
فعن الإمام محمد بن علي الباقر


المستوى الثاني: ويعنى بإعداد النفس في صدق الترقّب والترصّد والانتظار، فان من يترقّب أمراً عظيماً يتهيأ له، ويعمل من اجله بقدر شوقه إليه، ويتشوق إليه بمستوى اعتداده به، ولا شيء أحب للمؤمن الصلب العقائدي من إحياء أمر آل محمد (صلى الله عليه وآله)، وعملية الإحياء هذه تدعو إلى توعية الأمة واحتضان الجيل بما يتناسب معها وتعمل على تعميق الدعوة إلى المثل العليا التي ضحوا من اجلها، وذهبوا قرابين على مذبح العقيدة، وهي مهمة صعبة المراس، ولكنها تتيسر لمن دعا الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، فهي ضرورة ملحّة لخلق المجتمع المتكامل الذي يؤمن برسالة أهل البيت


وينبغي أنْ يصاحب هذين المستويين الزهد الحقيقي في المظاهر الزائلة وحطام الدنيا، والالتزام بالتقوى معياراً روحياً، ليلتقي الهدف الديني بالهدف الرسالي، وذلك من الأهمية بمكان لمعرفة فلسفة انتظار الفرج.إذن ليست الدعوة إلى انتظار الفرج نوعاً من الاتكالية على الغيب المجهول، ولا كيفية من الترهب والانعزال عن الناس، ولا مبرراً للقوقعة على الذات وعدم مجابهة الحياة، فالأمر عكس هذا كله، بل هي عمل رسالي متواصل من خلال النفس وجماعة المؤمنين في حال الغيبة، وتواصل مع الخط الإلهي في الثبات على المبدأ مهما طال الزمن وكثرت البلوى.
يقول الإمام جعفر بن محمد الصادق

قال الإمام جعفر بن محمد الصادق





قال الإمام محمد بن علي الباقر

ï´؟يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَï´¾، اصبروا على أداء الفرائض، وصابروا على أذية عدوكم، ورابطوا إمامكم المهدي

وكان الإمام علي بن موسى الرضا

وقد سبق لمولانا أمير المؤمنين الإمام علي





لهذا فالانتظار حتى مع عدم ادراك الثأر من الطواغيت بالموت، يحسب انتظاراً مشروعاً يثاب عليه المؤمن ، ويعدّ من خلاله في أصحاب القائم المنتظر (عليه السلام.(وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق

ويؤكّد هذه الحقيقة الإمام محمد بن علي الباقر



"العارف منكم هذا الأمر، المنتظر له، المحتسب فيه، كمن جاهد -والله- مع قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم بسيفه، ثم قال عليه السلام: بل والله كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فسطاطه" .
الاستاذ الدكتور محمد حسين علي الصغير
تعليق