدين التي قصرت
        عنها الاكف، وعن ادراكها القدم

        من جده دان فضل الانبياء له
        وفضل امته دانت له الأمم

        مشتقة من رسول الله نبعته
        طابت مغارسه والخيم والشـيم

        ينشق ثوب الدجى عن نور غرته
        كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم

        من معشرٍ حبهم دينٌ وبغضهم
        كفرٌ وقربهم منجى ومعتصـم

        مقـدّمٌ بعد ذكر الله ذكرهم
        في كِلّ بدءٍ ومختوم به الكـلم

        إن عـدَّ اهل التقى كانوا ائمتهم
        او قيل من خير اهل الارض؟ قيل: هم

        لا يستطيع جوادُ بعد جودهم
        ولا يدانيهم قوم، وإن كرموا

        هم الغيوث، اذا ما أزمة أزمت
        والاسد اسدُ الشرى والبأس محتدم

        لاينقص العسر بسطاً من اكفّهم
        سيّان ذلك: إن اثروا وإن عدموا

        يستدفع الشرُّ والبلوى بحبّهم
        ويستربُّ به والاحسان والنعـم




        اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آله
        شكرا على مروركي اختي وجعلكي الله من انصار اهل البيت

        تعليق

        • سكون الليل
          • Nov 2008
          • 2787

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عاشقة الزهراء مشاهدة المشاركة
          احسنت اخي الطرح الرااااائع والقيم..في ميزااااااااان اعمالك
          دمـــــــــــ بحب وولايه محمد وعترته الاطهاااااااااااارـــــــــــــــــــت
          شكرا اختي ومشرفتنا العزيزة على مروركي

          تعليق

          يعمل...
          X