الشعائر الحسينية بين العادة والعبادة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ** خـادم العبـاس **
    • Mar 2009
    • 17496

    الشعائر الحسينية بين العادة والعبادة

    أعمال ليست كباقي الأعمال .. ولحظات ليست كباقي اللحظات .. أحاسيس مميزة .. ومشاعر ملتهبة ..تملئ خارطة النفس .. وتجعلها وطنا لسادة الخلق – محمد وأل محمد عليهم أفضل والسلام – لتقوى بحبهم وترتقي في سماء كمالهم القدسي ...
    وكيف لا يكون ذلك .. والوجدان قبل كل شيء شاهد على معطيات حب أهل البيت والذي يشهد به المخالف قبل الموالف إلا من كبلته سلاسل الحقد والضغينة والجاهلية الأولى ...
    ويزداد هذا المعتقد عمقا ورسوخا في النفوس عندما نطالع كثرة النصوص الشرعية الواردة بهذا الصدد ... فها هو صريح القرآن الحكيم يشير إلى إن أجر الرسالة المحمدية الخاتمة هو مودة ذي القربى – أهل بيت محمد صلى الله عليه واله وسلم –
    والنبي الأكرم صلى الله عليه واله في موارد كثيرة أكد على عظمة أهل بيته وضرورة حبهم وعدم بغضهم وأذيتهم والإلتزام بهم لأنهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ... وأشار أيضا إلى فضل إحياء أمرهم والفرح لفرحهم والحزن لحزنهم ... وهو بنفسه قد جسد هذا المعنى الشريف ... فقد أخرج البخاري في صحيحه ـ ص3 من أبواب الجنائز ـ، وأيضاً ذكر ابن عبد البر ـ في ترجمة زيد من الاستيعاب: إن النبي (صلى الله عليه وآله) بكى على جعفر وزيد ـ شهداء واقعة موته ـ وقال: أخواي ومؤنساي ومحدّثاني وذكر ابن عبد البر في ترجمة جعفر من (الاستيعاب): لما جاء النبي(صلى الله عليه وآله) نعي جعفر أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزّاها (قال) ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول: واعماه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : على مثل جعفر فلتبك البواكي .(انتهى).
    وصيغة الأمر هنا " فلتبك " تدل على استحباب البكاء على أمثال جعفر من رجالات الأمة الذين فدوا مهجهم في سبيل نصرة الدين وإعلاء كلمة شريعة سيد المرسلين(صلى الله عليه وآله) . وقد بكى رسول الله(صلى الله عليه وآله) على فاجعة ولده الحسين(عليه السلام) قبل استشهاده، كما بكاه أبوه أمير المؤمنين(عليه السلام) عند مروره بأرض كربلاء. فقد اخرج ابن سعد ـ كما في الفصل الثالث من الباب الحادي عشر من الصواعق المحرقة لان حجر عن الشعبي، قال: مر عليّ (رضي الله عنه) بكربلاء عند مسيره إلى صفين وحاذى نينوى فوقف وسأل عن اسم الأرض ، فقيل كربلاء، فبكى حتى بل الأرض من دموعه ثم قال: دخلت على رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك (بأبي أنت وأمي)، قال: كان عندي جبرائيل آنفاً وأخبرني أن ولدي الحسين يقتل بشاطئ الفرات، بموضع يقال له كربلاء. وروى مثله الهيثمي في (مجمع الزوائد) 9: 187 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى البزار والطبراني ورجاله ثقات .

    أيها الأحبة ... ونحن على موعد سنوي متجدد مع أيام عاشوراء التضحية والفداء والسمو والإباء حريّ بنا أن نستذكر ونترجم الأهداف السامية التي خرج وضحّى من أجلها الإمام الحسين عليه السلام من خلال سلوكياتنا ، لأنها ثياب عقائدنا ... فيفترض بنا أن نُظهر إرتباطنا بالحسين عليه السلام وحبنا له بأبهى حُلّة ...
    وكما ونود أن نثير سؤالا مهما في المقام ، وهو لماذا نقيم الشعائر الحسينية وما هي الغاية من ذلك أو ما هي الثمرة المترتبة ؟
    والجواب : إننا نقيمها لعدة اعتبارات منها :
    1- امتثالا لأمر الله عز وجل الذي يلزمنا بالمودة لأهل البيه عليهم السلام " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " ، ومواساتنا لأهل البيت مصداق واضح من مصاديق المودة .
    2- لما فيها من نصر وتأييد للحق وأهله ، ورفضا للظلم والباطل وأهله .
    3- تجديد إحيائها يؤدي إلى حفظها ومبادئها من الضياع والتدليس .
    4- تعد طريقا من طرق إظهار العقيدة الحقة ونشر المفاهيم الرسالية الأصيلة .
    5- إلفات الآخرين بضرورة الاقتداء والتأسي بأهل البيت عليهم السلام باعتبارهم الأنموذج الأصلح والأكمل للبشرية .
    وبعد هذا العرض المتواضع ، يتضح الجواب على سؤالنا السابق وتبرز أهمية التأكيد على إقامة الشعائر الحسينية المقدسة .
    ويحسن بنا الإشارة إلى جملة من الإمور المهمة التي يجب أن ترافق هذا الأداء ...
    1- إن إقامة الشعائر المقدسة وان كانت بذاتها غاية جليلة ، لكنها ليس المراد منها أن تتوقف لهذا الحد ، بل هناك ماهو أهم وأسمى .. أي أنها بلحاظ آخر تعد وسيلة لأجل الارتباط بأهل البيت عليهم السلام من خلال الالتزام بالأحكام الشرعية والتخلق بأخلاقهم والتأثر بسلوكياتهم وبالتالي مرضاة الله عز وجل ...
    كما ويفترض أن نحاول جاهدين إظهار مظلوميتهم من خلال الشعائر الحسينية المهذبة والمرتبة والهادفة الغير مقتصرة على جانب العَبرة فقط بل يجب أن يتعدى الأمر إلى ما هو أهم واعني إلى ترجمة العِبر على الساحة العملية لا سيما الركن الأساسي للثورة الحسينية المباركة المتمثل بمبدأ الإصلاح سواء كان سياسيا أو غيره على اعتبار إن الثورة الحسينية ثورة سياسية اجتماعية لا تقبل الشك ... وان نجعلها ـ الشعائر الحسينية ـ عنوان إخوّتنا ومحبتنا وتكاتفنا ووحدتنا ولم شملنا تحت شعاراتنا الأصيلة ... وأن لا نركز على إنتقاد من يشارك فيها بحجة أنهم من غير الملتزمين بل على العكس من ذلك أن نحاول قدر الإمكان إرشادهم بإستثمار الوهج الحسيني عندهم ... ونرجو ممن يكتفي بتوجيه الانتقادات ويعتبر نفسه من المعتدلين الانخراط والمساهمة في هذه المحافل القدسية ليكونوا في الصورة ... أما يبقى البعض مكتوف الأيدي بحجة اشتمال المواكب على غير الجيدين فهذا ليس بصحيح إطلاقا ... إذ علينا نحن كمؤمنين أن نحضر حضورا فاعلا ونستثمر هذا المناخ المناسب لإصلاح الآخرين وتوجيههم على الطريق الصحيح ...
    2- الالتفات جيدا إلى أمر بات مؤسفا جدا ، ألا وهو إن البعض إعتاد على مواكبة الحدث العاشورائي مواكبة قشرية فقط ، أو لنقل إعتاد على أداء هذه المراسيم ولا يمارسها كونها عبادة ، وبالتالي يحبط العمل ولا أجر فيه ، بل يحرم الإنسان من الفيض الحسيني ويبقى متكئا على ركائز خاوية تستبطن الرياء والتقاليد القشرية .
    والمفروض بنا كحسينيين أن تتجدد وتتأكد سنويا على الأقل علاقتنا وارتباطنا بأهل البيت عليهم السلام وتزداد وضوحا من خلال ما نستلهمه من معطياتهم الشريفة ، وهذا لا يكون إلا من خلال الوعي والإدراك المناسب لأهدافهم عليهم السلام وترجمة ما يمكن ترجمته على الواقع وانعكاسه على الإنسان والمجتمع .
    آملين أن يرزقنا الباري تعالى مجده وإياكم التوفيق والسداد وشفاعة الحسين يوم الورود وأن يمنّ على العراق وشعبه بالأمن والأمان والخير والوئام ... والحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد وآله الطاهرين .
  • عاشقةالبتول
    • Jul 2009
    • 2273

    #2



    الله يعطيك الف الف عافيه
    ع الطرح الجمميييييل ورااائع

    //

    تقبل مروري

    تعليق

    • ليث البديري
      • Nov 2011
      • 42

      #3
      جزاكم الله خيرا
      على المشاركه الرائعه
      وجعلها الله في ميزان
      حسناتكم

      تعليق

      • هاشم سعيد
        • Apr 2011
        • 973

        #4
        أحسنتــــــــــــــــم ...
        جزاكم الله خيرآ ...
        مأجورين ...

        تعليق

        • ** خـادم العبـاس **
          • Mar 2009
          • 17496

          #5
          شكرا جزيلا على المرور العطر
          انرتم موضوعي

          تعليق

          • عاشقة السيدة زينب ع
            • Jul 2010
            • 8202

            #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطااهرين
            وعجل فرجهم وألعن أعدااائهم
            تسلم أياااديك على الموضوع الولائي
            الله يعطيك ألف عااافية
            جزاااك الله خير جزاااء المحسنين
            في ميزااان أعمااالك

            تعليق

            • دمعة الكرار
              • Oct 2011
              • 21333

              #7

              تعليق

              • ** خـادم العبـاس **
                • Mar 2009
                • 17496

                #8
                كل شكري وامتناني لمروركم العطر
                حياكم الله

                مأجورين

                تعليق

                • محب الرسول

                  • Dec 2008
                  • 28579

                  #9
                  شكرا على الموضوع الرائع
                  عاشت ايدك
                  بارك الله بك

                  تعليق

                  • ** خـادم العبـاس **
                    • Mar 2009
                    • 17496

                    #10
                    شكرا جزيلا على المرور العطر

                    تعليق

                    يعمل...
                    X