عن محمّد بن عبدالله الخراسانيّ خادم الرضا عليه السّلام قال: دخلرجل من الزنادقة على الرضا عليه السّلام وعنده جماعة.
فقال له أبوالحسن عليهالسّلام: أرأيت إن كان القول قولكم ـ وليس هو كما تقولون ـ ألسنا وايّاكم شرعاًسواء، ولا يضرّنا ما صلّينا وصمنا وزكيّنا وأقررنا؟! فسكت.
فقال أبو الحسن: وانلم يكن القول قولنا ـ وهو كما نقول ـ ألستم قد هلكتم ونَجَوْنا؟!
قال الزنديق: رحمك الله، فأوجدني كيف هو وأين هو؟
قال: ويلك! إنّ الّذي ذهبت إليه غلط، هوأيّن الأين وكان ولا أين، وهو كيّف الكيف وكان ولا كيف، ولا يُعرف بكيفوفيّة، ولابأينونيّة، ولا يُدرَك بحاسّة، ولا يُقاس بشيء.
قال الرجل: فإذن إنّه لا شيء إذلم يدرك بحاسّة من الحواسّ.
فقال أبوالحسن عليه السّلام: ويلك! لمّا عجزتْحواسّك عن إدراكه أنكرتَ ربوبيّته، ونحن إذا عجزتْ حواسّنا عن إدراكه أيقنّا أنّهربّنا، وأنّه شيء بخلاف الأشياء.
قال الرجل: فأخبرني متى كان!
قال أبوالحسنعليه السّلام: أخبرني متى لم يكن، فاُخبرك متى كان!
قال الرجل: فما الدليلعليه؟
قال أبوالحسن عليه السّلام: إنّي لمّا نظرتُ إلى جسدي فلم يمكنّي فيهزيادة ولا نقصان في العرض والطول، ودفع المكاره عنه وجرّ المنفعة إليه، علمتُ أنّلهذا البنيان بانياً فأقررتُ به، مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته وانشاء السحاب،وتصريف الرياح، ومجرى الشّمس والقمر والنجوم، وغير ذلك من الآيات العجيباتالمتقنات، علمتُ أنّ لهذا مُقدِّراً ومُنشئاً.
قال الرجل: فلِمَ لا تدركه حاسّةالبصر؟
قال: للفرق بينه وبين خلْقه الذين تدركهم حاسّة الأبصار منهم ومن غيرهم،ثمّ هو أجلّ من أن يدركه بصر، أو يحيط به وَهْم، أو يضبطه عقل..
قال: فحُدَّهلي!
قال: لا حدّ له.
قال: ولِمَ؟
قال: لأنّ كلّ محدود متناهٍ، وإذا احتملالتحديد احتمل الزيادة، وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان، فهو غير محدود، ولامتزايد ولا متناقص، ولا متجزّي، ولا متوهَّم.
قال الرجل: فأخبرني عن قولكم: إنّهلطيف وسميع وبصير وعليم وحكيم، أيكون السميع إِلاَّ بالأُذن، والبصير إِلاَّبالعين، واللّطيف إِلاَّ بعمل اليدين، والحكيم إِلاَّ بالصنعة؟!
فقال أبوالحسنعليه السّلام: إنّ اللّطيف منّا على حدّ اتّخاذ الصنعة، أو ما رأيت أنّ الرجل يتّخذشيئاً فيلطف في اتّخاذه، فيقال: ما ألطف فلاناً! فكيف لا يقال للخالق الجليل: لطيفإذ خلق خلقاً لطيفاً وجليلاً، وركّب في الحيوان منه أرواحها، وخلق كلّ جنس مبايناًمن جنسه في الصورة، ولا يشبه بعضه بعضاً، فكلُّ به لطف من الخالق اللّطيف الخبير فيتركيب صورته.
ثمّ نظرنا إلى الأشجار وحملها أطايبها، المأكولة منها وغيرالمأكولة، فقلنا عند ذلك: إنّ خالقنا لطيف لا كلطف خلقه في صنعتهم، وقلنا: إنّهسميع لأنّه لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى، من الذّرّة إلى أكبرمنها في برها وبحرها، ولا تشتبه عليه لغاتها، فقلنا عند ذلك: إنّه سميع لا باُذن،وقلنا: إنّه بصير لاببصر، لأنّه يرى أثر الذرّة السحماء في اللّيلة الظلماء علىالصخرة السوداء، ويرى دبيب النّمل في اللّيلة الدجية، ويرى مضارّها ومنافعها، وأثرسفادها، وفراخها ونسلها، فقلنا عند ذلك: إنّه بصير لا كبصر خلقه. قال: فما برح حتّىأسلم، وفيه كلام غير هذا.
فقال له أبوالحسن عليهالسّلام: أرأيت إن كان القول قولكم ـ وليس هو كما تقولون ـ ألسنا وايّاكم شرعاًسواء، ولا يضرّنا ما صلّينا وصمنا وزكيّنا وأقررنا؟! فسكت.
فقال أبو الحسن: وانلم يكن القول قولنا ـ وهو كما نقول ـ ألستم قد هلكتم ونَجَوْنا؟!
قال الزنديق: رحمك الله، فأوجدني كيف هو وأين هو؟
قال: ويلك! إنّ الّذي ذهبت إليه غلط، هوأيّن الأين وكان ولا أين، وهو كيّف الكيف وكان ولا كيف، ولا يُعرف بكيفوفيّة، ولابأينونيّة، ولا يُدرَك بحاسّة، ولا يُقاس بشيء.
قال الرجل: فإذن إنّه لا شيء إذلم يدرك بحاسّة من الحواسّ.
فقال أبوالحسن عليه السّلام: ويلك! لمّا عجزتْحواسّك عن إدراكه أنكرتَ ربوبيّته، ونحن إذا عجزتْ حواسّنا عن إدراكه أيقنّا أنّهربّنا، وأنّه شيء بخلاف الأشياء.
قال الرجل: فأخبرني متى كان!
قال أبوالحسنعليه السّلام: أخبرني متى لم يكن، فاُخبرك متى كان!
قال الرجل: فما الدليلعليه؟
قال أبوالحسن عليه السّلام: إنّي لمّا نظرتُ إلى جسدي فلم يمكنّي فيهزيادة ولا نقصان في العرض والطول، ودفع المكاره عنه وجرّ المنفعة إليه، علمتُ أنّلهذا البنيان بانياً فأقررتُ به، مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته وانشاء السحاب،وتصريف الرياح، ومجرى الشّمس والقمر والنجوم، وغير ذلك من الآيات العجيباتالمتقنات، علمتُ أنّ لهذا مُقدِّراً ومُنشئاً.
قال الرجل: فلِمَ لا تدركه حاسّةالبصر؟
قال: للفرق بينه وبين خلْقه الذين تدركهم حاسّة الأبصار منهم ومن غيرهم،ثمّ هو أجلّ من أن يدركه بصر، أو يحيط به وَهْم، أو يضبطه عقل..
قال: فحُدَّهلي!
قال: لا حدّ له.
قال: ولِمَ؟
قال: لأنّ كلّ محدود متناهٍ، وإذا احتملالتحديد احتمل الزيادة، وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان، فهو غير محدود، ولامتزايد ولا متناقص، ولا متجزّي، ولا متوهَّم.
قال الرجل: فأخبرني عن قولكم: إنّهلطيف وسميع وبصير وعليم وحكيم، أيكون السميع إِلاَّ بالأُذن، والبصير إِلاَّبالعين، واللّطيف إِلاَّ بعمل اليدين، والحكيم إِلاَّ بالصنعة؟!
فقال أبوالحسنعليه السّلام: إنّ اللّطيف منّا على حدّ اتّخاذ الصنعة، أو ما رأيت أنّ الرجل يتّخذشيئاً فيلطف في اتّخاذه، فيقال: ما ألطف فلاناً! فكيف لا يقال للخالق الجليل: لطيفإذ خلق خلقاً لطيفاً وجليلاً، وركّب في الحيوان منه أرواحها، وخلق كلّ جنس مبايناًمن جنسه في الصورة، ولا يشبه بعضه بعضاً، فكلُّ به لطف من الخالق اللّطيف الخبير فيتركيب صورته.
ثمّ نظرنا إلى الأشجار وحملها أطايبها، المأكولة منها وغيرالمأكولة، فقلنا عند ذلك: إنّ خالقنا لطيف لا كلطف خلقه في صنعتهم، وقلنا: إنّهسميع لأنّه لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى، من الذّرّة إلى أكبرمنها في برها وبحرها، ولا تشتبه عليه لغاتها، فقلنا عند ذلك: إنّه سميع لا باُذن،وقلنا: إنّه بصير لاببصر، لأنّه يرى أثر الذرّة السحماء في اللّيلة الظلماء علىالصخرة السوداء، ويرى دبيب النّمل في اللّيلة الدجية، ويرى مضارّها ومنافعها، وأثرسفادها، وفراخها ونسلها، فقلنا عند ذلك: إنّه بصير لا كبصر خلقه. قال: فما برح حتّىأسلم، وفيه كلام غير هذا.