في عين الله رغم كلِّ التحديات
وهذا أمرٌ لا بدَّ لكلِّ العاملين والمجاهدين في سبيل الله أن يتمثّلوه في أنفسهم، وذلك بأن يكون الحقُّ هو الأنيس الذي يأنسون به،
وأن يكون الباطل هو الوحشة التي يستوحشون منها، حتى ينطلقوا في أملٍ كبير في الحياة، وهو ما كان أمير المؤمنين عليٌّ(ع) يقول
للنّاس كلِّهم: "لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة أهله".
وهكذا نجد أنَّ الإمام الجواد(ع) قال له رجلٌ: "أوصني، فقال: أوَتقبل؟ قال: نعم، قال(ع): توسّد الصبر ـ عليك أن تنام على فراش
الصبر، بحيث إذا واجهتك الحياة في تحدياتها وبلائها فلا تسقط ـ واعتنق الفقر ـ فإذا داهمك الفقر فلا تعمل على أساس أن تسقط، بل اصبر
أمام تحديات الألم والحرمان حتى يفرجها الله تعالى ـ وارفض الشهوات ـ لأنَّها تقودك إلى الابتعاد عن الحق وفقدان التوازن ودخول النّار ـ
وخالف الهوى ـ فلا تجعل كلَّ طموحك في الحياة أن تحقّق هوى نفسك، ولكن ادرس هوى نفسك، فإن كان يصدُّك عن الحقّ وينحرف بك
عن الله تعالى فخالفه ـ واعلم أنَّك لن تخلو من عين الله".
في أيِّ مكان كنت أنت في رقابة الله، وأنت في الوقت نفسه برعاية الله، لذلك تحرّك في الحياة على أساس أن تراقب نفسك في كلِّ
صغيرةٍ وكبيرة، لأنَّ الله يراقبك، وإذا جاءك اليأس والإحباط، فاعلم أنَّك بعين الله ورعايته، فانظر كيف يكون موقفك ومسيرك.
وفي حادثة حصلت مع الإمام الجواد(ع)، أنَّه حُمِل له بزٌّ ـ وهو القماش ـ له قيمةٌ كبيرة، فسُلِب في الطريق، فكتب إليه الذي كان يحمله
ليعلمه بذلك، فوقّع بخطه الشريف: "إنَّ أنفسنا وأموالنا من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودَعة ـ فأنفسنا التي خلقها الله هي عارية مستعارةٌ
أودعها الله عندنا إلى وقت معلوم، وأموالنا أيضاً أعارنا الله إيّاها في فترةٍ من عمرنا ـ يُمتّع بما متّع منها في سرور وغبطة ـ فما دام أنَّ الله تعالى
قد مهّل لنا فيها، فسوف نستمتع بنفوسنا وأموالنا في غبطةٍ ومصلحة ـويُؤخَذ ما أُخذ منها في أجرٍ وحسبة ـ وعندما يأخذها الله، فإنَّنا نحتسبها
عند الله ليعطينا الأجرَ في ذلك ـ فمن غلب جزعه على صبره حبط أجره ونعوذ بالله من ذلك".
وفي هذا الحديث عظة للمؤمن أن لا يعيش السقوط النفسي والحزن القلبي أمام الخسارة المادية، بل أن يرتفع بوعيه للحياة أنها قد تحمل
للإنسان الربح من خلال الظروف الملائمة، كما قد تحمل له الخسارة التي تحدث بسبب الظروف القلقة، فيتقبل هذا أو ذاك من دون انفعال
خارج عن حدود التوازن، بل يلجأ إلى إيمانه بالله الذي يوحي إليه بأن المال عارية في يد الإنسان من الله وموهبة إلهية له، وأن الله قد يستردها
بين وقت وآخر تبعاً للسنن الكونية والتاريخية التي أودعها الله في حياة الإنسان في تأثيرها السلبي أو الإيجابي عليه، الأمر الذي يحقق له
التوازن الشعوري أمام الأحداث، على هدى الآية الكريمة في قوله تعالى: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم..} [الحديد:23]،
وهذا هو الذي يجعله في موقف الإنسان الصابر الذي يلجأ إلى الله في إيمانه ليمنحه قوة الصبر، لا الإنسان الجازع الذي يعيش الضعف في
نفسه بما يجعله يسقط أمام التحديات، وهو ما لا يريده الله للإنسان الذي يتحمل مسؤولية الحياة في كل قضاياه في حاجته إلى
قوة الإرادة ووعي الواقع وصلابة الموقف.
وهذا أمرٌ لا بدَّ لكلِّ العاملين والمجاهدين في سبيل الله أن يتمثّلوه في أنفسهم، وذلك بأن يكون الحقُّ هو الأنيس الذي يأنسون به،
وأن يكون الباطل هو الوحشة التي يستوحشون منها، حتى ينطلقوا في أملٍ كبير في الحياة، وهو ما كان أمير المؤمنين عليٌّ(ع) يقول
للنّاس كلِّهم: "لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة أهله".
وهكذا نجد أنَّ الإمام الجواد(ع) قال له رجلٌ: "أوصني، فقال: أوَتقبل؟ قال: نعم، قال(ع): توسّد الصبر ـ عليك أن تنام على فراش
الصبر، بحيث إذا واجهتك الحياة في تحدياتها وبلائها فلا تسقط ـ واعتنق الفقر ـ فإذا داهمك الفقر فلا تعمل على أساس أن تسقط، بل اصبر
أمام تحديات الألم والحرمان حتى يفرجها الله تعالى ـ وارفض الشهوات ـ لأنَّها تقودك إلى الابتعاد عن الحق وفقدان التوازن ودخول النّار ـ
وخالف الهوى ـ فلا تجعل كلَّ طموحك في الحياة أن تحقّق هوى نفسك، ولكن ادرس هوى نفسك، فإن كان يصدُّك عن الحقّ وينحرف بك
عن الله تعالى فخالفه ـ واعلم أنَّك لن تخلو من عين الله".
في أيِّ مكان كنت أنت في رقابة الله، وأنت في الوقت نفسه برعاية الله، لذلك تحرّك في الحياة على أساس أن تراقب نفسك في كلِّ
صغيرةٍ وكبيرة، لأنَّ الله يراقبك، وإذا جاءك اليأس والإحباط، فاعلم أنَّك بعين الله ورعايته، فانظر كيف يكون موقفك ومسيرك.
وفي حادثة حصلت مع الإمام الجواد(ع)، أنَّه حُمِل له بزٌّ ـ وهو القماش ـ له قيمةٌ كبيرة، فسُلِب في الطريق، فكتب إليه الذي كان يحمله
ليعلمه بذلك، فوقّع بخطه الشريف: "إنَّ أنفسنا وأموالنا من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودَعة ـ فأنفسنا التي خلقها الله هي عارية مستعارةٌ
أودعها الله عندنا إلى وقت معلوم، وأموالنا أيضاً أعارنا الله إيّاها في فترةٍ من عمرنا ـ يُمتّع بما متّع منها في سرور وغبطة ـ فما دام أنَّ الله تعالى
قد مهّل لنا فيها، فسوف نستمتع بنفوسنا وأموالنا في غبطةٍ ومصلحة ـويُؤخَذ ما أُخذ منها في أجرٍ وحسبة ـ وعندما يأخذها الله، فإنَّنا نحتسبها
عند الله ليعطينا الأجرَ في ذلك ـ فمن غلب جزعه على صبره حبط أجره ونعوذ بالله من ذلك".
وفي هذا الحديث عظة للمؤمن أن لا يعيش السقوط النفسي والحزن القلبي أمام الخسارة المادية، بل أن يرتفع بوعيه للحياة أنها قد تحمل
للإنسان الربح من خلال الظروف الملائمة، كما قد تحمل له الخسارة التي تحدث بسبب الظروف القلقة، فيتقبل هذا أو ذاك من دون انفعال
خارج عن حدود التوازن، بل يلجأ إلى إيمانه بالله الذي يوحي إليه بأن المال عارية في يد الإنسان من الله وموهبة إلهية له، وأن الله قد يستردها
بين وقت وآخر تبعاً للسنن الكونية والتاريخية التي أودعها الله في حياة الإنسان في تأثيرها السلبي أو الإيجابي عليه، الأمر الذي يحقق له
التوازن الشعوري أمام الأحداث، على هدى الآية الكريمة في قوله تعالى: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم..} [الحديد:23]،
وهذا هو الذي يجعله في موقف الإنسان الصابر الذي يلجأ إلى الله في إيمانه ليمنحه قوة الصبر، لا الإنسان الجازع الذي يعيش الضعف في
نفسه بما يجعله يسقط أمام التحديات، وهو ما لا يريده الله للإنسان الذي يتحمل مسؤولية الحياة في كل قضاياه في حاجته إلى
قوة الإرادة ووعي الواقع وصلابة الموقف.
تعليق