بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيم
السَّلامْ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه
الَلَّهٌمَّ صَلَّ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
لما كان أهل البيت (ع) ، يمثّلون الفطرة السليمة في أنقى حالاتها ، و الفضيلة في أجلى معانيه ، وقد اجتمعت فيهم الكمالات البشرية المختلفة ، و أحاطتهم العناية الإلهية في جميع أحوالهم و شؤونهم ، و تقرّر أن الإنسان بطبعه عاشق للكمال و الفضيلة ، فمن الطبيعي جدّاً أن تهفو القلوب نحوهم ، و تميل النفوس إليهم ، من دون سائر البشر.
وقد ورد في الروايات أن ذلك دعوة إبراهيم (ع)، فقد جاء في تفسير قوله تعالى: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِم) ، ، أنّ المراد هم أهل البيت (ع) قال أمير المؤمنين (ع): و الأفئدة من الناس تهوي إلينا، وذلك دعوة إبراهيم (ع) ، . وقال الإمام الباقر (ع): فنحن والله دعوة إبراهيم (ع) التي من هوانا قلبه قبلت حجّته، وإلا فلا ، .
نعم قد تتلوّث بعض النفوس ويتكدّر صفاؤها نتيجة لعوامل متعدّدة فتضلّ الطريق ، ولكن تبقى في أعماقها ميّالة إليهم راغبة فيهم ، وإن كانت في ظاهر الأمر ضدّهم، وهذا ما قد كشف عنه الفرزدق الشاعر المشهور ، حين لقيه الحسين (ع) و هو في طريقه إلى كربلاء، وسأله عن الناس خلفه، فقال له: قلوب الناس معك وأسيافهم عليك ،.
و أما أولئك الذين انحرفت ذواتهم وخبثت أصولهم فهم في طريق آخر، و لذلك وردت عدة روايات تؤكد هذه الحقيقة، منها : ما روي عن النبي (ص) أنّه قال : من فارق عليّاً فقد فارقني، ومن فارقني فقد فارق الله عزّ وجلّ ، .وقال (ص): يا علي لو لولاك لما عرف المؤمنون بعدي ،.وقال (ص) يخاطب علياً: ما سلكت طريقاً ولا فجاً إلا سلك الشيطان غير طريقك وفجّك ، .
وجاء في التفسير عن أبي جعفر (ع) أنّه قال: إنّ أبانا إبراهيم (ص) كان فيما اشترط على ربّه أن قال: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) ، .أما إنه لم يعن الناس كلّهم، أنتم أولئك ونظراؤكم، وإنّما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو مثل الشعرة السوداء في الثور الأبيض، .و غيرها من الشواهد الكثيرة. وقد تقدّم في الحديث المروي عن السيدة فاطمة (ع) أن حبّ علي (ع) عنوان طيب الولادة.
والحقيقة الثابتة أن أهل البيت (ع) حيث جمعوا الفضائل و المناقب والكمالات كانت لهم السيادة على النفوس. و المحبة في القلوب ، و احتلّوا موقع الصدارة بين الناس من دون فرق بين رجالهم و نسائهم، فكان رجالهم خير الرجال، و نساؤهم خير النساء، وعلى هذا فلا شك أن تكون للسيدة فاطمة المعصومة (ع) منزلتها الخاصّة، ومكانتها العالية، ولذا كان لها عند الله شأن من الشأن فضلاً عن شانها عن الناس.
وقد كان لها (ع) بأخيها الإمام الرضا (ع) صلة خاصّة قلّ نظيرها كما كشفت عنها الروايات والأحداث وسيأتي منها ما يدلّ على ذلك.
وإنّ من أهمّ أسباب بلوغها هذا المقام الشامخ علمها ومعرفتها بمقام الإمامة والإمام، وقد كان إمام زمانها شقيقها الإمام الرضا (ع) الذي تولّى تربيتها فعلى يديه نشأت، وعنه أخذت، وتحت إشرافه ونظره ترعرعت، وبأخلاقه وآدابه سمعت وتكاملت.
ولذا تميّزت الصّلة بينهما بحيث أصبحت تعرّف نفسها بأنّها أخت الرضا (ع) كما سيأتي.و هما وإن كانا ينحدران من أب واحد وأمّ واحدة وذلك أحد أسباب شدّة الصّلة بينهما إلا أن السّبب الأقوى والأتم هو علمها بمقام أخيها وإمامته، إذ أن الرّابطة النسبية تصبح ـ حينئذ ـ عاملاً ثانويّاً بالقياس إلى العلم والمعرفة.هذا، وقد نوّه الأئمة (ع) بمكانتها ومنزلتها قبل ولادتها، وبعد أن ولدت وتوفيت.
روي عن عدّة من أهل الرّي أنّهم دخلوا على أبي عبد الله (ع)، وقالوا: نحن من أهل الرّي، فقال (ع): مرحباً بإخواننا من أهل قم، فقالوا: نحن من أهل الري، فأعاد الكلام، قالوا ذلك مراراً وأجابهم بمثل ما أجاب به أولاً، فقال (ع): إن لله حرماً وهو مكّة، وإن لرسول الله حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنّة.
قال الراوي: وكان هذا الكلام منه (ع) قبل أن يولد الكاظم ، .
وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله الصادق (ع): ألا إن لله حرماً وهو مكّة ألا أن لرسول الله حرماً وهو المدينة، ألا إنّ لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، ألا إنّ حرمي وحرم ولدي بعدي قم، إلا إنّ قم الكوفة الصغيرة، ألا إن للجنة ثمانية أبواب، ثلاثة منها إلى قم، تقبض فيها امرأة من ولدي، واسمها فاطمة بنت موسى، تدخل بشفاعتها شيعتنا الجنّة بأجمعهم ، .
وفي رواية أن الإمام الرضا (ع) قال لسعد الأشعري القمي: يا سعد عندكم لنا قبر، قلت له: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى (ع)، قال: نعم، من زاره عارفاً بحقّها فله الجنّة ، .
وروى الصدوق في العيون بسنده عن سعد بن سعد قال: سألت أبا الحسن الرضا (ع) عن زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر (ع)، فقال: من زاره فله الجنّة ، .
وغيرها من الروايات حتى قال المحدث القمي: والروايات بهذا المضمون كثيرة ،.
وسيأتي الحديث عن زيارتها، وإنّما ذكرنا هذه الروايات في المقام لبيان ما لها من منزلة عند الأئمة (ع) حيث أشاد ثلاثة من المعصومين (ع) بذلك.
السَّلامْ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه
الَلَّهٌمَّ صَلَّ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
لما كان أهل البيت (ع) ، يمثّلون الفطرة السليمة في أنقى حالاتها ، و الفضيلة في أجلى معانيه ، وقد اجتمعت فيهم الكمالات البشرية المختلفة ، و أحاطتهم العناية الإلهية في جميع أحوالهم و شؤونهم ، و تقرّر أن الإنسان بطبعه عاشق للكمال و الفضيلة ، فمن الطبيعي جدّاً أن تهفو القلوب نحوهم ، و تميل النفوس إليهم ، من دون سائر البشر.
وقد ورد في الروايات أن ذلك دعوة إبراهيم (ع)، فقد جاء في تفسير قوله تعالى: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِم) ، ، أنّ المراد هم أهل البيت (ع) قال أمير المؤمنين (ع): و الأفئدة من الناس تهوي إلينا، وذلك دعوة إبراهيم (ع) ، . وقال الإمام الباقر (ع): فنحن والله دعوة إبراهيم (ع) التي من هوانا قلبه قبلت حجّته، وإلا فلا ، .
نعم قد تتلوّث بعض النفوس ويتكدّر صفاؤها نتيجة لعوامل متعدّدة فتضلّ الطريق ، ولكن تبقى في أعماقها ميّالة إليهم راغبة فيهم ، وإن كانت في ظاهر الأمر ضدّهم، وهذا ما قد كشف عنه الفرزدق الشاعر المشهور ، حين لقيه الحسين (ع) و هو في طريقه إلى كربلاء، وسأله عن الناس خلفه، فقال له: قلوب الناس معك وأسيافهم عليك ،.
و أما أولئك الذين انحرفت ذواتهم وخبثت أصولهم فهم في طريق آخر، و لذلك وردت عدة روايات تؤكد هذه الحقيقة، منها : ما روي عن النبي (ص) أنّه قال : من فارق عليّاً فقد فارقني، ومن فارقني فقد فارق الله عزّ وجلّ ، .وقال (ص): يا علي لو لولاك لما عرف المؤمنون بعدي ،.وقال (ص) يخاطب علياً: ما سلكت طريقاً ولا فجاً إلا سلك الشيطان غير طريقك وفجّك ، .
وجاء في التفسير عن أبي جعفر (ع) أنّه قال: إنّ أبانا إبراهيم (ص) كان فيما اشترط على ربّه أن قال: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) ، .أما إنه لم يعن الناس كلّهم، أنتم أولئك ونظراؤكم، وإنّما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو مثل الشعرة السوداء في الثور الأبيض، .و غيرها من الشواهد الكثيرة. وقد تقدّم في الحديث المروي عن السيدة فاطمة (ع) أن حبّ علي (ع) عنوان طيب الولادة.
والحقيقة الثابتة أن أهل البيت (ع) حيث جمعوا الفضائل و المناقب والكمالات كانت لهم السيادة على النفوس. و المحبة في القلوب ، و احتلّوا موقع الصدارة بين الناس من دون فرق بين رجالهم و نسائهم، فكان رجالهم خير الرجال، و نساؤهم خير النساء، وعلى هذا فلا شك أن تكون للسيدة فاطمة المعصومة (ع) منزلتها الخاصّة، ومكانتها العالية، ولذا كان لها عند الله شأن من الشأن فضلاً عن شانها عن الناس.
وقد كان لها (ع) بأخيها الإمام الرضا (ع) صلة خاصّة قلّ نظيرها كما كشفت عنها الروايات والأحداث وسيأتي منها ما يدلّ على ذلك.
وإنّ من أهمّ أسباب بلوغها هذا المقام الشامخ علمها ومعرفتها بمقام الإمامة والإمام، وقد كان إمام زمانها شقيقها الإمام الرضا (ع) الذي تولّى تربيتها فعلى يديه نشأت، وعنه أخذت، وتحت إشرافه ونظره ترعرعت، وبأخلاقه وآدابه سمعت وتكاملت.
ولذا تميّزت الصّلة بينهما بحيث أصبحت تعرّف نفسها بأنّها أخت الرضا (ع) كما سيأتي.و هما وإن كانا ينحدران من أب واحد وأمّ واحدة وذلك أحد أسباب شدّة الصّلة بينهما إلا أن السّبب الأقوى والأتم هو علمها بمقام أخيها وإمامته، إذ أن الرّابطة النسبية تصبح ـ حينئذ ـ عاملاً ثانويّاً بالقياس إلى العلم والمعرفة.هذا، وقد نوّه الأئمة (ع) بمكانتها ومنزلتها قبل ولادتها، وبعد أن ولدت وتوفيت.
روي عن عدّة من أهل الرّي أنّهم دخلوا على أبي عبد الله (ع)، وقالوا: نحن من أهل الرّي، فقال (ع): مرحباً بإخواننا من أهل قم، فقالوا: نحن من أهل الري، فأعاد الكلام، قالوا ذلك مراراً وأجابهم بمثل ما أجاب به أولاً، فقال (ع): إن لله حرماً وهو مكّة، وإن لرسول الله حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنّة.
قال الراوي: وكان هذا الكلام منه (ع) قبل أن يولد الكاظم ، .
وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله الصادق (ع): ألا إن لله حرماً وهو مكّة ألا أن لرسول الله حرماً وهو المدينة، ألا إنّ لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، ألا إنّ حرمي وحرم ولدي بعدي قم، إلا إنّ قم الكوفة الصغيرة، ألا إن للجنة ثمانية أبواب، ثلاثة منها إلى قم، تقبض فيها امرأة من ولدي، واسمها فاطمة بنت موسى، تدخل بشفاعتها شيعتنا الجنّة بأجمعهم ، .
وفي رواية أن الإمام الرضا (ع) قال لسعد الأشعري القمي: يا سعد عندكم لنا قبر، قلت له: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى (ع)، قال: نعم، من زاره عارفاً بحقّها فله الجنّة ، .
وروى الصدوق في العيون بسنده عن سعد بن سعد قال: سألت أبا الحسن الرضا (ع) عن زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر (ع)، فقال: من زاره فله الجنّة ، .
وغيرها من الروايات حتى قال المحدث القمي: والروايات بهذا المضمون كثيرة ،.
وسيأتي الحديث عن زيارتها، وإنّما ذكرنا هذه الروايات في المقام لبيان ما لها من منزلة عند الأئمة (ع) حيث أشاد ثلاثة من المعصومين (ع) بذلك.
تعليق