إن من أهم مراحل الحياة التي تمر بها البشرية هي مرحلة الشباب فأيام الشباب تعني في الواقع بلوغ أعلى القمم، وأجمل مراحل العمر، فأن هذه المرحلة هي الشرارة الأولى لبدء الحياة فهي مرحلة القوة والنشاط والأمل، وعهد الجد والعمل، وعهد الحركة الدؤوبة والحماس.
وإن القوة البشرية في جميع أنحاء العالم تكمن في جيل الشباب، فهم أساس القوى البشرية في كل مفاصل الحركة والحياة في العالم، فها نحن نراهم اليوم وفي وقتنا المعاصر يشاركون في جميع الميادين السياسية، والاجتماعية والاقتصادية، والصناعية، والأخلاقية، والدينية، فانهم يؤدون أدواراً مختلفة في كل هذه المجالات، ولهم الدور البارز في عملية التغيير في كثير من الأحداث العالمية، وكذلك لا يمكن تصور، وجود حضارة من دون أن يكون ثمة منهج تعبوي خاص بشريحة الشباب التي تمثل عماد المستقبل، وفيها من الحيوية التي تحتاجه أي حضارة سواء في مرحلة التأسيس أو الحراك، فالشباب هم الحجر الأساس لأي حركة، ومشروع ومن يتأمل بسيرة الكثير من الوجودات الشبابية في الإسلام كان لها دوراً خالداً في الحراك والمشروع الإلهي .
الشباب في الإسلام ومنهج اهل البيت عليهم السلام
اهتم الإسلام على طول الخط بمرحلة الشباب، وعدها فترة أساسية للنضج، والاستعداد لتلقي المسائل المعنوية، والاتصال بالله عز وجل، وهم الأسرع إلى جميع الخيرات، والأعمال الصالحة كما روي عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: (سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول لأبي جعفر الاحول وأنا أسمع: أتيتَ البصرة؟، فقال نعم: قال كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الأمر ودخولهم فيه؟ قال: والله أنهم لقليل، ولقد فعلوا وأن ذلك لقليل، فقال عليه السلام:عليك بالأحداث فأنهم أسرع إلى كل خير )(1)،
وعنه عليه السلام

وقد أثنى النبي صلى الله عليه واله وسلم، والأئمة عليهم السلام على الشباب في مواطن عدة، وكثيرة قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: (ما من شاب يدع لله الدنيا ولهوها وأهرم شبابه في طاعة الله إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صديقا) (4)،
وعنه أيضاً: (إن أحب الخلائق إلى الله عز وجل شاب حدث السن في صورة حسنة جعل شبابه وجماله لله وفي طاعته ذلك الذي يباهي به الرحمن ملائكته يقول هذا عبدي حقا)(5)،
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام : (من قرأ القرآن، وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه وجعله الله عز وجل مع السفرة الكرام البررة وكان القرآن حجيزا عنه يوم القيامة )(6)،
وعن الإمام الباقر عليه السلام: (كان أبي زين العابدين عليه السلام إذا نظر إلى الشباب الذين يطلبون العلم أدناهم اليه، وقال مرحباً بكم أنتم ودائع العلم ويوشك إذ انتم صغار قوم أن تصبحوا كبار اخرين ).
الشباب أنصار الإمام المهدي في عصر الظهور المبارك
ورد في الروايات الشريفة أن اغلب أنصار الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف هم من الشباب وليس فيهم من الكهول إلا كالملح في الزاد، وهذا مما يدل على أهمية دور الشباب في المشروع المهدوي، فقد عن حكيم بن سعد قال سمعت علياً عليه السلام يقول

الهوامش:------
(1) الكافي ج8 ص 93.
(2) وسائل الشيعة ج17 ص 333.
(3) ميزان الحكمة ج1 ص 56.
(4) ميزان الحكمة ج4 ص 1401.
(5) نفس المصدر.
(6) الكافي ج2 ص 403.
(7) الغيبة للنعماني ص 315.
(8) الغيبة للنعماني ص 330.
: الشيخ وسام البغدادي
تعليق