اليماني والسياسة العامة لدولة العدل الالهي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    اليماني والسياسة العامة لدولة العدل الالهي



    اليماني والسياسة العامة لدولة العدل الالهي
    اليماني السياسة العامّة
    تُعدُّ حركة اليماني الإصلاحيّة ضمن أهمّ المعادلات السياسيّة الشرق أوسطيّة، وستدخل ضمن هذه المعادلات السياسيّة بشكل يُتيح لها إحداث تغييرات من شأنها أن يكون لها الأثر العامّ على مجمل التوجّهات الإقليميّة والدوليّة.
    فعلى المستوى الدولي:
    تبدو هناك تشنّجات سياسيّة تؤدّي إلى نشوب صراعٍ دولي يدخل في أحد طرفيه اليماني والطرف الآخر ستكون الدول الغربيّة التي تدخل في تحالفاتٍ سياسيّةٍ أمنية، فبعد تعاظم أمر اليماني تحاول تلك الدول تأمين أمنها ومستقبلها، فتحدث وقتذاك اُمور تهدّد كيان اليماني وأمنه، كتحرّشات معيّنة تُثيره تحالفات مشبوهة توجّس منها عندها يتحرّك لمواجهة تلك الدول والسيطرة عليها.
    الروايات لم تذكر سوى وقعة الروم حيث تجري على يد اليماني، والروم تُطلق على غير الدول العربيّة والإسلاميّة، ولا يمكننا تشخيص تلك الدول إلاّ من خلال الاستقراءات السياسيّة ومراقبة الأوضاع الدوليّة كاحتمالاتٍ في هذا المجال.
    عن أرطأة، قال: (على يدي ذلك الخليفة اليماني وفي ولايته تفتح رومية).(35)
    ويبدو أن هناك دواعٍ سياسيةٍ وأمنية تدفع باليماني إلى التحرك لصد هجمات الدول الغربية، ولعل الفتح الوارد في الرواية هو الغلبة والسيطرة لتأمين هجمات الدول الغربية التي تهدد دول المنطقة ومنها اليمن، وستكون لليماني إمكانية إيقاف وصدّ هذه التحرشات الغربية وليس بالضرورة أن يكون الفتح المعبّر عنه في الروايات بالهيمنة العسكرية أو الاحتلال كما قد ينصرف من لفظة الفتح ابتداءً.
    وإطلاق اسم الخليفة على اليماني من باب التوسعة؛ لكونه يمتلك سلطةً سياسيّةً تؤهّله من السيطرةِ والنفوذ.
    أمّا على المستوى الإقليمي:
    فقد ذكرنا أنّ اليماني سيواجه معارضةً شديدة من قبل التكتّلات السياسيّة والحركات الاُخرى في المنطقة، فحركة المغربي في مصر، والصراعات السياسيّة في الشام بين الأصهب والسفياني، وغلبة السفياني عند ذاك، ستحدث تخلخلاً واضحاً في الاستقرار الأمني الإقليمي، وسيواجه اليماني خطر تحدّيات السفياني، وسيعزم اليماني على مواجهته والتصدّي له، خصوصاً حين وصول السفياني إلى الكوفة، ليُحدث فيها من الدمار والخراب، وملاحقته الشديدة لشيعة عليّ عليه السلام بما يدفع اليماني للتحرّك نحوه، وحماية أتباع أهل البيت عليهم السلام، وستكون بينهما ملاحم دامية.
    على أنه يجب التنويه إلى أن اليماني ربما يواجه خطر التحدي القادم من تكتلاتٍ سياسيةٍ وتنظيماتٍ معينة تعيش على الأزمات السياسية المحدقة بالمنطقة، وستكون هذه التنظيمات منغلقةً على نفسها متقوقعةً على نظرةٍ إقليمية ضيقة تدفعها دواعٍ فكريةٍ مقيتة تتوجس من أي تحركٍ إصلاحي وربما تعمل هذه المنظمات التي تتخذ فلسطين مقراً لها على زعزعة أمن اليماني واستقراره وسيعاني منها تهديداً حقيقياً يشغله عن مهمته، ولعل هذه المنظمات ستربط مصيرها بحركة السفياني الذي يستولي على البلاد الشامية.
    وترتكز هذه التنظيمات على ساحل البحر المتوسط متخذةً من مدينة عكا منطلقاً لتحركاتها، وربما لها تحالفاتها مع القوى الغربية التي تلتقي مصالحها بمصالح السفياني وقتذاك.
    عن حكيم بن عمير عن كعب قال: على يدي ذلك اليماني تكون ملحمة عكا الصغرى وذلك إذا ملك الخامس من آل هرقل.(36)
    ولم يكن الوضع الاقليمي مشجّعاً على تحركات اليماني السياسية ما لم يضمن تأييد أو على الأقل تأمين وضعه واستراتيجياته الاقليمية، وستُصاب بعض التنظيمات أو الحركات الاقليمية بحالة فزعٍ وهلعٍ سياسي بعدما ترى من نفوذ اليماني السياسي والفكري كذلك وهو يستقطب التوجهات الثقافية المنفتحة، مما يدفع هذه التكتلات إلى محاولة عطب مسيرة اليماني الاصلاحية، وتتفاقم هذه العلاقة المتوترة إلى تحرشاتٍ ضد اليماني تدفعه أخيراً إلى ضرب تلك التجمعات والجيوب التنظيمية فيشلها ليؤمن بذلك مستقبله السياسي.
    عن يزيد بن سعيد بن أبي عطاء عن كعب قال: على يدي اليماني يقتل قريشاً.(37)
    وقريش مصطلحٌ يُطلق على التوجهات المقابلة لأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم.
    هذه مجمل تحرّكات اليماني على المستويات الدوليّة والإقليميّة ممّا تعكس حالة التوجّسات والمخاوف الإصلاحيّة وتوجّهاته في نصرة أهل البيت عليهم السلام، والالتزام بنهجهم القويم ومبدأهم الحقّ.
    الخلاصة
    يمكننا أن نستقرأ ما قدّمناه بشكلٍ يوجز مسافات البحث والاستقصاء لتصل الفكرة إلى القارئ مختصرة موجزة:
    أوّلاً: المهدي عليه السلام
    قضيّة لا يقتصرُ عليها الإماميّة وحدهم بل يشاركهم المسلمون جميعاً، والأخبار الواردة في صحاح الفريقين تؤكّد ذلك، بل هي قضيةٌ إنسانيّةٌ يتطلّع إليها الجميع دون استثناء استجابة لطموحات الخير والسلام التي تكتنفها التوجّهات الإنسانيّة وتطلّعاتها الخيّرة.
    ثانياً: حتميّة الانتظار
    لحتميّة الانتظار أثرها في تعزيز الثقافة المهدويّة لدى الفرد، فإنّ الانتظار المقصود هو حالة بناء تكاملي يتوخّى منها الفرد إلى تطهير نفسه وتساميها لتكون لها الحظوة في اليوم الموعود، فضلاً عن كون الظهور يتوقّف على مدى تواجد الأصحاب الذين سيكون وجودهم داعياً ليوم الظهور، ومن المؤكّد فإنّ تكامل النفوس يوجب وجود أكثر عددٍ من الأصحاب الذين يناصرون قضيّة الظهور قبل وبعد تحقّقها.
    ثالثاً: علامات الظهور
    تنقسم من حيث قربها وبعدها عن يوم الظهور إلى علامات بعيدة عن وقت الظهور، وعلامات ظهورٍ قريبة، وهذه تنقسم إلى علامات قريبة ليوم الظهور نسبيّاً، وعلامات مقارنة ليوم الظهور نسبيّاً. والقسم الثالث هو علامات لا تنفكّ عن يوم الظهور.
    أمّا القسم الآخر فهي علامات من حيث التحقّق وعدمه، وهذه تنقسم إلى علامات محتومة، وعلامات مشترطة.
    رابعاً: اليماني إحدى علامات الظهور
    وهو من المحتوم الذي لابدّ منه، كما نصّت على ذلك الروايات، فلا يتخلّف ولا يتأخّر كما هو الحال في السفياني، ممّا يعني أنّ هناك خطّان متقابلان من المحتوم، أحدهما يمثّل الظلم والجور والفساد، وهو الخطّ الذي يمثّله السفياني الذي يكون خروجه من الشام، والآخر يمثّل خطّ الإصلاح والعدل والقسط، وهو الذي يمثّله اليماني الذي يكون خروجه من اليمن.
    خامساً:سيكون اليمن موطن اليماني، الذي منه ينطلق بحركته المباركة، معقلاً لهذه الحركة الإصلاحيّة، وذلك كون اليمن يتوفّر فيها مناخ خاصّ لتلقّي دعوة اليماني، فالزيديّة المغيّبة سيكون لها الأثر الواضح في احتواء هذه الحركة واحتضانها، فبذرة التشيّع سوف تترعرع وتنمو إلى ما فيه نضوج وتكامل حركة اليماني، فضلاً عن كون اليمن لها موقعها الاستراتيجي من حيث إحاطتها بدول جوارٍ يقطنها أكثريةٍ مستضعفة، ولرّبما تستغل حركة اليماني هذا التواجد من الطبقات المستضعفة لتشكّل قوّتها الضاربة.
    سادساً: في خضمّ التحوّلات السياسيّة والحركات الثورية التي تشهدها المنطقة، فإنّ رايات ثلاث ستتزعّم هذه الحركات المهمّة، أي التي سيكون لها أدوار حاسمة في مستقبل الأحداث. أمّا راية السفياني فهي راية ظلم وجورٍ وضلال، والرايتان الاُخريتان فهما رايتا إصلاح، إلاّ أنّ إحداهما ستُرّجح على الاُخرى.
    فراية الخراساني ستكون داعية إلى أئمّة الهدى عليهم السلام، وسترفع شعار التشيّع، إلاّ أنّها ترى أنّ الدعوة لنفسها سيحقّق هذا الطموح، وهو نصرة مذهب أهل البيت عليهم السلام، فراية الخراسانيّ تدعو لأهل البيت عليهم السلام عن طريق الدعوة لنفسها، أمّا راية الإصلاح الاُخرى فهي راية اليماني الذي سيدعو إلى الحقّ دون شائبةٍ تخالطها الدعوة؛ لذا دعى أئمّة أهل البيت عليهم السلام إلى متابعتها ونصرتها، بل تحريم خذلانها.
    هذا ما يُفهم من الروايات حيث ترجيح راية اليماني دون غيرها مسألة تثير التساؤل حقّاً.
    سابعاً: إنّ اليمن _ على حسب الروايات _ ستكون معقلاً ممتازاً للنجاة من كثيرٍ من الفتن، والظاهر أنّ التوصية باليمن كونها معقلاً لحركة الخير والإصلاح التي يتزعّمها اليماني، وكون اليماني، وكون اليماني سيتعهّد بحفظ شيعة أهل البيت عليهم السلام وحمايتهم من التحدّيات المحدقة بهم، فضلاً عن كون شيعة أهل البيت عليهم السلام سيشكّلون قوّةً مهمّة تدخل في تنظيم وحركة اليماني القادمة.
    ثامناً: تبتلي حركة اليماني _ حالها حال حركات الإصلاح _ بمن يدّعي الانتساب إليها، فالتاريخ يكشفُ عن وثيقةٍ مهمّة يتلبّس أحد دعاة الإصلاح بعنوان اليماني، وهو الملقّب بـ (طالب الحقّ)، إلاّ أنّ الإمام أبا عبد الله الصادق عليه السلام تصدّى لهذه المحاولة وأبطلها بعد أن سحب منها مشروعيّة الانتساب إلى حركة اليماني، كون اليماني هو ممّن يتولّى أهل البيت عليهم السلام في حين أن (طالب الحق) هذا هو من أعدائهم، فلم يكن هذا المدعي كذباً هو اليماني، كما أكده الإمام عليه السلام ، وهذا دليل على بطلانى انتساب الحركات الباقية إلى عناوين إصلاحية وردت في التراث الشيعي، وكانت ضمن مفردات الثقافة المهدوية، وأنّ أهل البيت عليهم السلام يتمنّون على شيعتهم أن يعينونهم بورعهم وتقواهم وتعقّلهم والتروّي في قراءة الأحداث، وفهم علاماتالظهور دون الانجراف خلف دعوة (طالب الحقّ) الذي ادّعى أنّه اليماني، ممّا دعى شيعتهم إلى الوقوف حياله موقف المكذّب، والتوقّف في تصديقه ومن ثمّ تأييده.
    تاسعاً: إنّ حركة اليماني ستُبتلى بتحرّشاتٍ دوليةٍ ومضايقات إقليميّة؛ لما للحركة من أهمّية قصوى في مستقبل الأحداث وأثرها على الخارطة السياسيّة، لذا فهي ستعاني تبعات التوازنات الدوليّة، وستلقى تهديداتٍ تحاول الإطاحة بها، إلاّ أنّ الظاهر ستكون لحركة اليماني سطوتها القاضية بإحباط أيّة محاولة من شأنها المساس بها أو بكيانها ومبدأها.
    عاشراً: لا يمكننا البتّ باسم اليماني سوى الاحتمالات التي نملكها من الروايات التي بين أيدينا، ولعلّ ما ورد من هذه الأسماء، أمّا أسماءً حقيقيّة أو أسماءً حركيّة لا يمكن البتّ بها أو القطع فيها.
    حادي عشر: ما ورد في أكثر فصول الكتاب هو قراءاتٌ لنصوص علامات الظهور واستقراء لأكثر دلائلها حتّى أنّها شكّلت لدينا رؤيةً معيّنةً وقناعاتٍ خاصّةٍ تكوّنت من خلالها توقّعاتٍ واحتمالاتٍ لا ندّعي أنّا قد قطعنا بها، بل أنّ القرائن التي توفّرت لدينا أمكنتنا من تكوين رؤية معيّنة تقدّم الصورة المتوقّعة لليماني ولحركته المباركة، وما ينبغي اتّخاذه في هذا المجال تبعاً للمعلومات التي توفّرت لدينا على أساس بيان مفردات ثقافة (علامات الظهور).
    سائلين المولى تعالى أن يثبّت أقدامنا، ويجعلنا من الممهّدين ليوم الظهور.
    والحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين، واللعنة الدائمةُ على أعدائهم أجمعين.
    محمّد عليّ السيّد يحيى السيّد محمّد الحلو
    مصادر التحقيق
    عقد الدرر في أخبار المنتظر/ المقدسي الشافعي
    الفتن/ ابن حماد المروزي
    البدء والتاريخ/ مطهر بن طاهر المقدسي
    مناقب آل أبي طالب/ ابن شهر آشوب
    بحار الأنوار/ المجلسي
    كتاب الغيبة/ الشيخ الطوسي
    بشارة الإسلام/ مصطفى الكاظمي
    التشريف بالمنن في التعريف بالفتن/ السيد ابن طاووس
    لسان العرب/ ابن منظور
    الأنساب/ السمعاني
    معجم البلدان/ ياقوت الحموي
  • نور البتول الطاهرة
    • Aug 2010
    • 3064

    #2
    طرح موفق أختي يعطيك العافية
    بارك الله فيك

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3
      يسلموووو على المرور الطيب

      تعليق

      يعمل...
      X