زينب الكبرى أميرة الصبر والصلاة والولاية(1)
زينب الكبرى أميرة الصبر والصلاة والولاية(1)
يشير القرآن الكريم إلى طوق المجتمع القرآني وخصائصه بجلاء الآية المباركة من سورة التوبة (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) فالآية بالتماع مسؤولية الأيمان تفسرّ ذاتها بتحديد السمات الاجتماعية في بعض الترابط الداخلي الحميم لعناصر الأمة الشاهدة بأعباء الرقابة الذاتية على نفسها فيما يعبّر عنه المصطلح القرآني بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أي إعلان حالة الحراسة الدائمة والسهر الدائم على سلامة الوجود والمصير وهي مهمة حوارية تعبّر عن أعظم القيم الحضارية لشبكة التواصل الداخلي بين أبناء عقيدة التوحيد والإيمان.
فالمجتمع الإسلامي ليس مجتمعاً ذكورياً وليس مجتمعاً أنثوياً ولكنه المجتمع الذي يواءم بين جناحي الجنسين الكريمين في مفهوم الولاية وهو المفهوم الذي يستبدل لغة السيطرة ومنطق الاستعلاء بين الناس بلغة الولاية ليؤسس لحالة التناغم والتراحم والتكامل تمهيداً لإقامة توازنات الأسرة المؤمنة عبادياً واقتصادياً واجتماعياً بمعنى أن المثال النموذجي لصورة التفاعل بين إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله تستمد حيويتها من - الولاية - بوصفها الضمان المحركّ لعملية البناء والاستقرار وبذلك نستنتج من دلالة الآية الكريمة أننا بمقدار توفير شروط هذه الولاية نقترب من مكونات القاعدة الصلبة لنهضة الأمة وعزتها وتماسكها على وحدة النهج ووحدة المحراب .
وهاهنا نشعر ونحن تحت قباب الإيمان المرفوعة وبين يدي عابدة آل محمد العالمة العقيلة زينب الكبرى (عليها السلام) بن المرأة المؤمنة توازي الرجل المؤمن في احتمال الأمانة والمسؤولية عن ميثاق الرسل والأنبياء فإذا كان المحتوى التكليفي لرباط الولاية معبّراً عن عقد بين طرفين فإن زينب (عليها السلام) قد رافقت زمام هذه الولاية طيلة عمرها الشريف بإظهار حقيقتها حيث لا يمكن للإنسان ممارسة فعل التولي إلاّ بإنجاز فعل الحرية والشجاعة والسيادة على الذات وهي الخصال التي تربّت عليها زينب (عليها السلام) في حضن الأسرة الطاهرة التي أهلتها لغمرات الولاية الصعبة وما يترتب عليها من تضحيات جسيمة تتجاوز هموم النفس الصغيرة إلى هموم الأمة الكبيرة وهذا هو السر من إشراقه هذه السيدة التي تستضيفنا في - الشام - لتواصل بتاريخها المشرق صنع المجتمع - الولائي - المتحاب المتراص على عين الله ورضاه .
فزينب التي ولدت صبيحة اقتلاع باب الشرك والظلم في خيبر ترعرعت بطلة منذورة لرسالة هذه الولاية المشروطة بالمغزى العميق من البراءة، هذه البراءة الثقيلة في ميزان الحق فزينب أميرة الصبر والحق والولاء لم تكن تسمح لعاطفتها أن تستجيش إلا عندما اطمأنت ان مسيل عاطفتها وحنانها يصبان في جداول الرسالة السمحاء كانت (عليها السلام) تعي ان دماء أخوتها وأبنائها وأبناء أعمامها والنجباء من أصحاب أخيها الحسين قد وقعت في كف الله وفي أمشاج الإسلام لذلك لم تسمح لدمعتها الموالية إلاّ أن تصّب في يد الله وفي شريان الولاية الموصولة بكليتّها بولاية الله وكما كانت ولاية جدها محمد (صلى الله عليه وآله) بالمؤمنين ولاية رؤوفة رحيمة.
الشيخ عبد الحميد المهاجر
زينب الكبرى أميرة الصبر والصلاة والولاية(1)
يشير القرآن الكريم إلى طوق المجتمع القرآني وخصائصه بجلاء الآية المباركة من سورة التوبة (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) فالآية بالتماع مسؤولية الأيمان تفسرّ ذاتها بتحديد السمات الاجتماعية في بعض الترابط الداخلي الحميم لعناصر الأمة الشاهدة بأعباء الرقابة الذاتية على نفسها فيما يعبّر عنه المصطلح القرآني بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أي إعلان حالة الحراسة الدائمة والسهر الدائم على سلامة الوجود والمصير وهي مهمة حوارية تعبّر عن أعظم القيم الحضارية لشبكة التواصل الداخلي بين أبناء عقيدة التوحيد والإيمان.
فالمجتمع الإسلامي ليس مجتمعاً ذكورياً وليس مجتمعاً أنثوياً ولكنه المجتمع الذي يواءم بين جناحي الجنسين الكريمين في مفهوم الولاية وهو المفهوم الذي يستبدل لغة السيطرة ومنطق الاستعلاء بين الناس بلغة الولاية ليؤسس لحالة التناغم والتراحم والتكامل تمهيداً لإقامة توازنات الأسرة المؤمنة عبادياً واقتصادياً واجتماعياً بمعنى أن المثال النموذجي لصورة التفاعل بين إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله تستمد حيويتها من - الولاية - بوصفها الضمان المحركّ لعملية البناء والاستقرار وبذلك نستنتج من دلالة الآية الكريمة أننا بمقدار توفير شروط هذه الولاية نقترب من مكونات القاعدة الصلبة لنهضة الأمة وعزتها وتماسكها على وحدة النهج ووحدة المحراب .
وهاهنا نشعر ونحن تحت قباب الإيمان المرفوعة وبين يدي عابدة آل محمد العالمة العقيلة زينب الكبرى (عليها السلام) بن المرأة المؤمنة توازي الرجل المؤمن في احتمال الأمانة والمسؤولية عن ميثاق الرسل والأنبياء فإذا كان المحتوى التكليفي لرباط الولاية معبّراً عن عقد بين طرفين فإن زينب (عليها السلام) قد رافقت زمام هذه الولاية طيلة عمرها الشريف بإظهار حقيقتها حيث لا يمكن للإنسان ممارسة فعل التولي إلاّ بإنجاز فعل الحرية والشجاعة والسيادة على الذات وهي الخصال التي تربّت عليها زينب (عليها السلام) في حضن الأسرة الطاهرة التي أهلتها لغمرات الولاية الصعبة وما يترتب عليها من تضحيات جسيمة تتجاوز هموم النفس الصغيرة إلى هموم الأمة الكبيرة وهذا هو السر من إشراقه هذه السيدة التي تستضيفنا في - الشام - لتواصل بتاريخها المشرق صنع المجتمع - الولائي - المتحاب المتراص على عين الله ورضاه .
فزينب التي ولدت صبيحة اقتلاع باب الشرك والظلم في خيبر ترعرعت بطلة منذورة لرسالة هذه الولاية المشروطة بالمغزى العميق من البراءة، هذه البراءة الثقيلة في ميزان الحق فزينب أميرة الصبر والحق والولاء لم تكن تسمح لعاطفتها أن تستجيش إلا عندما اطمأنت ان مسيل عاطفتها وحنانها يصبان في جداول الرسالة السمحاء كانت (عليها السلام) تعي ان دماء أخوتها وأبنائها وأبناء أعمامها والنجباء من أصحاب أخيها الحسين قد وقعت في كف الله وفي أمشاج الإسلام لذلك لم تسمح لدمعتها الموالية إلاّ أن تصّب في يد الله وفي شريان الولاية الموصولة بكليتّها بولاية الله وكما كانت ولاية جدها محمد (صلى الله عليه وآله) بالمؤمنين ولاية رؤوفة رحيمة.
الشيخ عبد الحميد المهاجر
تعليق