
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
قال تعالى - : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي
الأمر منكم ) .
وقال - تعالى - : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ).
وهذا الأمر والحكم عام في كل شيء ذي أجل لا يجوز أن يستثنى منه شيء بعد
معرفة الله بالعقول والرسول والإمام ( عليهما السلام ) ، ولا يجوز أخذ العلم إلا من الباب الذي
فتحه الله لمدينة العلم وخزانته .
قال الله - تعالى - : ( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ).
وقال - تعالى - : ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه
منهم )والمستنبطون هم الحجج (


[ أمير المؤمنين (

ومن كتاب الأمالي قال : دخلت على أمير المؤمنين [ علي بن
أبي طالب ] (

فقلت : حبك يا أمير المؤمنين .
فقال : يا حارث ! أتحبني ؟ قلت : نعم [ والله ] يا أمير المؤمنين .
فقال : أما لو بلغت نفسك الحلقوم لرأيتني حيث تحب ، ولو رأيتني وأنا
أذود الرجل عن الحوض ذود غريبة الإبل لرأيتني حيث تحب ، ولو رأيتني وأنا
مار على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول الله (

ومن كتاب « كشف الغمة » قيل : دخل الحارث
الهمداني على أمير المؤمنين (

قال الأصبغ بن نباته : وكنت ممن دخل ، فجعل الحارث يتأود في مشيته ويخبط
الأرض بمحجنه وكان مريضا ، فأقبل عليه أمير المؤمنين (

فقال : كيف تجدك يا حار ؟ قال : نال الدهر مني يا أمير المؤمنين وزادني أوارا وغليلا إختصام أصحابك ببابك .
فقال(

قال : في شأنك ، والبلية من قبلك ; فمن مفرط غال ، ومبغض قال ، ومن متردد
مرتاب لا يدري أيقدم أم يحجم ؟
قال : فحسبك يا أخا همدان [أي كفاك هذا القول] ، ألا خير شيعتنا النمط
الأوسط ; إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التالي .
قال : لو كشفت - فداك أبي وامي - الرين عن قلوبنا وجعلتنا في ذلك على
بصيرة من أمرنا .
فقال(

الحق [ والآية العلامة ] فاعرف الحق تعرف أهله .
يا حار ث! إن الحق أحسن الحديث ، والصادع به مجاهد ، وبالحق أخبرك ، فارعني
سمعك ، ثم خبر به من كانت له حصاة من أصحابك . ألا إني عبد الله وأخو رسوله
وصديقه الأول ; صدقته وآدم بين الروح والجسد ، ثم إني صديقه الأول في امتكم
حقا ; فنحن الأولون ، ونحن الآخرون ، ألا وأنا خاصته ياحارث وخالصته وصنوه
ووصيه ووليه وصاحب نجواه وسره ، اوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب وعلم
القرون والأسباب ، واستودعت ألف مفتاح يفتح كل مفتاح ألف باب ، يفضي كل باب
إلى ألف ألف عهد ، وايدت - أو قال : وامددت - بليلة القدر نفلا ، وإن ذلك ليجري لي
ولمن استحفظ من ذريتي ما جرى الليل والنهار حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
يا حار ! ليعرفني - والذي فلق الحبة وبرىء النسمة - وليي وعدوي في مواطن
شتى ، ليعرفني عند الممات وعند الصراط وعند المقاسمة .
قال : وما المقاسمة يا مولاي ؟ فقال لي (

وهذا عدوي .ثم أخذ أمير المؤمنين (

رسول الله (

إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل أو حجزة [ يعني : عصمة ] من ذي العرش - تعالى -
وأخذت أنت يا علي بحجزتي ، وأخذت ذريتك بحجزتك ، وأخذت شيعتكم
بحجزكم ، فماذا يصنع الله - تعالى - بنبيه ؟ وماذايصنع نبيه بوصيه ؟ وماذا يصنع
وصيه بأهل بيته وشيعتهم ؟ خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة ، أنت مع من
أحببت ولك ما اكتسب - أو قال : ما اخترت . قالها ثلاثا .
فقام الحارث يجر ردائه جذلا ويقول:ما ابالي وربي بعد هذا لقيت
الموت أو لقيني .وقال الصادق (


تعليق