سمو الاخلاق , يتجسد في مولاتنا زينب عليها السلام ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشقة النور
    • Jan 2009
    • 8942

    سمو الاخلاق , يتجسد في مولاتنا زينب عليها السلام ..

    عبادة الخالق والقرب منه , ‬هي المرتكز والمحور في ‬الشخصية الإيمانية ، ‬بل هي ‬مقياس الإنسانية والتحرّر في ‬شخصية الإنسان , ‬فالبديل عن التعبد لله ‬والخضوع له ,هو العبودية للشهوات , ‬وللمصالح المادية الزائلة. إن ‬التعبّد لله ‬يعني ‬انسجام الإنسان مع فطرته النّقيّة , ‬واستجابته لنداء عقله الصادق،‬بأنّ ‬للحياة خالقاً ‬يمسك بأزمتها , ‬وإليه مصيرها

    والتعبّد لله , هو النبع الذي ‬يروي ‬منه الإنسان ظمأه الروحي , ‬ويتزوّد من دفقاته بدوافع الخير ونوازع الصلاح ‬فكلّما أقبل الإنسان على ربّه ,‬وأخلص في ‬عبادته، ‬تجلّت إنسانيته أكثر،‬وتجسّدت القيم الخيّرة في* ‬شخصيته


    والسيدة زينب وهي ‬العالمة بالله و ﴿إنما ‬يَخْشَى الله من عِبَادهِ ‬العُلَمَاءُ﴾ ‬وهي ‬الناشئة في أجواء الإيمان والعبادة والتقوى , ‬كانت قمة سامقة في ‬عبادتها وخضوعها للخالق -‬عزّوجلّ-..‬كانت ثانية أمها الزهراء () في ‬العبادة , ‬وكانت تؤدي ‬نوافل الليل كاملة في ‬كل أوقاتها حتى أنّ ‬الحسين(‬ ) ‬عندما ودّع عياله الوداع الأخير ‬يوم عاشوراء، ‬قال لها: ‬يا أختاه لا تنسيني ‬في ‬نافلة الليل ‬كما ذكر ذلك البيرجندي , ‬وهو مدوّن في ‬كتب السّير ..‬ وعن عبادة السيدة زينب , ‬ليلة الحادي ‬عشر من المحرم، ‬يقول الشيخ محمد جواد مغنية: ‬وأيّ* ‬شيء أدلّ* ‬على هذه الحقيقة , من قيامها بين ‬يدي‬الله للصلاة ، ‬ليلة الحادي ‬عشر من المحرم , ‬ورجالها بلا رؤوس على وجه الأرض، ‬تسفي ‬عليهم الرياح , ‬ومن حولها النساء والأطفال , ‬في ‬صياح وبكاء ودهشة وذهول , ‬وجيش العدو يحيط بها من كل جانب , ‬إنّ* ‬صلاتها في مثل هذه الساعة ‬تماماً* ‬كصلاة جدّها رسول الله في ‬المسجد الحرام , ‬والمشركون من حوله ‬يرشقونه بالحجارة , ‬ويطرحون عليه رحم شاة , ‬وهو ساجد لله (‬ عزّ وعلا )‬ , ‬وكصلاة أبيها أمير المؤمنين، ‬في ‬قلب المعركة بصفين , ‬وصلاة أخيها سيد الشهداء يوم العاشر , ‬والسهام تنهال عليه كالسيل ..

    ولا تأخذك الدهشة إذا قلت: ‬إنّ* ‬صلاة السيدة زينب، ‬ليلة الحادي ‬عشر من المحرم،* ‬كانت شكرا ً ‬لله على ما أنعم , ‬وأنّها كانت تنظر إلى تلك الأحداث على أنّها نعمة خصّ* ‬الله بها أهل بيت النبوة , ‬من دون الناس أجمعين , ‬وأنّه لولاها لما كانت لهم هذه المنازل والمراتب عند الله والناس .. ‬وروي ‬عن ابنة أخيها فاطمة بنت الحسين قولها : ‬«وأمّا عمّتي ‬زينب , ‬فإنّها لم تزل قائمة في ‬تلك الليلة في ‬محرابها , ‬تستغيث إلى ربّها فما هدأت لنا عين ولا سكنت لنا رنّة» ..





    صبر وشجاعة


    معروف أنّ ‬المرأة تمتاز برقّة المشاعر ، ‬وشفّافية العواطف ، ‬ممّا ‬يساعدها على القيام بدور الأمومة الحانية، ‬لذلك ‬يكون تأثيرها العاطفي ‬أسرع وأعمق من الرجل ‬غالباً.. ‬وإذا كانت تلك الحالة تمثّل الاستعداد الأوّلي في ‬نفس المرأة، ‬فلا ‬يعني ‬ذلك أنّها تأسر المرأة، ‬وتقعد بها عن درجات الصمود والصبر العالية.. ‬فبإمكان المرأة حينما تمتلك قوة الإرادة، ‬ونفاذ الوعي، ‬وسموّ ‬الهدف،‬أن تضرب أروع الأمثلة في ‬الصبر والشجاعة، ‬أمام المواقف الصعبة القاسية.. ‬وهذا ما أثبتته ،‬في ‬مواجهتها للآلام والأحداث العنيفة , التي ‬صدمتها في باكر حياتها، ‬وكانت هي* ‬الختام لسنوات عمرها..‬لقد أبدت تجلداً ‬وصبراً ‬قياسياً , ‬في ‬واقعة كربلاء، ‬وما أعقبها من مصائب..‬ وإلاّ ‬فكيف استطاعت أن تنظر إلى أخيها الحسين، ‬ممزّق الأشلاء، ‬يسبح في* ‬بركة من الدماء , ‬وحوله بقيّة رجالات وشباب أسرتها، ‬من أخوتها وأبناء أخوتها , ‬وأبناء عمومتها وأبنائها، ‬ثم تحتفظ بكامل السيطرة على أعصابها وعواطفها، ‬لتقول كلمة لا ‬يقولها الإنسان إلاّ* ‬في ‬حالة التّأنّي ‬والثّبات والاطمئنان،* ‬وهي* ‬قولها*: اللهمّ ‬تقبّل منا هذا القليل من القربان .. ‬

    وأكثر من ذلك فهي ‬تصبّر ابن أخيها الإمام زين العابدين ,‬حينما رأته مضطرباً، ‬بالغ ‬التأثّر، ‬عند مروره على جثث القتلى.. ‬ويُعبّر الشيخ النقدي ‬عن فظيع مصائب ، ‬وعظيم تحمّلها لها، ‬بقوله : ‬وبالجملة فإنّ ‬مصائب هذه الحرّة الطاهرة زادت على مصائب أخيها الحسين الشهيد،‬أضعافاً ‬مضاعفة، ‬فإنّها شاركته في ‬جميع مصائبه , وانفردت عنه (‬*) ‬بالمصائب التي* ‬رأتها بعد قتله، ‬من النّهب والسلب والضرب وحرق الخيام، ‬والأسر , وشماتة الأعداء..‬أمّا القتل فإنّ* ‬الحسين قتل ومضى شهيداً* ‬إلى روح وريحان،* ‬وجنّة ورضوان،* ‬وكانت زينب في* ‬كل لحظة من لحظاتها تقتل قتلاً ‬معنوياً , ‬بين أولئك الظالمين،* ‬وتذري* ‬دماء القلب من جفونها القريحة ..‬وأيّ ‬مستوى من الصبر عند , ‬حينما تصف ما رأته من مصائب، ‬بأنّه شيء جميل : ‬والله ما رأيت إلاّ ‬جميلاً , ‬رداً ‬على سؤال ابن زياد لها : ‬كيف رأيت صنع الله بأخيك؟!..‬



    عفّة ومهابة


    عفّة المرأة لا تعني ‬الانكفاء والانطواء , ‬ولا تعني الجمود والإحجام عن تحمّل المسؤولية، ‬وممارسة الدور الاجتماعي , ‬وقد رأينا السيدة زينب وهي ‬تمارس دورها الاجتماعي ‬في ‬أعلى المستويات , لكن العفّة تعني ‬عدم الابتذال , ‬وتعني ‬حفاظ المرأة على رزانتها وجدّية شخصيتها أمام الآخرين.. ‬فإذا استلزم الأمر أن تخرج المرأة إلى ساحة المعركة، ‬فلا تتردّد في ‬ذلك، ‬وإذا كانت هناك مصلحة في ‬التخاطب مع الرجال , ‬فلا مانع, ‬وهكذا في‬سائر المجالات النافعة والمفيدة ‬أما الابتذال , واستعراض القوام والمفاتن أمام الرجال , ‬فهو مناف للعفّة والحشمة

    ‬وبعد أن استقرأنا دور السيدة زينب وعفتها وصبرها , اليست حقا ً نعم قدوة يقتدى بها احبتي ؟؟


    "عاشقة النور"
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46764

    #2
    أحسنتِ اختي الزينبيه
    مأجوره ان شاء الله

    تعليق

    • التل الزينبية
      • Jun 2010
      • 751

      #3
      عظم الله أجورنا وأجوركم في مصيبة ( سيدتى ومولاتي زينب الكبرى عليها السلام )
      السلام عليك يازينب الولاء : السلام عليك يا زينب الوفاء : السلام عليك يا زينب الحنان :
      يعطيك العافية : أختى في ميزان أعمالك أن شاء الله
      ونسألكم الدعاء

      تعليق

      يعمل...
      X