ابن آدم: لا تزال بخير..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشقة النور
    • Jan 2009
    • 8942

    ابن آدم: لا تزال بخير..

    اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
    وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ
    بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتَةَ

    * حديث: (ابن آدم: لا تزال بخير، ما كان لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة من همك وما كان الخوف لك شعاراً، والحذر لك دثاراً).

    نص الحديث
    قال الامام السجاد (عليه السَّلام): ابن آدم: لا تزال بخير، ما كان لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة من همك وما كان الخوف لك شعاراً، والحذر لك دثاراً.

    دلالة الحديث
    هذا النص يحفل بأهمية دلالية وبلاغية كبيرة، اما دلالياً فهو: مشير الی الوظيفة العبادية للانسان، مركزاً علی مفردات من السلوك، في مقدمتها، ان يكون واعظا لنفسه، أي واعياً لوظيفته العبادية، وهذا يتطلب محاسبة دائمية لسلوكه، حيث اشار الامام (عليه السَّلام) ان تكون المحاسبة من هم الرجل، ثم (وهذا هو موضع البلاغة) ان يكون الخوف من الله تعالی شعاراً لشخصيته، وان يكون الحذر دثاراً. هاتان الجملتان اللتان تتحدثان عن الخوف وعن الحذر، وجعل الاولی شعاراً والثانية دثاراً، تتطلبان إلقاء الإنارة البلاغياً عليهما.

    بلاغة الحديث
    السؤال اولاً عن الخوف وصلته بـ (الشعار)، ثم عن الحذر وصلته (بالدثار) وبعبارة جديدة: ما هي النكتة الكامنة وراء الاستعارة لظاهرة الخوف بأنه (شعار)؟
    ثم الاستعارة القائلة عن (الحذر) بضرورة جعله (دثاراً)؟
    هذا ما يتطلب قليلاً من الإضاءة بالنسبة الی الشعار، يعني، اتخاذ ظاهرة ما، معلما تتحدد من خلاله هوية، واهمية هذه الظاهرة، كما لو اتخذنا احياء المناسبات الخاصة بالمعصومين (عليهم السَّلام) شعائر لذكراهم، حيث يستاقنا ذلك الی الإلتزام بمبادئهم.
    من هنا، فان (الخوف) من الله تعالی (الغضب والنار) حينما نجعله شعاراً: نحي به وظيفتنا العبادية التي خلقنا الله تعالی من اجلها، وهذا يعني: عدم انشغالنا بلهو الدنيا ومتاعها، بل العكس هو: نبذ الدنيا والالتزام بمبادئ الله تعالی.
    واما جعل الحذر استعارة متمثلة في (الدثار).
    فيمكن توضيحه علی النحو الآتي: ان الفارق بين الحذر والخوف، ان الخوف هو: وسيلة للهروب من الاذی، واما (الحذر) فهو: ما يترتب علی الخوف من سلوك يرتكن الی الاحتياط من الأذی، ولذلك جعله النص (دثاراً)، اي: يغطي به الانسان بدنه من الحر او البرد او مطلق ما يتعين عليه من الاحتياط بالنسبة الی تجنب الاذی ولا تحسب ان الاستعارة هي اجمل من (الدثار) الذي يغطي به الانسان بدنه من اذی محتمل: كما هو واضح.



    "عاشقة النور"
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    #2

    أحسنتِ الانتقاء اختي العزيزه
    جزاكِ الله خير الجزاء
    وفقكِ الله لكل خير

    تعليق

    • محب الصدر
      • Mar 2009
      • 3783

      #3
      شكرا على الموضوع
      جزاكِ الله خير الجزاء

      تعليق

      • ** خـادم العبـاس **
        • Mar 2009
        • 17496

        #4
        أحسنــتِ واجــدتِ اختي الكريمه
        (عــاشقـة النـور )
        على هذا الطرح الــرائع
        جزاكِ الله كل خيـر وعافيه
        فـي ميـزان اعمالـكِ ان شاء الله

        تعليق

        يعمل...
        X