اليهود ودورهم في عصر الظهور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العلوية ام موسى الاعرجي
    • Dec 2014
    • 1699

    اليهود ودورهم في عصر الظهور






    لو لم يكن عندنا عن دور اليهود
    في آخر الزمان وعصر ظهور المهدي عليه السلام إلا الآيات الشريفة في مطلع سورةالإسراء لكان فيها كفاية ، لأنها على اختصارها وحيٌ إلهيٌَ بليغ ، تكشف خلاصةتاريخهم ، وتسلط الضوء على مستقبلهم ، بدقة واعجاز !
    على أنه يوجد بالإضافة إليهاوإلى آيات القرآن الأخرى ، عدة أحاديث شريفة ، بعضها يتعلق بتفسير الآيات ، وبعضهايتعلق بوضعهم في عصر ظهور المهدي عليه السلام وحركته المقدسة .
    وسوف نذكرها بعد تفسير الآياتالشريفة .
    الوعد الإلهي بتدمير اليهود


    قال الله تعالى: ( سُبْحَانَالَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِالأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَالسَّمِيعُ الْبَصِيرُ.وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِىإِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِى وَكِيلا . ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَامَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)
    (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِىإِسْرَائِيلَ فِى الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ في الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّعُلُوًّا كَبِيرًا. فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًالَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًامَفْعُولا)
    (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُالْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْأَكْثَرَ نَفِيرًا . إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْأَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْوَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوامَاعَلَوْا تَتْبِيرًا. عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَ إِنْ عُدْتُمْعُدْنَا وَ جَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا). ( سورة الإسراء 1-8)
    (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِيإِسْرَائِيلَ فِى الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ في الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّعُلُوًّا كَبِيرًا)
    أي حكمنا في القضاء المبرم فيالتوراة الذي أنزلنا عليهم أنكم سوف تنحرفون عن الصراط المستقيم ، وتفسدون فيالمجتمع مرتين ، كما أنكم سوف تستكبرون على الآخرين وتعلون عليهم علواً كبيراً
    .
    (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُأُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِى بَأْسٍ شَدِيدٍ)فإذا جاء وقت عقوبتكم علىإفسادكم الأول ، أرسلنا عليكم عباداً منسوبين إلينا ، أصحاب بطش ومكروه ينزلونه بكم .
    فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِوَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا ..
    وهو كناية عن سهولة الفتح الأوللفلسطين على يد المسلمين ، وأن جنود المسلمين تجولوا خلال بيوتكم يتعقبون بقايامقاتليكم ، وكان ذلك وعداً قطعياً حاصلاً .
    (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُالْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْأَكْثَرَ نَفِيرًا)
    ثم أعدنا لكم الغلبة على هؤلاءالمسلمين الذين بعثناكم عليكم .
    وأعطيناكم أموالاً وأولاداً، وجعلناكم أكثر منهم
    أنصاراً في العالم يستنفرون لكم ضدهم
    .
    (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْلأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا)
    ثم يستمر وضعكم على هذه الحالفترة من الزمن ، لابد ان تكون مستبطنة في الآية ، فإن تبتم وعملتم خيراً بماأعطيناكم من أموال وأولاد فهو خير لأنفسكم ، وإن أسأتم وطغيتم وعلوتم فهو لكم أيضاً .
    (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِلِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَمَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)
    ولكنكم سوف تُسيؤون ولاتحسنونفنمهلكم ، حتى إذا جاء وقت العقوبة على إفسادكم الثاني سلطنا عليكم نفس العبادالمنسوبين إلينا بأشد من المرة الأولى ، فأنزلوا بكم مكروهاً يسوء وجوهكم ، ودخلواالمسجد الأقصى فاتحين كما دخلوه عندما جاسوا خلال دياركم في المرة الأولى . ثميسحقون علوكم وإفسادكم سحقاً .
    (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْيَرْحَمَكُمْ وَ إِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَ جَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَحَصِيرًا)
    لعل الله أن يرحمكم بعد هذهالعقوبة الثانية بالهداية . وإن عدتم إلى إفسادكم بعد العقوبة الثانية ، عدنا إلىمعاقبتكم ، وحصرناكم عن ذلك في الدنيا ، ثم جعلنا لكم جهنم حبساً وحصراً في الآخرة .

    والنتيجة الأولى من الآيات
    الكريمة : أن تاريخ اليهود من بعد موسى عليه السلام إلى آخر حياتهم يتلخص بأنهميفسدون في المجتمع في المرة الأولى ، حتى إذا جاء وقت عقوبتهم على ذلك بعث اللهتعالى عليهم قوماً فيغلبونهم بسهولة.
    ثم يجعل الله تعالى الغلبةلليهود على أولئك القوم لحِكَمٍ ومصالح ، ويعطي اليهود أموالاً وأولاداً ويجعلهمأكثر أنصاراً منهم في العالم .
    ولكن اليهود لايستفيدون منأموالهم وأنصارهم بل يسيئون ويفسدون للمرة الثانية ، وفي هذه المرة يضيفون إلىإفسادهم العلو ، فيستكبرون ويعلون على الناس كثيراً .
    فإذا جاء وعد عقوبتهم على ذلكسلط الله عليهم نفس أولئك القوم مرة ثانية فأنزلوا بهم عقاباً أشد من العقاب الأولعلى ثلاث مراحل .

    والنتيجة الثانية : أن القوم
    الذين يبعثهم الله عليهم في المرة الأولى يغلبونهم بسهولة ويدخلون المسجد الأقصى ،ويتعقبون مقاتليهم في بيوتهم (فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ) ويُنهون قوتهم العسكرية .
    ثم يرسلهم الله عليهم ثانيةًعلى رغم غلبة اليهود عليهم وكثرة أنصارهم ضدهم ، فينزلون بهم العقوبة على ثلاثمراحل ، حيث يوجهون إليهم أولاً ضربات تسوء وجوههم ، ثم يدخلون المسجد فاتحين كمادخلوه أول مرة ، ثم يسحقون علوهم على الشعوب سحقاً . كما تدل عليه اللام في قولهتعالى: (لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ ) وفي قوله تعالى: (وَلِيَدْخُلُواالْمَسْجِدَ....وَلِيُتَبِّرُوا)
    والسؤال الأساسي الذي طرحهالمفسرون: هل أن هذين الإفسادين- اللذين يرافق أحدهما علو كبير- قد مضيا ، ووقعتالعقوبتان الموعودتان عليهما ، أم لا ؟
    فقال بعضهم : إنهما مضيا ووقعتالعقوبة على الإفساد الأول على يد نبوخذ نصر ، وعلى الإفساد الثاني على يد تيطسالروماني .
    وقال بعضهم: لم تقع العقوبتانبعد .

    والرأي الصحيح :
    أن العقوبةالأولى على إفسادهم الأول وقعت في صدر الإسلام على يد المسلمين ، ثم رد الله الكرةلليهود على المسلمين عندما ابتعد المسلمون عن الإسلام ، وأن اليهود أفسدوا مرةثانية وعلوا في الأرض، وستكون على أيدي المسلمين أيضاً ، عندما يعودون إلى رشدهممجدداً .
    وبهذا التفسير وردت الأحاديثالشريفة عن الأئمة عليهم السلام ، فقد فسرت هؤلاء القوم الذين سيبعثهم الله تعالىعلى اليهود في المرة الثانية بأنهم المهدي عليه السلام وأصحابه، وبأنهم أهل قم،وأنهم قوم يبعثهم الله تعالى قبل ظهور القائم عليه السلام .
    ففي تفسير العياشي عن الإمامالباقر عليه السلام أنه قال بعد أن قرأ قوله تعالى: (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًالَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ): هو القائم وأصحابه ، أولو بأس شديد)
    وفي تفسير نور الثقلين عنالإمام الصادق عليه السلام أنه قال في تفسيرها: ( قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم، فلا يدعون وتراً لآل محمد صلى الله عليه وآله إلا قتلوه)
    وفي بحار الأنوار:60/216عنالإمام الصادق عليه السلام ( أنه قرأ هذه الآية.. فقلنا: جعلنا فداك من هؤلاء ؟فقال ثلاث مرات: هم والله أهل قم ، هم والله أهل قم ، هم والله أهل قم)
    والروايات الثلاث متفقة فيالمقصود ولاتعارض بينها ، لأن أهل قم بمعنى شيعة أنصار المهدي عليه السلام من إيرانالذين ورد أنهم ينهضون معه وينصرونه .
    ويبدو أن مقاومة اليهود منأتباع المهدي عليه السلام تكون على مراحل حتى يظهر المهدي عليه السلام فيكون القضاءالنهائي على اليهود بقيادته وعلى يده أرواحنا فداه.
    ومما يدل على أن العقوبةالثانية الموعودة لليهود ستكون على أيدي المسلمين، أن القوم الذين وعد الله تعالىأن يبعثهم عليهم في المرتين أمة واحدة ، والصفات التي ذكرت لهم ، وصفات حربهملليهود لاتنطبق إلا على المسلمين .
    فملوك المصريين والبابليينواليونان والفرس والروم وغيرهم ، ممن تسلط على اليهود لايوصفون بأنهم(عباداً لناولاحدث أنْ غلبهم اليهود بعد العقوبة الأولى ، كما ذكرت الآيات الشريفة .
    بينما غلَبَ اليهودُ المسلمينبعد عقوبتهم بأيديهم في صدر الإسلام ، وأمدَّ الله اليهود بأموال وبنين وجعلهم أكثرمنا أنصاراً في العالم ، ونفيراً بمساعدة الدول الكبرى . وهاهم يفسدون في الأرضويستعلون علينا وعلى الشعوب . وهاهم مجاهدونا بدؤوا يوجهون إليهم ضربات تسئ وجوههم .
    ومما يدل على ذلك أيضاً أنمراجعة تاريخ اليهود من بعد موسى عليه السلام تدل على أنهم قد تحقق منهم الإفساد فيتاريخهم وحاضرهم ، ولكن علوهم الموعود لم يتحقق على أيِّ شعب إلا في عصرنا الحاضر ،فهو العلو الوحيد الموعود ، الذي تأتي على أثره العقوبة الموعودة بتتبيرهم !
يعمل...
X