
روي أنّ شاميّاً ممّن غذّاهم معاوية بن أبي سفيان بالحقد على آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، قد رأى الإمام السبط راكباً فجعل يلعنه، والحسن عليه السلام لا يردّ عليه. فلمّا فرغ الرجل، أقبل الإمام عليه ضاحكاً وقال عليه السلام: "أيّها الشيخ، أظنّك غريباً ولعلَّك شبّهت؟ فلو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك.. وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك.. وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأنّ لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كبيراً".
فلمّا سمع الرجل الشاميّ كلامه، بكى وقال: "أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، والله أعلم حيث يجعل رسالته، كنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ، والآن أنت وأبوك أحبّ خلق الله عليَّ"
مناقب ال ابي طالب,ج3,ص184
تعليق