بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم
السلام على بن موسى الرضا ورحمة الله وبركاته..
أشهر ألقابه الرضا،الصابر،الفاضل، الرضيّ،الوفيّ،وقرّة أعين المؤمنين،وغيظ الملحدين..
والألقاب اللتي لقبهُ بها محبيه:أنيس النفوس،غريب طوس،ضامن الجنة،السلطان....
نستعرض هنا السبب من تسميته ببعض الألقاب..
**الرضا**
ماهي العلة التي من أجلها سمّي(ع ) بالرضا بالرغم من أن جميع المعصومين
عليهم السلام راضون بالقدر والقضاء الإلهي ؟
إننا نعتقد بأن جميع الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم بلغوا حدّ الكمال في جميع الصفات
الحميدة والخصال المحمودة،ومن جملتها الرضا بقضاء الله وقدره،وهذه الصفة هي رأس
الصفات الحسنة.
إذن،فكل واحد منهم (عليهم السلام) يحمل جميع هذه الصفات الحسنة،إلا أن بروز صفةٍ بشكل
أعمق من الصفات الأخرى لديهم جعلت الآخرين يلقبونهم بها؛وعليه فالإمام الثامن ،
علاوة على إحاطته بحقيقة الرضا،وبلوغه حدّ كمالها،ترى الأمّة في زمانه،العدو والصديق،المؤالف
والمخالف راضين عنه وعن سلوكه.
وفي الحديث عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي،قال:قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن
موسى(عليهم السلام)أن قوماً من مخالفيكم يزعمون أباك إنما سمّاه المأمون((الرضا)) لما رضيه
لولاية عهده،فقال:كذبوا والله وفجروا،بل الله تبارك وتعالى سمّاه الرضا،لأنه كان رضياً لله عز وجل
في سمائه،ورضياً لرسوله والأئمة من بعده صلوات الله عليهم في أرضه،قال:فقلت له ألم يكن كل
واحد من آبائك الماضين (عليهم السلام) رضاً لله تعالى ولرسوله والأئمة(عليهم السلام) ؟
فقال:بلى،فقلت:فلم سمّي أبوك من بينهم الرضا ؟ قال لأنه رضي به المخالفون من أعدائه كما
رضي به الموافقون من أوليائه،ولم يكن ذلك لأحد من آبائه(عليهم السلام) فلذلك سمّي من
بينهم (الرضا) ..
فإن جاء في الرواية إن الله تبارك وتعالى سماه الرضا في الوقت الذي إسمه عليّ وليس الرضا
نقول:إن الرضا هو لقبه،أجل لقد شاع لقب الرضا وغطّى على الإسم،حتى أن الكثير من المسلمين
لا يعلمون أن أسمه علياً إلاّ إذا قرنت إسمه بالرضا،ولذا يقال أن الرضا غدا إسمه،وبهذه الحالة سمّاه
الباري تعالى بالرضا.
إعلم أن لفظة الرضا بحساب الأبجدية والجمل تتطابق مع عدد (ألف وواحد) والمشهور أن جميع
أسماء الله تعالى تتطابق مع هذا العدد،إذن يكون لفظ رضا في هذه الحال متطابقاً مع العدد ألف وواحد،
وكذا كلّ أسماء الله..
-------------------------------
**عالم آل محمد**
لماذا قيل فيه عالم آل محمد ؟
إن هذا التعبير ورد على لسان جدّه صلوات الله عليه..
أن موسى بن جعفر(ع ) قال:أبي الصادق(ع )
(وأنّ عالم آل محمد في صلبك حقاً،إسمه يواطيء إسم أمير المؤمنين،ليتني ألقاه..)
بالرغم من أنّ الأئمة الأطهار عليهم السلام ورث كل واحد منهم علم الرسول الأكرم
(صلى الله عليه وآله) جدهم،إلاّ أن تعبير الإمام الصادق (ع ) بحق الإمام الرضا (ع )
بتلك العبارة قد يكون-إحتمالاً- من ناحية أنّه أبطل جميع حجج أهل الباطل وذرائعهم،ناهيك عن قول الإمام
الصادق(ع ) بأنالإمام الرضا (ع ) هو غوث هذه الأمّة،وغياث هذه الأمة،وإن قوله
حكم،وصمته علم،يبّين للناس ما يختلفون فيه..
لقد ذكر (ع ) أن الإمام الثامن(ع ) هو الغوث والغياث بالرغم من
أن كل واحد من الأئمة الأطهار(عليهم السلام) هو ملجأ وغوث وغياث للأمة الإسلامية،والقصد من ذلك الكلام
هو التبشير بما سيصيب سادات بني فاطمة،ومحبيهم من الوسعة وحسن الحال..
-------------------------------
**غريب الغرباء**
ما السبب في تلقيب الإمام الرضا(ع ) بغريب الغرباء ؟
الغريب كلمة تقال لكل من إبتعد عن مدينته أو دياره أو وطنه،وتطلق أيضاً على كل من لا صاحب له
ولا صديق يرافقه،حتى لو كان في وطنه وفي عقر داره.
عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال:الغريب من ليس له حبيب..
**ضامن الغرباء**
لماذا ينعت الإمام الرضا (ع ) بضامن الغرباء ؟
أن الشيخ حسن النجفي قال:لقد نفد ما عندي من مال حينما كنت في مشهد المقدسة وعند ضريح
المطهر،وعل حين غرّة سمعت أحداً ينادي بلسان فصيح:لاتحزن،إذ كل إمام هو مظهرٌ
لأحد الأمور،وعلي بن موسى الرضا ضامن الغرباء.
**ضامن الظبية**
لأي شيء يقال للإمام ضامن الظبية ؟
لقد سمع الكثير من الناس حكاية مفادها أن صياداً إصطاد ظبية،فلاذت الظبية بمقام الإمامالرضا (ع )
وطلبت منه أن يضمنها لتذهب وتسقي صغيرها لبناً ثم تعود، فضمنها الإمامالرضا (ع )
لتذهب وترجع ثانية إلى الصياد..
-------------------------------
**شمس الشموس**
لماذا نُعت الإمام الرضا (ع ) وينعت بشمس الشموس ؟
توجد ثلاث إحتمالات :
الإحتمال الأول:باعتبار أن الشمس تعدّ من الآيات العظام الإلهية،وشعاعها هو من ينمي أو يساعد
على تنمية الأشياء الموجودة على الأرض،ولهذا نعت هذا الإمام وغيره من الأئمة بهذه الألقاب كونهم
ينمّون بذرة الخير في نفوس البشر،ويهدونهم إلى سبل النجاة بعيداً عن سبل الظلمة،والكفر،والجهل،
أنهم سراج منير يدل على طرق السعادة وطرق الجنّة،وطرق النجاة من النار..
(أين الشموس الطالعة،أين الأقمار المضيئة،أين الأنجم الزاهرة)..
والإمام الحجّة( ع) هو أحد هذه الأنجم بإعتبار أن الدعاء يختص بالتوسل بالله لتعجيل ظهوره..
ومن هنا نفهم بأن كل فرد منهم سلام الله عليهم هو شمس معطاء إلاّ أن الإمام الرضا (ع )
كان أكثر عطاءً وشعاعاً لأنه إستطاع في زمانه بإذن الله تعالى أن يدخل في إحتجاجات ومباحثات ونقشات
مع الفرق المختلفة التي كانت ترد إلى مجلس المأمون..
الإحتمال الثاني:ولكون أن الإمامالرضا(ع ) دفن في خراسان،وخراسان تقع في المشرق-أي
أن الشمس تطلع من هذا الجانب-وأن لفظ خراسان مركب من كلمتين(خور)أي الشمس،والثاني(اسان)
أي الطلوع،أي أن طلوع هذه الشمس الظاهرية وشعاعها مكتسب من هذه الشمس الحقيقية،وكون
الشموس الحقيقية الأخرى تنتهل في البلاد الأخرى من أشعة هذه الشمس لذا لقب هذا الإمام من قبل
محبيه ومريديه ب(شمس الشموس)..
الإحتمال الثالث:أصبح واضحاً لدينا بأن المدفن الشريف للإمام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه يقع
في المشرق،وأن الإشراق الظاهري حاصل من جانب مدفنه الشريف،وانها قدرة وتقدير الله تبارك وتعالى..
وتمام هذه الشمس بازغة من جانب مدفن الشمس الواقعية الذي هو الوجود المقدس للإمام علي بن موسى الرضا
( ع)وعليه يقال:أن هذا الإمام هوشمس الشموس..
-------------------------------
**السلطان**
مالسبب في نعت ( ) بالسلطان أو سلطان خراسان،أو سلطان السلاطين؟
التسلط الحق:وهو على قسمين،أما تسلّط ذاتي،أو تسلّط غير ذاتي وهو موهبة من الغير،فالتسلط الذاتي
الذي إختص به خالق السلاطين،وخالق جميع الموجودات،جلّ شأنه،وعظم سلطانه،لذا كان(السلطان)
احد الأسماء الإلهية،وهذا ما نقرأه في دعاء الجوشن الكبير:
اللهم أني أسألك بإسمك يا حنّان يا منّان يا ديّان يا برهان يا سلطان؛
أما بالنسبة للتسلط بالموهبة فهو التسلط الذي يهبه السلطان بالذات تعالى من سلطته للأنبياء والأولياء،
كي يظهروه في وقت الحاجة،وهو المعجزة التي يأتي بها الأنبياء والأولياء لإتمام الحجّة على الناس
حتى يؤمنوا،ولا يخفى أن الله تبارك وتعالى قد منح بعض الأنبياء سلطة باطنية بالإضافة إلى السلطة
الظاهرية كالسلطة التي مُنحت لسليمان بن داود ويوسف عليهما السلام..
أما بالنسبة لخاتم الأنبياء وخليفته أمير المؤمنين والأوصياء الأحد عشر الطاهرين فقد منّ الله عليهم
بسلطة أسمى من سلطات الآخرين،ومن جملة ذلك:أن سلطة الأنبياء كانت في حياتهم لكن سلطة الرسول
الأكرم(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام) في حياتهم ومماتهم..
وعلى هذا فإنّ لكل إمام من أئمتنا سلام الله عليهم سلطاناً من جانب الحق تعالى على جميع الموجودات،
بيد أن الإمام الرضا (ع ) كان له-إلى جوار سلطانه الواقعي الباطني-سلطان ظاهريّ أيضاً حيث
كان في أيام حياته ولياً للعهد،لمّا إضطره المأمون على قبول هذه الولاية..
-------------------------------
**القبلة السابعة**
مالسبب في نعتهم له(ع ) بالقبلة السابعة؟
يا حجة الله تعالى ،سلطان طوس.
أنت القبلة السابعة،وثامن الشموس....
إنّ الوارد في هذا الأمر إحتمالان:الأول،مهما توجّه أهل الإسلام وجوباً بأمر الشارع المقدس صوب
القبلة(الكعبة) في صلاتهم،وفي ذبحهم،إلاّ أن المحبّين لأئمة أهل بيت الرسالة يتوجهون بقلوبهم إلى
أماكن دفن الأئمة بالإضافة إلى التوجه صوب الكعبة المعظمة،بإعتبار أن سادة وقادة الدين هم الأئمة
الأطهار(عليهم السلام)،وهم أئمة الهدى،وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون؛وهذه الأماكن هي:
1-المدينة المنوّرة..
2-النجف الأشرف..
3-كربلاء..
4-الكاظمين..
5-سامّراء..
6-مشهد الرضا..
إذن،فالتوجه القلبي للخاصة ومحبّي أهل البيت من المسلمين هو نحو الكعبة وهذه المواضع الستة..
فإن قيل ينبغي أن يكون بالترتيب المذكور،مشهد هي السادسة،وسامراء السابعة،قلنا:أن سامراء
قريبة إلى الكاظمين وكربلاء والنجف،وبعيدة عن مشهد في محافظة خراسان،لذا عُدّت الأخيرة..
أما الإحتمال الثاني:إذا ما إعتبرنا هذه الأماكن الستة بمنزلة القبلة ينبغي القول:بأن من صلّى في
حرم ثامن الأئمة أرواحنا فداه،وبالذات في المكان الذي يقع خلف رأسه الشريف،وباتجاه الكعبة أوفي
أي مكان من أروقة الحرم المطهر،يكون علاوة على توجهه نحو الكعبة متوجهاً بإتجاه المواضع الستة
الأخرى التي هي بمنزلة القبلة،لأن تلك المواضع الستة ستكون أمامه حينما يصلي بإتجاه الكعبة..
رزقنا الله وإياكم زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة...
موفقين لكل خير..
المصدر:الكرامات الرضوية..
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم
السلام على بن موسى الرضا ورحمة الله وبركاته..
أشهر ألقابه الرضا،الصابر،الفاضل، الرضيّ،الوفيّ،وقرّة أعين المؤمنين،وغيظ الملحدين..
والألقاب اللتي لقبهُ بها محبيه:أنيس النفوس،غريب طوس،ضامن الجنة،السلطان....
نستعرض هنا السبب من تسميته ببعض الألقاب..
**الرضا**
ماهي العلة التي من أجلها سمّي(ع ) بالرضا بالرغم من أن جميع المعصومين
عليهم السلام راضون بالقدر والقضاء الإلهي ؟
إننا نعتقد بأن جميع الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم بلغوا حدّ الكمال في جميع الصفات
الحميدة والخصال المحمودة،ومن جملتها الرضا بقضاء الله وقدره،وهذه الصفة هي رأس
الصفات الحسنة.
إذن،فكل واحد منهم (عليهم السلام) يحمل جميع هذه الصفات الحسنة،إلا أن بروز صفةٍ بشكل
أعمق من الصفات الأخرى لديهم جعلت الآخرين يلقبونهم بها؛وعليه فالإمام الثامن ،
علاوة على إحاطته بحقيقة الرضا،وبلوغه حدّ كمالها،ترى الأمّة في زمانه،العدو والصديق،المؤالف
والمخالف راضين عنه وعن سلوكه.
وفي الحديث عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي،قال:قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن
موسى(عليهم السلام)أن قوماً من مخالفيكم يزعمون أباك إنما سمّاه المأمون((الرضا)) لما رضيه
لولاية عهده،فقال:كذبوا والله وفجروا،بل الله تبارك وتعالى سمّاه الرضا،لأنه كان رضياً لله عز وجل
في سمائه،ورضياً لرسوله والأئمة من بعده صلوات الله عليهم في أرضه،قال:فقلت له ألم يكن كل
واحد من آبائك الماضين (عليهم السلام) رضاً لله تعالى ولرسوله والأئمة(عليهم السلام) ؟
فقال:بلى،فقلت:فلم سمّي أبوك من بينهم الرضا ؟ قال لأنه رضي به المخالفون من أعدائه كما
رضي به الموافقون من أوليائه،ولم يكن ذلك لأحد من آبائه(عليهم السلام) فلذلك سمّي من
بينهم (الرضا) ..
فإن جاء في الرواية إن الله تبارك وتعالى سماه الرضا في الوقت الذي إسمه عليّ وليس الرضا
نقول:إن الرضا هو لقبه،أجل لقد شاع لقب الرضا وغطّى على الإسم،حتى أن الكثير من المسلمين
لا يعلمون أن أسمه علياً إلاّ إذا قرنت إسمه بالرضا،ولذا يقال أن الرضا غدا إسمه،وبهذه الحالة سمّاه
الباري تعالى بالرضا.
إعلم أن لفظة الرضا بحساب الأبجدية والجمل تتطابق مع عدد (ألف وواحد) والمشهور أن جميع
أسماء الله تعالى تتطابق مع هذا العدد،إذن يكون لفظ رضا في هذه الحال متطابقاً مع العدد ألف وواحد،
وكذا كلّ أسماء الله..
-------------------------------
**عالم آل محمد**
لماذا قيل فيه عالم آل محمد ؟
إن هذا التعبير ورد على لسان جدّه صلوات الله عليه..
أن موسى بن جعفر(ع ) قال:أبي الصادق(ع )
(وأنّ عالم آل محمد في صلبك حقاً،إسمه يواطيء إسم أمير المؤمنين،ليتني ألقاه..)
بالرغم من أنّ الأئمة الأطهار عليهم السلام ورث كل واحد منهم علم الرسول الأكرم
(صلى الله عليه وآله) جدهم،إلاّ أن تعبير الإمام الصادق (ع ) بحق الإمام الرضا (ع )
بتلك العبارة قد يكون-إحتمالاً- من ناحية أنّه أبطل جميع حجج أهل الباطل وذرائعهم،ناهيك عن قول الإمام
الصادق(ع ) بأنالإمام الرضا (ع ) هو غوث هذه الأمّة،وغياث هذه الأمة،وإن قوله
حكم،وصمته علم،يبّين للناس ما يختلفون فيه..
لقد ذكر (ع ) أن الإمام الثامن(ع ) هو الغوث والغياث بالرغم من
أن كل واحد من الأئمة الأطهار(عليهم السلام) هو ملجأ وغوث وغياث للأمة الإسلامية،والقصد من ذلك الكلام
هو التبشير بما سيصيب سادات بني فاطمة،ومحبيهم من الوسعة وحسن الحال..
-------------------------------
**غريب الغرباء**
ما السبب في تلقيب الإمام الرضا(ع ) بغريب الغرباء ؟
الغريب كلمة تقال لكل من إبتعد عن مدينته أو دياره أو وطنه،وتطلق أيضاً على كل من لا صاحب له
ولا صديق يرافقه،حتى لو كان في وطنه وفي عقر داره.
عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال:الغريب من ليس له حبيب..
**ضامن الغرباء**
لماذا ينعت الإمام الرضا (ع ) بضامن الغرباء ؟
أن الشيخ حسن النجفي قال:لقد نفد ما عندي من مال حينما كنت في مشهد المقدسة وعند ضريح
المطهر،وعل حين غرّة سمعت أحداً ينادي بلسان فصيح:لاتحزن،إذ كل إمام هو مظهرٌ
لأحد الأمور،وعلي بن موسى الرضا ضامن الغرباء.
**ضامن الظبية**
لأي شيء يقال للإمام ضامن الظبية ؟
لقد سمع الكثير من الناس حكاية مفادها أن صياداً إصطاد ظبية،فلاذت الظبية بمقام الإمامالرضا (ع )
وطلبت منه أن يضمنها لتذهب وتسقي صغيرها لبناً ثم تعود، فضمنها الإمامالرضا (ع )
لتذهب وترجع ثانية إلى الصياد..
-------------------------------
**شمس الشموس**
لماذا نُعت الإمام الرضا (ع ) وينعت بشمس الشموس ؟
توجد ثلاث إحتمالات :
الإحتمال الأول:باعتبار أن الشمس تعدّ من الآيات العظام الإلهية،وشعاعها هو من ينمي أو يساعد
على تنمية الأشياء الموجودة على الأرض،ولهذا نعت هذا الإمام وغيره من الأئمة بهذه الألقاب كونهم
ينمّون بذرة الخير في نفوس البشر،ويهدونهم إلى سبل النجاة بعيداً عن سبل الظلمة،والكفر،والجهل،
أنهم سراج منير يدل على طرق السعادة وطرق الجنّة،وطرق النجاة من النار..
(أين الشموس الطالعة،أين الأقمار المضيئة،أين الأنجم الزاهرة)..
والإمام الحجّة( ع) هو أحد هذه الأنجم بإعتبار أن الدعاء يختص بالتوسل بالله لتعجيل ظهوره..
ومن هنا نفهم بأن كل فرد منهم سلام الله عليهم هو شمس معطاء إلاّ أن الإمام الرضا (ع )
كان أكثر عطاءً وشعاعاً لأنه إستطاع في زمانه بإذن الله تعالى أن يدخل في إحتجاجات ومباحثات ونقشات
مع الفرق المختلفة التي كانت ترد إلى مجلس المأمون..
الإحتمال الثاني:ولكون أن الإمامالرضا(ع ) دفن في خراسان،وخراسان تقع في المشرق-أي
أن الشمس تطلع من هذا الجانب-وأن لفظ خراسان مركب من كلمتين(خور)أي الشمس،والثاني(اسان)
أي الطلوع،أي أن طلوع هذه الشمس الظاهرية وشعاعها مكتسب من هذه الشمس الحقيقية،وكون
الشموس الحقيقية الأخرى تنتهل في البلاد الأخرى من أشعة هذه الشمس لذا لقب هذا الإمام من قبل
محبيه ومريديه ب(شمس الشموس)..
الإحتمال الثالث:أصبح واضحاً لدينا بأن المدفن الشريف للإمام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه يقع
في المشرق،وأن الإشراق الظاهري حاصل من جانب مدفنه الشريف،وانها قدرة وتقدير الله تبارك وتعالى..
وتمام هذه الشمس بازغة من جانب مدفن الشمس الواقعية الذي هو الوجود المقدس للإمام علي بن موسى الرضا
( ع)وعليه يقال:أن هذا الإمام هوشمس الشموس..
-------------------------------
**السلطان**
مالسبب في نعت ( ) بالسلطان أو سلطان خراسان،أو سلطان السلاطين؟
التسلط الحق:وهو على قسمين،أما تسلّط ذاتي،أو تسلّط غير ذاتي وهو موهبة من الغير،فالتسلط الذاتي
الذي إختص به خالق السلاطين،وخالق جميع الموجودات،جلّ شأنه،وعظم سلطانه،لذا كان(السلطان)
احد الأسماء الإلهية،وهذا ما نقرأه في دعاء الجوشن الكبير:
اللهم أني أسألك بإسمك يا حنّان يا منّان يا ديّان يا برهان يا سلطان؛
أما بالنسبة للتسلط بالموهبة فهو التسلط الذي يهبه السلطان بالذات تعالى من سلطته للأنبياء والأولياء،
كي يظهروه في وقت الحاجة،وهو المعجزة التي يأتي بها الأنبياء والأولياء لإتمام الحجّة على الناس
حتى يؤمنوا،ولا يخفى أن الله تبارك وتعالى قد منح بعض الأنبياء سلطة باطنية بالإضافة إلى السلطة
الظاهرية كالسلطة التي مُنحت لسليمان بن داود ويوسف عليهما السلام..
أما بالنسبة لخاتم الأنبياء وخليفته أمير المؤمنين والأوصياء الأحد عشر الطاهرين فقد منّ الله عليهم
بسلطة أسمى من سلطات الآخرين،ومن جملة ذلك:أن سلطة الأنبياء كانت في حياتهم لكن سلطة الرسول
الأكرم(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام) في حياتهم ومماتهم..
وعلى هذا فإنّ لكل إمام من أئمتنا سلام الله عليهم سلطاناً من جانب الحق تعالى على جميع الموجودات،
بيد أن الإمام الرضا (ع ) كان له-إلى جوار سلطانه الواقعي الباطني-سلطان ظاهريّ أيضاً حيث
كان في أيام حياته ولياً للعهد،لمّا إضطره المأمون على قبول هذه الولاية..
-------------------------------
**القبلة السابعة**
مالسبب في نعتهم له(ع ) بالقبلة السابعة؟
يا حجة الله تعالى ،سلطان طوس.
أنت القبلة السابعة،وثامن الشموس....
إنّ الوارد في هذا الأمر إحتمالان:الأول،مهما توجّه أهل الإسلام وجوباً بأمر الشارع المقدس صوب
القبلة(الكعبة) في صلاتهم،وفي ذبحهم،إلاّ أن المحبّين لأئمة أهل بيت الرسالة يتوجهون بقلوبهم إلى
أماكن دفن الأئمة بالإضافة إلى التوجه صوب الكعبة المعظمة،بإعتبار أن سادة وقادة الدين هم الأئمة
الأطهار(عليهم السلام)،وهم أئمة الهدى،وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون؛وهذه الأماكن هي:
1-المدينة المنوّرة..
2-النجف الأشرف..
3-كربلاء..
4-الكاظمين..
5-سامّراء..
6-مشهد الرضا..
إذن،فالتوجه القلبي للخاصة ومحبّي أهل البيت من المسلمين هو نحو الكعبة وهذه المواضع الستة..
فإن قيل ينبغي أن يكون بالترتيب المذكور،مشهد هي السادسة،وسامراء السابعة،قلنا:أن سامراء
قريبة إلى الكاظمين وكربلاء والنجف،وبعيدة عن مشهد في محافظة خراسان،لذا عُدّت الأخيرة..
أما الإحتمال الثاني:إذا ما إعتبرنا هذه الأماكن الستة بمنزلة القبلة ينبغي القول:بأن من صلّى في
حرم ثامن الأئمة أرواحنا فداه،وبالذات في المكان الذي يقع خلف رأسه الشريف،وباتجاه الكعبة أوفي
أي مكان من أروقة الحرم المطهر،يكون علاوة على توجهه نحو الكعبة متوجهاً بإتجاه المواضع الستة
الأخرى التي هي بمنزلة القبلة،لأن تلك المواضع الستة ستكون أمامه حينما يصلي بإتجاه الكعبة..
رزقنا الله وإياكم زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة...
موفقين لكل خير..
المصدر:الكرامات الرضوية..
تعليق