ذكرى استشهاد الإمام علي الرضا عليه السلام في 17 صفر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين راضي الحسين
    • Jan 2009
    • 414

    #61


    اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف





    صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام )



    إن من مؤلفات الإمام الرضا ( عليه السلام ) هذه الرسالة الغراء التي سُمِّيت بـ ( صحيفة الرضا ) ، وسمّاها فريق من الرواة بـ ( مُسنَد الإمام الرضا )
    وهذه التسمية أقرب إلى وضع الكتاب ، لأنه حوى بعض ما يرويه من الأخبار عن جَدِّه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وعن آبائه الأئمة الطاهرين ( عليهم السلام )
    وقد نص جَمْهَرَة من المحققين على أن هذه الرسالة من مؤلفات الإمام ( عليه السلام )
    وعلى أي حال فإن هذه الرسالة من ذخائر النبوة ، وكنوز أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ومواريث الأئمة التي بلغت من عُلوِّ الأسناد ذروة الشرف
    ونحن ننقل بعض هذه الرسالة عن نسخة طبعت في القاهرة بمطبعة المعاهد بجوار الأزهر سنة ( 1340 هـ ) ، وقد طبعها العلاَّمة عبد الواسع بن يحيى الواسمي ورتَّبها على عشرة أبواب

    ونذكر هنا بعض الروايات التي جاءت عن الإمام الرضا ( عليه السلام )

    الرواية الأولى : قال ( عليه السلام )

    ( قال رسول الله : من أنعم الله عليه بنعمَة فليَحمد الله عليها ، ومن استبطأَ الرزقَ فليستغفر الله ، ومن أحزنه أمر فليقل لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم )

    الرواية الثانية : قال ( عليه السلام )

    ( قال رسول الله : الإيمان إقرار باللسان ، ومعرفة بالقلب ، وعمل بالأركان )

    الرواية الثالثة : قال ( عليه السلام )

    ( قال رسول الله : يقولُ الله : مَا من مخلوق يعتصم بمخلوقٍ دوني إلا قطعتُ أسباب السماوات والأرض من دونه ، فان سألني لم أعطِه ، وإن دعاني لم أجبه . وما من مخلوق يعتصم بي من دون خلقي إلا ضمنتُ السماوات والأرض برزقه ، فإن سألني أعطيتُه ، وإن دعاني أجبتُه ، وإن استغفرني غفرتُ له )

    الرواية الرابعة : قال ( عليه السلام )

    ( حدَّثني علي بن الحسين ( عليه السلام ) أنَّ يهوديا سأل علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : أخبرني عمَّا ليس لله ، وعمَّا ليس عند الله ، وعما لا يعلمه الله ؟
    فقال علي ( عليه السلام ) : أمَّا مالا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود : عُزَير ابن الله ، والله لا يعلم له ولداً
    وأمَّا ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعبيد
    وأما ما ليس لله فليسَ لله شريك
    قال اليهودي : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمَّداً رسول الله )

    الرواية الخامسة : قال ( عليه السلام )

    ( قال رسول الله : أفضل الأعمال عند الله إيمان لا شكَّ فيه ، وغزو لا غلول فيه ، وحَج مبرور
    وأول من يدخل الجنَّة شهيد ، وعبد مملوك أحسن عبادةَ ربِّه ، ونصح لسيده ورجل عفيف متعفف ذو عيال
    وأول من يدخل النار إمام مسلَّط لم يعدل ، وذو ثروة من المال لم يقضِ حقه ، وفقيرٌ فخور )

    الرواية السادسة : قال ( عليه السلام )

    ( قال رسول الله : من حفظ على أمَّتي أربعين حديثاً ينتفعون بها بعثَهُ الله يوم القيامة فقيهاً عالماً )

    الرواية السابعة : قال ( عليه السلام )

    ( قال رسول الله : مَن أفتَى الناس بغيرِ علم لَعَنتْهُ السَّماواتُ والأرض )

    الرواية الثامنة : قال ( عليه السلام )

    ( قال رسول الله : التوكل والتوحيد نصفُ الدين ، واستنزِلُوا الرزقَ من عند الله بالصدقة )

    الرواية التاسعة : قال ( عليه السلام )

    ( قال رسول الله : إن موسى بن عمران سألَ ربَّه فقال : بعيدٌ أنتَ يا رب فأناديك ، أم قريبٌ فأناجيك ؟
    فأوحى الله إليه : يا مُوسَى ، أنا جَلِيس من ذَكَرني )

    الرواية العاشرة : قال ( عليه السلام )

    ( قال رسول الله : دعاء أطفالِ أمَّتي مُستَجاب ، مَا لم يقارِفوا الذنوب )

    الرواية الحادية عشر : قال ( عليه السلام )

    ( قال رسول الله : مَن مَرَّ على المقابر وقرأ : ( قُلْ هُوَ اللهُ ) إِحدَى عشرة مرَّة ، ثمَّ وَهبَ أجره للأموات ، أُعطِي لهُ من الأجر بِعدَد الأموات )

    الرواية الثانية عشر : قال ( عليه السلام )

    ( قال رسول الله : الدّعاء سلاحُ المؤمن ، وعِمَاد الدين ، ونُور السَّماوات والأرض ، فَعَليكم بالدّعاء ، وأخلِصوا النية )

    الرواية الثالثة عشر : قال ( عليه السلام )

    ( قال رسول الله : إذا أرادَ أحدكم حاجَة فَليُبَاكر في طَلبِهَا يَوم الخميس ، وليقرأ إذا خرج من منزلِه آخر آل عمران ، وآيةَ الكرسي ، و ( إِنَّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ ) ، وأمّ الكتاب ، فإنَّ فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة )

    الرواية الرابعة عشر : قال ( عليه السلام )

    ( قال رسول الله : سِتَّة من المُروءة ، ثلاثة منها في الحَضَر ، وثلاثة في السَّفَر ، أمَّا التي في الحضر : فتلاوة القرآن ، وعِمَارة المَساجد ، واتِّخاذ الإخوان في الله ، وأما التي في السفر : فبَذل الزَّاد ، وحُسن الخلق ، والمِزَاح في غير معاصي الله )

    الرواية الخامسة عشر : قال ( عليه السلام )


    ( قال رسول الله : ( اللَّهُمَّ ارحَمْ خُلفَائي ) ثلاث مرات
    قيل : يا رسول الله ، من خُلَفاؤك ؟
    قال : الذين يأتون من بعدي ويَروُون أحاديثي وسُنَّتي ، ويُعَلِّمونها النَّاس من بعدي )

    الرواية السادسة عشر : قال ( عليه السلام )

    ( قال رسول الله : إنَّ هذا العلم خَزائن الله ، ومفاتيحُه السؤال ، فاسألوا يَرحمُكُم الله ، فإنه يؤجر فيه أربعة : السَّائل والمُعلِّم ، والمُستَمِعُ ، والمُجِيب )

    الرواية السابعة عشر : قال ( عليه السلام )

    ( قال رسول الله : مَن قرأ ( إِذَا زُلزِلَتِ الأَرْضُ ) أربع مَرَّات ، كان كَمَن قَرَأ القرآن كُله )

    الرواية الثامنة عشر : قال ( عليه السلام )

    ( حدَّثني أبي محمد بن علي ( عليهما السلام ) قال :
    خَمسة لو دخلتُم فيهنَّ ما قدرتم على مِثلهنَّ :
    لا يَخافُ عَبد إلا ذَنبَّه ولا يَرجو إلا ربَّه
    ولا يستحي الجاهلُ إذا سُئِل عما لم يعلم أن يقول : الله ورسوله أعلم
    ولا يستحي الذي لا يعلم أن يتعلَّم
    والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ولا إيمان لِمَن لا صَبر لَه )

    الرواية التاسعة عشر : قال ( عليه السلام )

    ( حدَّثني الحسين بن علي ( عليهما السلام ) قال :
    وُجِد لوحٌ تحت حائطِ مدينة من المدائن مكتوبٌ فيه :
    أنا الله لا إله إلا أنا ، ومُحمَّدٌ نَبيِّي ، عجبتُ لمن أيقن بالموت كيف يفرح ؟!! ، وعجبتُ لمن أيقن بالقدر كيف يحزن ؟!! ، وعجبتُ لِمَن اختبر الدنيا كيف يطمئن إليها ؟!! ، وعجبتُ لمن أيقَنَ بالحِسَابِ كيفَ يُذنِب ؟!! )

    الرواية العشرون : قال ( عليه السلام )

    ( قال رسول الله : أتاني مَلَك فقال : يا مُحمَّد ، إن رَبَّك يُقرئُك السَّلام ويقول لك : إن شِئتَ جَعلتُ لكَ بطحاءَ مكَّة ذَهباً
    قال : فرفعَ رأسُه إلى السماء فقال : يا رَبِّ ، أشبعُ يوماً فأحمُدُك ، وأجوعُ يوماً فأسألُكَ )



    يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




    نسألكم الدعاء


    تعليق

    • حسين راضي الحسين
      • Jan 2009
      • 414

      #62
      اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف





      زهد الإمام الرضا ( عليه السلام )

      من ذاتيات الإمام الرضا ( عليه السلام ) وعناصره هو الزهد في الدنيا ، والإعراض عن مباهجها وزينتها

      وقد تحدَّث عن زهده محمد بن عباد قال : كان جلوس الرضا ( عليه السلام ) على حصيرة في الصيف ، وعلى مسح في الشتاء ، ولباسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز الناس تزيأ

      ويقول الرواة : إنه التقى به سفيان الثوري ، وكان الإمام ( عليه السلام ) قد لبس ثوبا من خز ، فأنكر عليه ذلك وقال له : لو لبست ثوبا أدنى من هذا ؟

      فأخذ الإمام ( عليه السلام ) يده برفق ، وادخلها في كمه ، فإذا تحت ذلك الثوب مسح ، وقال ( عليه السلام ) له : يا سفيان : الخِزُّ للخلق ، والمسح للحق

      فقد كان الزهد من أبرز الذاتيات في خلق الإمام الرضا ( عليه السلام ) ومن أظهر مُكوّناته النفسية

      ويجمع الرواة أنه ( عليه السلام ) حينما تقلَّد ولاية العهد لم يحفل بأي مظهر من مظاهر السلطة ، ولم يُقِم لها أيَّ وزنٍ ، ولم يرغب في أي موكبٍ رسمي ، وَكَرِه ( عليه السلام ) مظاهر العَظَمة التي يقيمها الناس لملوكهم

      سلوك الإمام الرضا ( عليه السلام )

      كان سلوك الإمام الرضا ( عليه السلام ) نموذجاً رائعا لسلوك آبائه ( عليهم السلام ) الذين عُرِفوا بِنُكرَان الذات ، والتَجَرُّدِ عن كل نَزعَة لا تَمُتُّ إلى الحق والواقع بصلة

      فقد تميز سلوك الإمام ( عليه السلام ) بالصلابة للحق ومناهضة الباطل

      فإنه ( عليه السلام ) كان يأمر المأمون العباسي بتقوى الله تعالى ، وينعى عليه تصرفاته التي لا تتفق مع واقع الدين

      وقد ضاق المأمون منه ذرعاً ، فقدم على اقتراف أفظع جريمة وهي اغتيال الإمام ( عليه السلام )

      وكانت سلوك الإمام ( عليه السلام ) مع أهل بيته وإخوانه مثالاً آخر للصرامة في الحق ، فمن شَذَّ منهم في تصرفاته عن أحكام الله تعالى جَافَاهُ وابتعد عنه ، وقد حَلفَ أن لا يُكلِّم أخاه زيداً حتى يلقى الله تعالى ، وذلك حينما اقترف أخوه ما خالف شريعة الله

      أما سلوك الإمام ( عليه السلام ) مع أبنائه ، فقد تميَّز بأروع ألوان التربية الإسلامية ، خصوصاً مع ولده الإمام الجواد ( عليه السلام )

      فكان ( عليه السلام ) لا يَذكُرُه باسمه ، وإنما كان يُكَنِّيه ، فيقول : كتب إليَّ أبو جعفر ، أو : كنتُ كتبتُ إلى أبي جعفر

      وكلُّ ذلك لِتَنمية روح العزَّة والكرامة في نفسه



      يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




      نسألكم الدعاء

      تعليق

      • حسين راضي الحسين
        • Jan 2009
        • 414

        #63
        اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف





        سخاء الإمام الرضا ( عليه السلام )



        لم يكن شيء في الدنيا أحب إلى الإمام الرضا ( عليه السلام ) من الإحسان إلى الناس والبِر بالفقراء ، وقد ذكر المؤرخون بوادر كثيرة من جوده وإحسانه ( عليه السلام ) ، وكان منها ما يلي


        أولاً

        أنه ( عليه السلام ) أنفق جميع ما عنده على الفقراء حينما كان في خراسان ، وذلك في يوم عرفة
        فأنكر عليه الفضل بن سهل ، وقال له : إن هذا المغرم
        فأجابه الإمام ( عليه السلام ) : بل هو المغنم ، لا تحدث مغرماً ما ابتغيت به أجراً وكرماً
        إنه ليس من المغرم في شيء صِلَة الفقراء والإحسان إلى الضعفاء ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وإنما المغرم هو الإنفاق بغير وجه مشروع ، كإنفاق الملوك والوزراء الأموال الطائلة على المغنيين والعابثين

        ثانياً

        وفد على الإمام الرضا ( عليه السلام ) رجل فَسلَّم عليه وقال له : أنا رجل من مُحبِّيك ومحبِّي آبائك ، ومصدري من الحج ، وقد نفذت نفقتي ، وما معي ما أبلغ مرحلة ، فإن رأيت أن ترجعني إلى بلدي فإذا بلغت تصدقت بالذي تعطيني عنك

        فقال ( عليه السلام ) له : اِجلس رحمك الله ، وأَقبلَ على الناس يحدثهم حتى تفرقوا
        وبقي هو وسليمان الجعفري ، وحيثمة ، فاستأذن الإمام منهم ودخل الدار ثم خرج ، وَرَدَّ الباب ، وخرج من أعلى الباب ، وقال ( عليه السلام ) : أين الخراساني
        فقام إليه فقال ( عليه السلام ) له : خذ هذه المائتي دينار واستعِن بها في مؤنتك ونفقتك ، ولا تتصدق بها عني


        فانصرف الرجل مسروراً قد غمرته نعمة الإمام ( عليه السلام ) ، والتفت إليه سليمان فقال له : جُعلت فداك ، لقد أجزلت ورَحِمت ، فلماذا سَترتَ وجهك عنه
        فَأجابهُ ( عليه السلام ) : إِنَّما صنعتُ ذلك ، مخافة أن أرى ذُلَّ السؤال في وَجهِهِ لِقضَائِي حاجتَهُ
        أما سمعت حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
        المُستَتِرُ بالحسنة تعدل سبعين حجة ، والمُذِيعُ بالسيِّئةِ مَخذُول

        أما سمعت قول الشاعر

        مَتى آَتِهِ يَوماً لأَطلبَ حَاجَةً رَجِعتُ إِلَى أَهلِي وَوَجهِي بِمَائِهِ

        ثالثاً

        ومن سخائه ( عليه السلام ) أنه إذا أتي بصحفة طعام عَمدَ إلى أطيب ما فيها من طعام ، ووضعه في تلك الصحفة ثم يأمر بها إلى المساكين ، ويتلو هذه الآية :

        ( فَلا اقْتَحَمَ العَقَبَة ) [ البلد 11 ]

        ثم يقول ( عليه السلام ) : علم الله عزَّ وجلَّ أن ليس كلَّ إنسانٍ يقدر على عتق رقبة فجعل له السبيل إلى الجنة

        رابعاً

        ومن بوادر جوده وكرمه ( عليه السلام ) أنَّ فقيراً قال له : أعطني على قدر مروءتك
        فأجابه الإمام ( عليه السلام ) : لا يَسَعَني ذلك
        فالتفت الفقير إلى خطأ كلامه فقال ثانياً : أعطني على قدر مروءتي
        وقابله الإمام بِبَسَمات فَيَّاضة بالبشر قائلاً : إذن نعم
        وأمر ( عليه السلام ) له بمائتي دينار
        فإن مروءة الإمام ( عليه السلام ) لا تُعَدُّ ، فلو أَعطَاه ( عليه السلام ) جَميع ما عِندهُ فإن ذلك ليسَ عَلى قدرِ مروءتِهِ ورحمتِهِ التي هي امتداد لِمُروءة جَدِّهِ الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله )

        خامساً

        ومن معالي كَرَمِهِ ( عليه السلام ) ما رواه أحمد بن عبيد الله عن الغفاري ، قال : كانَ لِرَجلٍ من آل أبي رافع عليَّ حق فتقاضاني وَأَلَحَّ عليَّ ، فلما رأيت ذلك صليت الصبح في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم توجهت نحو الإمام الرضا ( عليه السلام ) وكان في العريض
        فلما قربت من بابه خَرجَ ( عليه السلام ) وعليه قميص ورداء ، فلما نظرت إليه اسْتَحْيَيْتُ منه ، ووقف ( عليه السلام ) لما رآني

        فَسَلَّمتُ عليه وكان ذلك في شهر رمضان ، فقلت له : جُعلت فداك ، لِمَولاك عَلَيَّ حقٌّ ، شَهَرَنِي
        فأمرني ( عليه السلام ) بالجلوس حتى يرجع ، فلم أَزَل في ذلك المكان حتى صَلَّيتُ المغرب وأنا صائم ، وقد مَضَى بعض الوقت فَهَمَمْتُ بالانصراف


        فإذا الإمام ( عليه السلام ) قد طَلَع وقد أحاط به الناس ، وهو يتصدق على الفقراء والمَحُوجِين
        ومضيت معه ( عليه السلام ) حتى دخل بيته ، ثم خرج فدعاني فقمت إليه ، وأمرني بالدخول إلى منزله ، فدخلت وأخذت أحدثه عن أمير المدينة ، فلما فرغت من حديثي قال ( عليه السلام ) لي : ما أظُنُّكَ أفطرت بعد
        قلتُ : لا

        فدعاني ( عليه السلام ) بطعام ، وأمر غُلامه أن يتناول معي الطعام ، ولما فرغت من الإفطار أمرني أن أرفع الوسادة ، وآخذ ما تحتها

        فرفعتُها فإذا دنانير ، فوضعتها في كمي ، وأمر بعض غلمانه أن يبلغوني إلى منزلي ، فمضوا معي .
        ولما صرت إلى منزلي دعوت السراج ونظرتُ إلى الدنانير فإذا هي ثمانية وأربعون ديناراً
        وكان حق الرجل عَلَيَّ ثمانية وعشرين ديناراً ، وقد كُتِبَ على دينار منها أن حَقَّ الرجل عليك ثمانية وعشرين ديناراً ، وما بقي فهو لك

        وهذه بعض بوادر كرمه ( عليه السلام ) ، وهي تُنمِ عن نفس خُلقَت للإحسان والبر والمعروف


        يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




        نسألكم الدعاء

        تعليق

        • حسين راضي الحسين
          • Jan 2009
          • 414

          #64
          اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف







          أقوال الشعراء


          أبو فراس الحمدانيّ


          باؤوا بقتل الرضـا مِن بَعد بيعتِه وأبصروا بعض يوم رُشدَهم وعَمُوا

          عصابة شَقِيت من بعد ما سـعدت ومعشر هلكوا من بعد مـا سلموا

          لابيعةً ردعتهـم عـن دمـائهـمُ ولا يـمينَ ولا قـربـى ولاذِمـمُ


          ابونؤاس

          قِيل لي: أنت أفصح الناس طُرّاً في فنونٍ من الـكـلام النـبـيهِ

          لك من جوهر الـكـلام بـديع يُثمر الدرَّ في يدَي مُـجـتنـيهِ

          فـعلامَ تركتَ مدحَ ابن مـوسى والخـصالِ التي تجمّعن فـيـهِ

          قلتُ: لاأستطيـع مـدح إمـامٍ كـان جـبريل خادمـاً لأبـيـهِ


          الصاحب بن عبّاد

          يا زائـراً سـائـراً إلى طوسِ مشهدِ طُهر وأرض تـقـديسِ

          أبلغْ سلامي الرضا وحطَّ على أكرم رمسٍ لخيـر مـرموسِ

          واللهِ واللهِ حَـلـفــةً صدرت عن مخلص في الولاء مغموسِ

          إنّي لو كـنت مـالكـاً إربـي كان بطوسٍ الـغـنّاء تعريسي

          يابن النبيّ الذي به قـصم الـ ـلّهُ ظهورَ الجبابـر الشـوسِ

          وابنَ الوصيّ الذيّ تقدّم في الـ ـفضل على البُزل الـقناعيسِ

          وحائز الفضل غـير منـتقَص ولابس المـجـد غير تلبيـسِ

          أنـتـم حبال اليقين أعلَـقهـا ما وصل الـعـمر حبل تنفيسِ

          إنّ ابن عـبّادٍ استجار بـكـم فما يخاف الليوثَ في الخيسِ

          كونوا يا سـادتـي وسـائلَـه يفسحْ له اللهُ في الفـراديـسِ

          كم مدحة فيكم يـحبّــرهـا كـأنّـهـا حُـلّة الطواويـسِ


          الشيخ عليّ القطيفي

          قُل في الرضا ما شئتَ من مِـدَحٍ فلستَ تبلغ ما إن عشتَ أقصاها

          وكيف تبلغها والدهـر متّـصـل يُنْبيك آخرُها عـن ذكْر أُولاها؟!

          هذي فضائله كـالشمـس طالعة لم يَعْشُ عن ضوئها إلاّ الذي تاها

          فإنّه من كرام طاهـريـن لـقـد صفّى ذواتَهمُ الباري وزكّـاهـا

          وأذهبَ الرجسَ عنهم لايلمّ بـهم عيب ونقص وحاشاهم وحاشاها

          وإنّهم فُلْك نوحٍ فاز راكـبـهـا وخاب تاركها والنارَ يصـلاهـا

          صلّى عليهم إلهُ الخـلقِ ماتُليت في فضلهم مِدَحٌ في الذكْرِ أبداها


          عليّ بن عبدالله الخوافي


          يـا أرضَ طوس سقاكِ الله رحمته، ماذا حويتِ من الخيرات يا طوسُ؟!

          طابـت بـقاعـكِ في الدنيا وطيّبها شخصٌ ثوى بـ سنـا آبادَ مرموسُ

          شخص عزيز على الإسلام مصرعه في رحمة الله مغمور ومـغموسُ

          يـا قـبرَه أنت قبر قد تضمّـنـه حـلم وعلـم وتـطهير وتقديـسُ

          فـخـراً فـانّـك مغـبوط بجثّته وبالملائكة الأبـرار مـحـروسُ

          في كلّ عصر لنا منكم إمام هدىً فرَبعه آهِلٌ مـنـكـم ومـأنـوسُ

          أمست نـجـوم سـماء الدين آفلةً وظلّ أُسْد الشَّرى قد ضمّها الخيسُ

          غـابت ثمانية منـكـم وأربـعـة تُرجى مـطـالعُها ما حنّت العِيسُ

          حـتّى متى يظهر الحقُّ المنير بكم والحقّ في غيركم داجٍ ومطموسُ؟!



          يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




          نسألكم الدعاء

          تعليق

          • حسين راضي الحسين
            • Jan 2009
            • 414

            #65





            إمامة الرضا (ع)

            إستلم الإمام الرضا (ع) منصب الإمامة الفعلية في ظروف صعبة وأحداث مريرة عاش خلالها محنة والده وهو يتكبّد مرارة السجون والإرهاب في مواجهة انحراف السلطة. ويبذل نفسه الشريفة ثمناً للإصلاح والتصحيح.. كما واجه الإمام الرضا (ع) مشكلة الواقفة الذين شكّلوا خطراً على قضية الإمامة بادّعائهم توقفها عند الإمام الكاظم (ع) فانكروا إمامة الرضا (ع) فكاتبهم (ع) فلم يرتدوا، وكان السبب الحقيقي لاتخاذهم هذ الموقف هو طمعهم بالأموال الشرعية التي كانوا وكلاء عليها من قبل الإمام الكاظم (ع) ولذلك لم يلبث أن ظهرت حقيقتهم إلى العراء ورجع أكثرهم إلى الحق

            مناقب الإمام (ع)

            عُرف الإمام الرضا (ع) بملازمة كتاب الله فكان يختمه في ثلاثة أيام، وكان دائم التهجد والدعاء كسيرة ابائه الكرام، ورغم وفرة الأموال التي كانت تحت يده فقد جسّد في حياته العامة والخاصة المثال الأعلى والنموذج الفريد في الزهد والتواضع والإخلاص كما كان يشارك الضعفاء والمساكين طعامهم ويقيم لهم الموائد ويعطف على الفقراء. وبالإضافة إلى ذلك كان الإمام (ع) مفزعاً يأوي إليه العلماء وملجأ يقصده رواد العلم والمعرفة وحصناً يردّ عن الدين شبهات الزنادقة وأضاليل الغلاة كما كانت له مناظرات ومحاورات مع علماء الفقه والكلام تركت أثراً طيباً في تدعيم الدين وتثبيت قواعد الشريعة وأصول التوحيد

            الإمام (ع) وهارون الرشيد

            كان هارون الرشيد قد وصل إلى حد الإعياء ولم يفلح في احتواء الإمام الكاظم (ع). لذلك قرّر تصفيته جسدياً، هذا الإرهاب العباسي لم يمنع إمامنا الرضا (ع) من متابعة نهج والده الإصلاحي في مقاومة الفساد والظلم ونشر الإسلام وبث الوعي، ولذلك تخوّف عليه أصحابه من بطش هارون الرشيد، فأجابهم الإمام بأن رسول الله (ص) قال: "إن أخذ أبو الجهل من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بنبي وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بإمام" ومات الرشيد دون أن يجرؤ على مسّ شعرة من رأس الإمام (ع)


            الأوضاع السياسية في عصر الامام (ع)

            عاصر الامام علي بن موسى الرضا (ع) هارون الرشيد عشر سنوات ثم ابنه الأمين ثم المأمون وقد اتسمت تلك الفترة بالقسوة والظلم والإرهاب وممارسة أشر أنواع التنكيل والتعذيب بحق أبناء البيت العلوي (ع)، ولكن ذلك لم يمنع من خروج الثورات العلوية المتلاحقة ضد الحكم العباسي الظالم

            ففي عصر المأمون وحده قام خمسة أو ستة من العلويين بثورات مضادة للحكم العباسي. وكان العباسيون لا يرحمون في سبيل المحافظة على كرسي الخلافة حتى ولو كان الثائر الخارج عليهم عبَّاسياً ومن أتباعهم وأنصارهم. ولذا نراهم قد نكّلوا بأبي مسلم الخراساني وقاموا بتصفية البرامكة رغم الخدمات الكبيرة التي قدّمها هؤلاء لهم

            ولاية العهد

            دعت الثورات العلوية المتتالية المأمون الذي قتل أخاه الأمين في حرب دامية من أجل كرسي الخلافة أن يأمر بإحضار الإمام الرضا (ع) من المدينة إلى (مرو) بصحبة جماعة من العلويين، ليعرض عليه الخلافة في مجلس حاشد وبعد أن يرفض الإمام (ع) هذا العرض، يطلب منه أن يقبل على الأقل بولاية العهد، مصراً على ذلك إلى درجة التهديد بالقتل. فماذا كان حافزه من وراء هذا العرض؟

            يذكر العلماء أن الأسباب السياسية التالية كانت وراء اتخاذه مثل هذا الموقف:

            1- كسب ولاء أهل خراسان الذين كانت لهم ميول شديدة باتجاه التشيّع وموالاة أهل البيت(ع)

            2- محاولة إرضاء العلويين وتهدئتهم وسحب مبررات الثورة والتمرّد من أيديهم ولذلك قام المأمون بإصدار عفو عام عن جميع العلويين

            3- تجريد الإمام من سلاحه بإعطائه منصباً في النظام الحاكم وتشويه سمعته بذلك لاسقاطه من قلوب الموالين له

            4- استخدام الإمام كورقة ضغط بوجه العباسيين الذين وقفوا مع الأمين في حربه ضد المأمون

            5- الحصول على اعتراف ضمني من الإمام بشرعية تصرفات المأمون. ومن وراءه إعتراف العلويين بشرعية السلطة العباسية

            6- عزل الإمام عن قواعده الموالية والمتزايدة. ووضعه تحت المراقبة الدقيقة.. والأمن من خطره


            ردّ فعل الإمام (ع) على ولاية العهد



            واجه الإمام (ع) العرض المشوب بالتهديد بالامتناع والرفض، ولكن إصرار المأمون على ذلك وصل إلى درجة التهديد بالقتل، فاقتضت المصلحة أن يوافق الإمام (ع) بالعرض ولكن بشرط: أن لا يُولِّي أحداً ولا يعزل أحداً ولا ينقض رسماً ويكون في الأمر من بعيد مشيراً

            ومن خلال هذا الشرط الصريح الذي اشترطه لقبول ولاية العهد أي عدم المشاركة في الحكم، كان سلوك الإمام المثالي يمثل ضربة لكل خطط المأمون ومؤامراته حيث لم يتأثر بزخارف الحكم وبهارجه بل كان يتصرف بطريقة مخالفة لتصرفات أصحاب الحكم والسلطان، وفي ذلك إدانة واضحة للمأمون وأتباعه. وبذلك استطاع الإمام أن يجعل من ولاية العهد ولاية صورية وشكلية كما استطاع بما أوتي من حكمة من إفراغ المشروع العباسي من مضمونه والحيلولة دون إسباغ الشرعية على خلافة المأمون عن طريق عدم المشاركة في الحكم، وأن لا يتحوّل إلى شاهد زور لتجاوزات الحكم

            ولم تفلح محاولات المأمون في النيل من مكانة الإمام (ع) فأخذ يجمع له العلماء من أقاصي البلاد ويأمرهم بتهيئة أصعب المسائل وأشكلها ليقطع حجّة الإمام ويشوه سمعته بذلك. وفي هذا المجال يقول أبو الصلت أحد العلماء انذاك: "فلما لم يظهر منه أي الإمام(ع) للناس إلاّ ما ازداد به فضلاً عندهم ومحلاً في نفوسهم جلب عليه المتكلمين من البلدان طمعاً في أن يقطعه واحد منهم فيسقط محله عند العلماء فكان لا يكلمه خصم من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين والبراهمة والملحدين والدهرية ولا خصم من فرق المسلمين المخالفين له إلاّ قطعه وألزمه الحجة



            يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




            نسألكم الدعاء


            تعليق

            • حسين راضي الحسين
              • Jan 2009
              • 414

              #66
              اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف







              من كرامات الامام علي بن موسى الرضا (ع)

              يعقوب موسى مقدَّم، 13 سنة ـ من أردبيل

              من كتاب: خواطر الزيارة، ص 91

              نشر: مؤسسة التنمية الفكرية للأطفال واليافعين


              الطبيب العجيب


              أنا ابنة فلاّح، اُساعد أبي دائماً في أعمال المزرعة صيفاً وشتاءً. وبسبب كثرة مباشرتي للرطوبة في الزراعة أُصيبت رِجلاي ـ قبل حوالي 8 سنوات ـ بالشلل من الركبة إلى القدم.. وصرت فتاة مُقعَدة مطروحة في زاوية من البيت

              حاول أبي وأمّي كل ما يمكن لمعالجتي. لم يَبقَ طبيب إلاّ وذهبنا إليه.. حتّى قطعنا الأمل. حزن أبي وأمي كثيراً وهما يشاهدان زهرتهما تذبل دون أن يقدرا على فعل شيء، وعاشا في أذى وعذاب

              في أحد الأيّام.. رحنا من القرية إلى زيارة الإمام الرضا عليه السّلام في مشهد. كان الوقت تقريباً عصر يوم الجمعة لمّا وصلنا إلى الحرم. وفي الصحن المزدحم بالناس.. حاولت بمشقة أن أصل إلى صنبور الماء. توضأت.. وذهبت إلى داخل الحرم

              وبعد أن عَيَّنت لي أمي مكاناً أجلس فيه.. وقفَتْ تصلّي صلاة الزيارة، ثمّ أخذتْ تدعو وتبكي بقلب منكسر. كانت تبكي من كلّ قلبها، وتطلب من الإمام الرضا الشفاء لجميع المرضى.. حتّى إنّي بكيت لبكائها. كان أبي إلى جانبي، وكانت هي تبكي وتبكي حتّى الساعة الثامنة ليلاً

              أمّا أنا .. فبعد الصلاة دعوتُ لأمي من كلّ قلبي كما علّمتني هي. وأقسمتُ على الإمام بابنه الجواد ألاّ يردّ أمّي خائبة

              بكيتُ عند قبر الإمام الرضا.. حتّى تعبتُ من البكاء، وأخذني النوم وقلبي كلّه حسرة وهمّ. بعد قليل عطشتُ في الحلم وطلبت ماء، لكن لا أحد هناك يأتيني بماء. نظرت هنا وهناك فيما حولي فلم أجد مَن أقول له ليأتي بماء. وبكيت في الحلم. وعندما أخذت أبكي.. فجأة جاء رجل جميل الطول والوجه، وقف عند رأسي وقال:

              ـ لماذا تبكين يا ابنتي ؟

              ذهلت لرؤية جماله النوراني وعظَمته البهيّة. إنّه الإمام الرضا عليه السّلام. ثمّ قلت:
              ـ أريد ماء.. لكن لا أحد يأتيني بماء. ورِجلاي مشلولتان لا أستطيع أن أذهب لأشرب
              أعطاني الإمام ماءً، ثمّ قال:

              ـ رِجلاك سالمتان يا ابنتي، تستطيعين أن تتحرّكي
              وفي لحظة.. غاب عن نظري، فتألمت كثيراً لأنّه ذهب. ومن شدّة ألمي استيقظتُ من نومي. كانت أمي عند رأسي تذرف دموع الشوق. قالت لي:
              ـ في النوم كنتِ يا ابنتي مُشرقة الوجه إلى حدّ أنّي خِفت.. وكان يفوح منك عطر ماء الورد


              لا أدري بأيّ لسان حكيتُ لأمّي ما رأيت. ونظرتُ إلى رِجليّ.. فإذا هما سالمتان.. لا أثر للشلل. أمي صرخَتْ من الفرح، وأخذت تشكر الإمام الرضا. اجتمعت حولنا النساء يقبّلْنني ويأخذن من ملابسي للتبرّك بها. ولشدّة زحام النساء حولي.. حملتني عدد منهنّ، وأخذنني إلى غرفة من غرف الصحن. ثمّ جئن لي بملابس وقبّلنني أنا وأمّي وقدّمن لنا التهاني

              بكت أمّي من الفرح، وأمسكتْ بيدي وأنا واقفة على قدمين كأنهما لم تعرفا الشلل قبل ذلك. ورحت أقدّم شكري للإمام الرضا الذي فتح باب الأمل والسعادة لنا نحن مُحبّيه البائسين

              ثماني سنوات مرّت على ذلك، وما لي طبيب دائماً غير إمامي الرضا. كلّما تكون عندي مشكلة أحكيها لإمامي الذي ليس لي لحلّ المشكلات أحد غيره



              يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




              نسألكم الدعاء

              تعليق

              • حسين راضي الحسين
                • Jan 2009
                • 414

                #67
                اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف








                من كرامات الامام علي بن موسى الرضا (ع)




                علي رضا العارفي ـ 12 سنة، طهران

                من كتاب: خواطر الصلاة ص 6

                نشر مؤسسة التنمية الفكرية للأطفال واليافعين


                حدثت معجزة


                أريد أن أحكي لكم أفضل وأروع ذكرى لي في مشهد المقدسة
                كان عمري 8 سنوات لمّا كنت في أحد الأيّام ألعب في الطريق مع ابنة الجيران. وما أدري كيف حدث أن صدمتني سيارة حمل. أبي وأمي نَقَلاني بسرعة إلى المستشفى. وعندما رجعتُ إلى الوعي وفتحت عيني لم أقدر أن أرى شيئاً! نعم، فقدت بصري بسبب ضربة السيارة. ولمّا ذكر الدكتور هذا لأمي اغتمّت كثيراً، وتوسّلت بالدكتور أن يفعل أي شيء من أجل عينيّ. لكن الدكتور قال:

                ـ لا يمكن عمل شيء.. إلاّ إذا حدثت معجزة

                ولهذا بعد خمسة أشهر ـ حينما تحسّنت حالتي العامّة قليلاً ـ ألحَّتْ أمي على أبي أن نذهب إلى مشهد المقدسة لزيارة الإمام الرضا عليه السّلام؛ لأنّ أبي ما كان يقدر أن يأخذ إجازة طويلة من مكان عمله. وعلى أي حال.. وبعد الترجّي حصل أبي على إجازة لمدة أسبوع، وذهبنا إلى مشهد

                عندما وصلنا إلى مشهد.. استأجر أبي لنا غرفة. وضعنا فيها أغراضنا، ثم توجّهنا أنا وأبي وأمي كلّنا إلى حرم الإمام. كانت أمي قد ضمّتني إلى جانبها وهي تُدخلني إلى الداخل


                أنا ما كنت أرى، لكن أحسستُ أن الحرم كان كثير الازدحام؛ لأنّ أمّي ما أوصلتْني قرب ضريح الإمام الرضا عليه السّلام إلاّ بمشقّة وعناء. وهناك أخذتْ تبكي وتبكي، وبكيتُ أنا أيضاً. أمي كانت تخاطب الإمام بهمس وتقول باكية:

                ـ أيّها الإمام الثامن، أريد منك شفاء ابنتي

                طيلة سبعة أيّام كانت أمي تُمسك بي وتدخلني إلى الحرم صباحاً وليلاً، متوسّلة بالإمام عليه السّلام لشفائي. ولمّا تمّ الأسبوع جاء وقت العَودة. لكن أمي ـ حتّى آخر اللحظات الباقية على رجوعنا من مشهد ـ كانت تبكي وتتضرّع

                ورجعنا من الزيارة إلى منزلنا... ورجع كلّ شيء كما كان قبل السفر: تبكي أمي عند الصلاة، وعندما تشتغل في المنزل، وفي كلّ مكان تكون فيه.. طالبةً شفائي، حتّى ضَعُفتْ ومَرِضتْ، فنقَلَها أبي إلى المستشفى. وفي المستشفى قال الدكتور:

                ـ لازم تستريح ولا تنشغل بالهم، وإلاّ فإنّها تقضي على نفسها

                انقضت 3 سنوات في عذاب وألم. بعدها عزمنا على السفر إلى مشهد للمرة الثانية لزيارة الإمام الرضا عليه السّلام. واضطرّ أبي أيضاً إلى أخذ إجازة من عمله.. وبدأنا السفر

                وعندما وصلنا إلى مشهد.. شعرتُ أنّ كلّ مكان هنا ممتلئ بالعطر. في البداية استأجرنا مكاناً للسكن
                وقلت لأمي:
                ـ ماما.. أريد أن أروح إلى الحرم الآن، فهل تأخذينني ؟
                قالت أمي:
                ـ طبعاً آخذك

                ثمّ ذهبتُ أنا وأمي إلى مرقد الإمام الرضا عليه السّلام.. حيث زُرنا. وهناك اتّخذتُ لي مكاناً قرب الضريح الطاهر.. وبدأتُ أبكي وأطلب من الإمام الرضا أن يشفيني. قلت:

                ـ أيها الإمام الرضا.. لا ينكسر قلبي مرة ثانية
                بعد لحظات.. شعرتُ أنّ شخصاً يناديني ويقول:
                ـ قُومي، أنتِ شُفيتِ
                لا.. لم أقدر أن أُصدِّق. لكن.. نعم، أنا شُفيت. عيوني التي فقدتُها قد عادت إليّ! آه يا ربّي.. ماذا أرى ؟! عيوني تنفتح! لقد تحقّق الأمل. أردت في هذه اللحظة أن أصيح وأقول:
                ـ أيها الإمام الرضا، أيها الإمام الثامن.. أشكرك، أنا شاكرة لك. أنا الآن أرى كلّ شيء: أُمّي وأبي والناس والمكان والأطفال.. كلّهم كلّهم أراهم!
                ثمّ صِحتُ:
                ـ ماما.. ماما.. أنا أرى، أنا شفيت!
                وعلى أثر صيحتي.. أسرعَتْ أمي إليّ وقالت:
                ـ ما بِك يا ماما ؟! لماذا صِحتِ ؟!

                لمّا قلت لها: إني شفيت، لم تصدّق. ثم أخذت تبكي من الفرح بكاء لا أستطيع وصفه. نعم، بعد 3 سنوات أشرق نور الأمل في عينيّ من جديد. وأتمنّى الشفاء لكل مريض

                هذه خلاصة لأفضل ذكرياتي التي لا أنساها أبداً. بالمعجزة بدأت حياتي من جديد والآن قد مرّت على هذه الواقعة العجيبة 3 سنوات


                يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




                نسألكم الدعاء

                تعليق

                • حسين راضي الحسين
                  • Jan 2009
                  • 414

                  #68
                  اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف






                  كرامات الإمام علي الرضا ( ع )


                  يتميّز الأئمة ( عليهم السلام ) بارتباطٍ خاصٍّ بالله تعالى وعالَم الغيب ، بسبَبِ مقامِ العصمة والإمامة ، ولَهُم - مثل الأنبياء - معاجزٌ وكرامَاتٌ تؤيِّد ارتباطهم بالله تعالى ، وكونَهم أئمّة

                  وللإمام الرضا ( عليه السلام ) معاجزٌ وكراماتٌ كثيرةٌ ، سجَّلَتْها كتبُ التاريخ ، ونذكر هنا بعضاً منها

                  الكرامة الأولى

                  عن علي بن ميثم عن أبيه ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت نجمة أم الرضا ( عليه السلام ) تقول : لما حملت بابني الرضا لم أشعر بثقل الحمل ، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتحميداً من بطني فيهولني ، فإذا انتبهت لم أسمع ، فلمّا وضعته وقع على الأرض واضعاً يده على الأرض ، رافعاً رأسه ويحرّك بشفتيه ويتكلّم

                  الكرامة الثانية

                  عن إبراهيم بن موسى القزّاز ، قال : ألححت على الرضا ( عليه السلام ) في شيء طلبته منه ، فخرج يستقبل بعض الطالبيين ، وجاء وقت الصلاة فمال إلى قصر هناك ، فنزل تحت شجرة بقرب القصر ، وأنا معه وليس معنا ثالث ، فقال : ( أذّن ) ، فقلت : ننتظر يلحق بنا أصحابنا

                  فقال : ( غفر الله لك ، لا تؤخرن صلاة عن أوّل وقتها إلى آخر وقتها من غير علّة عليك أبداً بأوّل الوقت ) ، فأذّنت وصلينا ، فقلت : يا ابن رسول الله ، قد طالت المدّة في العدة التي وعدتنيها ، وأنا محتاج وأنت كثير الشغل ، لا أظفر بمسألتك كل وقت ، قال : فحكّ بسوطه الأرض حكّاً شديداً ، ثمّ ضرب بيده إلى موضع الحك ، فأخرج سبيكة ذهب

                  فقال : ( خذها إليك ، بارك الله لك فيها ، وانتفع بها ، واكتم ما رأيت ) ، قال : فبورك لي فيها حتّى اشتريت بخراسان ما كان قيمته سبعين ألف دينار ، فصرت أغنى الناس من أمثالي هناك

                  الكرامة الثالثة

                  قال أبو إسماعيل السندي : سمعت بالسند أنّ لله في العرب حجّة ، فخرجت منها في الطلب ، فدللت على الرضا ( عليه السلام ) فقصدته ، فدخلت عليه وأنا لا أحسن من العربية كلمة ، فسلّمت بالسندية ، فرد عليّ بلغتي ، فجعلت أكلّمه بالسندية وهو يجيبني بالسندية ، فقلت له : إنّي سمعت بالسند أنّ لله حجّة في العرب ، فخرجت في الطلب ، فقال بلغتي : ( نعم أنا هو ) ، ثمّ قال : ( فسل عمّا تريد )

                  فسألته عمّا أردته ، فلمّا أردت القيام من عنده ، قلت : إنّي لا أحسن من العربية شيئاً ، فادع الله أن يلهمنيها ، لأتكلم بها مع أهلها ، فمسح يده على شفتي ، فتكلّمت بالعربية من وقتي

                  الكرامة الرابعة

                  عن أبي الصلت الهروي ـ كان خادماً للإمام الرضا ( عليه السلام ) ـ قال : أصبح الرضا ( عليه السلام ) يوماً ، فقال لي : ( أدخل هذه القبّة التي فيها هارون ، فجئني بقبضة تراب من عند بابها ، وقبضة من يمنتها ، وقبضة من يسرتها ، وقبضة من صدرها ، وليكن كل تراب منها على حدته ) ، فصرت إليها فأتيته بذلك ، وجعلته بين يديه على منديل ، فضرب بيده إلى تربة الباب ، فقال : ( هذا من عند الباب ؟ ) قلت : نعم

                  قال : ( غداً تحفر لي في هذا الموضع ، فتخرج صخرة لا حيلة فيها ) ، ثمّ قذف به ، وأخذ تراب اليمنة ، وقال : ( هذا من يمنتها ؟ ) قلت : نعم ، قال : ( ثمّ تحفر لي في هذا الموضع ، فتظهر نبكة لا حيلة فيها ) ، ثمّ قذف به ، وأخذ تراب اليسرة ، وقال : ( ثمّ تحفر لي في هذا الموضع ، فتخرج نبكة مثل الأولى ) ، وقذف به

                  وأخذ تراب الصدر ، فقال : ( وهذا تراب من الصدر ، ثمّ تحفر لي في هذا الموضع ، فيستمر الحفر إلى أن يتم ، فإذا فرغ من الحفر فضع يدك على أسفل القبر ، وتكلّم بهذه الكلمات ... ، فإنّه سينبع الماء حتّى يمتلئ القبر ، فتظهر فيه سميكات صغار ، فإذا رأيتها ، ففتت لها كسرة ، فإذا أكلتها خرجت حوتة كبيرة ، فابتلعت تلك السميكات كلّها ، ثمّ تغيب ، فإذا غابت فضع يدك على الماء ، وأعد الكلمات ، فإنّ الماء ينضب كلّه ، وسل المأمون عنّي أن يحضر وقت الحفر ، فإنّه سيفعل ليشاهد هذا كلّه )

                  ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( الساعة يجئ رسوله فاتبعني ، فإن قمت من عنده مكشوف الرأس فكلّمني بما تشاء ، وإن قمت من عنده مغطّى الرأس فلا تكلّمني بشيء ) ، قال : فوافاه رسول المأمون ، فلبس الرضا ( عليه السلام ) ثيابه ، وخرج وتبعته ، فلمّا دخل إلى المأمون وثب إليه ، فقبّل بين عينيه ، وأجلسه معه على مقعده ، وبين يديه طبق صغير فيه عنب ، فأخذ عنقوداً قد أكل نصفه ، ونصفه باق ، وقد كان شربه بالسم ، وقال للرضا ( عليه السلام ) : حمل إليّ هذا العنقود فاستطبته ، فأكلت منه ، وتنغصّت به أن لا تأكل منه ، فأسألك أن تأكل منه

                  قال : ( أو تعفيني من ذلك ؟ ) ، قال : لا والله ، فإنّك تسرنّي بما تأكل منه ، قال : فاستعفاه ثلاث مرّات ، وهو يسأله بمحمّد وعلي أن يأكل منه ، فأخذ منه ثلاث حبّات فأكلها ، وغطّى رأسه ونهض من عنده ، فتبعته ولم أكلّمه بشيء حتّى دخل منزله ، فأشار إليّ أن أغلق الباب فأغلقته ، وصار إلى مقعد له فنام عليه ، وصرت أنا في وسط الدار ، فإذا غلام عليه وفرة ظننته ابن الرضا ( عليه السلام ) ، ولم أكن قد رأيته قبل ذلك ، فقلت : يا سيدي الباب مغلق فمن أين دخلت ؟

                  فقال : ( لا تسأل عمّا لا تحتاج إليه ) ، وقصد إلى الرضا ( عليه السلام ) ، فلمّا بصر به الرضا ( عليه السلام ) وثب إليه ، وضمّه إلى صدره ، وجلسا جميعاً على المقعد ، ومد الرضا ( عليه السلام ) الرداء عليهما ، فتناجيا طويلاً بما لم أعلمه

                  ثمّ امتد الرضا ( عليه السلام ) على المقعد ، وغطّاه محمّد بالرداء ، وصار إلى وسط الدار ، فقال : ( يا أبا الصلت ) ، قلت : لبيك يا ابن رسول الله ، قال : ( أعظم الله أجرك في الرضا ، فقد مضى ) ، فبكيت قال : ( لا تبك هات المغتسل والماء لنأخذ في جهازه ) ، فقلت : يا مولاي الماء حاضر ، ولكن ليس في الدار مغتسل إلاّ أن يحضر من خارج الدار ، فقال : ( بل هو في الخزانة ) ، فدخلتها فوجدت فيها مغتسلاً لم أره قبل ذلك ، فأتيته به وبالماء

                  ثمّ قال : ( تعال حتّى نحمل الرضا ( عليه السلام ) ) ، فحملناه على المغتسل ، ثمّ قال : ( اغرب عنّي ) ، فغسّله هو وحده ، ثمّ قال : ( هات أكفانه والحنوط ) ، قلت : لم نعد له كفناً ، فقال : ( ذلك في الخزانة ) ، فدخلتها فرأيت في وسطها أكفاناً وحنوطاً لم أره قبل ذلك ، فأتيته به فكفّنه وحنّطه

                  ثمّ قال لي : ( هات التابوت من الخزانة ) ، فاستحييت منه أن أقول : ما عندنا تابوت ، فدخلت الخزانة ، فوجدت فيها تابوتاً لم أره قبل ذلك ، فأتيته به فجعله فيه ، فقال : ( تعال حتّى نصلّي عليه ) ، وصلّى بي وغربت الشمس ، وكان وقت صلاة المغرب ، فصلّى بي المغرب والعشاء ، وجلسنا نتحدّث ، فانفتح السقف ، ورفع التابوت

                  فقلت : يا مولاي ليطالبني المأمون به فما تكون حيلتي ؟ قال : ( لا عليك فإنّه سيعود إلى موضعه ، فما من نبي يموت في مغرب الأرض ، ولا يموت وصي من أوصيائه في مشرقها إلاّ جمع الله بينهما قبل أن يدفن ) ، فلمّا مضى من الليل نصفه أو أكثر ، إذا التابوت قد رجع من السقف حتّى استقر مكانه ، فلمّا صلّينا الفجر قال لي : ( افتح باب الدار ، فإنّ هذا الطاغية يجيئك الساعة ، فعرّفه أنّ الرضا ( عليه السلام ) قد فرغ من جهازه )

                  قال : فمضيت نحو الباب ، فالتفت فلم أره ، فلم يدخل من باب ، ولم يخرج من باب ، قال : وإذا المأمون قد وافى ، فلمّا رآني قال : ما فعل الرضا ؟ قلت : أعظم الله أجرك في الرضا ، فنزل وخرق ثيابه وسفى التراب على رأسه ، وبكى طويلاً ، ثمّ قال : خذوا في جهازه ، قلت : قد فرغ منه ، قال : ومن فعل به ذلك ؟ قلت : غلام وافاه لم أعرفه ، إلاّ أنّي ظننته ابن الرضا

                  قال : فاحفروا له في القبّة ، قلت : فإنّه يسألك أن تحضر موضع الحفرة ، قال : نعم أحضروا كرسياً فجلس عليه ، وأمر أن يحفر له عند الباب ، فخرجت الصخرة ، فأمر بالحفر في يمنة القبّة ، فخرجت النبكة ، ثمّ أمر بذلك في يسرتها ، فظهرت النبكة الأخرى ، فأمر بالحفر في الصدر ، فاستمر الحفر ، فلمّا فرغ منه وضعت يدي على أسفل القبر ، وتكلّمت بالكلمات ، فنبع الماء وظهرت السميكات ، ففتتت لها كسرة خبز فأكلتها ، ثمّ ظهرت السمكة الكبيرة فابتلعتها كلّها وغابت ، فوضعت يدي على الماء وأعدت الكلمات ، فنضب الماء كلّه ، وانتزعت الكلمات من صدري من ساعتي ، فلم أذكر منها حرفاً واحداً

                  فقال المأمون : يا أبا الصلت الرضا أمرك بهذا ؟ قلت : نعم ، قال : فما زال الرضا يرينا العجائب في حياته ، ثمّ أراناها بعد وفاته ، فقال للوزير : ما هذا ؟ قال : ألهمت أنّه ضرب لكم مثلاً بأنّكم تتمتّعون في الدنيا قليلاً مثل هذه السميكات ، ثمّ يخرج واحد منهم فيهلككم

                  فلمّا دفن ( عليه السلام ) قال لي المأمون : علّمني الكلمات ؟ قلت : والله انتزعت من قلبي فما أذكر منها حرفاً ، وبالله لقد صدّقته فلم يصدّقني ، وتوعدني بالقتل إن لم أعلمه إياها ، وأمر بي إلى الحبس ، فكان في كل يوم يدعوني إلى القتل ، أو تعليمه ذلك ، فأحلف له مرّة بعد أخرى كذلك سنة ، فضاق صدري فقمت ليلة جمعة فاغتسلت وأحييتها راكعاً وساجداً وباكياً ومتضرّعاً إلى الله في خلاصي ، فلمّا صليت الفجر إذا أبو جعفر بن الرضا ( عليه السلام ) قد دخل إليّ

                  وقال : ( يا أبا الصلت ضاق صدرك ؟ ) قلت : إي والله يا مولاي ، قال : ( أمّا لو فعلت قبل هذا ما فعلته الليلة ، لكان الله قد خلّصك كما يخلّصك الساعة ) ، ثمّ قال : ( قم ) ، فقلت : إلى أين ؟ والحرّاس على باب السجن ، والمشاعل بين أيديهم ؟ قال : ( قم ، فإنّهم لا يرونك ، ولا تلتقي معهم بعد يومك هذا ) ، فأخذ بيدي وأخرجني من بينهم ، وهم قعود يتحدّثون ، والمشاعل بين أيديهم فلم يرونا ، فلمّا صرنا خارج السجن

                  قال : ( أي البلاد تريد ؟ ) قلت : منزلي بهراة ، قال : ( أرخ رداءك على وجهك ، وأخذ بيدي ) ، فظننته حوّلني عن يمنته إلى يسرته ، ثمّ قال لي : ( اكشف وجهك )


                  فكشفته ، فلم أره ، فإذا أنا على باب منزلي فدخلته ، فلم ألتق مع المأمون ، ولا مع أحد من أصحابه إلى هذه الغاية

                  الكرامة الخامسة

                  روى أبو عبد الله البرقي عن الحسن بن موسى بن جعفر ، قال : خرجنا مع أبي الحسن ( عليه السلام ) إلى بعض أمواله في يوم لا سحاب فيه ، فلمّا برزنا قال : ( حملتم معكم المماطر ؟ ) قلنا : وما حاجتنا إلى المماطر ؟ وليس سحاب ، ولا نتخوّف المطر ، قال : ( لكنّي قد حملته ، وستمطرون )

                  قال : فما مضينا إلاّ يسيراً حتّى ارتفعت سحابة ، ومطرنا حتّى أهمتنا أنفسنا ، فما بقي منّا أحد إلاّ ابتل غيره




                  يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




                  نسألكم الدعاء


                  تعليق

                  • حسين راضي الحسين
                    • Jan 2009
                    • 414

                    #69
                    اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف






                    كرامات الإمام علي الرضا ( ع )


                    يتميّز الأئمة ( عليهم السلام ) بارتباطٍ خاصٍّ بالله تعالى وعالَم الغيب ، بسبَبِ مقامِ العصمة والإمامة ، ولَهُم - مثل الأنبياء - معاجزٌ وكرامَاتٌ تؤيِّد ارتباطهم بالله تعالى ، وكونَهم أئمّة

                    وللإمام الرضا ( عليه السلام ) معاجزٌ وكراماتٌ كثيرةٌ ، سجَّلَتْها كتبُ التاريخ ، ونذكر هنا بعضاً منها




                    الكرامة السادسة

                    عن الحسن بن علي بن يحيى ، قال : زوّدتني جارية لي ثوبين ملحمين ، وسألتني أن أحرم فيهما ، فأمرت الغلام فوضعهما في العيبة ، فلمّا انتهيت إلى الوقت الذي ينبغي أن أحرم فيه دعوت بالثوبين لألبسهما ، ثمّ اختلج في صدري ، فقلت : ما أظنّه ينبغي أن أحرم فيهما ، فتركتهما ولبست غيرهما .
                    فلمّا صرت بمكّة ، كتبت كتاباً إلى أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وبعثت إليه بأشياء كانت معي ، ونسيت أن أكتب إليه أسأله عن المحرم هل يلبس الملحم ؟ فلم ألبث أن جاءني الجواب بكل ما سألته عنه ، وفي أسفل الكتاب : ( لا بأس بالملحم أن يلبسه المحرم )

                    الكرامة السابعة

                    قال علي بن الحسين بن يحيى : كان لنا أخ يرى رأي الإرجاء ، يقال له : عبد الله ، وكان يطعن علينا ، فكتبت إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) أشكو إليه ، وأسأله الدعاء ، فكتب إليّ : ( سترى حاله إلى ما تحب ، وأنّه لن يموت إلاّ على دين الله ، وسيولد له من أم ولد له فلانة غلام )

                    قال علي بن الحسين بن يحيى : فما مكثنا إلاّ أقل من سنة حتّى رجع إلى الحق ، فهو اليوم خير أهل بيتي ، وولد له بعد كتاب أبي الحسن من أم ولده تلك غلام

                    الكرامة الثامنة

                    قال سليمان بن جعفر الجعفري : كنت مع الرضا ( عليه السلام ) في حائط له ، وأنا أحدّثه إذ جاء عصفور فوقع بين يديه ، وأخذ يصيح ويكثر الصياح ويضطرب ، فقال لي : ( تدري ما يقول هذا العصفور ؟ ) قلت : الله ورسوله وابن رسوله أعلم

                    قال : ( قال إنّ حيّة تريد أن تأكل فراخي في البيت ، فقم فخذ تلك النسعة ، وادخل البيت ، واقتل الحيّة ) ، قال : فقمت وأخذت النسعة ، فدخلت البيت ، وإذا حيّة تجول في البيت ، فقتلتها

                    الكرامة التاسعة

                    قال الحسن بن علي بن فضّال : إنّ عبد الله بن المغيرة ، قال : كنت واقفياً ، وحججت على تلك الحالة ، فخلج في صدري بمكّة شيء ، فتعلّقت بالملتزم ، ثمّ قلت : اللهم قد علمت طلبتي وإرادتي ، فأرشدني إلى خير الأديان ، فوقع في نفسي أن آتي الرضا ( عليه السلام ) ، فأتيت المدينة ، فوقفت ببابه ، فقلت للغلام : قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب ، فسمعت نداءه وهو يقول : ( أدخل يا عبد الله بن المغيرة ) ، فدخلت ، فلمّا نظر إليّ قال : ( قد أجاب الله دعوتك ، وهداك لدينه ) ، فقلت : أشهد أنّك حجّة الله على خلقه

                    الكرامة العاشرة

                    عن بكر بن صالح ، قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : امرأتي أخت محمّد بن سنان ، بها حمل فادع الله أن يجعله ذكراً ، قال : ( هما اثنان ) ، قلت في نفسي : هما محمّد وعلي بعد انصرافي ، فدعاني بعد فقال : ( سم واحداً علياً والأخرى أم عمر )

                    فقدمت الكوفة ، وقد ولد لي غلام وجارية في بطن ، فسمّيت كما أمرني ، فقلت لأمّي : ما معنى أم عمر ؟ فقالت : إنّ أمّي كانت تدعى أم عمر

                    الكرامة الحادية عشرة


                    عن عبد الله بن سوقة ، قال : مر بنا الرضا ( عليه السلام ) ، فاختصمنا في إمامته ، فلمّا خرج خرجت أنا وتميم بن يعقوب السرّاج من أهل برقة ، ونحن مخالفون له ، نرى رأي الزيدية ، فلمّا صرنا في الصحراء ، فإذا نحن بظباء ، فأومئ أبو الحسن ( عليه السلام ) إلى خشف منها ، فإذا هو قد جاء حتّى وقف بين يديه ، فأخذ أبو الحسن يمسح رأسه ، ودفعه إلى غلامه ، فجعل الخشف يضطرب لكي يرجع إلى مرعاه ، فكلّمه الرضا بكلام لا نفهمه فسكن

                    ثمّ قال : ( يا عبد الله ، أو لم تؤمن ؟ ) قلت : بلى يا سيّدي ، أنت حجّة الله على خلقه ، وأنا تائب إلى الله ، ثمّ قال للظبي : ( اذهب إلى مرعاك ) ، فجاء الظبي وعيناه تدمعان ، فتمسح بأبي الحسن ( عليه السلام ) ورغى

                    فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( تدري ما يقول ؟ ) قلنا : الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، قال : ( يقول دعوتني فرجوت أن تأكل من لحمي فأجبتك ، وحزنتني حين أمرتني بالذهاب )





                    يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




                    نسألكم الدعاء

                    تعليق

                    • حسين راضي الحسين
                      • Jan 2009
                      • 414

                      #70
                      اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف






                      النسَب الشريف


                      الإمام عليّ الرضا عليه السّلام ينحدر عن سلالة طاهرة تتّصل بالنبوّة والإمامة الإلهيّة وتمتّد متشعّبةً في بيوت الأوصياء والأولياء، ومَن كانوا مِن قبلُ على دين الحنيفيّة وملّةِ إبراهيم خليلِ الرحمن عليه السّلام

                      الأب

                      أبوه الإمام موسى بن جعفر الكاظم سلامُ الله عليه.. الذي لم يطق أعداؤه صبراً على مدحه:
                      فذاك قاتله هارون العبّاسيّ يشير إليه ويقول لابنه المأمون: هذا إمام الناس، وحجّة الله على خلْقه، وخليفته على عباده... موسى بن جعفر إمام حق. والله يا بُنيّ، إنّه لأحقّ بمقام رسول الله صلّى الله عليه وآله منّي ومن الخلق جميعاً، واللهِ لو نازعتَني هذا الأمر لأخذتُ الذي فيه عيناك، فإنّ المُلك عقيم

                      وقال له مرّةً أخرى: يا بُنيّ! هذا وارث علم النبيّين، هذا موسى بن جعفر، إن أردت العلم الصحيح فعند هذا

                      ونُقل عنه كذلك أنّه قال: هذا وارث علوم الأوّلين والآخِرين، فإن أردت علْماً حقّاً فعند هذا

                      ويأتي بعد ذلك المؤرّخون والرجاليّون ومدوّنو السِّيَر.. فلا يجدون في أنفسهم إلاّ إعجاباً به وإجلالاً له، ولا يملكون عن الثناء عليه أقلامهم:

                      • فأبوعليّ الخلاّل ـ شيخ الحنابلة ـ يقول: ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به، إلاّ وسهّل الله تعالى لي ما أُحبّ
                      • وأبو حاتم يقول فيه: ثقة صدوق، إمام من أئمّة المسلمين
                      • والنسّابة يحيى بن الحسن يقول فيه: يُدعى العبد الصالح، من عبادته واجتهاده
                      • والذهبيّ ـ رغم تعصّبه ـ يكتب: كان موسى بن جعفر من أجواد الحكماء، ومن العبّاد الأتقياء
                      • وابن الجوزيّ هو الآخر يكتب: كان يُدعى العبد الصالح؛ لقيامه بالليل، وكان كريماً حليماً، إذا بلغه عن رجل أنّه يؤذيه بعث إليه بمال

                      • وذاك ابن حجر ينصّ على أنّه وارث أبيه الصادق عليه السّلام علماً ومعرفة، وكمالاً وفضلاً، ثمّ يقول: سُمّي بـ «الكاظم» لكثرة تجاوزه وحلمه، وكان معروفاً عند أهل العراق بـ(باب قضاء الحوائج عند الله)، وكان أعبدَ أهل زمانه، وأعلمهم وأسخاهم

                      • وإذا جئتَ إلى كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعيّ سمعتَه يقول في الإمام الكاظم عليه السّلام: هو الإمام الكبير القدْر، العظيم الشأن، الكثير التهجّد، الجادّ في الاجتهاد، المشهود له بالكرامات، المشهور بالعبادة، المواظب على الطاعات، يبيت الليلَ ساجداً وقائما، ويقطع النهار متصدّقاً وصائما، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دُعي كاظما.. ويُعرف في العراق بـ ( باب الحوائج إلى الله )، لنُجح مطالب المتوسّلين إلى الله به. كراماته تَحار منها العقول، وتقضي بأنّ له عند الله تعالى قدمَ صِدق لا يزول

                      • أمّا ابن الصبّاغ المالكيّ فيمضي قلمه بلا تعثّر فيدوّن هذه العبارات: وأمّا مناقبه وكراماته الظاهرة، وفضائله وصفاته الباهرة، فتشهد له بأنّه افترع قبّة الشرف وعَلاها، وسما إلى أوج المزايا فبلغ عُلاها، وذُلّلت له كواهل السيادة فامتطاها، وحكم في غنائم المجد فاختار صفاياها فأصفاها

                      ولا تقف عند أحد من كتّاب التاريخ إلاّ ورأيته يصدع بالمدح لا يتردّد فيه، وكان منهم: الخطيب البغدادي (تاريخ بغداد 28:13)، وابن الجوزيّ (صفة الصفوة 103:2) وسبط ابن الجوزيّ (تذكرة خواصّ الأمّة 196)، وأحمد بن يوسف الدمشقيّ القرمانيّ (أخبار الدول 112)، والشبلنجيّ (نور الأبصار 218)، ومحمّد بن الصبّان (إسعاف الراغبين ـ هامش نور الأبصار 226)، وابن عنبة (عمدة الطالب 196)، والشبراويّ الشافعيّ (الإتحاف بحبّ الأشراف 54)، وخير الدين الزركليّ الذي وصفه بالقول: كان من سادات بني هاشم، ومن أعبد أهل زمانه، وأحد كبار العلماء الأجواد.(الأعلام 270:8).. وغيرهم كثير

                      الأجداد

                      وإذا أردنا أن نتعرّف على الآباء، فهُمُ: الأئمّة الطاهرون، والحجج الأوصياء المعصومون، ولاة أمر الله، وخزنة علم الله، وخلفاء رسول الله. نور الله وأركان الأرض، والعلامات والآيات، وهم الراسخون في العلم والمتوسّمون. ومن وردت الأحاديث الشريفة الوافرة من طرق المسلمين جميعاً بالنصّ على إمامتهم على لسان النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم بأمرٍ من الله «جَلّ وعلا».. من ذلك:
                      • قوله صلّى الله عليه وآله: إنّ وصيّي

                      عليّ بن أبي طالب، وبعده سبطايَ الحسنُ و الحسين، تتلوه تسعةُ أئمّةٍ من صُلب الحسين.. إذا مضى الحسين فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى [أي الكاظم]، فإذا مضى موسى فابنه عليّ [أي الرضا]





                      يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




                      نسألكم الدعاء


                      تعليق

                      • حسين راضي الحسين
                        • Jan 2009
                        • 414

                        #71
                        اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف






                        سلالة العصمة


                        ومن هنا نعلم أنّ الإمام الرضا عليه السّلام ينتمي إلى شجرة النبوّة، وبيت الرسالة والوحي، ويتّصل بأهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله بلا واسطة، وإنّما مباشرةً عن طريق آبائه الأبرار، فهو ابن موسى الكاظم، ابن جعفر الصادق، ابن محمّد الباقر، ابن عليّ السجّاد زين العابدين، ابن الإمام السبط الشهيد أبي عبدالله الحسين، ابن سيّد الأوصياء عليّ أمير المؤمنين، ابن أبي طالب، بن عبدالمطّلب.. ومن هذا الأصل فأُمُّه الصدّيقة الطاهرة فاطمة بنت سيّد الخلق محمّد بن عبدالله، عليه أفضل الصلاة والسّلام وأزكاهما وعلى آلهِ الميامين

                        وهذا النسب أشرفُ الأنساب وأزكاها وأسماها، إذ ينتمي الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام إلى أشرف سلالة وأطهرها وأكثرها بركة. والحديث المشهور بـ «حديث سلسلة الذهب» (لاحظ العنوان في هذه الشبكة) قد وقف الكثير أمامَ سنده الشريف ـ وفيه أسماء الأئمّة عليهم السّلام ـ وقفةَ إجلال وتقديس؛ لأنّ رواته كلّهم أولياءُ معصومون، أزكياء مخلَصون، ينتهون بالنسب والحسَب إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، فجاءت كلمات المحدّثين تقول: لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنونه

                        وقالوا هذا حديث مشهور برواية الطاهرين، عن أبائهم الطيّبين. وكان بعض السلف من المحدّثين إذا روى هذا الإسناد قال: لو قُرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق. وقال آخر: لو قرأتَ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جِنّته. وكم كاتب كتب حديث سلسلة الذهب تعظيماً واحتراماً وإجلالاً لسنده ومتنه!
                        والحديث الشريف برواية الإمام الرضا عليه السّلام ينقله عن آبائه ونسبه الأقدس فيقول: سمعت أبي موسى بنَ جعفر يقول: سمعت أبي جعفرَ بن محمّد يقول: سمعت أبي محمّدَ بن عليّ يقول: سمعت أبي عليَّ بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن عليّ يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب يقول: سمعت النبيّ صلّى الله عليه وآله يقول: سمعت الله عزّوجلّ يقول: لا إله إلاّ الله حصني، فمَن دخل حصني أمِنَ منْ عذابي

                        وهذه السلالة الطاهرة هي التي قال فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ: كما نقل ابن عباس ـ: أنا وعليّ والحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين.. مطهَّرون معصومون

                        وهي النسب للإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام من جهة الأب

                        الأمّ

                        أمّا أُمّه عليه السّلام فقد وردت لها عدّة أسماء، سابقة على اقترانها بالإمام الكاظم عليه السّلام، ولاحقة
                        قيل: اسمها (سَكَن النُّوبيّة) أو (سكنى). وقيل: لقبها شقراء النُّوبيّة
                        وقيل: اسمها (أروى)
                        وقيل: اسمها (سُمان)
                        وقيل: (الخيزران المُرْسيّة)

                        وقيل: (نجمة) لمّا كانت بِكْراً واشترتها (حميدة المصفّاة) أمّ الإمام الكاظم عليه السّلام، إذ ذكرت أنّها رأت في المنام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لها: يا حميدة، هَبي نجمةَ لابنك موسى، فإنّه سيُولَد لها خيرُ أهل الأرض. فوهبتها له، فلمّا ولدت له الرضا عليه السّلام سمّاها (الطاهرة)

                        وأخيراً: (تُكْتَم). قيل: هو آخر أسمائها، وعليه استقرّ اسمها حين صارت عند أبي الحسن موسى الكاظم عليه السّلام. ودليل ذلك قول الصوليّ يمدح الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام:

                        ألاَ إنّ خـيـرَ النـاسِ نـفْساً ووالداً
                        ورهطـاً وأجـداداً علـيُّ الـمعظَّـمُ
                        أتـتـنا به للعلـمِ والحِلْـمِ ثـامنــاً
                        إماماً ـ يؤدّي حجّةَ اللهِ ـ تُكْتَمُ


                        وأمّا كُنيتها فـ: (أُمّ البنين)

                        قصّتها

                        روي في شأن اقتران هذه المرأة الطاهرة الصالحة قصّتان:

                        الأولى ـ

                        أنّ حميدة المصفّاة ـ وهي زوجة الإمام الصادق عليه السّلام، وأُمّ الإمام الكاظم عليه
                        السّلام، وكانت من أشراف العجم ـ قالت لابنها موسى عليه السّلام: يا بُنيّ! إنّ تُكْتَم جارية ما رأيتُ قطّ أفضل منها، ولست أشكّ أنّ الله تعالى سيطهّر نسلها إن كان لها نسل، وقد وهبتُها لك، فاستوصِ بها خيرا

                        الثانية ـ

                        وهي الأشهر والأوثق، يرويها هشام بن أحمد فيقول: قال لي أبو الحسن الأوّل [أي الكاظم] عليه السّلام: هل علمتَ أحداً من أهل المغرب قَدِم ؟ قلت: لا، قال: بلى، قد قدم رجل من أهل المغرب المدينة، فانطلِقْ بنا

                        فركب وركبت معه، حتّى انتهينا إلى الرجل، فإذا رجلٌ من أهل المغرب معه رقيق، فقلت له: إعرضْ علينا. فعرض علينا سبع جوارٍ، كلّ ذلك يقول أبو الحسن عليه السّلام: لا حاجة لي فيها. ثمّ قال:

                        اعرضْ علينا، فقال: ما عندي إلاّ جارية مريضة، فقال: ما عليك أن تَعرضها ؟! فأبى عليه، فانصرف.
                        ثمّ أرسلني من الغد فقال لي: قل له: كم كان غايتك فيها ؟ فإذا قال لك كذا وكذا، فقل له: قد أخذتُها

                        فأتيته فقال: ما كنت أُريد أن أُنقصها من كذا وكذا، فقلت: قد أخذتها. قال: هي لك، ولكن أخبِرْني: مَن الرجل الذي كان معك بالأمس ؟ قلت: رجل من بني هاشم، قال: من أيّ بني هاشم ؟ فقلت: ما عندي أكثر من هذا، فقال: أُخبرك أنّي لمّا اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتْني امرأة من أهل الكتاب فقالت:

                        ما هذه الوصيفة معك ؟ قلت: اشتريتها لنفسي، فقالت: ما ينبغي أن تكون هذه عند مِثْلك! إنّ هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض، فلا تلبث عنده قليلاً حتّى تلد غلاماً له لم يُولد بشرق الأرض ولا غربها مثلُه

                        قال هشام بن أحمد: فأتيته بها، فلم تلبث عنده إلاّ قليلاً حتّى ولدت له الرضا عليه السّلام

                        وكان من دلائل إمامة موسى الكاظم عليه السّلام أنّه لمّا اشترى (تُكْتَم) جمع قوماً من أصحابه ثمّ قال لهم: واللهِ ما اشتريتُ هذه الأمَة إلاّ بأمر الله ووحيه. فسُئل عن ذلك، فقال: بينا أنا نائم إذ أتاني جدّي وأبي ومعهما شِقّة حرير، فنَشَراها فإذا قميص وفيه صورة هذه الجارية، فقالا: يا موسى، ليكوننَّ من هذه الجارية خيرُ أهل الأرض بعدك

                        ثمّ أمرني إذا ولدتُه أن أسميّه (عليّاً)، وقالا لي: إنّ الله تعالى يُظهِر به العدل والرأفة، طوبى لمن صدّقه، وويلٌ لمَن عاداه وجحده وعانده!

                        خصالها

                        أجمع أصحاب السيرة أن (تُكْتَم) رضوان الله تعالى عليها امرأة صالحة عابدة، تتحلّى بأسمى مكارم الأخلاق، وكانت في غاية العفّة والأدب

                        وقد ذكرها الشيخ سليمان القندوزيّ الحنفيّ بقوله: وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها، وإعظامِها لمولاتها حميدة، حتّى أنّها ما جلست بين يديها منذ مَلَكتْها؛ إجلالاً لها

                        ولابدّ أن تكون هكذا أُمّهات الأئمّة عليهم السّلام، لأنّ الأئمّة هم أشرف الخَلْق، ينحدرون من أصلاب شامخة وأرحام مطهّرة، آباؤهم وأُمّهاتهم من الموحِّدين، لم تدنّسهمُ الجاهليّة بأنجاسها، ولم تُلبِسْهم من مُدْلَهِمّات ثيابها



                        يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله




                        نسألكم الدعاء

                        تعليق

                        • حسين راضي الحسين
                          • Jan 2009
                          • 414

                          #72
                          اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                          أدعيته








                          من دعاء له ( عليـه إلـسـلآم )


                          بسم الله الرحمن الرحيم ، سبحان الله كما ينبغي لله

                          والحم دلله كما ينبغي لله، ولا إله إلا الله كما ينبغي لله

                          والله أكبر كما ينبغي لله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله

                          وصلى الله على محمد و أهل بيته

                          وصلى الله على جميع المرسلين والنبيين حتى يرضى الله


                          من دعاء له ( عليـه السـلآم ) في قنوته


                          الفزع ، الفزع إليك يا ذا المحاضرة

                          والرغبة الرغبة إليك يا من به المفاخرة

                          وأنت اللهم مشاهد هواجس النفوس

                          ومراصد حركات شيء منه موضعه بعلمه

                          سبحان من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور

                          وليس كمثله شيء وهو السميع البصير


                          ومن دعاء له ( عليـه السـلآم ) في القنوت أيضاً


                          رب إغفر وارحم ، وتجاوز عما تعلم

                          إنك أنت الأعز الأجل الأكرم)


                          ومن دعاء له ( عليـه السـلآم ) أيضاً


                          يا من لا شبيه له ولا مثال له

                          أنت الله لا إله إلا أنت

                          ولا خالق إلا أنت

                          تغني المخلوقين وتبقى أنت

                          حلمت عمن عصاك وفي المغفرة رضاك


                          ومن دعاء له ( عليـه السـلآم ) في سجوده


                          لك الحمد إن أطعتك

                          ولا حجة لي إن عصيتك

                          ولا صنع لي ولا لغيري في إحسانك

                          ولا عذر لي إن أسأت

                          ما اصابني من حسنة فمنك يا كريم

                          إغفر لمن في مشارق الأرض

                          ومغاربها من المؤمنين والمؤمنات


                          دعاؤه (عليـه السـلآم ) في سجدة الشكر


                          روى سليمان بن جعفر قال

                          دخلنا على الإمام وهو ساجد في سجدة الشكر

                          فأطال سجوده ، ثم رفع رأسه

                          فسألوه عن إطالة سجوده فأخبرهم أنه دعا بهذا الدعاء

                          وحثهم عليه ، وأمرهم بكتابته ، فكتبوه وهذا نصه

                          اللهم إلعن اللذين بدلا دينك وغيرا نعمتك، واتهما رسولك

                          وخالفا ملتك وصدا عن سبيلك ، وكفرا آلاءك

                          وردا عليك كلامك واستهزءا برسولك

                          وقتلا ابن نبيك ، وحرفا كتابك

                          وجحدا آياتك وجلسا في مجلس لم يكن لهما بحق

                          وحمله الناس على أكتاف آل محمد

                          اللهم العنهما لعناً يتلو بعضه بعضاً

                          واحشرهما وأتباعهما إلى جهنم زرقا

                          وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي

                          إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون


                          وقال تعالى

                          لا تقنطوا من رحمة الله


                          ومن أدعيته (عليـه السـلآم ) دعاء يرد به ظلم الظالمين


                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          يا من لا شبيه له ولا مثال

                          أنت الله لاإله إلا أنت

                          ولا خالق إلا أنت تُغني المخلوقين

                          وتبقى ، أنت حلمت عمن عصاك وفي المغفرة رضاك


                          ومن أدعيته( عليـه السـلآم ) دعاء بطلب الأمن والإيمان قال


                          يا من دلني على نفسه ، وذلل قلبي بتصديقه

                          أسألك الأمن والإيمان في الدنيا والآخرة


                          ومن أدعيته ( عليـه السـلآم ) دعاء يطلب فيه الإنقياد الكامل إلى الله تعالى قال


                          اللهم أعطني الهدى وثبتني عليه

                          واحشرني عليه آمناً أمن من لاخوف عليه

                          ولا حزن ولا جزع

                          إنك أهل التقوى ، وأهل المغفرة






                          نسألكم الدعاء

                          تعليق

                          • حسين راضي الحسين
                            • Jan 2009
                            • 414

                            #73
                            اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف





                            اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا الْمُرْتَضَى

                            الاِْمامِ التَّقِيِّ النَّقِيِّ وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوْقَ الاَْرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى

                            الصِّدّيقِ الشَّهيدِ، صَلاةً كَثيرَةً تامَّةً زاكِيَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُتَرادِفَةً

                            كَاَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلِيائِكَ

                            اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ

                            اَشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الْهادي وَالْوَلِيُّ الْمُرْشِدُ

                            اَبْرَأُ اِلَى اللهِ مِنْ اَعْدائِكَ، وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ

                            بِوِلايَتِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ



                            اللهم ثبتنا على ولايتهم وارزقنا زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة



                            نسألكم الدعاء


                            تعليق

                            • حسين راضي الحسين
                              • Jan 2009
                              • 414

                              #74
                              اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف






                              مكارم أخلاق الإمام الرضا عليه السلام


                              عن إبراهيم بن العباس الصولي قال


                              1-
                              ما رأيت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) جفا أحداً بكلمة قط

                              2-
                              ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه

                              3-
                              وما رد أحداً عن حاجة يقدر عليها

                              4-
                              ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط

                              5-
                              ولا اتكأ بين يدي جليس له قط

                              6-
                              ولا رأيته شتم أحداً من مماليكه ومواليه قط

                              7-
                              ولا رأيته تفل

                              8-
                              ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط ، بل كان ضحكه التبسم

                              9-
                              وكان إذا خلا ونصب مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس

                              10-
                              وكان عليه السلام قليل النوم بالليل كثير السهر ، يحيى أكثر لياليه من أولها إلى الصبح

                              11-
                              وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر ويقول ذلك صوم الدهر

                              12-
                              وكان عليه السلام كثير المعروف والصدقة في السر ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة
                              فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدق


                              المصدر: عيون أخبار الرضا ج2 ص197 باب 44




                              يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله


                              نسألكم الدعاء

                              تعليق

                              • حسين راضي الحسين
                                • Jan 2009
                                • 414

                                #75
                                اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف






                                من نور الإمام الرضا عليه السلام


                                العقل والجهل


                                قال الإمام الرضا (ع)


                                «صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله»


                                مما يبغضه الله


                                قال (ع)


                                «إن الله يبغض القيل والقال وإضاعة المال وكثرة السؤال»


                                كيف أصبحت


                                قيل له (ع) كيف أصبحت؟ فقال (ع)


                                «أصبحت بأجل منقوص، وعمل محفوظ، والموت في رقابنا، والنار من ورائنا، ولا ندري ما يفعل بنا»


                                الرضا بالقليل


                                قال (ع)


                                «من رضي من الله عز وجل بالقليل من الرزق رضي منه بالقليل من العمل»


                                من بكى علينا


                                قال (ع)


                                «من تذكّر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»


                                البكاء على الحسين (ع)


                                قال (ع)


                                «فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإنّ البكاء عليه يحطّ الذّنوب العظام»


                                ثم قال (ع)

                                «كان أبي (ع) إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيّامٍ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الّذي قتل فيه الحسين (ع) »


                                زيارة قبر أبي (ع)


                                قال (ع)


                                «من زار قبر أبي ببغداد كمن زار قبر رسول اللّه (ص) وقبر أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) إلا أنّ لرسول اللّه ولأمير المؤمنين (صلوات الله عليها) فضلهما»


                                مما ينفي الفقر


                                قال (ع)


                                «إسراج السّراج قبل أن تغيب الشّمس ينفي الفقر»


                                ما بين الطلوعين


                                قال (ع) في قول اللّه عزّ وجلّ: فالمقسّمات أمراً


                                «الملائكة تقسّم أرزاق بني آدم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس، فمن ينام فيما بينهما ينام عن رزقه»

                                التكبيرات الخمس


                                عن الحسين بن النضر قال: قال الرضا (ع) : «ما العلّة في التّكبير على الميّت خمس تكبيراتٍ؟».
                                قال: رووا أنّها اشتقّت من خمس صلواتٍ


                                فقال (ع)


                                «هذا ظاهر الحديث، فأمّا في وجهٍ آخر فإنّ اللّه فرض على العباد خمس فرائض: الصّلاة والزّكاة والصّوم والحجّ والولاية، فجعل للميّت من كلّ فريضةٍ تكبيرةً واحدةً، فمن قبل الولاية كبّر خمساً، ومن لم يقبل الولاية كبّر أربعاً، فمن أجل ذلك تكبّرون خمساً ومن خالفكم يكبّر أربعاً»


                                شاب المنظر


                                عن أبي الصلت الهروي قال: قلت للرضا (ع)


                                ما علامة القائم فيكم إذا خرج؟ قال (ع)


                                «علامته أن يكون شيخ السن شاب المنظر، حتى أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة ودونها، وإن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي حتى يأتيه أجله»


                                إقبال القلوب وإدبارها


                                قال (ع)


                                «إنّ للقلوب إقبالا وإدباراً ونشاطاً وفتوراً، فإذا أقبلت بصرت وفهمت، وإذا أدبرت كلّت وملّت، فخذوها عند إقبالها ونشاطها، واتركوها عند إدبارها وفتورها»


                                من آداب المعاشرة


                                قال (ع)


                                «لا تبذل لإخوانك من نفسك ما ضرّه عليك أكثر من نفعه لهم»


                                ثمانية من قضاء الله


                                قال (ع)


                                «ثمانية أشياء لا تكون إلا بقضاء الله وقدره: النوم واليقظة والقوة والضعف والصحة والمرض والموت والحياة»


                                بل قد نجا


                                قال (ع)


                                «قيل لرسول الله (ص) : يا رسول الله، هلك فلان، يعمل من الذنوب كيت و كيت، فقال رسول الله (ص) : بل قد نجا، ولا يختم الله تعالى عمله إلا بالحسنى، وسيمحو الله عنه السيئات ويبدلها له حسنات، إنه كان مرة يمر في طريق عرض له مؤمن قد انكشف عورته، وهو لا يشعر فسترها عليه، ولم يخبره بها مخافة أن يخجل، ثم إن ذلك المؤمن عرفه في مهواه فقال له: أجزل الله لك الثواب وأكرم لك المآب ولا ناقشك الحساب، فاستجاب الله له فيه، فهذا العبد لا يختم له إلا بخير بدعاء ذلك المؤمن، فاتصل قول رسول الله (ص) بهذا الرجل، فتاب وأناب، وأقبل إلى طاعة الله عز وجل، فلم يأت عليه سبعة أيام حتى أغير على سرح المدينة، فوجه رسول الله (ص) في أثرهم جماعة، ذلك الرجل أحدهم، فاستشهد فيهم»




                                يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله


                                نسألكم الدعاء

                                تعليق

                                يعمل...
                                X