[frame="15 10"]
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم









روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: إن قائمنا أهل البيت إذا قام لبس ثياب عليّ (عليه السلام) وسار بسيرة أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)
وتقول الروايات أيضاً: إن علياً سار بالمنّ والكفّ، أي أنه (عليه السلام) كان لا يعاقب بل يمنّ, من هنا فإننا إذا أردنا أن نعرف سيرة الإمام الحجّة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في التعامل مع الأصدقاء والأعداء فعلينا التأمل في سيرة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام). فهذا تاريخه (عليه السلام) بين أيدينا، وقد دوّنه الشيعة والسنّة والنصارى واليهود وغيرهم في صفحات مشرقة.
لقد كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يدفع مَن ناهضه وبارزه بالنصح والموعظة ما أمكن، وكان يسعى للحؤول دون وقوع الحرب وإراقة الدماء، سواء عن طريق المواعظ الفردية والجماعية أو غيرها.. ولكن إذا وصل الأمر بالطرف الآخر أن يهجم ويريد القتال قام الإمام (عليه السلام) بدور الدفاع لا أكثر، ولكن ما إن يتراجع الخصم أو ينهزم حتى يتوقّف الإمام (عليه السلام) عن ملاحقته ولا يسعى للانتقام منه، ولم يروَ أن الإمام بدأ أحداً بقتال أبداً. وهذا الأمر مشهود في تاريخ أمير المؤمنين (عليه السلام), ومع أن النبي (عليه السلام) يصرّح له بالقول: "يا عليّ حربك حربي وسلمك سلمي".
يقول سماحة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي (دام ظله):
"إن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم يأسر حتى فرداً واحداً من أعدائه، ولا صادر أو سمح لأصحابه بمصادرة أي شيء من أموال الخصم، وإن كان ذلك الشيء رخيصاً أو عديم الثمن. وتروى في هذا الإطار أمور لا نظير لها، في التاريخ، ولا في الحاضر ولا في الآتي من الزمان، إلا ما كان عن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) وما سيكون من الحجّة المنتظر! كما أن الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لا يرتدي طيلة عهده الشريف والمبارك حتى حلة ثمينة واحدة مع أن الله (تعالى) يملّكه الدنيا وما فيها. فكل شيء في الوجود هو من أجل المعصومين (عليهم السلام) ولكنهم يزهدون عنها، ويعيشون في بساطة كسائر الناس العاديين بل أبسط".
عن المعلى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) يوماً: جُعلت فداك ذكرت آل فلان وما هم فيه من النعيم فقلت: لو كان هذا إليكم لعشنا معكم، فقال: "هيهات يا معلّى أما والله أن لو كان ذاك ما كان إلا سياسة الليل وسياحة النهار ولبس الخشن وأكل الجشب، فزوي ذلك عنا، فهل رأيت ظلامة قط صيّرها الله تعالى نعمة إلا هذه". وهكذا كانت حياة الأئمة (عليهم السلام)، وذلك كيلا يتبيّغ بالفقير فقره, كما يقول الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام), أي لا يتأذى الفقير بفقره إذا رأى كيف يعيش زعيم القوم وإمام المسلمين وقائدهم ورئيسهم.
عن أبي إسحاق السبيعي، قال:كنت على عنق أبي يوم الجمعة وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يخطب وهو يتروّح بكمّه، فقلت: يا أبه! أمير المؤمنين يجد الحر؟ فقال لى: لا يجد حرّاً ولابرداً، ولكنه غسل قميصه وهو رطب ولا له غيره فهو يتروّح به, كما يشير لمثل ذلك الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بنفسه في نهج البلاغة في رسالته إلى عثمان بن حنيف واليه على البصرة عندما يقول: "ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه" أي بقميص واحد وإزار واحد يرتديهما لا غير، فقد كان لباس الناس في ذلك الوقت يتألّف من قطعتين؛ قميص وإزار. ولم يكن الإمام (عليه السلام) يملك أكثر منهما، وهو المقصود بقوله (عليه السلام): "بطمريه". أي ما يكفي لملبس واحد فقط...
هذه هي حياة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهكذا ستكون حياة الإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
يقول الإمام الشيرازي الراحل (أعلى الله مقامه):
"إذا لم يرجع المسلمون – اليوم - إلى الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ (سلام الله عليه)، سيكون مصيرهم السقوط والتخلف، لأن أمير المؤمنين (سلام الله عليه) نورٌ إلهي يضيء الدرب لكل المجتمعات الإنسانية إذا ما علمت بقوله وآمنت به واقتدت بسيرته، فهو الذي يعطي العلماء علماً، وللمجاهدين قوةً، وللصابرين صبراً، وللمتقين روحاً وتقوىً، وللمضحين إخلاصاً، وللسياسيين درساً، وللاقتصاديين منهجاً، وللحكام برنامجاً، وللشعب تقدماً، ولغير المسلمين رحمة وعطفاً، وهو الذي يعطي جميع ما يحتاجه الناس في الدنيا والآخرة... وفي الوقت نفسه، فإن البشرية – ما تزال - متطلعة إلى ظهور صاحب العصر والزمان الإمام المهدي لإنقاذها من براثن المتسلطين، والمستبدين، ولمحو الظلم والعدوان، ولينشر العدل والإسلام في جميع أرجاء العالم، ويحقق الغاية والهدف الذي خلق من أجله النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) بنشر العدل والأمن والهدى في ربوع المعمورة".
[/frame]
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم









العدل الموعود..إضاءة من المدرسة الشيرازية..
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: إن قائمنا أهل البيت إذا قام لبس ثياب عليّ (عليه السلام) وسار بسيرة أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)
وتقول الروايات أيضاً: إن علياً سار بالمنّ والكفّ، أي أنه (عليه السلام) كان لا يعاقب بل يمنّ, من هنا فإننا إذا أردنا أن نعرف سيرة الإمام الحجّة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في التعامل مع الأصدقاء والأعداء فعلينا التأمل في سيرة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام). فهذا تاريخه (عليه السلام) بين أيدينا، وقد دوّنه الشيعة والسنّة والنصارى واليهود وغيرهم في صفحات مشرقة.
لقد كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يدفع مَن ناهضه وبارزه بالنصح والموعظة ما أمكن، وكان يسعى للحؤول دون وقوع الحرب وإراقة الدماء، سواء عن طريق المواعظ الفردية والجماعية أو غيرها.. ولكن إذا وصل الأمر بالطرف الآخر أن يهجم ويريد القتال قام الإمام (عليه السلام) بدور الدفاع لا أكثر، ولكن ما إن يتراجع الخصم أو ينهزم حتى يتوقّف الإمام (عليه السلام) عن ملاحقته ولا يسعى للانتقام منه، ولم يروَ أن الإمام بدأ أحداً بقتال أبداً. وهذا الأمر مشهود في تاريخ أمير المؤمنين (عليه السلام), ومع أن النبي (عليه السلام) يصرّح له بالقول: "يا عليّ حربك حربي وسلمك سلمي".
يقول سماحة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي (دام ظله):
"إن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم يأسر حتى فرداً واحداً من أعدائه، ولا صادر أو سمح لأصحابه بمصادرة أي شيء من أموال الخصم، وإن كان ذلك الشيء رخيصاً أو عديم الثمن. وتروى في هذا الإطار أمور لا نظير لها، في التاريخ، ولا في الحاضر ولا في الآتي من الزمان، إلا ما كان عن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) وما سيكون من الحجّة المنتظر! كما أن الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لا يرتدي طيلة عهده الشريف والمبارك حتى حلة ثمينة واحدة مع أن الله (تعالى) يملّكه الدنيا وما فيها. فكل شيء في الوجود هو من أجل المعصومين (عليهم السلام) ولكنهم يزهدون عنها، ويعيشون في بساطة كسائر الناس العاديين بل أبسط".
عن المعلى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) يوماً: جُعلت فداك ذكرت آل فلان وما هم فيه من النعيم فقلت: لو كان هذا إليكم لعشنا معكم، فقال: "هيهات يا معلّى أما والله أن لو كان ذاك ما كان إلا سياسة الليل وسياحة النهار ولبس الخشن وأكل الجشب، فزوي ذلك عنا، فهل رأيت ظلامة قط صيّرها الله تعالى نعمة إلا هذه". وهكذا كانت حياة الأئمة (عليهم السلام)، وذلك كيلا يتبيّغ بالفقير فقره, كما يقول الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام), أي لا يتأذى الفقير بفقره إذا رأى كيف يعيش زعيم القوم وإمام المسلمين وقائدهم ورئيسهم.
عن أبي إسحاق السبيعي، قال:كنت على عنق أبي يوم الجمعة وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يخطب وهو يتروّح بكمّه، فقلت: يا أبه! أمير المؤمنين يجد الحر؟ فقال لى: لا يجد حرّاً ولابرداً، ولكنه غسل قميصه وهو رطب ولا له غيره فهو يتروّح به, كما يشير لمثل ذلك الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بنفسه في نهج البلاغة في رسالته إلى عثمان بن حنيف واليه على البصرة عندما يقول: "ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه" أي بقميص واحد وإزار واحد يرتديهما لا غير، فقد كان لباس الناس في ذلك الوقت يتألّف من قطعتين؛ قميص وإزار. ولم يكن الإمام (عليه السلام) يملك أكثر منهما، وهو المقصود بقوله (عليه السلام): "بطمريه". أي ما يكفي لملبس واحد فقط...
هذه هي حياة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهكذا ستكون حياة الإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
يقول الإمام الشيرازي الراحل (أعلى الله مقامه):
"إذا لم يرجع المسلمون – اليوم - إلى الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ (سلام الله عليه)، سيكون مصيرهم السقوط والتخلف، لأن أمير المؤمنين (سلام الله عليه) نورٌ إلهي يضيء الدرب لكل المجتمعات الإنسانية إذا ما علمت بقوله وآمنت به واقتدت بسيرته، فهو الذي يعطي العلماء علماً، وللمجاهدين قوةً، وللصابرين صبراً، وللمتقين روحاً وتقوىً، وللمضحين إخلاصاً، وللسياسيين درساً، وللاقتصاديين منهجاً، وللحكام برنامجاً، وللشعب تقدماً، ولغير المسلمين رحمة وعطفاً، وهو الذي يعطي جميع ما يحتاجه الناس في الدنيا والآخرة... وفي الوقت نفسه، فإن البشرية – ما تزال - متطلعة إلى ظهور صاحب العصر والزمان الإمام المهدي لإنقاذها من براثن المتسلطين، والمستبدين، ولمحو الظلم والعدوان، ولينشر العدل والإسلام في جميع أرجاء العالم، ويحقق الغاية والهدف الذي خلق من أجله النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) بنشر العدل والأمن والهدى في ربوع المعمورة".

تعليق