5 – الحصول على العدد الكافي من الأنصار :

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العلوية ام موسى الاعرجي
    • Dec 2014
    • 1699

    5 – الحصول على العدد الكافي من الأنصار :

    ونحن هنا إذا تحدثنا عن الأنصار فنعني بذلك أصحاب الإمام المهدي المخلصين الذين يجتمعون في بداية ظهور الإمام في مكة المكرمة وهم بعدد أصحاب طالوت وجيش النبي (ص) يوم بدر أي 313 ناصرا ، ولا نقصد بذلك عامة المناصرين والمؤازرين الذين سيلتحقون بالإمام المهدي فيما بعد .


    فهذا العدد من الأنصار وإن كان قليلاً نوعاً ما إلا أن تجميعه ليس بالأمر السهل ، فهؤلاء الأصحاب الذين هم في غاية الإيمان والإخلاص ليس لهم مثيل على الإطلاق ، حيث سيكونون قادة الجيوش وسيكون لهم دور كبير في فتح البلاد وإدارة الأمور وسيكونون فيما بعد هم الحكام والقضاة في دولة الإمام المهدي عليه السلام .



    فعن أبي عبد الله (ع) قال : ( أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون ، ولكن شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ولا شحناؤه بدنه ولا يمدح بنا معلنا ……..إلى أن قال (ع) أولئك الخفيض عيشهم المنتقلة دارهم الذين إن شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا وإن مرضوا لم يعادوا وإن خطبوا لم يزوجوا وإن ماتوا لم يشهدوا أولئك الذين في أموالهم يتواسون وفي قبورهم يتزاورون ولا تختلف أهواؤهم وإن اختلفت بهم البلدان )(124) .



    ولذا فهذه الثلة من المؤمنين سيتم اختيارهم بعناية خاصة وينبغي لهم أن يكونوا قد وصلوا إلى درجة كبيرة من الوعي وإدراك الأمور بشكل منقطع النظير، كما يجب أن يكون لديهم الاستعداد العالي للتضحية من أجل الهدف المنشود .



    لذلك يصفهم أمير المؤمنين (ع) بشكل رائع وجميل فيقول عنهم : ( كأنهم ليوث قد خرجوا من غاب ، قلوبهم مثل زبر الحديد ، لو أنهم هموا بإزالة الجبال الرواسي لأزالوها عن مواضعها فهم الذين وحدوا الله حق توحيده ، لهم بالليل أصوات كأصوات الثواكل خوفاً وخشية من الله تعالى ، قوام الليل صوام النهار ، كأنما رباهم أب واحد وأم واحدة ، قلوبهم مجتمعة بالمحبة والنصيحة ) (125) .



    وهم من شدة حبهم وتقديسهم للإمام - روحي لتراب مقدمه الفداء - يتمسحون حتى بسرجه ، كما في الرواية التالية عن الإمام الصادق (ع) حيث يقول : ( يتمسحون بسرج الإمام عليه السلام يطلبون بذلك البركة ، و يحفون به يقونه بأنفسهم في الحروب ويكفونه ما يريد) (126) .





    كما ذكرت بعض الروايات والأحاديث أن هناك جماعات معينة تكون ضمن أنصار القائم (ع) ومؤازريه ، أمثال أبدال الشام ونجباء مصر وعصائب العراق وكنوز طالقان .



    فعن أمير المؤمنين (ع) قال : ( ويحاً للطالقان ، فإن لله عز وجل بها كنوزاً ليست من ذهب ولا فضة ، ولكن بها رجال مؤمنون عرفوا الله حق معرفته ، وهم أنصار المهدي في آخر الزمان ) (127) .



    وسوف يجتمع هؤلاء الأصحاب ، والأنصار في مكة المكرمة عند قيام المهدي (ع) فيبايعونه بين الركن والمقام وهو تأويل قوله تعالى ﴿ فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير (128) وهذا التأويل وارد عن الإمام الصادق (ع) حيث قال : ( نزلت في القائم وأصحابه يجتمعون على غير ميعاد ) (129) .



    وإذا فهمنا ذلك كله فعلينا أن نعرف أن أيضاً هؤلاء الأصحاب والأنصار لم يكن بالإمكان تجميعهم من عصر واحد فقط ، بل هم خلاصة جميع الأمم والعصور من لدن آدم وحتى خروج الإمام المهدي (ع) ، وهذا ما نفهمه من كثير من الروايات التي تتحدث عن الرجعة وأنها لا تكون إلا لمن محض الإيمان محضا فيكون من أنصار المهدي (ع) أو محض الكفر والنفاق فيُنتقم منه بخزي الدنيا في زمان القائم قبل عذاب الآخرة .



    فعن المفضل بن عمر قال ذكرنا القائم (ع) ومن مات من أصحابنا ينتظره ، فقال لنا أبو عبد الله (ع) : ( إذا قام أُتى المؤمن في قبره فيُقال له : يا هذا إنه قد ظهر صاحبك فإن تشأ تلحق به فالحق ، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربك فأقم ) (130) .



    وعن أبي عبد الله (ع) في تأويل قوله تعالى ﴿ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعداً عليه حقاً ولكن أكثر الناس لا يعلمون (131) قال : ( يا أبا بصير لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قوماً من شيعتنا قبايع سيوفهم على عواتقهم ، فيبلغ ذلك قوماً من شيعتنا لم يموتوا فيقولون : بُعث فلان وفلان من قبورهم وهم مع القائم ) (132) .



    وعن أمير المؤمنين (ع) قال : ( العجب كل العجب بين جمادى ورجب ، فقام رجل وقال : يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تتعجب منه ؟ فقال (ع) : ثكلتك أمك وأي العجب أعجب من أموات يضربون كل عدو لله ولرسوله ولأهل بيته ، وذلك تأويل هذه الآية ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور (133) ) (134) .



    ولذلك أيضاً كان يجب أن تطول الغيبة لولي الله المهدي في انتظار مجيء أجيال المؤمنين والأنصار من أصلاب الرجال على مر الدهور والأزمنة وهذا ما نفهمه من الرواية التالية للإمام الصادق (ع) .



    عن إبراهيم الكرخي قال : ( قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أصلحك الله ، ألم يكن علي (ع) قوياً في دين الله عز وجل ؟ قال : بلى ، قال : فكيف ظهر عليه القوم ؟ وكيف لم يدفعهم وما منعه من ذلك ؟ قال (ع) : آية في كتاب الله عز وجل منعته . قال : قلت وأية آية هي ؟ قال : قوله عز وجل ﴿ لو تزيلوا لعـذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليما (135) إنه كان لله عز وجل ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين ومنافقين فلم يكن علي (ع) ليقتل الآباء حتى يخرج الودائع ، فلما خرجت الودائع ظهر على من ظهر فقاتله ، وكذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبداً حتى تظهر ودائع الله عز وجل ، فإذا ظهرت ظهر على من يظهر فقتله ) (136) .



    ولعل المقصود من الحديث السابق أيضاً هو انتظار وصول الحق لجميع الناس وإعطاء الفرصة لوصول الهداية لجميع الأجيال وفي جميع العصور .



    وتحدثت بعض الروايات والأحاديث عن أشخاص معينين سيحيون في الرجعة ليكونوا من ضمن أنصار القائم (ع) أمثال أهل الكهف وبعض أصحاب النبي (ص)والإمام علي وأنصار الإمام الحسين في كربلاء .



    فعن الأصبغ بن نباته في حديث طويل عن أمير المؤمنين (ع) قال فيه عن قيام أهل الكهف مع المهدي (ع) : ( فيبعث الله الفتية من كهفهم مع كلبهم ، منهم رجل يقال له تمليخا وآخر خملاها وهما الشاهدان المسلمان للقائم عليه السلام ) (137) .



    وعن المفضل بن عمر قال : قال لي أبو عبد الله (ع) : ( يا مفضل أنت وأربعة وأربعون رجلاً تحشرون مع القائم ، أنت على يمين القائم تأمر وتنهي والناس إذ ذاك أطوع لك منهم اليوم ) (138) .

    وعن الصادق (ع) قال : ( ويقبل الحسين في أصحابه الذين قتلوا معه ، ومعه سبعون نبيا كما بعثوا مع موسى بن عمران ، فيدفع إليه القائم الخاتم ، فيكون الحسين عليه السلام هو الذي يلي غسله وكفنه وحنو طه ويواريه في حفرته )(139) .



    وعن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا قام قائم آل محمد استخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رجلاً ، خمسة عشر من قوم موسى الذين يهدون بالحق وبه يعدلون ، وسبعة من أصحاب الكهف ، ويوشع وصي موسى ، ومؤمن آل فرعون ، وسلمان الفارسي ، وأبا دجانة الأنصاري ، ومالك الأشتر ، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً ) (140) .



    ولذلك نجد في دعاء العهد الذي جاء فيه عن الإمام الصادق أنه من دعا به أربعين صباحاً كان من أنصار القائم (ع) العبارة التالية ( اللهم إن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتماً مقضياً ، فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي ) (141) .



    ولقد أوردت هذا الدعاء الشريف في خاتمة هذا الكتاب لمن أراد الدعاء به نفعنا الله وإياكم بمحمد وأهل بيته وجعلنا الله وإياكم من أنصار القائم (ع) .


    (124) عيون أخبار الرضا ج 2 ص 200 ، حلية الأبرار ج 2 ص 301 ، بحار الأنوار ج 53 ص 59
    (125) سورة القصص (21)
    (126) سورة الأعراف ( 142 )
    (127) فرائد السمطين ج 2 ص 132 ح 431 ، ينابيع المودة ج 3 ص 282
    (128) كمال الدين ج 2 ص 345 ، بحار الأنوار ج 51 ص 146 ح 14 ، الصراط المستقيم ج 2 ص 227
    (129) سورة الانشقاق (19)
    (130) علل الشرائع ج 1 ص 245 ح 7 ، كمال الدين ص 480 ح 6 ، المحجة ص 246
    (131) سورة يوسف (110)
    (132) دلائل الإمامة ص 471 ، ينابيع المودة ص 424 ، المحجة ص 107
    (133) صحيح مسلم ج 8 ص 183 ، تهذيب الكمال ج 33 ص 35
    (134) غيبة النعماني ص 235 ، مختصر بصائر الدرجات 212 ، إعلام الورى ص 428
    (135) كشف الغمة ج 3 ص 273 ، أمالي الطوسي ج 2 ص 126 ، العمدة ص 424
    (136) مصنف عبد الرزاق ج 11 ص 327 ، ينابيع المودة ص 431 ، بشارة المصطفى ص 250
    (137) غيبة النعماني ص 274 ح 54 ، حلية الأبرار ج 2 ص 682
    (138) كمال الدين ج 2 ص 525 ، مختصر بصائر الدرجات ص 30 ، منتخب الأثر ص 427
    (139) دلائل الإمامة ص 253 ، منتخب الأثر ص 248 ح 6 ، العدد القوية ص 75 ح 126
    (140) الكافي ج 8 ص 37 ح 7 ، بشارة الإسلام ص 125 ، إثبات الهداة ج 3 ص 86 ح 31
    (141) بشارة الاسلام ص 53 ، غيبة النعماني ص 277 ح 61 ، الإرشاد ص 359 ، غيبة الطوسي ص 267

  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46764

    #2
    أحسنتِ اختي الفاضله
    جزاكِ الله خير جزاء المحسنين

    تعليق

    يعمل...
    X