بسم الله الرحمن الرحيم
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإيحاء الإيجابي وأثره في العقيدة المهدوية
قالوا في علم النفس : إن الإنسان يتأثر بما يفكر به ، إيجابياً كان أو سلبياً ، وحتى تتضح الفكرة أكثر نقول :
من منا لم يكلم نفسه ولم تكلمه نفسه بمناجاة لا يسمعها إلا هو ! ومن منا لم ينصت بقلبه إلى ضميره وهو يخاطبه بلهجة التأنيب أو التقريع لو أخطأ في حق صاحب نعمة أو حق عليه ! وبلهجة الرضا والسرور لو أحسن إلى محتاج أو أدخل الفرح على قلب يتيم!
إن مناجاة النفس أمر تكويني ، ولكن لا بد أن تصب في صالح الإنسان ، بأن تكون المناجاة لتصحيح المسار ، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بالنفس اللوامة ...
ولكن في بعض الأحيان ، توحي النفس للعقل فكرة خاطئة ، تنمو هذا الفكرة بعد أن ترددها النفس وتكررها للعقل ، حتى يختزنها العقل ، لتصبح تلك الفكرة عاطفة يشعر بها العقل ، وحينئذٍ يصدر العقل أوامره للحواس والأعضاء بالعمل وفق تلك الفكرة ، لتترجم إلى سلوك عملي للفرد ، يقول الإمام علي(عليه السلام) في بيان هذه الحقيقة التي ما اكتشفها الغرب إلا في الآونة الأخيرة :
العقول أئمة الأفكار ، اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإيحاء الإيجابي وأثره في العقيدة المهدوية
قالوا في علم النفس : إن الإنسان يتأثر بما يفكر به ، إيجابياً كان أو سلبياً ، وحتى تتضح الفكرة أكثر نقول :
من منا لم يكلم نفسه ولم تكلمه نفسه بمناجاة لا يسمعها إلا هو ! ومن منا لم ينصت بقلبه إلى ضميره وهو يخاطبه بلهجة التأنيب أو التقريع لو أخطأ في حق صاحب نعمة أو حق عليه ! وبلهجة الرضا والسرور لو أحسن إلى محتاج أو أدخل الفرح على قلب يتيم!
إن مناجاة النفس أمر تكويني ، ولكن لا بد أن تصب في صالح الإنسان ، بأن تكون المناجاة لتصحيح المسار ، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بالنفس اللوامة ...
ولكن في بعض الأحيان ، توحي النفس للعقل فكرة خاطئة ، تنمو هذا الفكرة بعد أن ترددها النفس وتكررها للعقل ، حتى يختزنها العقل ، لتصبح تلك الفكرة عاطفة يشعر بها العقل ، وحينئذٍ يصدر العقل أوامره للحواس والأعضاء بالعمل وفق تلك الفكرة ، لتترجم إلى سلوك عملي للفرد ، يقول الإمام علي(عليه السلام) في بيان هذه الحقيقة التي ما اكتشفها الغرب إلا في الآونة الأخيرة :
والأفكار أئمة القلوب ،
والقلوب أئمة الحواس ،
والحواس أئمة الأعضاء...
وباختصار ، إن كل فكرة توحيها النفس للعقل فإنها ستختزن فيه ، لتتحول فيما بعد إلى سلوك عملي ، ففكرة سعادة تسبب الإحساس بالسعادة ، وفكرة ألم تسبب الألم ، وقد نقل أنه قال سقراط : بالفكرة يستطيع الإنسان أن يجعل عالمه من الورود أو من الشوك.
وقال الدكتور هلمستتر : إن ما تضعه في ذهنك – سواء كان إيجابياً أو سلبياً – ستجنيه في النهاية.
فالإيحاء الذاتي من النفس إلى العقل هو أيضاً من الأمور التي تؤثر على سلوك الإنسان.
ولذلك نجد أن ديننا الحنيف ليس فقط يعلمنا طريقة الإيحاء الإيجابي للعقل ، وإنما يجعلنا نمارس هذا المعنى في حياتنا اليومية من خلال الطقوس الدينية ، ففي الصلاة أنت تردد (اهدنا الصراط المستقيم ....) أي اجعلنا من الذين هديتهم إلى ذلك الصراط ، ثم يجعلك تناجي نفسك بأنك من عباد الله الصالحين حينما تريد إنهاء صلاتك بقولك (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) ...
وأيضاً ينهانا عن التفكير السلبي المنحرف والإيحاء الخاطئ ، يقول أمير المؤمنين(عليه السلام) : صوم القلب عن الفكر بالآثام أفضل من صوم البطن عن الطعام.
وروي أن النبي عيسى(على نبينا وآله وعليه السلام) قال لأصحابه : إن موسى كان أمركم ان لا تزنوا ، وأنا آمركم أن لا تحدثوا أنفسكم بال*** ، فإن من حدث نفسه بال*** كان كمن أوقد في بين مزوق ، فأفسد التزاويق الدخان وإن لم يفسد البيت.
هذا ، ولقد أثبت الإيحاء الذاتي تأثيره عندما أجريت في مستشفى (سيماشكو) في مدينة (غوركي) تجارب على مجموعة من الذين أصيبوا بالذبحة الصدرية لنوع الألم منهم عن طريق الإيحاء الذاتي ، وخلال ثلاثة أشهر تمرنوا على مقاومة الآلام عن هذا الطريق ، وكانت النتيجة أن أحد عشر شخصاً من مجموع عشرين شخصاً تخلصوا من آلامهم تماماً، بينما قل لدى ستة من الباقين الألم بشكل ملحوظ ، وبقي منهم ثلاثة أشخاص فقط لم يؤثر فيهم الإيحاء الذاتي ، أي أن أكثر من 86% تأثروا بذلك...
من كل هذا يتبين أن الإنسان يستطيع أن يبني عالمه من خلال تفكيره ، التفكير الذي يترجم إلى سلوك عملي بعد أن يقتنع بتلك الفكرة ويشعر بها ويعيشها بشعوره ...
والمهدي كعقيدة يعيشها البشر ، بعض منهم أوحى لنفسه بأنها عقيدة تدفع نحو التكاسل والخمول والتقاعس عن العمل ، فكأن معنى فكرة المهدي وما يلابسها من مفاهيم كالانتظار ، هو السكون ، فإذا أوحى لنفسه بهذا الفكرة ورددها تحولت إلى مخزون عقلي يتفاعل مع الشعور ليتحول إلى سلوك عملي ، وبالتالي ترى فرداً كهذا لا ينبس ببنت شفة اتجاه ما يعيشه من أحداث ، سواء كانت تصب في التمهيد المهدوي ، أو كانت تصب في واد آخر ...
ولكن البعض الآخر يوحي لنفسه بأن فكرة المهدي ما هي إلا مقدمة للعمل ، فالانتظار مثلاً كعقيدة نظرية يترتب عليها سلوك عملي مغير ، واضعاً بين عينيه قوله تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ...
فترى فرداً كهذا يستفيد من أي وضع معاش ليحوله إلى عمل مهدوي ، فجلسته مع أصدقائه يغمرها الذكر المهدوي ، وفي عمله يتهلل بالذكر المهدوي ، وفي قراءاته يعيش الفكر المهدوي ، ليجعل من العقيدة المهدوية وعقيدة الانتظار منهاجاً للحياة ...
وكيف ينظر الفرد للعقيدة المهدوية سيكون عمله ، فالعمل تابع للإيحاء الذاتي للنفس! ((وطبعاً الإيحاء هو واحد من المؤثرات ، وإلا فيوجد غيره كثير))
والخلاصة :
ينبغي لمن يريد العمل على التمهيد للظهور المبارك ، أن يبدأ بزرع الفكرة في ذهنه ، ويرددها ، ويرددها – وهو معنى من معاني الإيحاء - حتى تختزن في ذهنه وعقله ، ويشعر بها بوجدانه ، ليحولها إلى سلوك عملي ...
من هنا يمكن تنقيط عملية تراتبية للعمل المهدوي ، يمكن للفرد المنتظر أن يعمل وفقها لنفسه أو لغيره فيما إذا أراد أن يهدي غيره ليحصل على ما هو خير مما أشرقت عليه الشمس وغربت ، وهي :
1 / إثارة الفكرة المهدوية كنظرية إنسانية قابلة للنقاش. 3 / بعد البحث والتمحيص لا بد من تحكيم العقل ليعرف أحقانية تلك الفكرة. 4 / وبعد الاعتقاد بها نظرياً لا بد أن تتحول الفكرة إلى شعور وجداني ، يعيشه الفرد المنتظر. 2 / البحث عن مصادر نشوء هذه الفكرة ، وكونها فطرية أو كسبية أو غيره 5/ وبعد تحولها إلى شعور وجداني ستتحول تلقائياً إلى سلوك عملي عندما يوحي العقل إلى الحواسعموماً بالعمل وفق تلك العقيدة.
تعليق