خطبة الإمام السجاد ( عليه السلام ) في مسجد دمشق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    خطبة الإمام السجاد ( عليه السلام ) في مسجد دمشق

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد



    ورد في كتاب فتوح ابن اعثم 5 / 247 ، ومقتل الخوارزمي 2 / 69 : إنّ يزيد

    أمر الخطيب أن يرقى المنبر ، ويثني على معاوية ويزيد ، وينال من الإمام

    علي و ، فصعد الخطيب المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وأكثر

    الوقيعة في علي والحسين ، وأطنب في تقريض معاوية ويزيد ، فصاح به

    علي بن الحسين : ( ويلك أيها الخاطب ، اشتريت رضا المخلوق بسخط

    الخالق ؟ فتبوأ مقعدك من النار ) .

    ثمّ قال : ( يا يزيد ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد ، فأتكلم بكلمات فيهن لله

    رضا ، ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب ) ، فأبى يزيد ، فقال الناس : يا أمير

    المؤمنين ائذن له ليصعد ، فلعلنا نسمع منه شيئاً ، فقال لهم : إن صعد المنبر

    هذا ، لم ينزل إلا بفضيحتي ، وفضيحة آل أبي سفيان ، فقالوا : وما قدر ما

    يحسن هذا ؟ فقال : إنّه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا .

    ولم يزالوا به حتى أذن له بالصعود ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ،

    وقال : ( أيها الناس ، أعطينا ستاً ، وفضلنا بسبع : أعطينا العلم ، والحلم ،

    والسماحة والفصاحة ، والشجاعة ، والمحبة في قلوب المؤمنين ، وفضلنا

    بأن منا النبي المختار محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ومنا الصدّيق ، ومنا

    الطيار ، ومنا أسد الله وأسد الرسول ، ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول

    ، ومنا سبطا هذه الأمّة ، وسيدا شباب أهل الجنة ، فمن عرفني فقد عرفني ،

    ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي : أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن زمزم

    والصفا ، أنا ابن من حمل الزكاة بأطراف الرداء ، أنا ابن خير من ائتزر

    وارتدى ، أنا ابن خير من انتعل واحتفى ، أنا ابن خير من طاف وسعى ، أنا ابن

    خير من حج ولبّى ، أنا ابن من حمل على البراق في الهواء ، أنا ابن من

    أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، فسبحان من أسرى ، أنا

    ابن من بلغ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى ، أنا ابن من دنا فتدلى ، فكان قاب

    قوسين أو أدنى ، أنا ابن من صلّى بملائكة السماء ، أنا ابن من أوحى إليه

    الجليل ما أوحى ، أنا ابن محمد المصطفى ، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق،

    حتى قالوا لا اله إلا الله ، أنا ابن من بايع البيعتين ، وصلّى القبلتين ، وقاتل

    ببدر وحنين ، ولم يكفر بالله طرفة عين ، يعسوب المسلمين ، وقاتل الناكثين

    والقاسطين والمارقين ، سمح سخي ، بهلول زكي ، ليث الحجاز ، وكبش

    العراق ، مكّي مدني ، أبطحي تهامي ، خيفى عقبي ، بدري أحدي ، شجري

    مهاجري ، أبو السبطين ، الحسن والحسين ، علي بن أبي طالب ، أنا ابن

    ، أنا ابن سيدة النساء ، أنا ابن بضعة الرسول ... ) .

    قال : ولم يزل يقول : أنا أنا ، حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب ، وخشي

    يزيد أن تكون فتنة ، فأمر المؤذّن يؤذّن ، فقطع عليه الكلام وسكت ، فلمّا

    قال المؤذّن : الله أكبر .

    قال علي بن الحسين : ( كبرت كبيراً لا يقاس ، ولا يدرك بالحواس ، ولا شيء

    أكبر من الله ) ، فلمّا قال : أشهد أن لا اله إلا الله ، قال علي : ( شهد بها

    شعري وبشري ، ولحمي ودمي ، ومخي وعظمي ) ، فلمّا قال : أشهد أن

    محمداً رسول الله ، التفت علي من أعلا المنبر إلى يزيد ، وقال : ( يا يزيد

    محمد هذا جدّي أم جدّك ؟ فإن زعمت أنه جدّك فقد كذبت ، وان قلت أنه جدّي ،

    فلم قتلت عترته ؟ ) .

    قال : وفرغ المؤذّن من الأذان والإقامة ، فتقدّم يزيد ، وصلّى الظهر ،

    فلمّا فرغ من صلاته ، أمر بعلي بن الحسين ، وأخواته وعماته ( رض) ،

    ففرغ لهم دار فنزلوها ، وأقاموا أياماً يبكون ، وينوحون على الحسين(ع).

    نسألكم الدعاء


  • اريج الجنه
    • Aug 2009
    • 11211

    #2
    مشكوور ع الطرح
    دمت

    تعليق

    يعمل...
    X