أهل البيت "عليهم السلام" القدوة الصالحة والنموذج الأمثل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    أهل البيت "عليهم السلام" القدوة الصالحة والنموذج الأمثل

    أهل البيت "عليهم السلام" القدوة الصالحة والنموذج الأمثل

    لقد اكتشف الإنسان وبعد تجربة طويلة أنه بحاجة إلى قدوة يقتفي أثرها ويهتدي بهداها ويستضيء بنورها ويسير في ركبها. فهو من دون قدوة صالحة تائه يجهل طريقه ومبادئه.

    وقد أمر القرآن الكريم بالقدوة الصالحة: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) بمقدار ما نهى عن القدوة السيئة (قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون) فعلماء السوء ساهموا في قلب الحقائق وفي تحريف الأمة عن مسارها الصحيح.
    لابدّ للإنسان أن يتأثر بسلوك الآخرين، وأن يقلدهم ويتأثر بأفكارهم وآرائهم، فمن خصائص الإنسان أنه يميل ميلاً طبيعياً إلى شخصية معينة يقلدها في فكره وسلوكه ويتخذها رمزاً في حياته وتصرفاته بحيث لا يمكن أن يتخلى عنه بسهولة.
    وقد سار القرآن الكريم في هذا الاتجاه حيث أمر المؤمنين بوجوب اتخاذ قدوة حسنة تكون بالنسبة إليهم معلماً عملياً يقتدون به ويقتفون أثره ويسيرون بركبه ويهتدون بهديه ويتبعون خطاه. بينما منع الإسلام أي طريقة أخرى في اتخاذ القدوة، وجعل من الضلال الكبير أن يتخذ الإنسان قدوة سيئة حتى لو كانت القدوة هي الأب أو الأهل أو العشيرة. حيث قال تعالى: (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلاّ يخرصون أم آتيناهم كتاباً من قبله فهم به مستمسكون بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون).
    وتكتسب القدوة أهميتها في التربية من حيث إنّ القدوة في التربية هي أفضل الوسائل جميعاً وأقربها إلى النجاح. من السهل تأليف كتاب في التربية! من السهل تخيل منهج وإن كان في حاجة إلى إحاطة وبراعة وشمول.. ولكن هذا المنهج يظل حبراً على ورق.. يظل معلقاً في الفضاء.. ما لم يتحول إلى حقيقة واقعة تتحرك في واقع الأرض.. ما لم يتحول إلى بشر تترجم تصرفاته ومشاعره وأفكاره مبادئ المنهج ومعانيه. عندئذ فقط يتحول المنهج إلى حقيقة، ويتحول إلى حركة، ويتحول إلى تاريخ. ولقد علم الله سبحانه - وهو يضع ذلك المنهج العلوي المعجز - أنه لابدّ من ذلك البشر.. لابدّ من قلب إنسان يحمل المنهج ويحوله إلى حقيقة لكي يعرف الناس أنه حق.. ثمّ يتبعوه.. لابدّ من قدرة.
    لذلك بعث الله محمداً (صلى الله عليه وآله) ليكون قدوة للناس:
    (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)
    فقد وضع الله تعالى الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) قدوة للبشرية كافة، وخصهم بالعصمة وجعل عملهم وأقوالهم ومواقفهم التي صدرت عنهم (سنة) واجبة الاتباع على الناس، واعتبرهم الطريق إليه تعالى، فمن أراد الله يجب أن يبدأ بهم ويتحرك نحوه وفق هداهم ولم يجعل طريقاً آخر سواهم، وطلب الله تعالى اتباعهم واقتفاء أثرهم واتخاذهم قدوة وأسوة في حياة الإنسان.
    وبذلك جاءت النصوص عنهم(عليهم السلام) صريحة، فليس اتباع طريقهم والاهتداء بهم (عليهم السلام) هو دعوى يدعيها الإنسان فقط، وإنما هي العمل تبعاً لهداهم والاستنان بسنتهم.
    فقد روى جابر عن أبي جعفر (عليه السلام)قال: قال لي: (يا جابر أيكتفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت، فوالله ما شيعتنا إلاَّ من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يُعرفون يا جابر إلاّ بالتواضع والتخشّع والأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم والصلاة، والبر بالوالدين، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكف الألسن عن الناس إلاّ من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء... فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحب العباد إلى الله وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته، يا جابر والله ما يتقرب إلى الله تعالى إلاّ بالطاعة ما معناه براءة من النار ولا على الله لأحد حجة، من كان مطيعاً فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو، ما تنال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع).
    إنّ معرفة سيرة الرسول(صلى الله عليه وآله)وأهل بيته (عليهم السلام)أمر ضروري لمن يريد أن يستن بسنتهم ويتخلّق بأخلاقهم، وقد كتب العلماء والكتاب كتباً مطولة وتفصيلية بذلك، ونحن هنا لا نتمكن من الإحاطة بذلك، ولكن نحاول أن نذكر ما تيسر لنا من آداب الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) وأخلاقهم وسيرتهم حتى تكون معالم عملية لنا تمكننا بتطبيقها واتباعها من تزكيتنا لأنفسنا وتهذيبها.

    ••• الرسول وأهل بيته والقرآن الكريم
    كان الرسول (صلى الله عليه وآله) يربي أصحابه بالقرآن كما يروى عن عبد الرحمن السلمي قال: حدثنا من كان يقرئنا من الصحابة أنّهم كانوا يأخذون من رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشر آيات، فلا يأخذون في العشر الأخر حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل.
    وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):
    (يا معاشر قراء القرآن! اتقوا الله - عز وجل - فيما حمّلكم من كتابه، فإني مسؤول عن تبليغ الرسالة، وأمّا أنتم فتُسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتي).
    وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لابن مسعود: اقرأ علي قال: فافتتحت سورة النساء فلما بلغت (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) رأيت عينه تذرفان بالدمع فقال لي: حسبك الآن).
    وروي عن الإمام علي(عليه السلام) أنه قال: (ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن أو أن يكون في تعلمه).

    ••• شيءٌ من السيرة
    في وصف الرسول (صلى الله عليه وآله)، وصفه الإمام علي (عليه السلام) فقال:
    (فتأس بنبيك الأطهر الأطيب - إلى أن قال - قضم الدنيا قضماً، ولم يعرها طرفاً، أهضم أهل الدنيا كشحاً، وأخمصهم من الدنيا بطناً، عرضت عليه الدنيا عرضاً فأبى أن يقبلها، وعلم أن الله سبحانه أبغض شيئاً فأبغضه، وصغّر شيئاً فصغّره... ولقد كان رسول الله يأكل على الأرض ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله... فأعرض عن الدنيا بقلبه، وأمات ذكرها عن نفسه، وأحبّ أن يغيّب زينتها عن عينه لكيلا يتخذ منها رياشاً، ولا يعتقدها قراراً، ولا يرجو فيها مقاماً، فأخرجها من النفس، وأشخصها عن القلب، وغيّبها عن البصر، وكذلك من أبغض شيئاً أبغض أن ينظر إليه وأن يذكر عنده) (نهج البلاغة).
    وقال(عليه السلام): (وكان أسخى الناس لا يثبت عنده دينار ولا درهم، وإن فضل شيء ولم يجد من يعطيه وفجأ الليل لم يأو إلى منزله حتى يتبرأ منه إلى من يحتاج إليه، لا يأخذ مما اتاه الله إلا قوت عامه فقط من أيسر ما يجد من الطعام والشعير، ويضع سائر ذلك في سبيل الله، لا يسأل شيئاً إلا أعطاه ثمّ يعود إلى قوت عامه فيؤثر منه حتى أنه ربما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شيء.
    وينفذ الحق وإن عاد ذلك عليه بالضرر أو على أصحابه، ويمشي وحده بين أعدائه بلا حارس، لا يهوله شيء من أمور الدنيا، ويجالس الفقراء، ويؤاكل المساكين ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم، ويتألف أهل الشرف بالبر لهم، يقبل معذرة المعتذر إليه...) (إحياء العلوم).

  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46764

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

    أحسنتِ اختي الكريمه
    جزاكِ الله خير الجزاء


    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • صدى الطف
        • Jun 2012
        • 1464

        #4

        راااائعة الحرف
        كل ماخطت اناملكـ سبائكـ ذهبيه
        وكل حرف ينبض باحساسكـ يكون فعلا مميز ورائع كروعتكـ


        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5

          تعليق

          • المختار
            • Jul 2012
            • 168

            #6

            تعليق

            • نور الزهراء
              • May 2012
              • 3660

              #7



              جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ

              بآرَكـَ الله فيكـِ عَ آلمَوضوعْ

              آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـِ بآلريآحينْ

              دمْت بـِ طآعَة الله ..}

              تعليق

              يعمل...
              X