وتقف فاطمة (ع) في كل هذا العنفوان في الشخصية، وكل هذه الروحية التي تسمو وتصفو وترتفع حتى لا تقاربها أية امرأة في كل هذا الفيض الروحي الذي يجعلها تقرب إلى الله بكل روحها، وتناجيه وتدعوه وتشعر بالطمأنينة والمحبة له. فتعالوا لنستمع إلى بعض دعائها (ع) لنتعلّم كيف كانت تعيش مع الله.
تقول(ع):
"أللهم قنّعني بما رزقتني ـ لأني أريد أن أعيش الرضى يا ربّ بما قسمت لي، لأنك لا تقسم لي إلا بما فيه صلاح لي ـ واسترني ـ بسترك الجميل يا ربّ، فأنت الساتر على عبادك في كل أسرارهم وما يخفون من أمورهم ـ وعافني أبداً ما أبقيتي ـ فإنك يا ربّ وليّ العافية، فمنك الوجود ومنك العافية التي تجعل من وجود الإنسان ينطلق في راحة هادئة له ـ واغفر لي ـ والاستغفار عندما ينطلق من المعصوم، فإنه لا يكون استغفاراً عن ذنب، لأن عصمة المعصوم ترتفع به عن أيّ ذنب، وقد كانت فاطمة(ع) تعيش العصمة كلها، فهي من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وهي سيدة نساء العالمين، وهي التي تجسّدت العصمة في كل حياتها، في أقوالها وأفعالها، ولكن الاستغفار ينطلق من هذا التواضع العبودي، والإعلان عن معنى العبودية بين يدي الربّ السيد؛ تواضع وعبودية وخشوع وخضوع، تماماً كما يجلس العبد بين يدي مولاه ـ وارحمني إذا توفيتني ـ فإنني يا ربّ عندما أُقبل عليك، أريد أن أُقبل عليك وأنا مغفور لي، لأقف بين يديك وأنا طاهر من كل الذنوب التي تسخطك عليّ ـ اللهم لا تعينّي ـ تتعبني ـ في طلب ما لم تقدّر لي، وما قدّرته لي فاجعله ميسّراً سهلاً، اللهم كافِ عني والديّ وكل من له نعمة عليّ ـ إنها(ع) تستحضر بين يدي الله والديها وكل الناس الذين خدموها ـ خير مكافأة، اللهم فرّغني لما خلقتني له ـ وقد خلقنا الله لنطيعه ونعبده: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، فرّغني لأن تكون كل حياتي طاعةً وعبادةً لك ـ ولا تشغلني بما تكفّلت لي به ـ وهو الرزق ـ ولا تعذّبني وأنا أستغفرك، ولا تحرمني وأنا أسألك، اللهم ذلل نفسي في نفسي ـ اجعلني يا ربّ لا أنتفخ انتفاخ الغرور، ولا أعيش الإحساس بذاتي في جو أنانية الذات، بل اجعلني أدرس كل نقاط الضعف في نفسي، لأشعر بالذل فيها، لأتحرك من أجل أن أسير بها في سد النقص وفي حركة الكمال ـ وعظّم شأنك في نفسي ـ اجعلني أعظّم ألوهيتك وربوبيتك وأستشعر عظمتك لأخضع لك ـ وألهمني طاعتك والعمل بما يرضيك والتجنّب لما يسخطك يا أرحم الراحمين".
هكذا كانت الزهراء (ع) تجلس بين يدي الله تعالى لتنفتح على معنى العبودية في حضرة الربوبية.
السيد محمد حسين فضل الله
تقول(ع):
"أللهم قنّعني بما رزقتني ـ لأني أريد أن أعيش الرضى يا ربّ بما قسمت لي، لأنك لا تقسم لي إلا بما فيه صلاح لي ـ واسترني ـ بسترك الجميل يا ربّ، فأنت الساتر على عبادك في كل أسرارهم وما يخفون من أمورهم ـ وعافني أبداً ما أبقيتي ـ فإنك يا ربّ وليّ العافية، فمنك الوجود ومنك العافية التي تجعل من وجود الإنسان ينطلق في راحة هادئة له ـ واغفر لي ـ والاستغفار عندما ينطلق من المعصوم، فإنه لا يكون استغفاراً عن ذنب، لأن عصمة المعصوم ترتفع به عن أيّ ذنب، وقد كانت فاطمة(ع) تعيش العصمة كلها، فهي من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وهي سيدة نساء العالمين، وهي التي تجسّدت العصمة في كل حياتها، في أقوالها وأفعالها، ولكن الاستغفار ينطلق من هذا التواضع العبودي، والإعلان عن معنى العبودية بين يدي الربّ السيد؛ تواضع وعبودية وخشوع وخضوع، تماماً كما يجلس العبد بين يدي مولاه ـ وارحمني إذا توفيتني ـ فإنني يا ربّ عندما أُقبل عليك، أريد أن أُقبل عليك وأنا مغفور لي، لأقف بين يديك وأنا طاهر من كل الذنوب التي تسخطك عليّ ـ اللهم لا تعينّي ـ تتعبني ـ في طلب ما لم تقدّر لي، وما قدّرته لي فاجعله ميسّراً سهلاً، اللهم كافِ عني والديّ وكل من له نعمة عليّ ـ إنها(ع) تستحضر بين يدي الله والديها وكل الناس الذين خدموها ـ خير مكافأة، اللهم فرّغني لما خلقتني له ـ وقد خلقنا الله لنطيعه ونعبده: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، فرّغني لأن تكون كل حياتي طاعةً وعبادةً لك ـ ولا تشغلني بما تكفّلت لي به ـ وهو الرزق ـ ولا تعذّبني وأنا أستغفرك، ولا تحرمني وأنا أسألك، اللهم ذلل نفسي في نفسي ـ اجعلني يا ربّ لا أنتفخ انتفاخ الغرور، ولا أعيش الإحساس بذاتي في جو أنانية الذات، بل اجعلني أدرس كل نقاط الضعف في نفسي، لأشعر بالذل فيها، لأتحرك من أجل أن أسير بها في سد النقص وفي حركة الكمال ـ وعظّم شأنك في نفسي ـ اجعلني أعظّم ألوهيتك وربوبيتك وأستشعر عظمتك لأخضع لك ـ وألهمني طاعتك والعمل بما يرضيك والتجنّب لما يسخطك يا أرحم الراحمين".
هكذا كانت الزهراء (ع) تجلس بين يدي الله تعالى لتنفتح على معنى العبودية في حضرة الربوبية.
السيد محمد حسين فضل الله
تعليق