بعض ما جرى في الشام بعد قتل الامام الحسين عليه السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محسن العراقي
    • Mar 2011
    • 783

    بعض ما جرى في الشام بعد قتل الامام الحسين عليه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم


    ينقل السيد هاشم البحراني قدس الله نفسه في كتابه (( مدينة المعاجز )) ج4 / ص130، 133

    عن سهل بن سعد الشهرزوري قال : خرجت من شهرزور ، أريد بيت المقدس ، فصادف
    خروجي أيام قتل الحسين - عليه السلام - ، فدخلت الشام ، فرأيت الأبواب
    مفتحة والدكاكين مغلقة ، والخيل مسرجة ، والاعلام منشورة ،
    والرايات مشهورة ، والناس أفواجا قد امتلأت منهم السكك والأسواق ،
    وهم في أحسن زينة يفرحون ويضحكون .
    فقلت لبعضهم : أظن حدث لكم عيد لا نعرفه ؟
    قالوا : لا .
    قلت : فما بال الناس كافة فرحين مسرورين ؟
    فقالوا : أغريب أنت أم لا عهد لك بالبلد ؟
    قلت : نعم فماذا ؟
    قالوا : فتح لأمير المفسدين فتح عظيم .
    قلت : وما هذا الفتح ؟
    قالوا : خرج عليه في أرض العراق خارجي ، فقتله ، والمنة الله تعالى ، وله الحمد .
    قلت : ومن هذا الخارجي ؟
    قالوا : الحسين بن علي بن أبي طالب .
    قلت : الحسين بن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟
    قالوا : نعم .
    قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وان هذا الفرح والزينة لقتل ابن بنت
    نبيكم ، أو ما كفاكم قتله حتى سميتموه خارجيا ؟ !
    فقالوا : يا هذا أمسك عن هذا الكلام ، واحفظ نفسك ، فإنه ما من
    أحد يذكر الحسين بخير ، إلا ضربت عنقه .
    فسكت عنهم باكيا حزينا ، فرأيت بابا عظيما ، قد دخلت فيه
    الاعلام والطبول ، فقالوا : الرأس يدخل من هذا الباب ، فوقفت هناك
    وكلما تقدموا بالرأس كان أشد لفرحهم ، وارتفعت أصواتهم ، وإذا برأس
    الحسين - عليه السلام - ، والنور يسطع من فيه ، كنور رسول الله - صلى الله عليه وآله - ،
    فلطمت على وجهي ، وقطعت أطماري ، وعلا بكائي ونحيبي ، وقلت :
    وا حزناه للأبدان البالية النازحة عن الأوطان ، المدفونة بلا أكفان ، وا حزناه على الخد التريب ، والشيب الخضيب .
    يا رسول الله ليت عينيك ترى رأس الحسين في دمشق ، يطاف به
    في الأسواق ، وبناتك مشهورات على النياق ، مشققات الذيول
    والأزياق ، ينظر إليهن شرار الفساق ، أين علي بن أبي طالب - عليه السلام -
    يراكم على هذا الحال ؟
    ثم بكيت وبكى لبكائي كل من سمع منهم صوتي وأكثرهم لا
    يفطنون لكثرة الغلبة وشدة فرحهم ، واشتغالهم بسرورهم ، وارتفاع
    أصواتهم ، وإذا بنسوة على أقتاب الجمال بغير وطاء ، ولا ستر ، وقائلة
    منهن تقول : وا محمداه ، وا علياه ، وا حسناه ، وا حسيناه ، لو رأيتم ما حل
    بنا من الأعداء .
    يا رسول الله بناتك أسارى كأنهن بعض اليهود والنصارى ، وهي
    تنوح بصوت شجي يقرع القلوب على الرضيع الصغير وعلى الشيخ
    الكبير ، وعلى المذبوح من القفا ، ومهتوك الخباء العريان بلا رداء ،
    وا حزناه لما نالنا أهل البيت ، فعند الله نحتسب مصيبتنا .
    قال : فتعلقت بقائمة المحمل ، وناديت بأعلى الصوت : السلام
    عليكم يا آل بيت محمد ورحمة الله وبركاته ، وقد عرفت أنها أم كلثوم
    بنت علي ، فقالت : من أنت أيها الرجل الذي لم يسلم علينا أحد غيرك
    مثل سلامك منذ قتل أخي وسيدي الحسين - عليه السلام - ؟
    فقلت لها : يا سيدتي أنا رجل من شهرزور ، اسمي سهل ، رأيت
    جدك محمد المصطفى - صلى الله عليه وآله - .
    قالت : يا سهل ألا ترى ما صنع بنا ؟ أما والله لو عشنا في زمان لم ير
    محمدا ، ما صنع بنا أهله بعض هذا ، قتل والله أخي وسيدي الحسين
    وسبينا كما تسبى العبيد والإماء ، وحملنا على الأقتاب بغير وطاء ولا
    ستر كما ترى .
    فقلت : يا سيدتي يعز والله على جدك وأبيك وأمك وأخيك سبط
    نبي الهدى .
    فقالت : يا سهل اشفع لنا عند صاحب المحمل ، أن يتقدم بالرأس
    من بين المحامل ليشتغل الناظر عنا بها ، فقد خزينا من كثرة النظر إلينا .
    فقلت : حبا وكرامة ، ثم تقدمت إليه وسألته بالله وبالغت معه ،
    فانتهرني ولم يفعل .
    قال سهل : وكان معي رفيق نصراني ، يريد بيت المقدس وهو متقلد
    سيفا تحت ثيابه ، فكشف الله عن بصره فسمع رأس الحسين ، وهو يقرأ ش
    القرآن ويقول { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } ،
    فأدركته السعادة ، وقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن
    محمدا عبده ورسوله .
    ثم انتضى سيفه ، وشد به على القوم ، وهو يبكي وجعل يضرب
    فيهم فقتل منهم جماعة كثيرة ، ثم تكاثروا عليه فقتلوه - رحمه الله - ، فقالت أم
    كلثوم : ما هذه الضجة ؟ فحكيت لها الحكاية ، وقالت : وا عجباه ، النصارى
    يحتشمون لدين الاسلام ، وأمه محمد الذين يزعمون أنهم على دين محمد ، يقتلون أولاده ويسبون حريمه ،
    ولكن العاقبة للمتقين { وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    #2
    اعظم الله لنا ولكم الاجر
    جزاك الله كل خير اخي العزيز

    بارك الله بك

    مأجور

    تعليق

    • محسن العراقي
      • Mar 2011
      • 783

      #3
      جزاك الله خير الجزاء اخي الكريم
      وشكرا لمروركم العطر

      تعليق

      • محـب الحسين

        • Nov 2008
        • 46777

        #4
        أحسنت عزيزي
        جزاك الله أحسن الجزاء

        تعليق

        • عاشقة الوديعه
          • Dec 2011
          • 1165

          #5

          تعليق

          • دمعة الكرار
            • Oct 2011
            • 21333

            #6

            تعليق

            • محسن العراقي
              • Mar 2011
              • 783

              #7
              جزاكم الله خير الجزاء
              وشكرا لمروركم الكريم

              تعليق

              يعمل...
              X