مرض الزهراءعليها السلام واستشهادها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشقة النور
    • Jan 2009
    • 8942

    مرض الزهراءعليها السلام واستشهادها

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وال محمد


    مرض الزهراءعليها السلام واستشهادها
    1ـ فاطمة عليها السلام على فراش المرض
    إنتشر خبر مرض السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام في المدينة، وسمع الناس به، ولم تكن تشكو السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام من داء عضال غير ماحدث...

    كلّ هذه الاُمور ساهمت في انحراف صحتها وقعودها عن ممارسة أعمالها، وكان زوجها العطوف هو الذي يتولّى تمريضها، وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس1، جاءت نسوة من أهل المدينة لعيادتها، وخطبت فيهنّ تلك الخطبة ـ التي ستمرّ عليك ـ وأعادت النسوة كلامها على رجالهن، فجاء الرجال يعتذرون، فما قبلت اعتذارهم فقالت عليها السلام: " إليكم عنّي لا عذر بعد تعذير ولا أمر بعد تقصير ".

    لقد انتشر خبر استياء السيّدة فاطمة عليها السلام من السلطة ونقمتها على الذين آزروا الحزب الحاكم بسكوتهم وصمتهم، وتناسوا كلّ النصوص التي نزلت في آل الرسول، وأعرضوا عن كلّ حديث سمعوه من شفتي الرسول صلى الله عليه وآله في حقّ الزهراء عليها السلام وزوجها وولديها، وأخيراً تولَّد شيء من الوعي عند الناس، وعرفوا أنّهم مخطئون في دعم السلطة الحاكمة التي لم تعترف بشرعية الزعامة لآل رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا تعير للحقّ اهتماماً ولا للمنطق موقعاً سوى القوّة وحدّ السيف.

    2 ـ عيادة النساء للسيّدة فاطمة عليها السلام
    لا نعلم بالضبط السبب الحقيقي والدافع الأصلي الذي دعا بنساء المهاجرين والأنصار لعيادة السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام، فهل كان ذلك بإيعاز من رجالهن ؟ وما الذي دعا اُولئك الرجال لإرسال نسائهم إلى دار السيّدة فاطمة عليها السلام ؟ وهل حصل الوعي عند النساء وشعرن بالتقصير بل الخذلان لبنت رسول الله صلى الله عليه وآله، فانتشر هذا الشعور بين النساء فحضرنَ للعيادة والمجاملة أو إرضاء لضمائرهن المتألمة ممّا حدث وجرى على سيدة النساء؟ أو كانت هناك أسباب سياسية فرضت عليهنّ ذلك، فحضرن لتلطيف الجوّ وتخفيف التوتّر للعلاقات بين بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وبين السلطة الحاكمة في ذلك اليوم؟ خاصة وإنّ الموقف الاعتزالي الذي اختارته السيّدة فاطمة عليها السلام لنفسها وانسحابها عن ذلك المجتمع لم يكن خالياً عن التأثير، بل كان عاملاً مساعداً لانتباه الناس، وبالأخص حين حمل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام السيّدة فاطمة عليها السلام يطوف بها على بيوت الأنصار تستنجد بهم وتستنهضهم فلم تجد منهم الإسعاف بل وجدت منهم التخاذل2.

    وعلى كلّ تقدير فلا يعلم أيضاً عدد النساء اللاّتي حضرن عند الزهراءعليها السلام وهي طريحة الفراش، ولكن يبدو أنّ العدد لم يكن قليلاً بل كان مما يُعبأ به.

    3 ـ خطبتها الثانية
    قال سُوَيْدُ بن غفلة: لمّا مرضت سيّدتنا فاطمة عليها السلام المَرْضة التي توفّيت فيها; اجتمعت اليها نساء المهاجرين والأنصار ليَعِدْنَها، فقلن لها: يا بنت رسول الله كيف أصبحت من علّتك ؟ فحمدت الله وصلّت على أبيها صلى الله عليه وآله ثم قالت:
    "أصبَحتُ واللهِ عائِفَةً3 لدنياكم، قالِية4 لرجالكم، لَفَظْتُهُم5 بَعدَ أنْ عَجَمْتهُمْ6 وَشَنَأْتُهُمْ7 بَعْدَ أن سَبَرْتُهُمْ8، فَقُبحاً9 لفُلولِ الحدِّ10واللَّعبِ بَعدَ الجِدِّ11، وقَرْعِ الصَّفاةِ1213، وخَوْرِ القَناةِ14، وخَطَلِ الرّأيِ15 وزَلَلِ الأهواءِ 16. وَبِئسَ ما قَدَّمَتْ لهم أنفُسُهم أنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيهْمِ وفي العذابِ هُم خالدون. لا جَرَمَ17 والله18 لَقَدْ قَلَّدَتْهُم رِبْقَتها19 وَحَمَّلَتْهُم أَوْقَتَها 20 وَشَنْنتْ عَلَيْهِم غارتها21، فجَدعاً22 وعَقراً23 وسُحْقاً24 للقوم الظالمين.

    وَيْحَهُم25 أنّى زَحْزَحوها26 عن رَواسي27 الرِّسالةِ، وقواعِدِ28 النبوّةِ والدّلالَةِ ومَهبِطِ الوحيِ الأمين، والطّبين29 بأمرِ الدُّنيا والدّين،ألا ذلك هو الخسران المبين، وما نَقَموا30 من أبي الحسن ؟ ! نَقَموا واللهِ مِن نَكيرِ31 سيفِهِ، وَقِلَّةِ مُبالاتِه بِحَتْفِهِ وشِدَّةِ وَطأتِهِ32 ونَكالِ33 وَقْعته34 وتَنَمُّرِهِ35 في ذاتِ اللهِ عزّوَجَلَّ.

    واللهِ لو تَكافُّوا36 عَن زَمان37 نَبَذَهُ38 رسولُ الله صلى الله عليه وآله لأعْتَلَقَهُ39 ولَسار بِهِم سَيْراً سُجُحاً4041، لا يُكْلَمُ42 خِشاشُه43 ولا يكلّ سائره ولا يُتَعْتَعُ44 راكبهُ، ولأوردهم مَنْهَلاً نميراً45 فَضْفاضاً46 تَطْفَحُ ضِفّتاه47 ولا يَتَرَنَّقُ جانِباهُ 48 ولاصَدَرَهُم بِطاناً49 ونصح لهم سرّاً وإعلاناً قد تحيّر بهم الرّيّ50 غير متحلٍّ منه بطائل51. ولا يحظى من الدنيا بنائل52 إلاّ بِغَمْرِ53 الماءِ وَرَدْعِه54 شَرَرَ الساغِب55 وَلَبانَ لَهُمُ الزّاهِدُ من الرّاغِب والصّادقُ مِنَ الكاذِبِ56ولَفُتِحَتْ عليهِم بَرَكاتٌ مِنَ السماءِ والأرضِ، وسَيَأْخُذُهُمُ اللهُ بما كانوا يكْسِبونَ57.

    أَلا هَلُمَّ فَاسْمَعْ58، وَما عِشْتَ أراكَ الدَّهْرُ العَجَبَ، وإنْ تَعْجَبْ فَقَد أعْجَبَك الحادِثُ لَيْتَ شِعري59 إلى أيِّ سِناد60 استَنَدوا وعلى أيّ عِماد اعتَمَدوا وبِأيَّةِ عُرْوة تَمَسّكوا، وعلى أيّةِ ذُرِّيَّة اَقْدَموا واحتنكوا ؟61 لبئس المولى ولبئس العشير، وبئس للظالمين بدلا62. استبدلوا الذُنابى63 والله بالقوادِمِ والعَجزَ بالكاهِل، فَرَغْماً لمَعاطِسِ قوم يحسبون أنّهُم يُحسِنون صُنْعاً، ألا إنّهم هُمُ المُفْسِدون وَلكن لا يَشْعُرونَ. ﴿وَيْحَهُم أَفَمَنْ يهَدي إلى الحقِّ أَحَقُّ أن يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدّي64 إلاّ أَنْ يُهدى فما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمونَ65. أما لَعَمْري لقد لَقِحَتْ فَنَظِرَةٌ رَيْثَما تُنْتِج66 ثمّ احْتَلِبوا طِلاعَ القَعْبِ67 دَماً عَبيطاً68، وذُعافاً مُمْقِراً69، هُنالِكَ يَخْسَرُ المُبْطِلونَ، ويَعْرِفُ التالون غِبَّ70 ماسَنَّ71 الأوَّلونَ.

    ثمّ طيبوا بعد ذلك عن أنفسكم72 أنفساً73، وَطَأْمنوا لِلْفِتْنَةِ جَأشاً74 ، وابْشروا بِسَيْف صارِم75 وَسَطْوَةِ مُعْتَدغاشِم76 وهَرَج شامِل77، وَاستِبداد78 مِنَ الظالمينَ، يَدَعُ فَيْئَكُم زَهيداً79، وَزَرْعَكُمْ حَصيداً80، فَيا حسرتي لكم، وَأَ نّى81 بِكُمْ وَقَدْ عُمِّيَتْ82 عليكم أَ نُلزِمُكموها وَأَنْتُم لها كارِهون".

    قال سويد بن غفلة: فأعادت النساء قولها عليها السلام على رجالهن فجاء اليها قوم من وجوه المهاجرين والأنصار معتذرين، وقالوا: يا سيّدة النساء لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن نبرم العهد ونحكم العقد; لما عَدَلنا إلى غيره، فقالت: " إلَيْكُمْ عَنيّ ! فَلا عُذْرَ بَعْدَ تَعذيرِكُم وَلا أمْرَ بَعْدَ تَقصيرِكُم "



    "عاشقة النور"
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    #2
    سلام الله عليهاا
    أحسنتٍِ الانتقاء
    موفقه لكل خير

    تعليق

    • الـدمـع حـبـر العـيـون
      • Apr 2011
      • 21803

      #3
      بارك الله فيك مجهود اكثر من رائع
      دمتي بالف صحه وعافيه
      تقبلي مروري



      تعليق

      • دمعة الكرار
        • Oct 2011
        • 21333

        #4

        تعليق

        يعمل...
        X