• أهلا وسهلا بكم في منتديات أحباب الحسين

    إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل 
    بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع
    فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الإمام الحسين أنموذج إصلاحي عابر للمذاهب والزمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صدى المهدي

    مراقـــبة عـــــامة


    • Jun 2017
    • 12242

    الإمام الحسين أنموذج إصلاحي عابر للمذاهب والزمان

    الرسالة الأخلاقية لعاشوراء: الإمام الحسين أنموذج إصلاحي عابر للمذاهب والزمان





    منطق الإمام الحسين (ع) يحمل رسالة إلى المؤسسة الدينية مفادها أنه يجب عليها دائما السعي لإصلاح أهم الانحرافات وتغييرها.
    إن ما وقع في كربلاء عام 61 للهجرة، كان قبل أن يكون نزاعا داخليا مذهبيا أو قوميّا، قضية مليئة بالمعاني الإنسانية والأخلاقية التي لو عُرضت أمام أي إنسان من أي دين، لأثنى عليها. معانٍ مثل احترام الإنسان، واحترام حرية البشر في قبول أو رفض نظام الحكم، واحترام العدالة، ورفض التمييز ومكافحته، والسعي لتحقيق الأهداف بالطرق السلمية، وهي طرق لم يقبلها الحاكم آنذاك، فحوّلها إلى نزاع.
    وأكد: إن عاشوراء وكربلاء عام 61 للهجرة زاخران بالمعاني الإنسانية العابرة للمذاهب والأديان، والتي لو قُدّمت لأي إنسان بما هو إنسان، لأبدى احترامه لها. وبناء عليه، كان الإمام وأصحابه ممثلين للضمير الإنساني في مواجهة القبح واللا أخلاق والفساد. أي إن نزاع ذلك الزمان لا ينبغي اعتباره نزاعا داخليًا قبليا، بل حدثا يخاطب الإنسانية كلها: فمن جهة، هناك من داس على الضمير الأخلاقي والإنسانية، ومن جهة أخرى، هناك من سعى للعدالة والحرية والإنسانية والضمير الإنساني والحياة الأخلاقية للمجتمع. أما في واقعة عاشوراء، فإن الأبرز فيها هو سعي الإمام لإحياء الحياة الأخلاقية في المجتمع. فلم يكن النزاع محصورا فقط في جلوس إنسان غير كفء على كرسي الحكم، فهناك من عارض ذلك، لكن الإمام كان يسعى لإيقاظ المجتمع وإحيائه، كما كانت مهمة الأنبياء الإلهيين.
    وأوضح أن مخاطب رسالة الإمام وواقعة عاشوراء ليسوا فقط المسلمون، وقال: يجب تسليط الضوء على هذه المعاني الإنسانية والأخلاقية لعاشوراء وتفسيرها.
    وأضاف: جوهر حركة الإمام هو المعاني الإنسانية، لا المذهبية؛ أي إن اعتراض الإمام على السلطة لم يكن لعدم التزام يزيد بالطهارة أو الصلاة، بل كان “الحرية”، “العدالة”، “رفض التمييز” هي المحاور الرئيسية لرسالة الإمام، وهذه القيم هي قيم عالمية تشمل كل البشر بغض النظر عن الدين أو القومية، ولهذا فإن ما وقع في عاشوراء يحمل رسالة يمكن أن تكون نموذجا سلوكيا واجتماعيا لكل المجتمعات، بغض النظر عن أديانها. وهذه المعاني لا يحدها الزمن، فالعدالة والحرية كانت وما زالت فضائل وقيما سواء في سنة 61 للهجرة أو اليوم. وعليه، فإن رسالة الإمام ليست محصورة بزمان أو مخاطب خاص.
    مفترق طريق
    وقال أستاذ جامعة الأديان والمذاهب: إعلان المعارضة لحكومة يزيد ورفض مبايعته، تحوّل في منطق الإمام الحسين (ع) إلى مفترق طريق بين العزة والذلة. أي إن من وجهة نظر الإمام، الخضوع للظلم، والمساعدة على حكم الجور، واللعب في ساحة الظالم، هو الذل، بينما قول “لا” للظلم، والمقاومة لما يطلبه الظالم، هو فعل أخلاقي. ولهذا فإن قول “لا” للحاكم الظالم لم يكن فعلا سياسيا فحسب، بل كان فعلا أخلاقيا في منطق الإمام”.
    وفيما يخصّ “الحرّ” وما جرى من عودته إلى صفوف الإمام، قال: إن عودة “الحرّ” ترتبط أكثر بخياره في المجال العام، بوصفه فعلا اجتماعيا – سياسيا. ففي البداية، كان مع معسكر يزيد لأنه كان يعتقد أن الحق هناك، لكنه بسبب وعيه الأخلاقي وضميره الإنساني، شكّ في قراره، وبحسب ما نُقل عنه، قال ما مضمونه: “شككت، فرأيت الجنة في معسكر الإمام، والنار في معسكر يزيد؛ فشككت في اختياري الحالي، ولهذا قررت أن أعود”. ما يتجلى هنا هو حرية “الحرّ” في اتخاذ قراره. وهذه الحرية في الاختيار قائمة على “التحرر الداخلي”، وهو ما أعبّر عنه بالضمير الأخلاقي.
    وأكد عضو هيئة التدريس بكلية الأديان الإبراهيمية: “حرية الاختيار لا تصبح فضيلة إلا حين يكون البشر على مستوى عالٍ من الضمير الأخلاقي؛ ولهذا، فالحرية لا تُعد فضيلة للأطفال أو السفهاء، لأنهم لا يملكون ضميرا أخلاقيا ناضجا”.
    ووصف عاشوراء بأنها تجسيد للنقد الناصح داخل السلطة، وتابع: هذا النقد الناصح بدأ من عهد الإمام علي (ع)، وامتد في عهد الإمام الحسن (ع)، واستمر في عهد الإمام الحسين (ع). وكان هذا النقد ناصحا بامتياز، ومتجنبا للعنف، لكن حين أغلق يزيد الطريق أمام هذا النقد الناصح، تحوّل إلى عنف وصراع.
    وأضاف: إن هذه الحركة تحمل هذه الرسالة، وهي أنه إذا فقد المصلحون قدرتهم الطبيعية على الإصلاح في المجتمع، ولم يكن للحكام آذان صاغية لهذه الدعوات الإصلاحية، فإن هذه المحاولات الإصلاحية قد تتحوّل إلى أفعال عنيفة، وهذا أمر طبيعي.
    وشدد صادق نيا: إن ما فعله الإمام الحسين (ع) كان نقدا إنسانيا – أخلاقيا لبنية السلطة، أراد به، كصوت للضمير الإنساني، أن يجري إصلاحات في مواجهة الحكم. ولو أن هذا النقد أُصغي له، لما وقعت فاجعة كربلاء.
    وفي ختام حديثه، أكد أستاذ جامعة الأديان والمذاهب: إن منطق الإمام الحسين (ع) يحمل للمؤسسة الدينية هذه الرسالة، وهي أن على المؤسسة الدينية أن تسعى دوما لإصلاح أبرز الانحرافات وتغييرها، كما أنه يحمل رسالة أخرى مفادها أن الإصلاح لا يجب أن يبدأ من مستوى الفاعلين الميدانيين، بل من مستويات أعلى.

    الدكتور مهراب صادق نيا-أستاذ كلية الأديان الإبراهيمية
    ​​​
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46972

    #2
    أحسنتِ اختنا الكريمه
    جزاكِ الله خير الجزاء

    تعليق

    يعمل...
    X