نفحاتُ الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العلوية ام موسى الاعرجي
    • Dec 2014
    • 1699

    نفحاتُ الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام





    دَعِ الترانيـمَ تجـتـاحُ المياديـنـا
    في روضةِ القُدسِ ما يُوحي التَّلاحينا وجنةُ الخُلدِ فـي أبهـى مظاهرِهـا
    ( رُضوانُ ) زيَّنَها بالحُـورِ تَزيينـا والوحيُ والمَلأ الأعلـى.. وطائفـةٌ
    مِن الملائـكِ.. تَهديـك الرياحينـا هنا ( عليُّ بن موسى ) في أصالتِـهِ
    يُحيـي الشرائـعَ فينـا والقوانينـا هنا ( عليُّ بن موسى ) في بُطُولَتِـهِ
    يُثني الطواغيتَ.. أو يُردي الفراعينا مَن كان فينـا بعيـداً عنـد غُربتِـهِ
    قد عـاد فينـا قريبـاً مِـن تَدانينـا ( الجوُّ ) معتمرٌ في ألفِ ( طائرةٍ )
    والبَـرُّ محتضـنٌ تلـكَ الملاييـنـا وكلُّها من ( علـيٍّ ) بيـن مُنجـذبٍ
    وبيـن مُنقلـبٍ يَتـلـو الشَّعانيـنـا لئـن قطعنـا فِجـاجَ البِيـد حافلـةً
    فقـد غَـدَونَ بديـلاً عـن مَغانينـا حَجَّت إليه قلـوبُ النـاس خاشعـةً
    وقدَّمَـت عنـد لُقـيـاه القَرابيـنـا النَّفسَ والمـالَ والأهليـن جَمْهـرةً
    مِـن التحيّـاتِ.. أعطَتْهـا براهينـا
    * * *

    ويا ( عليَّ بنَ مُوسى ) لمْ تَزِلْ شَفقـاً
    فـي الأفـقِ يُثْقِـل بالذكـرى ليالينـا ويـا أصيـلاً مـن الإبـداعِ مُنْصلتـاً
    تـكـادُ تحـسـدُه سِــرّاً أماسيـنـا ويا صَبوراً علـى البلـوى.. يُقابلُهـا
    بالبِشْـر حينـاً.. وفـي آلامِـه حينـا ويـا ركينـاً مـن الأحـلامِ ثابـتـةً
    للهِ دَرُّك مِــن سِـحـرٍ يُواتـيـنـا العلمُ والحلـمُ والإيمـان قـد نَفَسَـت
    أرواحُـه.. وبـه رقَّـت حَواشيـنـا والبِـرُّ والخيـرُ إمـداداً تُواصـلُـهُ
    طَـوراً يتامـى.. وأحيانـاً مساكينـا مَسكتَ من طَرَفٍ فـي كُـلِّ مكرمـةٍ
    وصُنتَ مـن طَـرَفِ كُـلَّ المُوالينـا ومـا بَرِحْـتَ مَنـاراً يُستضـاءُ بـه
    كسُـورةِ الحمـدِ.. نَتلوهـا فتَهديـنـا عليك مِـن سمـةِ التقـوى علائمُهـا
    ومِن رُؤى الفكرِ ما يُحيـي المَوازينـا ومِن مَزايـا ( رسـولِ الله ) أبرَزُهـا
    الخُلـقُ.. يُصبحنـا لُطفـاً ويُمسيـنـا ومن ( عليٍّ أميرِ المؤمنيـن ) هُـدًى
    شَقَّ الدياجي.. وضوءُ الصبحِ يُغرينـا ومِن نُهى ( الحسنِ الزاكي ) أُرُومتُـهُ
    بـمـا يُقوّمـنـا وَعْـيـاً ويُعليـنـا ومن شَذَى ( الطَّفِ ) ما يُذكي مشاعرَنا
    ومـا يُطـوّحُ عــرشَ المستبدّيـنـا ومن تَسابيحِ ( زيـن العابديـن ) رؤىَ
    نجوى الحبيبِ.. ومحـرابُ المُصلِّينـا و ( باقرُ العلمِ ) قـد حيّـاك مـوردُهُ
    بالوحـي وحيـاً.. وبالتبييـن تَبييـنـا و ( صادقُ القولِ ) قد أورثتَ لهجتَـهُ
    فأسرَجَـت بالأحـاديـثِ الدَّواويـنـا و ( كاظمُ الغيظِ موسى ) في صلابَتِـهِ
    عصـاهُ تَلقَـفُ هاتـيـكَ الثَّعابيـنـا وهكذا مَجـدُك الوضَّـاحُ.. مُحتضِنـاً
    نهـجَ الأئمّـةِ.. لا نهـجَ المُضِلِّيـنـا
    * * *

    ( أبا الجوادِ ) أبى مجدٌ خُلِقـتَ لـهُ
    أن تستكينَ علـى التَّضليـلِ تَوطينـا ( ولايةُ العهدِ ) لم يَخْدعْك زِبْرِجُهـا
    وأمرُهـا كـان بالتَّهديـدِ مَقـرُونـا أبوك قد قارعَ الطاغُوتَ ( هارونـا )
    وأنت قاومتَ مَن أسمَوهُ ( مأمونـا ) ولـم يكـن بأميـنٍ حيـنَ تَخْـبُـرُهُ
    خانَ المواثيـقَ والأعـراف والدِّينـا أراد تهدئـةَ الأوضــاع مُلتجِـئـاً
    إليك.. لا صادعـاً بالحـقِّ مَرهُونـا ثارت عليه ( بنو الزهراءِ ) واختلَفَتْ
    إليـه أخبارُهـم رُوحـاً ومضمونـا في ( الشرقِ ) ثورةُ إعصارٍ.. ويَتبعُها
    في ( الغربِ ) أصداءُ مَن هَبُّوا مَيامينا تَدافَعَت حولَـه الآفـاقُ.. وانفجـرَت
    طوراً عَصُوفـاً.. وأحيانـاً بَراكينـا و ( يَثْربٌ ) تتلظّـى فـي أشاوسِهـا
    و ( الشامُ ) تَقذفُ يَحْمُومـاً وغِسْلينـا ساقَ ( الولايةَ ) رَهْواً فـي سكينتِهـا
    كالمـاء يُطفـئ بالنَّضـحِ الكَوانينـا وأضمَرَ الغـدرَ.. والأجيـالُ شاهـدةٌ
    ذاك التآمـرَ.. أو تـلـك الأفانيـنـا هيهات.. ما رُوعِيَت للديـنِ حُرمتُـهُ
    ولا ( الرضا ) صِين إعزازاً وتمكينـا بل قد سقاهُ الردى سُمّـاً.. وغـادَرَهُ
    كالنجِـم.. يَهـوي فتَبكيـهِ ذَرارينـا ضحيَّةَ الحُكمِ.. كـي يبقـى تَلاقَفُـهُ
    حتّى النسـاءُ.. فمـا أقسـى مَآسينـا
    * * *

    وطُفتُ في قبرِك المعمورِ.. فانبعثَـتْ
    تلـك النسائـمُ بالألـطـافِ تُذْكيـنـا وحامَ مِن حولِه الإشعاعُ.. وانسحَبَـت
    تلـك القناديـلُ فـي أعطافِهـا لِينـا ونَضّدَت مِن صُنـوفِ الفـنِّ مائجـةٌ
    مـن الأعاجيـبِ تَصميمـاً وتكوينـا تبـارك الصُّنـعُ تَطريـزاً وهندسـةً
    فعـادَ لوحـةَ فـنٍّ فــي مَرائيـنـا قامَت على جَـدَثٍ بالقُـدسِ مؤتَـزرٍ
    يُطـاولُ الناطحـاتِ الشُّـمَّ تَحْصينـا لا ترتقـي الشمـسُ إلاّ دونَ غُرَّتِـهِ
    وللسماواتِ أرضٌ قـد هَـوَت دُونـا الوحـيُ والقَبَـسُ القُدْسـيُّ منطلَـقٌ
    والنجمُ صافَـحَ مِـن مَثـواهُ عِرْنينـا تأبـى الحـضـارةُ إلاّ أن يُشرِّفُـهـا
    مِـن الضريـحِ نُضـارٌ راحَ يَزهُونـا بحضرةٍ شَمخَـت فـي ظـلِّ تُربتِـهِ
    تُضَمِّـخُ الأفـقَ رَيحانـاً ونِسريـنـا تَهدى إلى الحقِّ مَن دانُوا، ومن جَحدوا
    وتَبعـثُ النـاسَ فـي حَـجٍّ مُلبِّيـنـا
    * * *

    ويـا إمـامَ الهُـدى بُوركـتَ مُنْتجَعـاً
    خِصْباً.. وقُدِّسْـتَ لَمحـاً فـي مآقينـا قصـدتُ سَدَّتَـك الغَـراءَ.. فانبجَسَـتْ
    سحائـبُ الخيـرِ تَسقيـنـا وتَرويـنـا أنزلـتُ حاجاتـيَ القُصـوى بِساحتِـهِ
    فحَقَّقـت عـنـدَه أقـصـى أمانيـنـا أرجو النجاةَ غـداً مـن سُـوءِ مُنقلَبـي
    ولـن يَخيـبَ الـذي يأتـي الأساطينـا آباؤُك الصِّيدُ في ( الأعراف ِ ) قد وقفوا
    دِرْعـاً حصينـاً لأشـتـاتِ المُحبِّيـنـا هُمُ هُمُ العُروةُ الوثقى.. ومـن مسَكَـتْ
    بهـا يـداهُ.. فلـن يَخشَـى الشياطينـا و ( بـابُ حِطَّـةَ ) غُفرانـاً.. وحُبُّهُـمُ
    في الحشْرِ.. يُثقِـل هاتيـك المَوازينـا
يعمل...
X