بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.. فهرعت المرأة راكضة هائمة على وجهها نحو المسجاة.. و كشفت الثوب عن وجهها الشريف.. الذي احاطته الانوار مثلما تحيط الكواكب الشمس.
فوقعت عليها تقبلها، و هي تولول قائلة:
- (يا فاطمة اذا قدمت على أبيك رسول اللَّه فاقرئيه عن اسماء بنت عميس السلام).
ثم شقت جيبها و خرجت تركض متعثرة لا ترى ما امامها.. غير صراخ، و صياح يتدفق من حنجرتها.
فتلقاها الحسنان، فعندما نظرت اليهما.. توقفت عن بكائها و صراخها.. فلاحظا شكلها المفزع فقالا لها.. و قلبيهما يطرق بشدة:
- (اين امنا).
.. و بصوت لا يميزه عن التنهد غير رنات الالفاظ الضعيفة قالت باكية:
- (قد خلا البيت).
فأنبثقت الدموع من عينيهما.. و هرعا يركضان نحو الدار.. فدخلاه فأحسا ما كانا يخشيانه.. فاذا الشجنة ممدوة كأجمل ما تكون العروس ليلة عرسها.. فظلت عيناهما جامدتين امام هذا المنظر الضارع.
فبادر الحسين و تقدم نحوها فحركها و عيونه لا تحرك طرفها.. فأدار ببدنه نحو أخيه الحسن و قد علته عبسة و طعنت عيناه بلون أحمر، و أخذ حنكه الدقيق يرتجف، فقال و كأنه يحلم:
- (يا اخاه آجرك اللَّه في الوالدة).
فسقط الحسن عليها يقبل و جنتيها المتوردتين.. و كأنه يرى كابوساً اخافه، لكنه مدَ يده إلى قلبها.. و وضع رأسه عليها كمن يريد ان يسمع ما يقوله القلب.. و بصوت ضئيل ملئته اللوعة و الاسى، قال:
- (اُماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني).
وضل يهمس في أذنيها تارة و يقبلها تارة اُخرى.. و دموعه تستدر من عينيه، و قلبه يخفق سريعاً فارتمى بجانبه الحسين، و اخذ يقبل قدميها و يتمسح بهما، و يقول بنبرات حزينة مفزعة:
- (اُماه انا ابنك الحسين كلميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت).
.. فركعت اسماء بجنب الحسنين، و هي تصارع شهقات البكاء، و قد احمرت عيناها كالدم و قالت لهما:
- (يا بني رسول اللَّه.. اِنطلقا إلى أبيكما علي، فأخبراه بموت امكما).. فأشارا بنعم.
و خرجا من الدار راكضين هرعين.. و هما يناديان بنبرات تخنقها الويلات والبكاء:
-(يا محمداه يا احمداه اليوم جُدد لنا موتك اذ ماتت امنا)..
فقض صوتهما اسماع الحي.. فكأنه يصدع بالآذان فارتجفت اجفان الراقدين، واهتزت ابدان السامعين.. فجزعت نساء الحي، و ذعرت ارواح الاطفال.. اذ تبطنت بملابس الدجى بنواح مؤلم، و بكاء حزين مر.. و عويل يتعالى متصاعداً من جوانب أزقة المدينة حتى وصل صداه.. الى المسجد.
فلما أن سمع نداءه علي صدع مغشياً عليه، فسارع المسلمون برش الماء عليه.. فأفاق إلى نفسه و ولداه بجانبه يبكيان و يصرخان.. فاحتضنهما لانهما فقدا كل قواهما فلا يستطيعان ان يتكلما من شدة الفزع والهول، الذي انتابهما.. فحملهما الاب.. و ركض إلى البيت.. إلى دار الراحلة الشهيدة.. و مقلتاه ما تزالان جامدتان.
"عاشقة النور"
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.. فهرعت المرأة راكضة هائمة على وجهها نحو المسجاة.. و كشفت الثوب عن وجهها الشريف.. الذي احاطته الانوار مثلما تحيط الكواكب الشمس.
فوقعت عليها تقبلها، و هي تولول قائلة:
- (يا فاطمة اذا قدمت على أبيك رسول اللَّه فاقرئيه عن اسماء بنت عميس السلام).
ثم شقت جيبها و خرجت تركض متعثرة لا ترى ما امامها.. غير صراخ، و صياح يتدفق من حنجرتها.
فتلقاها الحسنان، فعندما نظرت اليهما.. توقفت عن بكائها و صراخها.. فلاحظا شكلها المفزع فقالا لها.. و قلبيهما يطرق بشدة:
- (اين امنا).
.. و بصوت لا يميزه عن التنهد غير رنات الالفاظ الضعيفة قالت باكية:
- (قد خلا البيت).
فأنبثقت الدموع من عينيهما.. و هرعا يركضان نحو الدار.. فدخلاه فأحسا ما كانا يخشيانه.. فاذا الشجنة ممدوة كأجمل ما تكون العروس ليلة عرسها.. فظلت عيناهما جامدتين امام هذا المنظر الضارع.
فبادر الحسين و تقدم نحوها فحركها و عيونه لا تحرك طرفها.. فأدار ببدنه نحو أخيه الحسن و قد علته عبسة و طعنت عيناه بلون أحمر، و أخذ حنكه الدقيق يرتجف، فقال و كأنه يحلم:
- (يا اخاه آجرك اللَّه في الوالدة).
فسقط الحسن عليها يقبل و جنتيها المتوردتين.. و كأنه يرى كابوساً اخافه، لكنه مدَ يده إلى قلبها.. و وضع رأسه عليها كمن يريد ان يسمع ما يقوله القلب.. و بصوت ضئيل ملئته اللوعة و الاسى، قال:
- (اُماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني).
وضل يهمس في أذنيها تارة و يقبلها تارة اُخرى.. و دموعه تستدر من عينيه، و قلبه يخفق سريعاً فارتمى بجانبه الحسين، و اخذ يقبل قدميها و يتمسح بهما، و يقول بنبرات حزينة مفزعة:
- (اُماه انا ابنك الحسين كلميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت).
.. فركعت اسماء بجنب الحسنين، و هي تصارع شهقات البكاء، و قد احمرت عيناها كالدم و قالت لهما:
- (يا بني رسول اللَّه.. اِنطلقا إلى أبيكما علي، فأخبراه بموت امكما).. فأشارا بنعم.
و خرجا من الدار راكضين هرعين.. و هما يناديان بنبرات تخنقها الويلات والبكاء:
-(يا محمداه يا احمداه اليوم جُدد لنا موتك اذ ماتت امنا)..
فقض صوتهما اسماع الحي.. فكأنه يصدع بالآذان فارتجفت اجفان الراقدين، واهتزت ابدان السامعين.. فجزعت نساء الحي، و ذعرت ارواح الاطفال.. اذ تبطنت بملابس الدجى بنواح مؤلم، و بكاء حزين مر.. و عويل يتعالى متصاعداً من جوانب أزقة المدينة حتى وصل صداه.. الى المسجد.
فلما أن سمع نداءه علي صدع مغشياً عليه، فسارع المسلمون برش الماء عليه.. فأفاق إلى نفسه و ولداه بجانبه يبكيان و يصرخان.. فاحتضنهما لانهما فقدا كل قواهما فلا يستطيعان ان يتكلما من شدة الفزع والهول، الذي انتابهما.. فحملهما الاب.. و ركض إلى البيت.. إلى دار الراحلة الشهيدة.. و مقلتاه ما تزالان جامدتان.
"عاشقة النور"
تعليق