شاركوا معنا المصاب ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام 8 ربيع الأول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين راضي الحسين
    • Jan 2009
    • 414

    #16
    اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



    ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام 8 ربيع الأول







    الإمام (ع) والحكم

    إنتقل الإمام العسكري (ع) مع أبيه الإمام الهادي (ع) إلى سامراء بعد أن استدعاه المتوكل العباسي إليها. وعاش مع أبيه في سامراء 20 سنة حيث استلم بعدها الإمامة الفعلية وله من العمر 22 سنة. وذلك بعد وفاة أبيه سنة 245ه. واستمرت إمامته إلى سنة 260ه، أي ست سنوات فقط. عايش خلالها ضعف السلطة العباسية وسيطرة الأتراك على مقاليد الحكم... وهذا الأمر لم يمنع من تزايد سياسة الضغط والإرهاب العباسي بحق الإمام (ع) الذي لاقى منهم الحقد والمرارات المختلفة وتردد إلى سجونهم عدّة مرات وخضع للرقابة المشدّدة وأخيراً محاولة البطش به بعيداً عن أعين الناس والتي باءت بالفشل برعاية الله سبحانه

    وبالرغم من كل ذلك فإن الإمام إستطاع بسياسته الحكيمة وسلوكه الراقي أن يجهض كل هذه المحاولات مما أكسبه إحتراماً خاصاً لدى أتباع السلطة بحيث كانوا يتحولون من خلال قربهم له إلى أناس ثقاة ومؤمنين وحرصاء على سلامة الإمام


    بل استطاع الإمام (ع) أن يفرض إحترامه على أشد الناس حقداً على أهل البيت (ع)عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزير العباسي الذي يقول بحق الإمام

    لو زالت الخلافة عن بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غيره لفضله وعفافه وهديه وصيانة نفسه وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه

    أراد الإمام (ع) من خلال مواقفه الحذرة المحترسة في علاقته بالحكم أن يفوّت على الحكم العباسي مخططه القاضي بدمج أئمة أهل البيت (ع) وصهرهم في بوتقة الجهاز الحاكم وإخضاعهم للمراقبة الدائمة والإقامة الجبرية التي تهدف إلى عزلهم عن قواعدهم ومواليهم... فكان الإمام العسكري كوالده مكرهاً على مواصلة السلطة من خلال الحضور إلى بلاط الخليفة كل يوم اثنين وخميس. وقد استغل الإمام (ع) هذه السياسة لإيهام السلطة بعدم الخروج على سياستها


    ليدفع عن أصحابه الضغط والملاحقات التي كانوا يتعرضون لها من قبل الدولة العباسية

    ولكن من دون أن يعطي السلطة الغطاء الشرعي الذي يكرّس شرعيتها ويبرّر سياستها، كما يظهر ذلك واضحاً من خلال موقفه من ثورة الزنج التي اندلعت نتيجة ظلم السلطة وانغماسها في حياة الترف. وبفعل الفقر الشديد في أوساط الطبقات المستضعفة، وكانت بزعامة رجل ادّعى الانتساب إلى أهل البيت(ع)، وقد أربكت هذه الثورة السلطة وكلفتها الكثير من الجهد للقضاء عليها، فكان موقف الإمام تجاه هذه الثورة موقف الرفض بسبب ما ارتكبه من قتل وسلب وإحراق المدن وسبي النساء إلى غير ذلك من الأعمال التي تتنافى مع أحكام الإسلام، ولكنه اثر السكوت وعدم إدانة تصرفاتها لكي لا تعتبر الإدانة تأييداً ضمنياً للدولة. ولأنها تساهم في إضعاف حكم العباسيين. مما يؤدي إلى تخفيف الضغط على جبهة الحق التي كان يمثلها الإمام (ع)

    وفعلاً انشغلت السلطة عن مراقبة الإمام (ع) بإخماد ثورة الزنج. مما سمح له أن يمارس دوره الرسالي التوجيهي والإرشادي


    فكان يشجع أصحابه على إصدار الكتب والرسائل بالموضوعات الدينية الحيوية، وكان يطلّع عليها وينقحها. كما تصدى للرد على كتب المشككين وإبطالها. ويُروى أنه اتصل بالفيلسوف الكندي الذي شرع بكتابة كتاب حول متناقضات القران. فأقنعه بخطئه. مما جعل الكندي يحرق الكتاب ويتوب.. وعمل الإمام على إمداد وتدعيم قواعده ومواليه بكل مقومات الصمود والوعي فكان يمدّهم بالمال اللازم لحل مشاكلهم، ويتتبع أخبارهم وأحوالهم النفسية والاجتماعية، ويزودهم بالتوجيهات والإرشادات الضرورية مما أدّى إلى تماسكهم والتفافهم حول نهج أهل البيت (ع) والتماسهم كافة الطرق للإتصال بالإمام (ع) رغم الرقابة الصارمة التي أحاطت به من قبل السلطة، ويُروى أن محمد بن علي السمري كان يحمل الرسائل والأسئلة والأموال في جرّة السمن بصفته بائعاً ويدخل بها على الإمام (ع) ليرجع بالأجوبة والتوجيهات وبذلك استطاع الإمام (ع) أن يكسر الطوق العباسي من حوله ويوصل أطروحة الإسلام الأصيل إلى قواعده الشعبية ويجهض محاولات السلطة ويسقط أهدافها

    التمهيد للغيبة

    على أن الأمر الاخر الذي بذل الإمام له كل الجهد هو تهيئة أذهان الناس لتقبّل فكرة الغيبة وتعويدهم على الإلتزام بها، فعمد الى أسلوب السرية في الاتصال بشيعته والابتعاد قدر الامكان عن المجالس العامة وقلّل كثيراً من التواصل مع الأًفراد العاديين من الشيعة وغيرهم كيلا يصل من أخباره للعباسيين شيءٌ. خصوصاً أن الأمر لم يكن خافياً على العباسيين الذين كانوا ينتظرون ولادة المهدي المنتظر بصفته الإمام الثاني عشر الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. كما جاء في الروايات. ولذلك قاموا بمداهمات عديدة لمنزل الإمام العسكري (ع) لمعرفة الحوامل من نسائه، لكن الإمام (ع) نجح في اخفاء ولادة خليفته عن عيون السلطة، كما نجح في تهيئة الناس وإعدادهم للتكيّف من الناحية النفسية والاجتماعية مع فكرة الغيبة


    فكان يعتمد أسلوب الاحتجاب عن الناس، والاتصال بهم بواسطة المكاتبات والتوقيعات عبر الوكلاء الذين كانوا يتنكّرون في ثياب الباعة ويستخدمون التمويه للإتصال بالإمام (ع)

    ومن هنا تحوّلت الإقامة الجبرية للإمام والمراقبة المشدّدة له إلى عامل مساعد وإيجابي بفضل حكمة الإمام

    قصة زواجه (ع) من أم المهدي

    تروي كتب السيرة أن الإمام الهادي (ع) بعث أحد خواص أصحابه وكان نخاساً لشراء أمة رومية معينة وصف له أوصافها، وأسمها نرجس بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وتعود في نسبها إلى شمعون الصفا أحد حواري عيسى (ع)، فاشتراها النخاس وسلمها إلى الإمام الهادي (ع)، الذي سلمها بدوره إلى أخته حكيمة لتعلمها أحكام الإسلام، وهكذا بقيت نرجس عند حكيمة حتى تزوجها الإمام الحسن العسكري (ع)، فأنجبت له الإمام محمد المهدي (عج)، وهو الإبن الوحيد الذي خلفه الإمام الحسن العسكري (ع)

    شهادة الإمام العسكري (ع)

    أدرك المعتمد العباسي أن الخطر بوجود الإمام (ع) أكبر من أي خطر اخر يمكن أن يواجهه فأوعز إلى مَن دس له السم في طعامه، وكانت وفاة الإمام (ع) في النصف الأول من شهر ربيع الأول سنة 260 هجرية. تصديقاً لمقولة جدّه الإمام الصادق (ع): "ما منا إلا مقتول أو مسموم" ودفن إلى جانب أبيه الإمام الهادي (ع)


    الإمام العسكري (ع) والخليفة من بعده

    روى أحمد بن اسحاق بن سعيد الأشعري، قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (ع)، وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده، فقال لي مبتدئاً: يا أحمد بن اسحاق إن الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق ادم، ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض، وبه ينزل الغيث، وبه يخرج بركات الأرض. فقلت له: يابن رسول الله فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض (ع) مسرعاً فدخل البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر، من أبناء ثلاث سنين، فقال: يا أحمد لولا كرامتك على الله عزَّ وجل‏َ، وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا، إنه سُمّي باسم رسول الله (ص) وكنيته الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يا أحمد مثله في هذه الأمة مثل الخضر، ومثل ذي القرنين، والله ليغيبنّ‏َ غيبةً، لا ينجو من الهلكة فيها إلاَّ من ثبته الله على القول بإمامته، ووفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه


    فقال أحمد بن اسحاق

    فهل من علامة يطمئن إليها قلبي؟ فنطق الغلام، فقال: أنا بقية الله في أرضه والمنتقم من أعدائه، ولا تطلب أثراً بعد عين



    نسألكم الدعاء

    تعليق

    • حسين راضي الحسين
      • Jan 2009
      • 414

      #17
      اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

      ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام 8 ربيع الأول

      وردت عدّة وصايا للإمام الحسن العسكري ( ع ) ، نذكر بعضاً منها

      1- وصيته ( ع ) إلى شيعته ، يحدّد فيها المنهج الذي ينبغي عليهم أن يتبعوه في تلك الظروف الصعبة

      قال ( ع )

      أوصيكم بتقوى الله ، والورع في دينكم ، والاجتهاد لله ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر ، وطول السجود ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمّد ( ص )

      صلّوا في عشائرهم ، واشهدوا جنائزهم ، وعودوا مرضاهم ، وأدّوا حقوقهم ، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه ، وصدق في حديثه ، وأدّى الأمانة ، وحسن خلقه مع الناس ، قيل : هذا شيعي فيسرّني ذلك .
      اتقوا الله ، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً ، جرّوا إلينا كل مودّة ، وادفعوا عنّا كل قبيح ، فإنّه ما قيل من حسن فنحن أهله ، وما قيل من سوء فما نحن كذلك ، لنا حق في كتاب الله ، وقرابة من رسول الله ، وتطهير من الله لا يدّعيه أحد غيرنا إلاّ كذّاب

      اكثروا ذكر الله ، وذكر الموت ، وتلاوة القرآن ، والصلاة على النبي ( ص ) ، فإنّ الصلاة على رسول الله عشر حسنات ، احفظوا ما وصيّتكم به ، واستودعكم الله ، وأقرأ عليكم السلام

      2ـ قال ( ع )


      ادفع المسألة ما وجدت التحمّل يمكنك ، فإنّ لكل يوم رزقاً جديداً ، واعلم أنّ الإلحاح في المطالب يسلب البهاء ، ويورث التعب والعناء ، فاصبر حتّى يفتح الله لك باباً يسهل الدخول فيه ، فما أقرب الصنيع من الملهوف ، والأمن من الهارب المخوف ، فربما كانت الغِير نوع من أدب الله ، والحظوظ مراتب ، فلا تعجل على ثمرة لم تدرك ، وإنّما تنالها في أوانها

      واعلم أنّ المدبّر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه ، فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك ، ولا تعجل بحوائجك قبل وقتها ، فيضيق قلبك وصدرك ويغشاك القنوط ، واعلم أنّ للسخاء مقداراً ، فإن زاد عليه فهو سرف ، وإنّ للحزم مقداراً فإن زاد عليه فهو تهوّر ، وأحذر كل ذكي ساكن الطرف ، ولو عقل أهل الدنيا خربت

      3ـ وصيته ( ع)

      إلى الفقيه المشهور بابن بابويه أمّا بعد ، أوصيك يا شيخي ، ومعتمدي ، وفقيهي - أبا الحسن علي بن الحسين القمّي ـ ، وفّقك الله لمرضاته ، وجعل من صلبك أولاداً صالحين برحمته ، بتقوى الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، فإنّه لا تقبل الصلاة من مانعي الزكاة

      وأوصيك بمغفرة الذنب ، وكظم الغيظ ، وصلة الرحم ، ومواساة الأخوان ، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر ، والحلم عن الجهل ، والتفقّه في الدين ، والترتيب في الأمور ، والتعهّد للقرآن ، وحسن الخلق ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر

      قال الله عزّ وجلّ

      لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِن نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْـلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ الله فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً

      النساء : 114

      واجتناب الفواحش كلّها وعليك بصلاة الليل ، ومن استخف بصلاة الليل فليس منّا ، فاعمل بوصيّتي ، وأمر شيعتي حتّى يحملوا عليه ، وعليك بانتظار الفرج ، فإنّ النبي ( ص ) قال

      أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج

      ولا يزال شيعتنا في حزن حتّى يظهر ولدي الذي بشّر به النبي ( ص ) أنّه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت ظلماً وجوراً

      فاصبر يا شيخي ، وأمر جميع شيعتي بالصبر

      ، إِنَّ الاَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيــنَ

      الأعراف : 128

      والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير

      كرامات الإمام الحسن العسكري ( ع)

      يتميّز الأئمة ( ع ) بارتباطٍ خاصٍّ بالله تعالى وعالَم الغيب ، بسبَبِ مقامِ العصمة والإمامة ، ولَهُم - مثل الأنبياء - معاجزٌ وكرامَاتٌ تؤيِّد ارتباطهم بالله تعالى ، وكونَهم أئمة ، وللإمام العسكري ( ع ) معاجزٌ وكراماتٌ كثيرةٌ ، سجَّلَتْها كتبُ التاريخ ، ونذكر هنا بعضاً منها

      الكرامة الأولى

      عن أبي هاشم الجعفري قال : لما مضى أبو الحسن ( ع ) صاحب العسكر ، اشتغل أبو محمّد ابنه بغسله وشأنه ، وأسرع بعض الخدم إلى أشياء احتملوها من ثياب ودراهم وغيرها

      فلمّا فرغ أبو محمّد ( ع) من شأنه ، صار إلى مجلسه فجلس ، ثمّ دعا أولئك الخدم ، فقال لهم إن صدّقتموني عمّا أحدثكم فيه ، فأنتم آمنون من عقوبتي ، وإن أصررتم على الجحود دللت على كل ما أخذه كل واحد منكم ، وعاقبتكم عند ذلك بما تستحقونه منّي



      ثمّ قال


      أنت يا فلان ، أخذت كذا وكذا ، أكذلك هو ؟


      قال نعم يا ابن رسول الله ، قال فردّه


      ثمّ قال


      وأنت يا فلانة أخذت كذا وكذا ، أكذلك هو ؟


      قالت نعم ، قال فردّيه


      فذكر لكل واحد منهم ما أخذه وصار إليه حتّى ردّوا جميع ما أخذوه


      الكرامة الثانية

      قال أبو هاشم الجعفري : إنّ أبا محمّد (ع ) ركب يوماً إلى الصحراء فركبت معه ، فبينا نسير وهو قدّامي وأنا خلفه ، إذ عرض لي فكر في دين كان عليّ قد حان أجله ، فجعلت أفكر من أي وجه قضاؤه

      فالتفت إلي فقال

      يا أبا هاشم الله يقضيه

      ثمّ انحنى على قربوس سرجه ، فخطّ بسوطه خطّة في الأرض ، وقال

      انزل فخذ واكتم

      فنزلت فإذا سبيكة ذهب ، قال فوضعتها في خفي وسرنا ، فعرض لي الفكر ، فقلت إنّ كان فيها تمام الدين وإلاّ فإنّي أرضي صاحبه بها ، ويجب أن ننظر الآن في وجه نفقة الشتاء ، وما نحتاج إليه فيه من كسوة وغيرها

      فالتفت إليّ ثمّ انحنى ثانية ، وخطّ بسوطه خطّة في الأرض مثل الأولى ، ثمّ قال

      انزل فخذ واكتم

      قال : فنزلت ، وإذا سبيكة فضّة فجعلتها في خفي الآخر ، وسرنا يسيراً ، ثمّ انصرف إلى منزله وانصرفت إلى منزلي ، فجلست فحسبت ذلك الدين وعرفت مبلغه ، ثمّ وزنت سبيكة الذهب فخرجت بقسط ذلك الدين ما زادت ولا نقصت

      ثمّ نظرت فيما نحتاج إليه لشتوتي من كل وجه ، فعرفت مبلغه الذي لم يكن بد منه على الاقتصاد ، بلا تقتير ولا إسراف ، ثمّ وزنت سبيكة الفضة ، فخرجت على ما قدرته ما زادت ولا نقصت

      الكرامة الثالثة

      روي عن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي ، قال : صحبت أبا محمّد ( ع) من دار العامّة إلى منزله ، فلمّا صار إلى الدار وأردت الانصراف ، قال : ( أمهل ) ، فدخل ثمّ أذن لي

      فدخلت فأعطاني مائة دينار ، وقال : ( صيّرها في ثمن جارية ، فإنّ جاريتك فلانة ماتت ) ، وكنت خرجت من منزلي وعهدي بها أنشط ما كانت ، فمضيت فإذا الغلام قال : ماتت جاريتك فلانة الساعة

      قلت : ما حالها ؟ قال : شربت ماء ، فشرقت فماتت

      الكرامة الرابعة

      قال أبو هاشم الجعفري : كنت محبوساً مع أبي محمّد ( ع ) في حبس المهتدي بن الواثق ، فقال لي :

      إنّ هذا الطاغي أراد أن يتعبث بالله في هذه الليلة ، وقد بتر الله عمره ، وساء رزقه

      فلمّا أصبحنا شغب الأتراك على المهتدي فقتلوه ، وولي المعتمد مكانه ، وسلّمنا الله

      الكرامة الخامسة

      قال الحسن بن ظريف : اختلج في صدري مسألتان أردت الكتابة بهما إلى أبي محمّد ( ع ) ، فكتبت أسأله عن القائم ( ع ) بم يقضي ؟ وأين مجلسه ؟ وكنت أردت أن أسأله عن شيء لحمى الربع ، فأغفلت ذكر الحمى

      فجاء الجواب

      سألت عن القائم إذا قام ، يقضي بين الناس بعلمه كقضاء داود ، ولا يسأل البينة ، وكنت أردت أن تسأل لحمى الربع فأنسيت ، فاكتب في ورقة وعلّقه على المحموم : يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبراهِيمَ

      فكتبته وعلّقته على المحموم فبرأ

      الكرامة السادسة

      قال علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي ( ع ) : كان لي فرس كنت به معجباً ، أكثر ذكره في المجالس ، فدخلت على أبي محمّد ( ع ) يوماً ، فقال : ( ما فعل فرسك ؟ ) قلت : هو ذا على بابك الآن

      فقال : ( استبدل به قبل المساء إن قدرت على مشتر لا تؤخّر ذلك ) ، ودخل داخل فانقطع الكلام ، فقمت مفكّراً ومضيت إلى منزلي ، فأخبرت أخي بذلك ، فقال : ما أدري ما أقول في هذا ، وشححت به ، ونفست على الناس به ، فلمّا صلّيت العتمة جاءني السائس

      فقال : نفق فرسك الساعة فاغتممت ، وعلمت أنّه عنى هذا بذلك القول

      فدخلت على أبي محمّد ( ع ) من بعد ، وأنا أقول في نفسي ليته أخلف عليّ دابة ، فقال قبل أن أتحدّث بشيء : ( نعم ، نخلف عليك ، يا غلام أعطه برذوني الكميت ) ، ثمّ قال لي : ( هذا خير من فرسك ، وأوطأ وأطول عمراً )

      الكرامة السابعة

      روي عن أبي حمزة نصير الخادم قال : سمعت أبا محمّد ( ع ) غير مرّة يكلّم غلمانه وغيرهم بلغاتهم ، وفيهم روم وترك وصقالبة ، فتعجّبت من ذلك ، وقلت : هذا ولد هنا ، ولم يظهر لأحد حتّى مضى أبو الحسن ، ولا رآه أحد ، فكيف هذا ؟ أحدث بهذا نفسي

      فأقبل عليّ فقال

      إنّ الله بيّن حجّته من بين سائر خلقه ، وأعطاه معرفة كل شيء ، فهو يعرف اللغات والأسباب والحوادث ، ولولا ذلك لم يكن بين الحجّة والمحجوج فرق

      الكرامة الثامنة

      قال ابن الفرات : كان لي على ابن عم عشرة آلاف درهم ، فكتبت إلى أبي محمّد ( عليه السلام ) أسأله الدعاء لذلك ، فكتب إليّ أنّه راد عليك مالك ، وهو ميّت بعد جمعة ، قال : فردّ عليّ ابن عمّي مالي ، فقلت له : ما بدا لك في ردّه وقد منعتنيه ؟

      قال : رأيت أبا محمّد ( عليه السلام ) في النوم ، فقال

      إنّ أجلك قد دنا ، فردّ على ابن عمّك ماله

      الكرامة التاسعة

      قال علي بن الحسن بن سابور : قحط الناس بسر من ‏رأى في زمن الحسن الأخير ( عليه السلام ) ، فأمر المعتمد بن المتوكّل الحاجب وأهل المملكة أن يخرجوا إلى الاستسقاء

      فخرجوا ثلاثة أيّام متوالية إلى المصلّى يستسقون ويدعون ، فما سقوا ، فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء ومعه النصارى والرهبان ، وكان فيهم راهب ، فلمّا مد يده هطلت السماء بالمطر

      وخرج في اليوم الثاني ، فهطلت السماء بالمطر ، فشكّ أكثر الناس ، وتعجّبوا وصبّوا إلى النصرانية ، فبعث الخليفة إلى الحسن ( عليه السلام ) ، وكان محبوساً فاستخرجه من حبسه ، وقال : ألحق أمّة جدّك فقد هلكت

      فقال له



      إنّي خارج في الغد ، ومزيل الشك إن شاء الله


      فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرهبان معه ، وخرج الحسن ( عليه السلام ) في نفر من أصحابه ، فلمّا بصر بالراهب ، وقد مدّ يده ، أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى ، ويأخذ ما بين إصبعيه ففعل ، وأخذ من بين سبابته والوسطى عظماً أسود ، فأخذ الحسن ( عليه السلام ) بيده ، ثمّ قال له : ( استسق الآن ) ، فاستسقى وكانت السماء متغيّمة فتقشّعت ، وطلعت الشمس بيضاء ، فقال الخليفة : ما هذا العظم يا أبا محمّد ؟
      فقال ( عليه السلام )

      هذا رجل مر بقبر نبي من أنبياء الله ، فوقع في يده هذا العظم ، وما كشف عن عظم نبي إلاّ هطلت السماء بالمطر

      الكرامة العاشرة

      قال محمّد بن عبد الله : وقع أبو محمّد ( عليه السلام ) ـ وهو صغير ـ في بئر الماء ، وأبو الحسن ( عليه السلام ) في الصلاة ، والنسوان يصرخن ، فلمّا سلّم قال

      ( لا بأس )

      فرأوه وقد ارتفع الماء إلى رأس البئر ، وأبو محمّد على رأس الماء يلعب بالماء




      نسألكم الدعاء

      تعليق

      • حسين راضي الحسين
        • Jan 2009
        • 414

        #18
        اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

        ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام 8 ربيع الأول

        وردت عدّة كلمات قصار للإمام الحسن العسكري ( ع ) ، نذكر بعضاً منها

        1ـ قال ( ع)


        خير إخوانك من نسي ذنبك ، وذكر إحسانك إليه

        2ـ قال ( ع )


        أضعف الأعداء كيداً من أظهر عداوته

        3ـ قال ( ع )


        حسن الصورة جمال ظاهر ، وحسن العقل جمال باطن

        4ـ قال ( ع)


        أولى الناس بالمحبّة منهم من أمّلوه

        5ـ قال ( ع )


        من آنس بالله استوحش الناس ، وعلامة الأنس بالله الوحشة من الناس

        6ـ قال ( ع )


        جعلت الخبائث في بيت ، والكذب مفاتيحها

        7ـ قال ( ع )


        إذا نشطت القلوب فأودعوها ، وإذا نفرت فودّعوها

        8ـ قال ( ع )


        اللحاق بمن ترجو خير من المقام مع من لا تأمن شرّه

        9ـ قال ( ع )


        الجهل خصم ، والحلم حكم ، ولم يعرف راحة القلوب من لم يجرّعه الحلم غصص الصبر والغيظ

        10ـ قال ( ع)


        من ركب ظهر الباطل نزل به دار الندامة

        11ـ قال ( ع)


        المقادير الغالبة لا تدفع بالمغالبة ، والأرزاق المكتوبة لا تنال بالشره ، ولا تدفع بالإمساك عنها

        12ـ قال ( ع )


        نائل الكريم يحببّك إليه ويقرّبك منه ، ونائل اللئيم يباعدك منه ويبغضك إليه

        13ـ قال ( ع)


        من كان الورع سجيته ، والكرم طبيعته ، والحلم خلّته كثر صديقه ، والثناء عليه ، وانتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه

        14ـ قال ( ع)


        السَهر ألذّ للمنام ، والجوع أزيد في طيب الطعام

        15ـ قال ( ع )


        المؤمن بركة على المؤمن ، وحجّة على الكافر

        16ـ قال ( ع)


        قلب الأحمق في فمه ، وفم الحكيم في قلبه

        17ـ قال ( ع )


        لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض

        18ـ قال ( ع )


        من تعدّى في طهوره كان كناقضه

        19ـ قال ( ع )


        ما ترك الحقَ عزيزٌ إلاّ ذلّ ، ولا أخذ به ذليل إلاّ عزّ

        20ـ قال ( ع )


        صديق الجاهل تعب

        21ـ قال ( ع)


        خصلتان ليس فوقهما شيء الإيمان بالله ونفع الإخوان

        22ـ قال (ع )


        جرأة الولد على والده في صغره تدعو إلى العقوق في كبره

        23ـ قال ( ع )


        ليس من الأدب إظهار الفرح عند المحزون

        24ـ قال ( ع )


        خير من الحياة ما إذا فقدته بغضت الحياة ، وشر من الموت ما إذا نزل بك أحببت الموت
        25ـ قال ( ع )


        رياضة الجاهل وردّ المعتاد عن عادته كالمعجز

        26ـ قال ( ع )


        التواضع نعمة لا يحسد عليها

        27ـ قال ( ع )


        لا تكرم الرجل بما يشقّ عليه

        28ـ قال ( ع )


        من وعظ أخاه سرّاً فقد زانه ، ومن وعظه علانية فقد شانه

        29ـ قال ( ع )


        ما من بلية إلاّ ولله فيها نعمة تحيط بها

        30ـ قال ( ع )


        ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذلّه



        نسألكم الدعاء

        تعليق

        • حسين راضي الحسين
          • Jan 2009
          • 414

          #19
          اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



          ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام 8 ربيع الأول






          فاليوم سامراء حزن



          فاليوم سامراء حـزن مؤلم


          والمؤمنون بلوعة وبكاء


          ماذا دهاها ما أصـاب أهلها؟


          ما هـذه الصرخات يارفقائي؟



          قالوا: لقد مات الإمام العسكري


          الطهر فلذة مهجة الزهراء


          والناس قـد خرجوا بلب ذاهل


          سدوا الفضا بالنوح والضوضاء



          زيارة الإمام الحسن العسكري


          السلام عليك يامولاي يا أبا محمد الحسن ابن علي الهادي المهتدي ورحمة الله وبركاته ،السلام عليك يا ولي الله وابن أوليائه ،السلام عليك ياحجة الله وابن حججه ، السلام عليك يا صفي الله وابن أصفيائه ، السلام عليك يا خليفة الله وابن خلفائه وأبا خليفته ، السلام عليك يا ابن خاتم النبيين السلام عليك يا ابن سيد الوصيين السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك يابن سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يابن الأئمة الهادين السلام عليك يابن الأوصياء الراشدين السلام عليك يا عصمة المتقين السلام عليك يا إمام الفائزين السلام عليك يا ركن المؤمنين السلام عليك يا فرج الملهوفين السلام عليك يا وارث الأنبياء المنتجبين السلام عليك يا خازن علم رسول الله السلام عليك أيها الداعي بحكم الله السلام عليك أيها الناطق بكلام الله السلام عليك ياحجة الحجج السلام عليك يا هادي الأمم السلام عليك يا ولي النعم السلام عليك ياعيبة العلم السلام عليك يا سفينة الحلم السلام عليك يا أبا الإمام المنتظر الظاهرة للعاقل حجته والثابتة في اليقين معرفته المحتجب عن أعين الظالمين والمغيب عن دولة الفاسقين والمعيد به ربنا الإسلام جديدا بعد الانطماس والقران غضا بعد الاندراس ، اشهد يامولاي انك أقمت الصلاة واتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين اسأل الله بالشأن الذي لكم عنده إن يتقبل زيارتي لكم ويشكر سعي إليكم ويستجيب دعائي بكم ويجعلني من أنصار الحق وأتباعه وأشياعه ومواليه ومحبيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



          نسألكم الدعاء

          تعليق

          يعمل...
          X