عن الفقيه أبي الفضل بن شاذان ، بإسناده إلى العلامة الفقيه أبي الفتح الكراجكي حديث له مسلسل أسنده إلى أبي ضوء بن صلصال بن الدلهمس ، قال : كنت أنصر النبي ( صلى الله عليه وآله ) - أي كان حارسا له - مع أبي طالب قبل إسلامي .
فإني يوما لجالس بالقرب من منزل أبي طالب في شدة القيض ، إذ خرج أبو طالب إلي شبيها بالملهوف ، فقال لي : يا أبا الغضنفر ، هل رأيت هذين الغلامين - يعني النبي وعليا ( عليهما السلام ) - ؟
فقلت : ما رأيتهما مذ جلست . فقال : قم بنا في الطلب لهما ، فلست آمن قريشا أن تكون اغتالتهما . قال : فمضينا حتى
خرجنامن أبيات مكة ، ثم صرنا إلى جبل من جبالها فاسترقيناه إلى قلته ، فإذا النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي عن يمينه
، وهما قائمان بإزاء عين الشمس يركعان ويسجدان . فقال أبو طالب بمحضر ابنه جعفر - وكان معنا - : صل جناح ابن عمك ، فقام جعفر إلى جنب أخيه علي ( عليه السلام ) ، فأحس بهما النبي ( صلى الله عليه وآله ) فتقدمهما ، وأقبلوا على
أمرهم ( يصلون ) حتى فرغوا مما كانوا فيه ، ثم أقبلوا نحونا ، فرأيت السرور يتردد في وجه أبي طالب ، ثم انبعث يقول :
إن عليا وجعفرا ثقتي * عند ملم الزمان والنوب
لا تخذلا وانصرا ابن عمكما * أخي لأمي من بينهم وأبي
والله لا أخذل النبي ولا * يخذله من بني ذو حسب
قال أبو علي عبد الحميد بن النقي الحسيني ، بإسناده إلى الموضع يرفعه إلى عمران بن الحصين الخزاعي : كان والله إسلام جعفر ( عليه السلام ) بأمر من أبيه ، ولذلك لما قضى جعفر صلاته ، قال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا جعفر ، وصلت جناح ابن عمك ، إن الله يعوضك من ذلك جناحين تطير بهما في الجنة ، وهذه واحدة من تنبؤاته ( صلى الله عليه وآله ) .

تعليق