ـ معجزات وكرامات الامام الجواد (عليه السلام) :

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشق ابي عبد الله
    • Oct 2009
    • 298

    ـ معجزات وكرامات الامام الجواد (عليه السلام) :

    ـ معجزات وكرامات الامام الجواد (عليه السلام) :
    ورغم أنّ الإمام الجواد (عليه السلام) كان معجزة بذاته ، حيث تصدى لإمامة المسلمين وهو صبي لم يبلغ السابعة من عمره ، فإنّ الله جّل جلاله أجرى على يديه كرامات أخرى في مناسبات عديدة لكي يتم بها الحجة على العباد ويقطع بها ألسنة المعاندين وتطمئن بسببها قلوب الموالين .
    وإليك بعض مصاديقها[9]:
    1 ـ قال أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري : «دخلت على أبي جعفر الثاني (عليه السلام) ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت عليّ فاغتممت لذلك ، فتناول إحداهنّ وقال : هذه رقعة ريّان بن شبيب ثم تناول الثانية فقال: هذه رقعة محمد بن حمزة وتناول الثالثة ، وقال : هذه رقعة فلان فبهتّ ، فنظر اليّ وتبسّم(عليه السلام).
    قال : وأعطاني أبو جعفر ثلاثمائة دينار في صرّة وأمرني ان أحملها الى بعض بني عمّه ، وقال : أما انه سيقول لك دلّني على حريف يشتري لي بها متاعاً
    فدلّه عليه.

    قال : فأتيته بالدنانير فقال لي : «يا أبا هاشم دلّني على حريف يشتري لي بها متاعاً» . ففعلت .
    قال أبو هاشم : وكلّمني جمّال ان اُكلّمه ليدخله في بعض اموره ، فدخلت عليه لاُكلّمه فوجدته يأكل مع جماعة فلم يمكنني كلامه ، فقال : يا أبا هاشم : كل ووضع بين يديّ ثم قال ـ ابتداءً منه من غير مسألة ـ : يا غلام انظر الجمّال الذي أتانا به أبو هاشم فضمّه اليك » .
    2 ـ قال أبو هاشم : ودخلت معه ذات يوم بستاناً فقلت له : جعلت فداك ، إني مولع بأكل الطين ، فادع الله لي ، فسكت ثم قال لي بعد أيام ابتداءً منه ـ : «يا أبا هاشم ، قد أذهب الله عنك أكل الطين » .
    قال أبو هاشم : فما شيء أبغض اليّ منه .
    3 ـ قال علي بن أسباط : خرج عليّ أبو جعفر حدثان موت أبيه فنظرت الى قدّه لأصف قامته لأصحابنا فقعد ، ثم قال : «يا عليّ ، ان الله تعالى احتج في الإمامة بمثل ما احتج به في النبوة فقال : ( وآتيناه الحكم صبيّاً)»[10].
    4 ـ قال الراوي : «مضى أبو الحسن الرضا (عليه السلام) ولي عليه أربعة آلاف درهم ، لم يكن يعرفها غيري وغيره ، فأرسل اليّ أبو جعفر(عليه السلام): «إذا كان في غد فائتني . فأتيته من الغد ، فقال لي : مضى أبو الحسن ولك عليه أربعة آلاف درهم ؟. فقلت : نعم .
    فرفع المصلّى الذي كان تحته ، فإذا تحته دنانير فدفعها اليّ ، وكان قيمتها في الوقت أربعة آلاف درهم».
    5 ـ قال الراوي : « كنت بالمدينة ، وكنت اختلف الى أبي جعفر (عليه السلام) وأبو الحسن (عليه السلام) بخراسان ، وكان أهل بيته وعمومة أبيه يأتونه ويسلّمون عليه ، فدعا يوماً الجارية ، فقال : قولي لهم : يتهيأون للمأتم .
    فلمّا تفرّقوا قالوا: ألا سألناه مأتم مَن ؟
    فلمّا كان من الغد فعل مثل ذلك ، فقالوا : مأتم مَن ؟
    قال : مأتم خير مَن على ظهرها .
    فأتانا خبر أبي الحسن ]الرضا[ (عليه السلام) بعد ذلك بأيّام ، فاذا هو قد مات في ذلك اليوم».
    6 ـ قال الراوي : كتب اليّ أبو جعفر(عليه السلام) : « إحملوا اليّ الخمس ، فإني لستُ آخذه منكم سوى عامي هذا ».
    فقبض (عليه السلام) في تلك السنة .
    و ـ من مكارم اخلاقه الاجتماعية
    لقد كان الإمام الجواد(عليه السلام) شاباً في مقتبل العمر ، وكان المأمون يغدق عليه الأموال الوافرة وقد بلغت مليون درهم . وكانت الحقوق الشرعية ترد إليه من الطائفة الشيعية التي كانت تعتقد بإمامته بالإضافة إلى الأوقاف التي كانت في قم وغيرها إلاّ أنّه لم يكن ينفق شيئاً منها في اُموره الخاصّة وإنّما كان ينفقها على الفقراء والمعوزين والمحرومين .. وقد رآه الحسين المكاري في بغداد ، وكان محاطاً بهالة من التعظيم والتكريم من قِبل الأوساط الرسمية والشعبية فظنّ انّ الإمام(عليه السلام) سوف لا يرجع إلى وطنه يثرب بل يقيم في بغداد راتعاً في النعم والترف ، وعرف الإمام قصده ، فانعطف عليه وقال له :
    « يا حسين ، خبز الشعير ، وملح الجريش في حرم جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحب إليَّ ممّا تراني فيه..»[11].
    إنّه لم يكن من طلاب تلك المظاهر التي كانت تضفيها الدولة، وإنّما كان كآبائه الذين طلّقوا الدنيا ، واتّجهوا صوب الله تعالى لا يبغون عنه بديلاً .
    1 ـ السخاء :
    كان الإمام أبو جعفر (عليه السلام) من أندى الناس كفّاً وأكثرهم سخاءً ، وقد لُقِّب بالجود لكثرة كرمه ومعروفه وإحسانه إلى النّاس وقد ذكر المؤرّخون قصصاً كثيرة من كرمه .
    منها : ما روى المؤرّخون من أنّ أحمد بن حديد قد خرج مع جماعة من أصحابه إلى الحجّ ، فهجم عليهم جماعة من السرّاق ونهبوا ما عندهم من أموال ومتاع ، ولما انتهوا إلى يثرب انطلق أحمد إلى الإمام محمّد الجواد وأخبره بما جرى عليهم فأمر (عليه السلام) له بكسوة وأعطاه دنانير ليفرقها على جماعته ، وكانت بقدر ما نهب منهم[12].
    وبهذا أنقذهم الإمام من المحنة وردّ لهم ما سلب منهم بسخاء وافر .
    واشتهر أنّ كرم الإمام ومعروفه قد شمل حتى الحيوانات، فقد روى محمّد ابن الوليد الكرماني أنّه قال : أكلت بين يدي أبي جعفر الثاني(عليه السلام) حتى إذا فرغت ورفع الخوان ذهب الغلام ليرفع ما وقع من فتات الطعام فقال(عليه السلام) له: «ما كان في الصحراء فدعه ولو فخذ شاة ، وما كان في البيت فتتبعه والقطه»[13].
    لقد أمره(عليه السلام) بترك الطعام الذي في الصحراء ليتناوله الطير وسائر الحيوانات التي ليس عندها طعام .
    2 ـ الإحسان إلى الناس :
    أمّا الإحسان إلى الناس والبرّ بهم فإنّه من سجايا الإمام الجواد ومن أبرز صفاته ، وقد سجل التاريخ قصصاً كثيرة من إحسانه منها :
    ما رواه أحمد بن زكريا الصيدلاني عن رجل من بني حنيفة من أهالي بست وسجستان[14] قال : رافقت أبا جعفر في السنة التي حجّ فيها في أوّل خلافة المعتصم فقلت له : وأنا على المائدة : إنّ والينا جعلت فداك يتولاكم أهل البيت يحبّكم وعليَّ في ديوانه خراج ، فإن رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إليه بالإحسان إليّ ، فقال (عليه السلام) : لا أعرفه ، فقلت : جعلت فداك انّه على ما قلت : من محبيّكم أهل البيت(عليهم السلام) ، وكتابك ينفعني واستجاب له الإمام فكتب إليه بعد البسملة :
    « أمّا بعد : فإنّ موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهباً جميلاً ، وإنّ ما لك من عملك إلاّ ما أحسنت فيه ، فأحسن إلى اخوانك و اعلم أنّ الله عزّوجلّ سائلك عن مثاقيل الذرة والخردل..»[15].
    ولما ورد إلى سجستان عرف الوالي وهو الحسين بن عبدالله النيسابوري انّ الإمام قد أرسل إليه رسالة فاستقبله من مسافة فرسخين ، وأخذ الكتاب فقبّله، واعتبر ذلك شرفاً له ، وسأله عن حاجته فأخبره بها ، فقال له: لا تؤدِّ لي خراجاً ما دام لي عمل ، ثمّ سأله عن عياله فأخبره بعددهم فأمر له ولهم بصلة ، وظلّ الرجل لا يؤدّي الخراج ما دام الوالي حيّاً ، كما انّه لم يقطع صلته عنه[16] كلّ ذلك ببركة الإمام ولطفه .
    3 ـ المواساة للناس :
    وواسى الإمام الجواد (عليه السلام) الناس في البأساء والضرّاء ، فقد ذكروا : أنه قد جرت على إبراهيم بن محمّد الهمداني مظلمة من قِبل الوالي ، فكتب إلى الإمام الجواد(عليه السلام) يخبره بما جرى عليه ، فتألّم الإمام وأجابه بهذه الرسالة :
    « عجّل الله نصرتك على من ظلمك ، وكفاك مؤنته ، وابشر بنصر الله عاجلاً إن شاء الله ، وبالآخرة آجلاً ، وأكثر من حمد الله . .»[17].
    ومن مواساته للناس: تعازيه للمنكوبين والمفجوعين ، فقد بعث رسالة إلى رجل قد فجع بفقد ولده ، وقد جاء فيها بعد البسملة :
    « ذكرت مصيبتك بعليّ ابنك ، وذكرت أنّه كان أحبّ ولدك إليك ، وكذلك الله عزّوجلّ إنّما يأخذ من الولد وغيره أزكى ما عند أهله ، ليعظم به أجر المصاب بالمصيبة ، فأعظم الله أجرك ، وأحسن عزاك ، وربط على قلبك ، إنّه قدير ، وعجّل الله عليك بالخلف ، وأرجو أن يكون الله قد فعل إن شاء الله ...»[18] .
    وأعربت هذه الرسالة الرقيقة عن مدى تعاطف الإمام مع الناس ، ومواساته لهم في البأساء والضرّاء .
    ومن مواساته للناس: أنّ رجلاً من شيعته كتب إليه يشكو ما ألمَّ به من الحزن والأسى لفقد ولده ، فأجابه الإمام (عليه السلام) برسالة تعزية جاء فيها :
    « أما علمت أنّ الله عزّوجلّ يختار من مال المؤمن ، ومن ولده أنفسَه ليؤجره على ذلك..»[19].
    لقد شارك الناس في البأساء والضرّاء ، وواساهم في مصائبهم ومحنهم، ومدَّ يد المعونة إلى فقرائهم وضعفائهم ، وبهذا البرّ والإحسان احتلّ القلوب وملك العواطف وأخلص له الناس واحبّوه كأعظم ما يكون الإخلاص والحبّ .
    لقد كان الإمام الجواد (عليه السلام) يمثل أروع صور الفضيلة والكمال في الأرض، فلم ير الناس في عصره من يضارعه في علمه وتقواه وورعه، وشدّة تحرّجه في الدين ، فقد كان نسخة لا ثاني لها في فضائله ومآثره التي هي السرّ في إمامته .
    لقد أعجبت الأوساط الإسلامية بالإمام الجواد(عليه السلام) لما عرفوا مواهبه، وملكاته العلمية التي لا تحدّ ، وهي ممّا زادت الشيعة إيماناً ويقيناً بصحّة ما تذهب إليه وتعتقد به من أنّ الإمام لا بدّ أن يكون أعلم أهل زمانه وأفضلهم واتقاهم[20] .

    نســـــــــــــــــألكم الدعـــــــــــــــــاء...
    [1] حياة الإمام محمّد الجواد : 101 .
    [2] حياة الإمام محمّد الجواد : 67 .
    [3] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 220 .
    [4] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 222 .
    [5] حياة الإمام محمد الجواد : 68 .
    [6] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 212 .
    [7] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 214 ـ 215 .
    [8] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 218 .
    [9] نقلنا هذه المصاديق عن إعلام الورى بأعلام الهدى : 97 ـ 100 ، ومستدرك عوالم العلوم : 23/218 .
    [10] مريم (19): 12 .
    [11] إثبات الهداة : 6 / 185 .
    [12] الوافي بالوفيات : 4 / 105 ، بحار الأنوار : 12 / 109 .
    [13] وسائل الشيعة : 6 / 499 .
    [14] قال محمّد بن بحر الرهني : سجستان : إحدى بلدان المشرق ، لم تزل لفاحاً على الضيم ممتنعة من الهضم منفردة بمحاسن ، متوحَدة بمآثر لم تعرف لغيرها من البلدان ، ما في الدنيا سوقة أصحّ منهم معاملة ، ولا أقلّ منهم مخاتلة، وأضاف في تعداد مآثرها أنّه لُعن عليّ بن أبي طالب على منابر الشرق والغرب ، ولم يلعن على منابرها إلاّ مرّة ، وامتنعوا على بني اُميّة حتى زادوا في عهدهم أن لا يلعن على منبرهم أحد .. وأي شرف أعظم من امتناعهم من لعن أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله) على منبرهم ، وهو يلعن على منابر الحرمين مكّة والمدينة؟ ـ معجم البلدان: 3 / 190 ـ 191 .
    [15] بحار الأنوار : 50 / 86 .
    [16] بحار الأنوار : 12 / 129 .
    [17] بحار الأنوار : 12 / 126 .
    [18] وسائل الشيعة : 2 / 874 .
    [19] وسائل الشيعة : 2 / 893 .
    [20] راجع حياة الإمام محمد الجواد (عليه السلام) : 70 ـ 75 .
  • ساره ]|~
    • Jul 2010
    • 401

    #2
    ربي يـ ع ـطيك مليووون ع‘ـآإآفية ع الطرح القيم ,,
    إحترامـــــــي ..

    تعليق

    يعمل...
    X