حديث العهد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    حديث العهد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    حديث العهد

    عن سيدتنا ومولاتنا زينب سلام الله عليها أنها قالت للإمام زين العابدين وهي تراه يجود بنفسه من هول الفجيعة.
    مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي؟ فقلت وكيف لا أجزع ولا (أهلع) وقد أرى سيدي إخوتي وعمومتي وولد عمي وأهلي مصرعين بدمائهم مرملين بالعراء مسلبين، لا يكنون ولا يوارون، ولا يعرج عليهم أحد، ولا يقربهم بشر كأنهم أهل بيت من الديلم والخزرج.
    فقالت: لا يجزعنك ما ترى، فوالله إن ذلك لعهد من رسول الله إلى جدك وأبيك وعمك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه (الأمة) وهم معروفون في أهل السماوات، أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة وهذه الجسوم المضرجة بدمائها فييوارونها، وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يدر أثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهوراً وأمره إلا علواً، فقلت: وما هذا الخبر؟
    فقالت حدثتني إم أيمن: أن رسول الله زار منزل فاطمة في يوم من الأيام فعملت له حريرة، وأتاه علي (ع) بطبق فيه تمر، ثم قالت أم أيمن: فأتيتهم بعس فيه لبن وزبد، فأكل رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين من تلك الحريرة، وشرب رسول الله وشربوا من ذلك اللبن، ثم أكل وأكلوا من ذلك التمر بالزبد، ثم غسل رسول الله يده وعلي يصب عليها الماء، فلما فرغ من غسل يديه مسح وجهه...
    ثم نظر إلى علي وفاطمة والحسن والحسين نظراً عرفنا به السرور في وجهه، ثم رمق بطرفه نحو السماء ملياً ثم وجه وجهه نحو القبلة وبسط يديه يدعو ثم خر ساجداً وهو ينشج ـ أي يغص بالبكاء في حلقة من غير انتحاب ـ فأطال النشوج وجرت دموعه، ثم رفع رأسه وأطرق إلى الأرض ودموعه تقطر كأنها صوب المطر، فحزنت فاطمة وعلي والحسن والحسين وحزنت لما رأينا من رسول الله فهبناه نسأله.
    حتى إذا طال ذلك قال علي وفاطمة: ما يبكيك يا رسول الله، لا أبكى الله عينيك؟، فقد أقرح قلوبنا ما رأينا من حالك...
    فقال: يا أخي سررت بكم سروراً ما سررت مثله قط، وإني لأنظر إليكم وأحمد الله على نعمته علي فيكم إذ هبط علي جبرائيل فقال:
    يا محمد إن الله أطلع على ما في نفسك وعرف سرورك بأخيك وابنتك وسبطيك، فأكمل لك النعمة وهناك العطية بأن تحبى، ويعطون كما تعطى، حتى ترضى وفوق الرضا، على بلوى كثيرة تنالهم في الدنيا، ومكاره تصيبهم بأيدي أناس يينتحلون ملتك ويزعمون أنهم من امتك، براء من الله ومنك، خبطاً خبطاً وقتلاً قتلاً، شتى مصارعهم، نائية قبورهم، خيرة من الله لهم ولك فيهم، فاحمد الله على خيرته، وارض بقضائه، فحمدت الله ورضيت بقضائه بما اختاره لكم.....
    ثم قال جبرائيل: يا محمد إن أخاك مضطهد بعدك، مغلوب على أمتك، متعوب من أعدائكم، مقتول، يقتله أشر الخلق والخليقة وأشقى البرية نظير عاقر ناقة صالح، ببلد تكون هجرته إليه هو مقرس شيعته وشيعة ولده، وفيه على كل حال يكثر بلواهم ويعظم مصابهم.....
    وإن سبطك هذا ـ وأومأ بيده إلى الحسين ـ مقتول في عصابة من ذريتك وأهل بيتك وأخيار من أمتك (بضفة) الفرات بأرض تدعى كربلاء، من أجلها يكثر الكرب والبلاء على أدائك وأعداء ذريتك في اليوم الذي لا ينقضي كربه ولا تغنى حسرته، وهي أطهر بقاء الأرض وأعظمها حرمة، وأنها لمن بطحاء الجنة، فإذا كان ذلك اليوم الذي يقتل فيه سبطك وأهله وأحاطت بهم كتائب أهل الكفر واللعنة، تزعزعت الأرض من أقطارها، ومادت الجبال وكثر اضطرابها، واصطفقت البحار بأمواجها، وماجت السماوات بأهلها غضبا لك يا محمد ولذريتك، واستعظاماً لما ينتهك من حرمتك، ولشر ما يتكافأ به في ذريتك وعترتك، ولا يبقى شئ من ذلك إلا استأذن الله عز وجل في نصرة أهلك المستضعفين المظلومين، الذين هم حجة الله على خلقه بعدك......
    فيوحي الله إلى السماوات والأرض والبحار ومن فيهن: إني أنا الله الملك القادر الذي لا يفوته هارب، ولا يعجزه ممتنع، وأنا أقدر فيه على الإنتصار والأنتقام، وعزتي وجلالي لأعذبن من وتر رسولي وصفيي، وانتهك حرمته، وقتل عترته، ونبذ عهده وظلم أهله، عذاباً لا أعذبه أحدا من العالمين، فعند ذلك يضج كل شئ في السماوات والأرضين بلعن من ظلم عترتك واستحل حرمتك......
    فإذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها تولى الله قبض أرواحها، وهبط إلى الأرض ملائكة من السماء السابعة معهم آنية من الياقوت والزمرد مملؤة من ماء الحياة، وحلل من حلل الجنة، وطيب من طيب الجنة، فعسلوا جثثهم بذلك الماء، وألبسوها الحلل، وحنطوها بذلك الطيب، وصلى الملائكة صفاً صفا عليهم.....
    ثم يبعث الله قوماً من أمتك لا يعرفهم الكفار ولم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نية فيوارون أجسامهم، ويقيمون رسماً لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء، يكون علماً لأهل الحق، وسبباً للمؤمنين إلى الفوز، وتحفه ملائكة من كل سماء مائة ألف ملك في كل يوم وليلة، ويصلون عليه ويسبحون الله عنده، ويستغفرون الله لزواره، ويكتبون أسماء من يأتيه زائراً من امتك متقرباً إلى الله وإليك بذلك وأسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم، ويوسمون في وجوههم بميسم نور عرش الله " هذا زائر قبر خير الشهداء وابن الأنبياء "...
    فإذا كان يوم القيامة سطع في وجههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الأبصار، يدل عليهم ويعرفون به، وكأني بك يا محمد بيني وبين ميكائيل، وعلي أمامنا، ومعنا ملائكة الله ما لا يحصى، ونحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهة من الخلائق حتى ينجيهم الله من هول ذلك اليوم وشدائده، وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زار قبرك يا محمد، أو قبر أخيك أو قبر سبطيك لا يريد به غير الله، وسيجتهد أناس ممن حقت عليهم من الله اللعنة والسخط أن يعفوا رسم ذلك القبر ويمحو أثره فلا يجعل الله تعالى لهم إلى ذلك سبيل.
    ثم قال رسول الله 07]: فهذا أبكاني وأحزنني.
  • عاشقة ام الحسنين
    كبار الشخصيات

    • Oct 2010
    • 16012

    #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
    السلام على سيدتنا ومولاتنا زينب سلام الله عليها

    يعطيك العافية على الموضوع الرائع
    بارك الله فيك على الطرح الراقي ومميز دوووؤم

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • محـب الحسين

        • Nov 2008
        • 46764

        #4
        أحسنتِ اختي العزيزه
        جزاكِ الله خير الجزاء

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5

          تعليق

          • الـدمـع حـبـر العـيـون
            • Apr 2011
            • 21803

            #6
            طَرحْ رَآئعْ عَزيِزتيْ ..

            رَفعْ آلله قَدرككْ وَأسّكَنكِ آلفَردَوسْ آلأعَلىْ

            أثَآبكِ آلإلة

            تعليق

            • دمعة الكرار
              • Oct 2011
              • 21333

              #7

              تعليق

              • محب الرسول

                • Dec 2008
                • 28579

                #8

                تعليق

                • ** خـادم العبـاس **
                  • Mar 2009
                  • 17496

                  #9

                  تعليق

                  • دمعة الكرار
                    • Oct 2011
                    • 21333

                    #10

                    تعليق

                    • رونق الروح
                      • May 2012
                      • 492

                      #11

                      تعليق

                      • دمعة الكرار
                        • Oct 2011
                        • 21333

                        #12

                        تعليق

                        • أصغر ملك
                          • Nov 2012
                          • 792

                          #13
                          رحم الله والديكـ وجعله في موازين حسناتكـ
                          يعطيكـ ألف ألف ألف عافية عالطرح
                          ربي يسلم يمينكـ ولا يحرمنا تواجدكـ

                          بانتظار جديدكـ بكل شووووق
                          وتقبلوا مروري

                          تعليق

                          • نور الزهراء
                            • May 2012
                            • 3660

                            #14



                            جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ

                            بآرَكـَ الله فيكـِ عَ آلمَوضوعْ

                            آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـِ بآلريآحينْ

                            دمْت بـِ طآعَة الله ..}

                            تعليق

                            يعمل...
                            X